أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أبناء النوبة مصريون (ثقافيا) رغم أنف العروبيين














المزيد.....

أبناء النوبة مصريون (ثقافيا) رغم أنف العروبيين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل مقابل وطنيتهم أنْ يكونوا من المغضوب عليهم والضالين؟
لماذا لايتعلم النظام المصرى من تجربة الجزائرمع الأمازيج؟
مرّأبناء شعبنا النوبيين بتراجيديا مأساوية منذ عام1902حتى الآن، بسبب تعلية خزان أسوان ثم بناء السد العالى. ولأنهم يتميـّـزون بالوطنية وحب الانتماء لمصر، فقد رحـّـبوا بقرارت التهجيرمن قراهم أكثرمن مرة. وفى كل مرة يسمعون الوعود بالتعويض وبناء مساكن بديلة، وفى كل مرة لاتفى الحكومات بوعودها، ولكن مأساتهم تضخمتْ أكثربعد سنة1964، حيث تـمّ (حشرهم) حشرًا عشوائيـًـا فى صحراء إسنا وكوم إمبو. ورغم هذه التضحيات- وعلى رأسها ترك بيوتهم وذكرياتهم واللصوق بالنيل (عشقهم الأثير) فإنّ النظام الحالى لايزال يعاملهم معاملة فى غاية القسوة، ليس فقط عدم الوفاء بوعود التعويضات، وليس فقط توطين مواطنين من محافظات شتى، فى المساكن التى خـُـصصتْ لهم، وإنما- فوق ذلك- جبروت القبضة الأمنية فى التعامل معهم عند أى احتجاج، أى منعهم- حتى- من الاحتجاج.
ولكن ما شدّ انتباهى أنّ العداء للنوبيين شمل الثقافة (المصرية) السائدة بجانب عداء السلطة الحاكمة، حيث دأب كثيرمن المتعلمين المحسوبين على الثقافة السائدة، الترويج لأكذوبة أنّ النوبيين يسعون للانفصال عن مصر، دون دليل واحد يؤكد مزاعمهم. بل إنّ الأمرحدث معى شخصيًا عام1999عندما صدركتابى (أبعاد الشخصية المصرية بين الماضى والحاضر) عن هيئة الكتاب المصرية، حيث كتب أحد الصحفيين فى جريدة العربى الناصرية مقالاسخرفيه من دفاعى عن الحضارة المصرية، وعن مُجمل الثقافة القومية لشعبنا المصرى، واختتم مقاله بأننى أطالب بانفصال النوبة عن مصر. فاتصلتُ بالصديق الراحل الشاعرفتحى عامر(المُشرف على الصفحة الثقافية بجريدة العربى الناصرية) فأكــّـد لى أنه كان خارج القاهرة عند إعداد هذا العدد الأسبوعى. فلما قلتُ له هل من حقى أنْ أرد على هذا الاتهام الباطل؟ فرحــّـب بطلبى وبالفعل كتبتُ مقالا (نشره بالكامل) تحديتُ فيه ذلك الصحفى أنْ يذكرمصدركلامى الذى زعم فيه أننى طالبتُ بانفصال النوبة عن مصر، وبالطبع لم يفعل كعادة الناصريين/ العروبيين.
000
إنّ العداء لخصوصية النوبيين الثقافية، هوجزء من العداء لخصوصية أى شعب. وهذا العداء آفة من آفات الثقافة السائدة الجاهلة بعلم الأنثروبولوجى، وكتب (كلود ليفى شتراوس) أنّ ((الإسهام الحقيقى لأية ثقافة لايتكوّن من قائمة من الاختراعات التى أنتجتها، بل من اختلافها عن غيرها. فالأساس بالعرفان والاحترام لدى كل فرد فى أية ثقافة تجاه الآخرين لايقوم إلاّعلى اقتناع بأنّ الثقافات الأخرى تختلف عن ثقافته فى جوانب عديدة حتى وإنْ كان فهمه لها غيرمكتمل، وأنّ الحضارة تعنى تعايش الثقافات بكل تنوعها)) وكان (ألفا أوما كونارى) رئيس جمهورية مالى عام93 صائب النظرعندما كتب إنّ ((إنكارالخصائص الثقافية لشعب من الشعوب يُعد نفيًا لكرامته))

