أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى محمود على - تمذهب الديمقراطية وسياسة اعتقال العقل














المزيد.....

تمذهب الديمقراطية وسياسة اعتقال العقل


منى محمود على

الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 16:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمذهب الديمقراطية وسياسة اعتقال العقل ................. منى محمود علي
تم اعتقال العقل العراقي على يد جماعة المذهب ، فخضع آسرا نفسه لها ، بعد ان وجد في اسره معقول عقلي بموجب دلالات مرت بتاريخه ، ونحتت شروخ حياته فمست عمق اعماقه ، فكان لهذا التأسيس الاجتماعي هدف اختزل العراقي المتمذهب عقله ومنطقه وانسانيته بها ، ولتصبح حياته ومماته من اجلها ، وليعيش حياة وهمية مخيالية تقوم على قاعدة الانغلاق والسياج الفاصل مع الاخر معتبرا ان نظرته هي وحدها الصحيحة وذات معنى وان ما عداها اقل قيمة وغير مقبولة وعديمة المعنى . اي ان قدرتهم على تصور اي شيء مخالف ومغاير لهم امر غير عقلاني ، وهذه هي سمات المجتمعات المغلقة التي اصبح المجتمع العراقي منها .
التأويل والتفسيرالاجتماعي مرهون بغياب القدرة الاجتماعية على التحرر من وهم التسليم واتباع المرجع ، والسبب الحقيقي هو غياب الفعل الثقافي المقابل من الوعي واقصد التدين الخالص اي ان الوعي الغى العقيدة الخالصة واحل محلها المذهب او ان المُتمذهب ارجأ العقيدة الخالصة بعد ان ربطها بالمذهب فاصبح لكل مذهب عقيدته المضاف اليها والمحذوف منها ، وهذا سهل تسليط قيم الثقافة المذهبية على العقل العراقي حتى اصبح المذهب كالقتيل الذي لابد من اخذ الثأر له ، والثأر يؤخذ في الثقافة البدوية من أي من افراد الجماعة وهذا ماحدث ، وتحور ثأر الماضي الى ثأر الحاضر ليكون اكثر شراسة وامتدادا زمنيا ليثأر من الاخر . هذا الاعتقال للعقل يعتبر مجرد التفكير في مسلمات المذهب هو انتقاص من ثوابته وتنقيص له لذا فقد حصر التفكير في مرجعه الرمز أي ان ثقافة التمذهب مرتبطة بثقافة الرمز فهو من يقرر لهم و بالمقابل يرون فيه العارف المتنبأ بمستقبل الامور فيصبح وصي عليهم ، اما هو فيكون تابع للرمز الوصي ، والتبعية يعني التحكم وبالتالي اعتقال داخل فكر مذهب واحد وعكسه مروق وربما زندقة وبذلك غُيب المخالف مهما جاء بالحجج واللجج ، واخيرا فأن كل هذا يوصلنا الى ان اعتقال العقل لن يحقق الا النقل عن الاوصياء والرموز وبالتالي لاحق له بالانتقاء الا من خيارات يضعونها امامه هي بصالح المذهب اولا واخيرا وان كانت مضرة له وبذلك اعتقل عقله داخل خيارات محددة وغير مسموح له يجدد ويحدث ويجتهد خارجها ، فهزم الوعي وتنحى جانبا .

الديمقراطية المجددة والمحدثة للمجتمع مؤمنة بثقافة حرية الفرد وحرية خياراته وعقيدته أي انها تؤمن بالحريات ولا تؤمن نهائيا بالنقل او التبعية فثقافة الديمقراطية هي ثقافة وطنية وليست ثقافة فرعية لانها تحقق مصالح عامة للوطن اجمع وليست لجماعة دون اخرى . والديمقراطية هي " حكم الشعب" ولكن عندما يصبح الشعب معتقل داخل عقل المتمذهبين، الذين يجعلون من المذهب هوية المواطنة ، ذلك يعني هدم لركن من اهم اركان الديمقراطية. وهو حرية الاختيار.
وما يحدث يوميا هو وضع المذهب بمواجهة مع تفاصيل الحياة ، ومنها حرية الراي والخيار كما في المواجهة مع الديمقراطية واقصد الانتخابات ، فجماعة المذهب تختار المرشحين تبعا لعقليتها وعقيدتها متعالين على القوانين والدستور مؤمنين بوهم القوى الخفية التي تسندهم فتملى خياراتهم على تابعيهم ، ولا حق للناخب بالخروج عنها ، والاخطر هو الترويج لاختيارهم والرضى بهم بطريقة "الوعيد بالاخرة " وهو خيار بين الجنة والنار ، وليس بوعد دنيوي ، أي ان الديمقراطية هنا اصبحت وسيلة لتحقيق آخرة وليست بحثا عن الدنيا وحقوقها ، وهذا يلغي معنى الديمقراطية فيصبح الناخب طوعا او كرها خاضع لهذه المظاهرة الفاشية مذهبيا .لأن ألاساس هنا اصبح سلطة غيبية تعلو الجميع، يتحكم بها أوصياء المذهب ومن يدور في فلكهم ، والذين يدّعون أنهم يمثلون الله على الأرض . لذلك فأن كل سياسي في ظل الديمقراطية له حق تسويق نفسه ، وفي ظل هذا النظام المتمذهب يعمل السياسي على ان يقدم عروضه بطريقة شبه ديمقراطية فهو لايقدم برنامجا مستقبليا الا بشكل ظاهري ولكن ضمن اهم ما يتضمنه عرضه هو بالتمسك غير العقلاني في صراعات مع الماض حيث مقدسهم لا زمني فتبدو ايحاءا بالتمسك بفضيلة الماضي للحصول على شعبية ما للوصول الى هذفه السياسي ، ذلك بممارسات ومشاركات فعلية لطقوس المذهب امام الناس ، بينما حياة الناس في الواقع الحالي تتطلب تحقيق الحاجات المادية وليس الروحية ، وبحكم الاعتقال يصبح التمذهب داخل النظام الديمقراطي يدعو لانتخاب من يوصله لاخرة سعيدة عن طريق التمسك بالماضي ، بمعني وجوب اختيارالسياسي المتمذهب .
وهنا نصبح أمام تشكيلتين متضادتين متعاكستين لاتلتقيان من حيث الشرعية والأهداف.(التمذهب و الديمقراطية ) بل أختلطت الرؤى والتشكيلات الثقافية والاجتماعية والدينية بالرؤى والتشكيلات المذهبية وتصدًر هذا المشهد جماعات مذهبية متعددة حورت الديمقراطية السياسية باتجاه ديمقراطية متمذهبة لتكون اكثر سلبية عن طريق خطاب بدائي مشحون منحدر من صلب الاختلاف اعتمد احداث و وقائع الماضي والحاضر اجندة له ، فحرك المجتمع متوجها الى الماضي ليستعير منه ادواته في محاولة سياسية شرعية شكلا لأعادة انتاج نفسه بديمقراطية متحورة الى دكتاتورية مذهبية اكثر شراسة بالدفاع عن كرسي الحكم و الى ما لانهاية متوقعة من الاحتكار و بشمولية سياسية و مذهبية جديدة ،.دفع المجتمع بكليته ثمنها غاليا ..



#منى_محمود_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمذهب الديمقراطية وسياسة اعتقال العقل


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى محمود على - تمذهب الديمقراطية وسياسة اعتقال العقل