أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - العالم العربي ونظرية المؤامرة















المزيد.....

العالم العربي ونظرية المؤامرة


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل التعرض لهذا الموضوع البالغ الاهمية والذي يشغل بال الكثيرين على صفحات التواصل الاجتماعي من الاصدقاء والمعنيين بما يجري في المنطقة, ويختلف الكثيرون في تقدير أهميته وتاثيره في ما يتعرض له العالم العربي من أحداث أو مؤامرات , سأتطرق باختصار شديد جداً كمقدمة لهذا الموضوع لأهم الاحداث التي مرت بها المنطقة العربية منذ سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية الى أيامنا هذه .
شهد العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية, وتحديداً منذ خمسينات القرن الماضي مرحلة من النهوض القومي تميزت بانتشار واسع للحركات والاحزاب القومية والاشتراكية والماركسية وانتقال تأثيرها الى بعض الجيوش والمؤسسات العسكرية العربية ولا سيما في مصر وسوريا والعراق . حيث تمكنت حركة الضباط الاحرارفي مصر بتوجهاتها القومية والاشتراكية في الانقلاب على الحكم الملكي في مصر عام 1952 . وبقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تم تأميم قناة السويس والانتصار على العدوان الثلاثي عام 1956, وتحقيق الوحدة التاريخية بين مصر وسوريا عام 1958... ليتبعها انتصار جبهة التحرير الجزائرية على الاستعمار الفرنسي واستقلال الجزائر عام 1962 بدعم عربي وقومي شامل قاده الزعيم القومي عبد الناصر ..... ولكن مرحلة النهوض القومي التي دامت لما يقرب من عقدين من الزمن, شهدت تراجعاً منذ ستينات القرن الماضي بعد سلسلة من الضربات والانتكاسات التي تعرضت لها الانظمة القومية وحركة التحرر الوطني العربية , بدءاً من هزيمة حزيران 1967 ثم أحداث أيلول 1970 ونهاية الحكم القومي والاشتراكي في مصر بعد بوفاة عبد الناصر, تلاها خروج قوات المقاومة الفلسطينية من الساحة الاردنية في صيف 1971 . وجاءت بعد ذلك إخفاقات حرب أكتوبر 1973 بتواطؤ من الرئيس السادات على الجبهة المصرية , ثم اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 , والتي شهدت تورط المقاومة الفلسطينية بكل ثقلها في هذه الحرب الدموية والطائفية الشرسة وذلك بقرار خاطئ ومُدمر اتخذته قيادة حركة فتح بزعامة ياسرعرفات .... ولكن أشد هذه الانتكاسات جاءت مع اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني وحصار بيروت عام 1982, والذي انتهى بخروج ألآلاف من مقاتلي المقاومة الفلسطينية من لبنان عن طريق البحر الى مجموعة من الدول العربية البعيدة عن خطوط المواجهة وذلك بقرار آخر من قبل ياسر عرفات غير مُبرر تسبب في أنهاء الوجود العسكري الكبير للمقاومة الفلسطينية على الارض اللبنانية والجنوب اللبناني . ثم جاءت بعد ذلك بعشر سنوات حرب الخليج الاولى على العراق بقيادة الولايات المُتحدة عام 1992 ليشهد المشرق العربي بعدها نمو واضح للتيار الاسلامي وتراجع متواصل للتيار القومي واليساري .... ومع إحتلال العراق في حرب الخليج الثانية عام 2003 وسقوط حكم البعث القومي , تسارعت في المشرق العربي وتيرة انتشار التنظيمات الاسلامية بمكوناتها الاخوانية والسلفية والجهادية , بينما شهدت الاحزاب القومية واليسارية إنكفاءاً وتراجعاً واضحاً .. ومع تفشي الفقر والبطالة والفساد والتطبيع والعمالة في المنطقة العربية في السنوات اللاحقة , شهدت كلٍ من مصر وتونس واليمن وغيرها مع نهاية 2010 ومطلع 2011 ثورات وانتفاضات شعبية مليونية غاضبة تميزت بغياب الطليعة السياسية الثورية المُؤهلة لقيادة هذه الثورات ... لذا سرعان ما تم إجهاضها واحتوائها من قبل التنظيمات الاسلامية التي تتلقى الدعم والتمويل السعودي والخليجي بتخطيط وتوجيه من إستخبارات الغرب والناتو .. وهو تمويل يعود في جذوره الى السعودية ودول حلف بغداد منذ خمسينات القرن الماضي عندما شكلت بريطانيا برعاية أمريكية هذا الحلف الرجعي ليضم حينها العراق والباكستان وتركيا وإيران .. في محاولة من جهة لتطويق الاتحاد السوفييتي جغرافياً , ومن جهة أخرى لاضعاف الحركة القومية والاشتراكية في العالم العربي ولا سيما في مصر عبد الناصر وسوريا والعراق ..... وهنا نجح الغرب من خلال عملائه والتنظيمات الاخوانية والسلفية والجهادية ليس فقط في القضاء على هذه الثورات وعلى أي احتمالات للتغيير نحو الافضل قد تشهدها المنطقة , بل أيضا في ملئ الفراغ السياسي الناجم عن سقوط بعض الانظمة العربية باستخدام مختلف الاحزاب الاسلامية العميلة , وكذلك في نشر الفوضى والتمزق والدمار والصراع الطائفي والانهيار الامني في المنطقة . وهو أسلوب تخريبي ومُدمر استخدمه الغرب وعملاؤه أيضاً للتآمر على سوريا ومحور المقاومة ولانهاك الجيوش الوطنية وتدمير البنى التحتية, ولاسيما في مصر وسوريا والعراق .
