أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - طليعة لينين... لماذا لم تأت إلى ميدان التحرير؟!















المزيد.....

طليعة لينين... لماذا لم تأت إلى ميدان التحرير؟!


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 20:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا يزال هناك الكثير ليقال عن ثورة 25 يناير 2011 في مصر؛ فهي ثورة غريبة من نوعها، وبلغت درجة غرابتها أن بدأ العديدون ممن كانوا مؤيدين لها ينزعون عنها صفة الثورية، ويرون أنها كانت مجرد فورة حماسية لمجموعة من الشباب لم تلبث أن انتهت وعاد الاستقرار السياسي إلى مصر مع بعض التحسينات القليلة والخسائر الفادحة. كذلك أخذ بعض ممن أيدوا الثورة يخضعون مسمى "ثورة" إلى التساؤل، ولا يأخذون تسمية ما جرى في يناير بأنه "ثورة" على أنه أمر مسلم به.
لماذا جرى كل هذا؟! ما السبب في هذا التراجع الحاد للمد الثوري الذي كان في أعلى ذرواته وقت الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2012؟! ربما كانت الإجابة تكمن في أحداث الثورة نفسها؛ لأن هذه الانتخابات نفسها التي أقول إنها مثلت ذروة المد الثوري، كانت في ذاتها دلالة على بدء تراجع هذا المد؛ إذ تنافس فيها العديد من رموز النظام المخلوع مع شخصيات من تيارات انقضت على الثورة، وخلت من أي مرشح مقبول متفق عليه، مما كان يعني أمرين؛ أولهما أن النظام المخلوع بدأ يعود من جديد، وثانيهما أن الثورة تشرذمت بين التيارات المختلفة، وغاب الاتفاق بين القوى السياسية المختلفة التي شاركت في الثورة، وأقول "شاركت" ولم أقل "أطلقت"؛ لأن القوى السياسية في مصر كانت في وادٍ والثورة في أوائل أيامها كانت في وادٍ آخر... هذه حقيقة!!

طليعة لينين...
ربما يكون من المفيد العودة إلى ما قاله الزعيم السوفييتي "فلاديمير لينين" بخصوص الاشتراطات التي يتعين توافرها من أجل نشوء الثورة. من بين الاشتراطات التي رأى "لينين" أنها أساسية لاندلاع الثورة وجود طبقة طليعية تقود الكفاح والنضال من أجل التخلص إلى المظالم. وفي مقال غير منشور له بعنوان "من برنامجنا"، يقول:
" إن حرمان الشعب حرمانًا تامًا من الحقوق وتعسف الموظفين الوحشي يثيران غضب جميع الناس المتعلمين الشرفاء نوعًا؛ الذين لا يمكنهم أن يسلموا باضطهاد كل كلمة حرة وكل فكر حر، يثيران غضب الملاحقين...، يثيران غضب صغار التجار والصناعيين والفلاحين الذين لا يجدون من يحميهم من تعسف الموظفين والبوليس. إن جميع فئات السكان هذه عاجزة، كلا بمفردها، عن النضال السياسي العنيد، ولكن عندما ترفع الطبقة العاملة راية هذا النضال، فإن يد المساعدة ستمتد إليها من كل مكان".
إذن، يرى "لينين" أنه من الضروري وجود طبقة طليعية تقود النضال؛ لأن الكثيرين يشعرون بالظلم الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي؛ يشعرون بالظلم في مختلف مجالات الحياة، ولكنهم لا يستطيعون التحرك من أجل التخلص منه، وهنا يأتي دور الطبقة الطليعية التي حددها "لينين" بأنها "الطبقة العاملة" لكي ترفع "راية النضال"، وحينها سوف تمتد إليها يد المساعدة من كافة الطبقات والفئات المجتمعية التي تشعر بالاضطهاد والظلم، ولكنها عاجزة بمفردها عن "النضال السياسي العنيد".