ومن أشد القضايا ذات الحساسية فى قضية التنوع الثقافى، قضية اللغة. فلغة أى شعب هى السمة الثقافية التى تـُميّـزه عن غيره. وكل لغة فى العالم تمثل أسلوبًا فريدًا فى رؤية التجربة الإنسانية. لذا فإنّ قضية اللغة هى فى مقدمة الحقوق التى تــُـطالب بها الأقليات الثقافية. فمن حقهم تدريس لغتهم فى المدارس (كما تفعل أمريكا وبعض الدول الأوروبية) وكذا من حقهم أنْ تكون لهم وسائل إعلام خاصة بهم. ولكن هذا التنوع المطلوب ثقافيًا والمؤيد إنسانيًا يخضع لأشد أنواع القهرمن أنظمة الاستبداد العربية. ومن هنا كانت مأساة الأكراد والأمازيج، وهى ذات المأساة التى يعيشها شعب الأحوازفى إيران.
وكما حدث مع شعب الأحوازالذى احتلتْ إيران أراضيه منذ عام1925 والواقع- حاليـًـا- تحت سنابك حكم الآيات، حيث يعاملون الأحوازمعاملة أسوأ من معاملة إسرائيل للفلسطينيين، ووصل الأمرلدرجة منع المواطن الأحوازى من الحديث باللغة العربية- حتى فى بيته وداخل أسرته. كل ذلك والأنظمة العربية لاتهتم بشعب الأحواز، رغم أنه (يعتنق المذهب الإسلامى السنى) ونفس الأمريفعله النظام المصرى حيث يرفض الاعتراف باللغة النوبية. والكارثة أنّ الثقافة السائدة (بما فيها الإعلام والتعليم) مشتْ وراء النظام السياسى، واعتبروا أنّ تعليم اللغة النوبية فى المدارس (جريمة ضد اللغة العربية)
بينما دولة الجزائركانت شجاعة عندما اعترفتْ بحق الأمازيج فى استخدام لغتهم الخاصة. وأنّ اللغة الأمازيغية تـُـعتبرمُـقوّمًـا أساسيًـا فى الهوية الجزائرية، ورافد مهم من روافدها التاريخية. وتــُـعتبرلغة وطنية بموجب قراردستورى. وأنّ اللغة العربية هى اللغة الرسمية. وبعد نضال المثقفين الأمازيج لمدة عشرين سنة، تـمّ تدريس اللغة الأمازيغية فى المدارس. وبدأ التدريس فى مناطق (تيرى وزو) و(بجاية) و(البويرة)..إلخ. ثـمّ اتسع تدريسها فشمل11محافظة. إلى أنْ وافقتْ وزيرة التعليم الجزائرية (نورية بن عبريط) على تعميم تدريسها فى21محافظة. واعتبرتْ هذه الوزيرة (الشجاعة المحترمة) أنّ قرارها يدخل فى إطارترسيخ أعمدة الهوية الوطنية. وأكثرمن ذلك تـمّ اعتماد كتاب مدرسى باللغة الأمازيجية لكل مراحل التدريس. وكان ستارالختام من (النضال الثقافى الأمازيجى) انْ أصبح للأمازيج محطة إذاعة خاصة بهم تبث ارسالها باللغة الأمازيجية. فماذا حدث؟ هل انهارالنظام السياسى الجزائرى؟ أم العكس هوالصحيح، وبدأ الأمازيج يشعرون بمزيد من الولاء للدولة الجزائرية؟ فلماذا لايتعلم النظام المصرى من تجربة الجزائر، ويكف عن اضطهاد المصريين النوبيين؟ ويمنحهم تعويضاتهم العادلة بسبب التهجير، ويكف عن العداء للغة النوبية والثقافة (القومية) النوبية.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصيح اسم وزارة الصحة (وزارة قتل المصريين)؟
- أليست المادة الثانية فى الدستوركارثية؟
- كم من جرائم ترتكب باسم العروبة ؟
- مأساة اغتيال الخليفة عثمان إبداعيًا
- أليس التحقيق مع نيتانياهو علامة على الديمفراطية؟
- أليست مقولة (عجزالموارد) حجة البلداء؟ أ
- أليست مقولة (عجزالموارد) حجة البلداء؟
- لماذا لايقدم وزراء مصر للمحاكمة ؟
- فشل النظام والفشل الكلوى
- الداروينية فى مصرمنذ أوائل القرن العشرين
- هل كرسى الوزارة أهم من احترام الذات ؟
- هل المغربى يقبل سيادة التركى ؟
- كيف مزج شعبنا بين إيزيس/ مريم/ زينب
- صابر نايل وكتابه عن العلمانية فى مصر
- الأحاديث التى قننت الغزو
- ماذا بعد هدوء العاصفة ؟
- القضاء المصرى وصفعته القوية على وجه النظام
- مغزى تجريح السيدة زينب
- التوافق بين الواقع والقرآن
- لماذا يروّج الأزهرلأفكارسيد قطب؟


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أبناء النوبة مصريون (ثقافيا) رغم أنف العروبيين