وبالعودة لموضوع نظرية المُؤامرة وارتباطها الفعلي فيما يجري ليس فقط في المشرق العربي والشرق الاوسط وهو الاكثر والاشد استهدافاً , بل أيضاً فيما يدور في دول العالم الاخرى التي يستهدفها الغرب والمنظومة الامبريالية .... وهنا نستطيع القول ان المواقف من التآمر ونظرية المؤامرة تتلخص في ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الاول : وهو يُنفي من أو يُهمل مفهوم التآمر الخارجي على الشعوب ويُفسر ما يجري من أحداث وحروب وتخلف اقتصادي وصناعي واجتماعي وفتن صراعات دينية ومذهبية ... على أساس عوامل داخلية تتعلق بقيم الشعوب واخلاقياتها وتقدمها الفكري والاجتماعي ..الخ ودون أن يرى أصحاب هذا الاتجاه للاسف ما يقوم به الغرب من تآمر شرس على شعوب العالم سواء من خلال اعتداءاته العسكرية المباشرة أو من خلال التواطؤ مع الانظمة والنخب الرأسمالية والرجعية أو الدكتاتورية والعسكرية أو الجواسيس والعملاء , أو وشبكات التخريب والتطرف التكفيريي في العالم العربي المدعومة من الاستخبارات التركية والامريكية والممولة خليجياً ... كما لا يدرك أصحاب هذا الاتجاه للاسف أن الدول والشعوب في منظومة العالم الثالث تختلف عن شعوب الغرب والدول الصناعية المُتقدمة بمستوى التقدم العلمي والصناعي والاجتماعي وتُعاني من الضعف والانقسام ولاسيما في المنطقة العربية بسبب التجزئة المُفرطة التي مارسها الغرب الاستعماري وفرضها على المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الاولى ..... وبالتالي فإن هذه الشعوب لا يمكن أن تتحرر من التجزئة والتخلف والتآمر والتبعية للغرب مالم تُواجه العدو الامبريالي وعملائه والاحتلال الصهيوني لفلسطين , وتتصدى من خلال جبهة وطنية وقومية مُتحدة بمشاركة أنظمتها الوطنية وطلائعها السياسية والتقدمية ومقاومتها المُسلحة .... رغم أن ذلك يبدو في غاية الصعوبة والتعقيد في ظل التجزئة السياسية المُفرطة وتعدد الانظمة السياسية في العالم العربي , سواء في المشرق العربي أو في مغربه أو في منطقة الخليج .
أما الاتجاه الثاني : فهو إتجاه عقلاني مُعتدل يُؤكد على خطورة التآمر الخارجي من قبل الغرب والمنظومة الامبريالية , سواء بالاعتداءات العسكرية المُباشرة أو بالاعتماد على الانظمة والقوى العميلة , لاضعاف الشعوب المُستضعفة وتمزيق وحدتها الوطنية ونهب اقتصادياتها وثرواتها , وضرب استقلالها السياسي وأمنها القومي ...الخ وهنا لا يتردد الغرب بتصفية أي اتجاه تحرري أوتقدمي قد تُقدم عليه بعض الانظمة أو الاحزاب والقوى الوطنية في العالم الثالث .. وهنالك مئات الامثلة والدلائل في العالم العربي وبعض الدول الاسيوية والافريقية واللاتينية على تآمر الغرب , وهذا شهدناه بوضوح في القرن الماضي , من خلال تقسيم الهند والباكستان وخلق مشكلة كشمير والاعتداءات العسكرية على دول جنوب شرق آسيا , وفي التآمر على فينزويلا والبرازيل وبوليفيا ونيكاراغوا وغيرها من دول أمريكا اللتينية ... و شاهدناه أيضاً في احتلال العراق وفي دعم الاحتلال الصهيوني وترسانته العسكرية, والاعتداءات الاجرامية المُتكررة على لبنان وقطاع غزة وفي استخدام الارهاب التكفيري في السنوات الاخيرة بالتعاون مع مشيخات الخليج والاعلام التحريضي المُتآمر لتدمير وتمزيق المنطقة العربية على كافة الاصعدة ..... ولكن هذا الاتجاه على أية حال لا يُنفي بالمقابل عوامل الجهل والفساد والتخلف الفكري والاجتماعي ... الخ في وجود البيئة الملائمة التي يستغلها الغرب والعدو الصهيوني وعملائهم في نجاح وفاعلية مختلف أشكال هذا التآمر الخارجي .
أما الاتجاه الثالث : فهو يُبالغ بشدة في نظرية المؤامرة لدرجة أنه يعتبر أن كل مانشهده من أحداث وحروب وظواهر وصراعات .... الخ هي فقط مؤامرات من صنع الغرب والاستعمار , ومخطط لها منذ زمن طويل كخمسين عام أو مئة علم أو أكثر ....الخ , وهو على أية حال اتجاه ساذج ينتشر أحياناً بين عامة الشعب وأحيانا أخرى بين بعض المُثقفين البسطاء .. أو غيرهم من الذين لا يفهمون الاسس التي تقوم عليها المُؤامرات والحروب ومسائل الهيمنة على الثروات والاقتصاد والعمالة والرشاوي أو التحالفات والصراعات السياسية ...الخ



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراوغة التركية بين أستانة ومعركة الباب
- الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسم ...
- الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر
- - العقدة السورية - ومنظومة الغرب


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - العالم العربي ونظرية المؤامرة