أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - هلوساتُ عاشقة














المزيد.....

هلوساتُ عاشقة


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 17:04
المحور: الادب والفن
    


هلوساتُ عاشقة
(بطلة روايات وأسماء مستعارة)

محمود كعوش
تسألني عن أحوالي وعن ما آلت إليه أمور حياتي خلال غيابك الذي طالَّ وطال؟
تسألني وتُلِحُ في الأسئلةِ متذرعاً بالقلق والرغبة في الاطمئنان علي؟
تسألني وتريدني أن أُنصتَّ إليك بإصغاء واهتمام بالغين، وتريدني أن أجيب على أسئلتكَ بإسهابٍ ووضوح؟
لطالما أنصَتُّ لأسئلتكَ وتساؤلاتك المتلاحقة، ظني أني كنت خيرَ مستمعةٍ لكَ وخيرَ متفائلةٍ بوجودِكَ في حياتي ومستقبلي معك.
عجباً !! كلُ العجب !!
كيف تسألني وقد عرفت أني كنتُ تلكَ الحسناءَ اللاهثةَ وراءَ الموعدِ المستحيلِ، ظني أنَ المستحيلَ مَعَ الأحبةِ جائزٌ، وأنَ لا مكانَ للمستحيلِ أو المُحالِ معَ الحُبِ، وأنَ في الآتياتِ مجالاً، بل مجالاتٍ وافرةً ومتنوعة.
ياه، كم كنتُ ساذجةً، بل بلهاء !! ياهٍ وياه !!
هل علمتَّ يوما يا من دأبَ طيفُهُ على زيارتي، ويا من طرق أبوابَ حلمي أنني غالباً ما كنت أسير وسط الزحام وأنا أكاد لا أعرف نفسي ؟
وهل علِمْتَّ أن أشياء كثيرة كانت تراودني وتداعب أحلامي ويتردد صداها في مخيلتي وأنا أعيشُ بأوديةِ الفراغِ وحيدَةً ملتهبةَ الظنون ؟
وهل عرفتَّ كم من المراتِ فقدت بوصلتي وأنا أسعى لوصالِكَ، فتاهت زوارقي في عبثِ الشجون، واحترقت معاطري وجَفَّ عبيرُها بينَ المباخِرِ، وبدا الوصالُ بعيداً بعيداً بعيدا ؟
أشياء قد لا يجدي ذكرها مع أني غالباً ما أنتظرتها بكثير من الأناةِ والصبر والأمل، خاصة عندما كانت تضن علي بالمجيء.
كنت أظن أنها لن تأتي أبداً، أو ربما تأتي بعد أن يمضي الأوانُ ويفوتَ قطارُ الشوق.
بماذا ترديني أن اخبرك ؟
هل تريدني أن أخبرك أنني كنت أهم الى سريري كي أوهم نفسي بالنعاس والرغبة في الرقاد الذي جافاني مذ عرفتك ؟
أم أنك تريدني أن أخبرك أنني ما كنت أفعل ذلك إلا هروبا من الواقع المؤلم إلى عالم الافتراض، بل إلى عالم الخيالِ والوهم ؟
هل تريدني أن أخبرك أنني غالباً ما كنت أغفو لأصحو على موعد مع الشوق؟
وهل أدركت يوماً مدى حبي لك؟
وهل وهل وهل، وألف هل وهل؟
نعم كنتُ تلكَ الحسناءَ الساذجةَ، بل البلهاءَ، اللاهثةَ وراءَ الموعدِ المستحيلِ، ولكني كنت أدركُ أن اليومَ المعهودَ لمْ يأتِ ليأتي معه الموعدُ المعهود، بل كنت أدركُ تماماً أنهما لن يأتيا أبداً!!
وكنتُ على الدوامِ أرسمُ من خيوطِ الوهمِ آمالاً عريضة، وأضربُ معَ الآهاتِ لنفسي مواعيدَ بعيدة، وأتصنعُ الابتسامةَ والفرحَ، بينما كانت جعبتي ملآى بكمٍ هائلٍ من الآلامِ والأوجاعِ التي لطالما أخفيتها عنكَ وعن الجميعِ عن قصدٍ وسابقِ إصرارٍ وترصدٍ، حرصاً على أنوثتي وحفاظاً على كرامتي، وحتى لا أخسركَ، علماً أنني لم أكسبك يوماً.
وكنت على الدوامِ أنسى أو أتناسى أنَ أجمل ما في حديث الحب بالنسبة للرجلِ الشرقي هو أن تُشْعِرَهُ المرأةُ من وقتٍ لآخر بذكوريتهِ، أو تُذَّكِرهُ بها، لذا كنتُ أبدو كمن تتقن فن العشق في العالمِ الافتراضي، أو في زمن اللامعقول.
ولهذا أصبحت أنظر إلى من يغادرون عالم قلبي من الرجالِ بلا مبالاة، ودون أن أكلف نفسي عناء البحث عنهم، ولا حتى مجرد السؤال عن الجهات والبلدان التي قصدوها.
وهكذا بِتُّ بطلة روايات الحب والرومانسية تلك، التي يُذكر فيها اسم الحبيب أمامها مرات عديدة ويبيت قلبها في انتظاره على مقعدٍ شاغر وسط حديقة وهمية، وهي تقسم مراراً وتكراراً أنها كانت عمياءَ القلبِ والوجدانِ، وأنها واصلت مسيرتها في طريقٍ رسَمَّتْ على جنباتِهِ أسماءَ مُستعارة !!

محمود كعوش
فبراير/شباط 2017
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنَ القَلْبِ لِلْقَلْبِ أحبُكِ أكثرْ !!
- محضُ صدفَةٍ أمْ رمْيَةٌ بِلا رامي !!
- صدفةٌ أم رميةٌ من غيرِ رامي ؟
- أشتاقُكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- أشتاقكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- للحوارُ بقية قد تأتي لاحقاً !!
- 98 عاماً على ميلاد المارد العربي جمال عبد الناصر
- نجدد العهد لشهداء فلسطين الأبرار في يومهم السنوي
- الدبلوماسية المصرية في عهد السيسي عجيبة غريبة !!
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- المطلوب وقفة عز وشرف مع الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني
- رحل صديق الفلسطينيين والعرب فتحية لروحه
- برافو سلطة !!
- أكانت ديمقراطية أم جمهورية تبقى إدارة صهيونية !!
- من قتل عرفات ومتى ينال الجاني عقابه؟
- سيدُ البنفسج
- وذَكِّر إن نفعت الذكرى...مذبحة كفر قاسم
- خالدٌ أبدَ الدهر !!
- في الذكرى السنوية الأولى...تحية لجيل انتفاضة السكاكين (2)
- حذارِ حذارِ يا نشطاء فلسطين في الشتات من غضبة عباس !!


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - هلوساتُ عاشقة