أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لو كنت مرجعا دينيا في العراق.














المزيد.....

لو كنت مرجعا دينيا في العراق.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 07:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كنت مرجعا دينيا في العراق.


حتى أستحق كلمة مرجع فلا بد لي أن أراجع حال الناس كل يوم وليلة وأرفع تقريري إلى الله قبل الخلود للنوم،
اخبره ما يعرفه هو لكن لأكون صادقا مع الصادق وأقول له بلا تردد (أوعزني هدايتك وخدمة الناس).
وحتى أكون متدينا حقيقيا فلا بد لي من تقديم دين الله للناس وهم في محل عملهم وفي بيوتهم وأقول لهم أن الدين محبة، وأفضل وأقدس وأطهر ممارسات التدين أن تحب الناس كل الناس حبا لخالقهم ليس إلا.
ولأجل أن أكون ربانيا حقا على عاتقي نشر كلمة (أقرأ) بروحها وجوهرها، وأفتي أن أعظم القربات لله بعد الحب أن تجعل الناس تقرأ قبل أن تسمع، وتقرأ قبل أن تتعلم، وأن دور العبادة ليست أطهر من المدارس.
ولأكون صادقا مع الناس أولا سأجعل أول معتقداتي الخاصة محاربة الفقر ليس بالتصدق عليهم بل بإلزام الدولة ومن يتبعني بمحاربة الفقر، ومن لم يمتثل لذلك فقد برأت ذمتي منه وسأكون أول من يتضامن مع الفقراء بأعلان صيامي الدائم عن كل ملذات الدنيا التي يتحسر عليها الفقير والمسكين.
ولأجل أن يكون لوجودي معنى وأثر سأعلن بكل وضوح وصراحة أن الدين لله فمن أراد الله فليبحث له عن دين، ومن لا يؤمن به فهو حر لأنه علم وعرف والعارف لا يعرف، وما على الناس من سبيل غير الله، فليس من مسئوليتي أن أصنف الناس بقدر ما أحاول أن أشرح لهم دليل إيماني بالله وهم أحرار بما شاؤوا وإن شاؤو.
ولأخلي مسئوليتي أمام الله والناس وأتبع الحق لن أترك فاسد يعيث في الأرض مطمئنا ولا أدعه في غيه هانئا مهما كان قريبا أو نسيبا ولو كان أبي أو أبني، فعهد الله أعظم وسخط الله على المتقاعسين أوخم.
ولأضمن أن لا أحد يخدعني من نواب ووكلاء وأئمة يصلون في الناس سأكون أنا الإمام الذي يرقب الأسواق ويزور المستشفيات ويذهب للفقراء في أماكنهم أسمع وأسمع وأسمع وأقرر بعد ذلك.
سأحرم على كل من يتحمل مسئولية في المجتمع أو الدين أو السياسة أن يتمتع بخلاف المعقول من العادة، وسأفتي أقربكم لله ورسوله أشدكم حرصا على مراعاة الناس في أحوالهم، فالعمل لأجل الله عمل تطوعي ليس مأجورا ولا بثمن فمن أراد القرب أستقرب ومن أراد مغانم الدنيا فعليه بالأسباب الشرعية.
سأفتي بأن العمل من أجل العيش والكرامة والسلام أولى من التعبد والله أرحم من العبد، فهو يتقبل حتى العبادة القلبية مع العمل ولا يتقبل العبادة الحسية مع الكسل، وهو الذي قال أعملوا ولم يقل تعبدوا.
الدرس الديني والزي الديني والمنزلة عند الناس لا تضمن لأحد القرب من الله ، بل العمل الصالح عنوان الصدق والقرب والطهارة، والأصل تزكية النفس عن الرياء والمظهر في العمل والنية الصالحة.
وسأفتي حصرا لمن تولى أمر الناس (كن ربانيا سيكون الله والناس معك ولا داع لأن ترم نفسك بالتهلكة وأنت تبيع الوهم وتتخذ السوء مغنما)، فأما أن تكون قادرا عليها فتنجو، أو دع عنك ما لا تتحمل فلن يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت.
سأعلن أن الجهاد في سبيل الله هو جهاد النفس (أولا) أن تكون للناس عونا وسندا، فخير الناس من نفع الناس وليس من تميز عنهم أو تعالى ظنا منه أن الدين ميزة ترفعه وتحط غيره، فالدين لله وعامل البشرية معاملة الأب لأبنائه مهما كان متفقا معك في ما تحب أو مختلفا فيما لا ترضى.
سأقول وأعمل على أن مال الله ومال رسوله للناس كافة، فالله رب الناس ورسوله أبو الأمة، والناس كلهم شركاء في خلافة الرب وفي إرث أبيهم، وأنا ومن معي على هدى أو في ضلال مبين.
في أعتقادي وضميري أن سخط الناس بزول حين يعرفون أن الحق أولى أن يتبع، وحذاري من غضب الله على الظالمين، فألتمسوا ما يرضيه لا ما يرضي أهل الأهواء والبدع، وما أنا عليكم بوكيل ولا كفيل ولا نائب بل أنا مستشار رشيد إن أحسنت وأصدقت الناس قولا.
سأقول وأكرر القول أن غاية الله من الدين ليس التعسير على بني آدم بل العمل على تسهيل الحياة وأعمارها بالخير والعمل الصالح الذي تبنى فيه الأوطان، وما الفروض والواجبات إلا راحة للعقل ومحطة توقف لمراقبة النفس وحثها على أن تكون دوما عنصر خير وسلام فقط.
أولى الناس بالأنبياء وأقربهم منزلة من عمل على إزالة الظلم ونشر التسامح وألف بين القلوب فهذه أولويات الدين ومنهاج الصالحين، فمن أمن بالله كف شره وشر من يريد بالناس شرا وليس أتقاء الضرر الفردي بحجة مراعاة الواقع.
سأفتي بإشباع جائع عند الله خير من ألف ركعة في محراب لا يأمرك بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه والمسكين واليتيم وأبن السبيل، فالدين رحمة قبل أن يكون نعمة.
ليس المهم أن تحصي ما تعبدت به لله ما لم تجرك العبادة إلى نفع غيرك بها، فلا تكن عبدا لها وكن عابدا في محراب الحق وأهله، وأن تكون نبيا برسالة ورسولا بين الناس لدينك وقدوة حسنة لمن أبى وأستكبر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى كل ذي لب ويفهم.
- العراق المدني ومستلزمات التغيير والتحول الديمقراطي. ح1
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح3
- ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2
- ماذا عرفت بعد التوهم؟
- كلمات طائرة بلا أجنحة 2
- أخر وصايا الرحيل
- منهج النخبة المقاومة ومشروع التغيير
- هل نحن على مسافة واحدة بين الحب والكراهية
- كلمات طائرة بلا أجنحة
- عندما يصبح الوطن سجنا والحياة لحظة عبث
- دماء على الأسفلت وأخرى تهاجر مع البحر
- المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.
- الحب وفصول ...... الربيع
- هل الظلم ثقافة تكتسب أم سلوك طبيعي
- تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان
- الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية
- الوطن وأنت كاحمامة في لجة السماء
- هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - لو كنت مرجعا دينيا في العراق.