لماذا لم تـأت إل ميدان التحرير؟!
هذا السؤال منطقي للغاية؛ فلم تكن في ميدان التحرير طبقة تستطيع أن تحمل لواء مطالب الثورة. كيف؟! كان، ولا يزال في واقع الأمر، من المستحيل خروج الطبقة العمالية المصرية في مظاهرات تكون هي الطبقة الطليعية فيها التي تقود الكفاح الثوري ضد المظالم التي كان الشعب المصري يعاني منها في ظل نظام الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك". والمبررات كثيرة، وعلى رأسها أن الطبقة العمالية تعاني من انعدام الوعي والأمية السياسية نتيجة سنوات من التغييب منذ سبعينيات القرن الماضي، إلى جانب انسحاقها هي والعديد من طبقات المجتمع المصري تحت وطأة لقمة العيش بما يجعل من الصعب على أفرادها ترك العمل قبل مواعيده الرسمية للخروج في مظاهرات ناهيك عن قيادة المظاهرات.
إذن، لم يكن في مقدور الطبقة العمالية لعب دور هذه الطبقة الطليعية المنشودة، والتي غابت بالكلية عن مشهد الثورة المصرية؛ فلم نشهد في ميدان التحرير طبقة طليعية تستطيع أن تقود الحراك الثوري بحيث يصل إلى بر الأمان، ويبدأ في تحقيق الأهداف التي لأجلها قامت الثورة.
هل الشباب يصلح؟!
قد يقول قائل إن الشباب المصري كان هو الطبقة الطليعية التي قادت ثورة يناير، ولكن هذا القول يغالط نفسه؛ لأن إطلاق صفة "الطبقة" على الشباب أمر مستحيل عمليًّا؛ فالشباب هم أحد مكونات المجتمع من حيث المراحل السنية، ولكنهم منقسمون على أنفسهم بين الطبقات والتيارات الفكرية والسياسية بما يجعل من المستحيل أن يشكلوا طبقة متماسكة لها الأحلام والطموحات نفسها.
ومن أبرز الأمثلة على تشرذم الشباب بين التيارات الفكرية والسياسية المختلفة ما شهدته العديد من الأحداث بين شباب التيارات السياسية المختلفة؛ فهناك أحداث مجلس الشعب في العام 2012، والتي شهدت مشاحنات بين الشباب أنصار التيار الإسلامي والشباب أنصار التيارات الليبرالية، وكذلك أحداث قصر الاتحادية في ديسمبر من العام 2012 من وقوف شباب التيارات الليبرالية في مواجهة شباب التيار الإسلامي، وغير ذلك من الأحداث المختلفة ناهيك عن الحشد الإعلامي بتبادل السباب والاتهامات الأخلاقية بين الطرفين.
ماذا عن المثقفين؟!
ما قيل عن الشباب، يمكن قوله بكل أريحية وضمير مرتاح عن المثقفين الذين انقسموا وتشرذموا وغابوا تمامًا عن الحراك واكتفوا بإصدار البيانات لتسجيل المواقف دون تقديم أية آلية لتحقيق الأهداف الثورية، بل إن بعضهم تقوقع على نفسه، والبعض الآخر دخل في التجاذبات السياسية العقيمة التي اندلعت بين القوى التي ادعت الثورية، فيما ألقى بعضهم راية الثورة، وانضم إلى الدفاع عن النظام المخلوع مترحمًا على أيامه. وهناك الكثير من الأمثلة على كافة تلك التصنيفات الواردة للمثقفين وهناك تصنيفات أسوأ منها في واقع الأمر.
إذن، لم يكن الشباب قادرين على أن يشكلوا طبقة تستطيع أن تتحمل عبء التحرك لتحقيق الأحلام والمطامح الثورية، ولم تكن الفئة العمالية التي أطلقت وأنجحت الثورة السوفييتية قادرة على التحرك في مصر، بينما أخفق المثقفون في تقديم أي جديد يمكن أن يساهم في إنقاذ الثورة المصرية.

الطبقة؟! الرمز؟!
لا يسعى المرء إلى إيجاد طبقة رمز تتحمل هي عبء الثورة، وتتركها الطبقات الأخرى في مواجهة قوى الظلم التي ثارت الجماهير ضدها؛ فلا يمكن للثورات أن تقوم على أكتاف رموز منفردة حتى ولو كان رمزها طبقة، ولكن المطلوب كما قال "لينين" هو طبقة "ترفع راية النضال" وتقدم إليها الطبقات الأخرى يد المساعدة "من كل مكان".
لم يحدث هذا في الثورة المصرية؛ فانهارت وتشرذمت وسطا عليها من سطا، واغتالها من اغتالها؛ فهل هناك أمل في أن تأتي طبقة طليعية تقود ثورة جديدة في مصر؟!
الإجابة عن هذا السؤال تحتاج في البداية إلى التيقن الكامل من أن ما حدث في يناير كان "ثورة"!!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خماسية
- ما انتبه إليه ماو... واستغله الفلول... ولم يفهمه -الثائرون-. ...
- حلب، السويس، ستالينجراد... كفاح المدن... وصمود الإنسان
- في التناقض... والحالة المصرية...
- ما انتبه إليه لينين... ولم يره المصريون...
- سُباعيَّة شديدة القِصَر (2)
- حرب الأمير (قصة كاملة)
- المصري في عيد العمال... أرقام، وذكريات من الأدغال!!
- روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... الماكينات النسا ...
- عن رأسمالية الدولة... وعبد الناصر... و-تعاون- الطبقات...
- سباعيَّة شديدة القِصَر
- زكريا القاضي في -وا أقصاه-... أنشودة للبساطة...
- ثورة يوليو... افتراءات وما يشبه الردود...
- يا بلادنا لا تنامي... ولكن من سيتبرع للوقوف بالصف الأمامي؟!
- روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ستخانوف هرقل ال ...
- أوسيتيا... أوكرانيا... سوريا... الروس يعودون، والسيسي يربح.. ...
- مواقف من الحياة بألوان الكلمات...
- عن الإسكندرية... هل لا يزال ترابها زعفرانًا؟!
- لحظات قصصية أو قصص لحظية...
- عشرية شديدة القِصَر


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - طليعة لينين... لماذا لم تأت إلى ميدان التحرير؟!