|
بماذا تفيد كوردستان ان تجعل اربيل وكرا لنشاطات البعثيين ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان القادة في اربيل لازالوا على التوجه ذاته من ما ساروا عليه قبل السقوط و الصراع الذي كان قائما بين الاحزاب الكوردستانية من حيث علاقتهم مع دول الجوار، غير ابهين بما تغيّر من الاوضاع السياسية . لم يبق اي مبرر لديك على ان تبقى على العقلية و التوجه ذاته و تتعامل مع الاخر بما يمكن ان تفعل ما يمكن ان تضرب حتى من تحت الحزام و تستقوي بعدو الامس دون ان تعتبر من التاريخ و ما تاثرت به انت بنفسكقبل غيرك، و كيف فرض عليك ما اعتمدت عليه الفشل الذريع في اخر الامربعد ابرام اتفاقيات بين القوى الاكبر منك، و تاتي اليوم و تعيد اللعبة ذاتها مع تلك القوى و غيرها . من هذا المنطلق يجب ان ندرس كيفية التعامل مع الجهات العراقية الداخلية مع التفاعلات الجارية و التداخل المفروض بين الجهات الخارجية و الداخلية و منها الجهات التي تقحم نفسها و كانها قوى داخلية عراقية، كما هو حال تركيا وايران و صراعهما في العراق سواء بشكل مباشر اوعن طريق مريديهما و التابعين لهما في بغداد و اربيل . نسمع في هذه الايام ان القوى و الاجنحة البعثية تجتمع و تلتقي في اربيل بشكل دوري و تخطط بشكل علني و تتحرك بحرية تامة كما لم نلمسها او نسمع بها من قبل . هنا يمكن ان نسال لماذا و من له المصلحة في ذلك و ما هو دور القادة الكورد و موقفهم من هذا و ماذا عن خصوصياتهم وكيف لايعلمون بانهم يضرون بما يفعلون القضية الكوردية برمتها، لو خضعوا للامر الواقع بامر دول اقليمية، ام المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة قد غطت اعينهم دون ان يروا بعد خطوة عن توجهم و توقعاتهم . هل تخطط السنة من اربيل لما تفضل ان تكون عليه العراق فيما بعد انهاء داعش، ام هل تريد السنة ان تصارع الشيعة من اربيل و تستقوي بالكورد او جزء من الكورد بمساعدة تركيا و الخليج، و هل من الممكن ان ينفذوا مع الكورد مخططات مشتركة يمكن ان تفرضه دول محورهم، و هذا المحتمل لما يمكن ان تسمى بدولة شمال العراق تاركين بغداد و الجنوب للشيعة كما يمكن ان يحلوا لهم، و به يمكنهم ان يقطعوا الهلال الشيعي في المنطقة و يمنعوا التواصل فيه، يعتقدون انه سهل المنال و يمكنهم بهذا منع ايران من التواصل على الهلال الشيعي و يعرقلون به ما يمكن فرضه في المنطقة من قبل ايران والمتبقى من العراق المستقبلي . اما نسبة النجاح لهذا السيناريو لا يمكن تقديره بل يمكن ان نجزم بان الكورد هم الخاسر الاول في هذا . اما ان تجعل اربيلمكانا و مأمنا و مقرا دائما لمن استعمل كل ما لم يحله الله ضد الشعب الكوردستاني فكرا و عملا سياسيا و عسكريا ابان السلطة الدكتاتورية العراقية السابقة، فانه عمل بعيد عن الاخلاق والاداب و الضمير الانساني و نُفذ باسم السياسة و الحفاظ على امن العراق . انك لم تضع خطا احمرا امام تفكيرك و خطواتك لما تريده و تصارع من تعتبره عدوك الداخلي كما تصارع به الطرف الخارجي فهو ماسآة و كارثة سياسية لا تعرفها بعض الجهات الكوردستانية من اساسها، لانها استمرت في ممارسة المخططات التي ارادت بها نفي الاخر واعتمد عقلية و لبعة اما انا او لا احد . و عليه غير مهم لديه ما يمكن ان نسميه القيم و الاعراف الاجتماعية السياسية ايضا . هل خرج الامر من ايدي السلطة الكوردستانية و انهم خضعوا لللجهات الاقليمية المنفذة ومن لديه بما يمكنه ان يلجمهم ان اعترضوا نتيجة ما لديه من نقاط ضعفهم السياسي و الاقتصادي ويامرهم بما يجب ينفذونه صاغرين و شاكرين . من البديهي ان لا ينتظر الاخر بما تفعله و يفرض ما لديه من القوة لمنعك من هذا سواء يستبقك او يضع العراقيل الداخلية و بايدي الداخلية ان امكنه، و عليه لا يمكن ان تفيد بما تعلمه من ان تجعل اربيل وكرا للبعثيين و هم يهبون و يدبون و على الهواء مباشرة، فانك تغامر كل ما اكتسب من الشيء القليل بالدماء الغزيرة التي سكب من المضحين الشهداء من الشعب المغدور على امره دون