أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد الأطلسي - صدام الحضارات وأزمة العالم الإسلامي














المزيد.....

صدام الحضارات وأزمة العالم الإسلامي


رشيد الأطلسي

الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 00:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


خلال القرن19م، اتجه العالم الغربي أو الحضارة الغربية إلى التمدد والتوسع على حساب الثقافات الأخرى، وذلك راجع إلى حتمية هذا التوسع مادام أن فلسفة التاريخ تعلمنا، أن كل حضارة تحس بالقوة، إلا وتكون تبعات ذلك رغبة هذه الأخيرة في التمدد.وهو نفس المنطق الذي يحكم قوانين الفيزياء. وقد ظهرت على إثر ذلك النزعة الاستعمارية الغربية، وبدا العالم الغربي الأوروبي، الذي دشن الحداثة وأصبح راعيها،بدأ في فرض قوته وإعلان نفسه كمحور، واعتبر باقي الثقافات هوامش وأطرافا.وقد انصاعت بعض الثقافات لهذه الهيمنة الغربية، بينما أخرى واجهت الاستعمار ورفضت الحداثة التي ظلت مرتبطة به، لأنها تمثل في نظرها تهديدا لكيان الثقافة، وأنا أستعمل هنا كلمة الثقافة بالمعنى الشاسع للكلمة والذي يمثل كل العناصرالتي تدخل في تنظيم جماعة من الأفراد داخل تصور هوياتي معين،وتفاديت استعمال كلمة حضارة، لأن هذا المفهوم يدل على مجال أوسع هو المجال الإنساني،وبهذا المعنى فليست هناك سوى حضارة وحيدة هي الحضارة الإنسانية ، في إطار تعدد الثقافات.وربما هذا هو الهاجس الذي وجه هذه الورقة منذ البداية.إن الدول التي كانت محط أطماع الغرب،خضعت بالفعل للاستعمار، إما بدعوى رغبة هذه الدول في تحديث و نقل الحداثة الى الاخر " المتخلف" و"البدائي"، أو بدعوى استغلال الخيرات التي تتوفر عليهاهذه الدول، رغم أن هذا الهدف الأخير لم يتم الترويج له صراحة، بقدر الأول، وهو ماحدث بالفعل مع الحضارات القديمة، كحضارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،وآسيا حيث دخل المسلمون في مواجهة مباشرة مع الغرب،انطلاقا من رغبتهم في فرض ذواتهم ومواجهة الثقافة التي تهددهم،أما الثقافة الآسيوية فقد استوعبت الدرس منذ البداية ، وذلك من خلال انخراطها في الحداثة واستلهام جانبها التقني والعلمي، وبالموازاة الحفاظ على كيانها الثقافي والهووي،كما حدث مثلا مع اليابان التي دشنت، ثورة الميجي بداية النهضة الحقيقية فيها، اما الصين بدورها فلم تسلم من اختراق الحداثة لها، لكن في النهاية ستستوعب الدرس بدورها فتدخل في المنطق الكوني للحداثةفي إطار الاحتفاظ بخصوصياتها الثقافية.
لكن الحضارة الاسلامية لن تستوعب الدرس للآسف، لأنها انطلاقا من النظرة التي كونتها عن نفسها، لم تستطع الانسلاخ من التمركز حول الذات الذي استمر منذ الثورة المحمدية وظهور الإسلام، فرغم واقع التخلف الذي استمر منذ القرن 13 م. إلا أن المسلمين لم يستطيعوااستيعاب الدرس فظلوا يواجهون الثقافة الغربية، بدعوى الحفاظ على هويتهم، وإعادة الزعامة إليهم، لأن الله"اختارهم" أن يكونوا أسياد العالم، ولم يدخلوا بذلك في منطق الحداثة وآلياتها كما فعل غيرهم من الروس والصينيين واليابانيين،وهو الدرس الذي بدأت بعض الدول الاسلامية في شرق آسيا تستوعبه،كأندونيسيا وماليزيا وسنغفورة مثلا التي تشكل نموذجا للدول الإسلامية الرائدة.
لكن مقابل ذلك فإن أوضاع مسلمي الشرق الأوسط وشمال افريقيا تنذر بمزيد من التخلف والتأزم. فهؤلاء لايريدون أن يفهموا منطق التاريخ، وينخرطوا في الحداثة الكونية، فأصبحوا بذلك أشبه مايكون بدونكيشوته في صراعه مع الطواحين الهوائية، فهم يصارعون طواحين التاريخ والحداثة بسيوفهم الخشبية! لهذا نجد أن التأخر في فهم التاريخ والانتماء إلى العالم يحكم على مسلمي الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمزيد من الانعزال والتأخر، تنتج عنه أزمات لعل أهمها الحروب والصراعات الطائفية والارهاب. لدى فقد حان الوقت للانخراط في الحداثة الكونية، لأنها قدر وليس اختيارا. والخروج من العزلة الكونية التي تزداد حدتها مع الوقت وتظهرنا للعالم كأننا مصاصو دماء وقتلة وارهابيين بدون استثناء، وأصبحت كلمة مسلم تترجم في مخيال سكان الأرض بالارهابي الدموي.
كاتب مغربي



#رشيد_الأطلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل منع البرقع انتهاك للحرية الشخصية؟
- نحو إصلاح ديني للإسلام
- في مديح العزلة
- الموسيقى روح العالم:
- النقد الفلسفي والنقد الايديولوجي:
- النزعة الظلامية ورهان التنوير:


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد الأطلسي - صدام الحضارات وأزمة العالم الإسلامي