أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - رشوة العقل














المزيد.....

رشوة العقل


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 19:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رشوة العقل عبارة عن مجموعة الأفكار والمعلومات التي يكتسبها خلال حياته ويستخدم البعض منها بانتقائية ذاتية ودون مؤثرات خارجية لإقناع العقل بتسويق وتمرير فكرة ما والتعامل معها , رشوة العقل كلمتين مقاربتين لمفهوم غسيل الدماغ , لكنها عملية مختلفة نسبياً ففيها يقنع الفرد ذاته ومن صميم الذات و دون مؤثرات خارجية بشيء معين , نعم هو مصطلح غريب لم يسمع به الناس , ولكن ما دفعنا لأخذه عنوان لمقالتي هي طرق التفكير والإقناع الذاتية الغريبة , التي شاهدتها وصادفتها في حياتي عند بعض الناس وهي تخاطب عقولها بصمت لتقبل فكرة والتعامل معها على أساس أنها راحة له حتى وإن كانت ضاره أو سلبية , فالمحشش يبدءا من سيجارة واحدة , يريد يجرب مره واحده ومن ثم يدخل عالم الإدمان وبعدها يقول بأنه يشتري مزاجه , ومدمن الكحول يقول بأنه يشتري راحة باله حتى وأن شرب تحت عذر الاحتفال بمناسبة كل يوم يبتدعها لذاته , و متعاطي القات يمضغه تحت عذر الجلوس و أللمه مع العائلة والأصدقاء و لا يعتبر زراعة القات نباتاً مخدراً و لا يؤثر على الصحة العقلية ليقنع نفسه لتبرير الإدمان , وهناك من يشرب شرب الشاي أو الكوفية بزيادة أثناء تدخين السجائر والعكس باسم تعديل المزاج , وربما تكون رشوة العقل خطرة وقاتله مثل امتلاك الفرد قطعة سلاح في بلد آمن وهو لا يجيد استخدامه ولكنه يقنع عقله بأنه سيكون بأمان , رشوة العقل قناع وإقناع الذات بالنسيان و راحة العقل ومن التفكير في مشكلة ما, فآلية رشوة العقل تقوم على القناعة الذاتية والوقوع التوافقي السريع النفسي والذهني الذاتي , وفيها ايضا محو الأفكار والمفاهيم , التي يراد حذفها بأفكار محدثة ذاتياً يتبعها معايير سلوكية وأدوار اجتماعية وجميعها عمليات ذاتية المنشأ والتفكير والتطبيق .
رشوة العقل تتقارب مع مفهوم غسيل الدماغ من حيث بناء الأفكار ومحوها , وتختلف من حيث طرق الإقناع و وسائل الربط النفسي , فعملية غسيل الدماغ أساسا تتم عبر التأثير الخارجي و تهدف إلى السيطرة على جميع الظروف المحيطة بالحياة الاجتماعية والجسمانية للفرد , بينما في رشوة العقل العملية ذاتية بحتة وعن قناعة شخصية يختلق فيها الفرد أفكار مقنعة لذاته .
رشوة العقل يمكن تصل بالفرد إلى حالة الاكتئاب والقلق إذا كان من محبي ممارسة رشوة العقل بالمعتقدات الخاطئة بشكل مفرط وخاصة إذا كان من سن مبكر لان ستتكون لدية أنماطا معرفية عقلية سلبية ثابتة نسبيا ناتجة عن تكوين تأويلات غير طبيعية لأحداث الحياة تجعل الفرد عاجز عن استبدالها دون مساعدة الدكتور النفساني , وهنا تلتقي رشوة العقل مع غسيل الدماغ الذي قال عنه عالم النفس الهولندي جوست ميرلو قتل العقل للتعبير عن عملية غسيل الدماغ , مشيراً إلى أن العملية توجد خضوعاً لا إرادياً وتجعل تحت سيطرة نظام لا تفكيري , ولذا هنا نرى جماعات التطرف والإرهاب والإجرام وتجار الدين تنشط و محشورة بكثرة في هذا الحقل ومعها المضطربين نفسياً و الجهلة و حملة الأحزمة الناسفة الباحثين عن حور العين , وشلة مالكي مفاتيح الجنة وطلاسم السيد الواقية من الرصاص والقذائف وتحمي مراقد السادة و السيدات من قصف B 52 وتوبوليف تي يو -160 وقذائف المدافع والدبابات .
العقل مثل العضلات كلما مرنته ودربته في المدرسة والجامعة وفي صالات المعارف و العلوم كلما زادك قوة و كبر معك وأفادك وعزز من مناعتك الفكرية والجسدية و مكانتك الاجتماعية , ولكن في دولنا العربية , حيث رشوة اليد تسبق رشوة العقل , للأسف عضلات العقل العربي القليلة أصبحت لا تجد مدارس العلم وصالات التدريب والتمرين إلا خارج أوطانها , لأن دولنا مشبعة بمدارس وصالات التجهيل التابعة لتجار الدين والمتشددين أعداء الفهم الصائب الذين يمنعوك من تمرين واستخدام قدراتك العقلية بطريقة حرة وصحيحة , و يحاربوك بكل الوسائل, لكي تسخر أفكارك في خدمتهم ومن يشاهد الفضائيات العربية سيشاهد تلك ألأوجه المتعبة لبعض المثقفين السائرين عكس فطرة العقل السليم , بسبب تعاملهم بمبدأ رشوة العقل و رضوخهم لتقبل الخطاء كصواب والكذب كحقيقة.

د/ مروان هائل عبدالمولى



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختصر إستراتيجية النظام ألأمريكي داخلياً وخارجياً
- حقائق متواضعة عن الارهاب في اليمن
- تحية للمتسولة و للأجهزة الأمنية
- أستاذ عادل عدن مسلمة ومسالمة
- متى يكون الاعتذار لعدن حتى المهرة
- مفهوم الأمن القومي في صنعاء وعدن
- من ينصف مدينة عدن وأبنائها
- لا تحزني يا شذى
- لا فائدة من وحدة الأرض في غياب وحدة الإنسان
- لا تقلقوا صنعاء ليست عدن
- كلمة ولو جبر خاطر
- الثقافة الجنوبية عنصر قوة ومصدر فخر
- النيابة العامة بين القصر الجمهوري والقبيلة
- الدبلوماسية الجنوبية القادمة والإطار الجيوسياسي الساحلي
- خطاب السيد طائفي وخالي من الضمير الإنساني
- لغز القاعدة في مدينة الحوطة
- بين صنعاء وعدن ثقافتين مختلفتين
- سياسة الغدر والعبث بالأنفس اليمنية
- عن أي دوله يمنية يتحدثون ؟
- تحالف الضحية والجلاد


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - رشوة العقل