ان تتوقف لحظة و تفكر بعمق على ما يحصل فيما بعد خطواتك البهلوانية . لو فصلنا ما يجري بحذافيره، محاولة تركيا و دول الخليج مساندة السنة و بمساعدة الحزب الديموقراطي الكوردستاني و بشخص البرزاني مغرينه بمنصب ربما يكون وهميا الان، و به تسحب البساط من تحت ارجله داخليا او عراقيا في ابقاء على اي خيط رجعة للتعامل مع المركز في حل المشاكل العويصة بينهما من جهة، و تسحبه من مجال ان يكون على الحياد بين المحورين مستقبلا . العراق و بما فيه من السلطة الحالية هي الخاضعة بشكل و اخر لما يهم ايران مهما نفت السلطة المركزية، اي لا يمكن ان تخطوا السلطة المركزية خطوة واحدة دون استرضاء ايران او دون ان تكون لصالح ايران، و عليه الخطوة الحازمة التي تريده ذلك المحور فانك خرجت من المعادلات الداخلية العراقية و فسحت المجال لاي خطوة عسكرية ممكن ان يتبعه المركز بناءا على هذا المبرر او الحجة . لذا، سواء علمت بنفسك ام لا فان هذه التحركات الخطيرة التي تتم في اربيل و بموافقتك ستكون بداية مضرة و تقع على مصالحك بعد انهاء مرحلة داعش ، و انت تكرر يوميا بان طريق الاستقلال يمكن ان تبدا من ارضاء بغداد بما تنويه و تحل القضية باشترضاء و ديموقراطية . فهل من الممكن ان تكون هناك دولة سنية باكثرية جغرافية و عددية من حيث النسمة و تشاركه انت الذي ليس لك اي مسند او دعم و تكون لك ما تريد او تحقق اهدافك خلاله، هذا خيال . اي الضربة الاولى ستكون ضدك ممن تتوافق معهم اليوم و لم تقدم لكوردستان غير الانقسام و الانشقاق و التوزيع الاجباري على المحورين، و تبني بما تعمل حدودا جديدا و تقسم بها كوردستان الى خمسة ازاء بدلا من توحيدها . و عليه يجب الحذر الشديد من اللعب الاقليمة و ما تحاول الدول و بالاخص المنقسمة عليهم الكورد من مخططات و سيناريوهات بعيدة الامد، و اول المسؤلين على اي فشل للتربة الحالية بمشاركة القوى الخارجية في خططهم ، هو البرزاني و الحزب الديموقراطي الكوردستاني بشكل اكبر و اكثر من الاخرين المنقسمين على المحورين .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما يحمله اردوغان هو هوس امبريالي قومي تركي
-
المرحلة لازالت تتطلب الكاريزما ام الخلل في الوعي العام ؟
-
المطلوب هو التفكير العقلاني للكورد في هذه المرحلة
-
ما نهاية مائة عام من الاحبا ط ؟ ( 3 )
-
ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )
-
ما نهاية مائة عام من الاحباط (1 )
-
ايهما ارهابي ملكك المعظم ام حزب العمال الكوردستاني ؟
-
القادة اجهض حلم الكورد و ليس الشعب الكوردي
-
الحلول الترقيعية باسم التسوية
-
يكفي الكورد مافيه
-
الكورد ما بين الابيض و الاسود في توجهات ترامب
-
ماهو الهدف الاستراتيجي المشترك للقوى الكوردستانية
-
عدم اعتذارهم من الشعب الكوردي
-
موقع الكورد من المخططات المخابراتية الاقليمية و العالمية في
...
-
لما نجعل من استقلال كوردستان بعبعا
-
اثر الاسلام السياسي السلبي على فكر و فلسفة الناس
-
هل سيسجل العبادي تاريخا ناصعا له في حل القضية الكوردية
-
هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟
-
الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
-
من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
المزيد.....
-
لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار
...
-
ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
-
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
-
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو
...
-
دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في
...
-
تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد
...
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/
...
-
-كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة
...
-
تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
-
?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|