أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الدين ناصر - نتنياهو وترامب. . النظر فوق الأفق















المزيد.....

نتنياهو وترامب. . النظر فوق الأفق


سيف الدين ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتنياهو وترامب .. النظر فوق الأفق
سيف الدين ناصر

كنت أجلس بترقب بإنتظار المؤتمر الصحفي للرئيس ترامب ورئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو فالأخير عمل جاهدا للتهيئة لهذه الزيارة فقبل ان يصل الولايات المتحدة الأمريكية كان قد أجرى سلسلة من الحوارات والمناقشات مع رجالات السياسة الإسرائيلية ومع عقول التخطيط الاستراتيجي والباحثين في الشأن الأمريكي وعمل محاكات لمخرجات الزيارة واحتمالات مساراتها .. رجل يحمل هموم شعب ، وقضية مصير لشعب تم جمعه من الشتات فأصبح دولة .. شعب بلا تأريخ خط تأريخه السياسيون والمنظرون اليهود وتمكنوا من ان يقنعوا العالم بحقوق لا أساس لها .
بدء المؤتمر الصحفي ومن الوهلة الأولى للدخول الى قاعة المؤتمرات في البيت الأبيض ترى ملامح النصر والتفاؤل على وجه نتنياهو فقد نال مبتغاه وحققت زيارته نتائج مرموقة .. وبدء بالرد على تساؤلات الصحفيون بثقة وغلف اجوبته بأكذوبة الحقوق اليهودية حينما ضرب مثلا في ان الصينيون سميوا صينيون لانهم من الصين وغيرهم كذلك فالشعوب تسمى طبقا لمدلول انتمائها الجغرافي وهكذا فاليهود jewish سميوا يهودا طبقا لانتمائهم الى judah جودا والمقصود الأرض الممتدة من الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ونهر الاردن ! هذه الاكذوبة التي صدقها حتى العرب قبل الغرب متناسيا ان التاريخ والكتب السماوية تذكر نقيض ذلك تماما ففلسطين عربية قبل اليهود وكنعانية قبل موسى وان اليهود عاشوا بعد موسى كأقلية متعايشة مع الكنعانيين وهو ما تم ذكره في توراتهم . وقد عمد اليهود على تزييف التاريخ منذ السبي البابلي لهم فنسبوا ديانتهم للنبي إبراهيم الخليل تارة والى إسحاق ابن يعقوب تارة اخرى وكل هؤلاء قد سبقوا موسى النبي بأكثر من سبعمائة عام . الكلام والبحث في ذلك يطول وافترائاتهم شتى المهم هو كيف ان سياسيوهم حولوا الوهم الى حقيقة والزيف الى أصول ثابته وكيف هو اداؤهم المثير للأعجاب من إجل نصرة قضيتهم الباطله . اقنع نتنياهو ترامب في ان حل الدولتين الذي نادى به كل المحفل الأممي هو طريق مسدود فمن يريد سلاما لابد ان يكون مؤمنا بالتعايش السلمي أولا وخاطب الصحفيون قائلا لو اردتم ان تكتشفوا هل الفلسطينيين جادون بالتعايش السلمي اقرأوا مناهجهم الدراسية وانظروا كيف يثقفون اجيالهم وما يكتبوه عن اليهود .. كان نتنياهو مناورا وثعلبا ولكنه رجل سياسة . حول القناعة من نظرية الدولتين الى نظرية السلم الأقليمي والتطبيع التام فلا سلام لإسرائيل دون ان تحل مشاكل السلام في الاقليم وبذلك تم ترحيل الحل الى عقود قادمة وربما قرون حتى يحصل التوافق العربي والإقليمي وبعدها ننظر في السلام الفلسطيني الإسرائيلي . واستطاع كسب حليف قوي بعد ان كانت إدارة أوباما قد خذلتهم في التصويت على قرار إيقاف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس القديمه ولم يستخدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل اشهر حق النقض الفيتو ومرر القرار .
• الان اود ان اقارن بين أداء سياسينا ورؤساء وزراؤنا وملوكنا العرب ..وكيف يأتون الى أمريكا محملين بالهدايا والهبات يستجدون الاستحسان ويتطاولون ويتفاخرون بحسن الاستقبال أو
بابتسامة من رئيس الاولايات المتحده . وكيف طبل وهلل اعلامنا لاتصال هاتفي بين ترامب ورئيس الوزراء العبادي ليخرج الأخير مزهوا لايبالي في قمع المتظاهرين فقد كان بالأمس يتحاور مع ترامب ووعده باسناد أمريكا للحكومة . الفرق بين نتنياهو انه يبحث عن حليف للقضية والعبادي يبحث عن حليف للسلطة يتباهى به على الاخرين ويلوح بانه مرخص في فعل مايريد .
لدى إسرائيل لوبي فعال وقوي في الولايات المتحدة الامريكية في حين اني اكاد أجزم ان جميع نوابنا البرلمانيين لا يعرفوا ما هو اللوبي في قاموس السياسة والعلاقات الخارجية ودليل ذلك ما اراه من لقاءات تلفزيونية تتحدث عن اللوبي الشيعي واللوبي السني واللوبي الكردي في داخل اميركا في قناة التغيير والجهل الكبير في الخلط بين دكاكين التسويق الفاشلة التي أسسوها هنا في واشنطن وبين بناء لوبي ضاغط و فعال يساهم في تغيير اتجاهات ومسارات رأي وسياسة واقتصاد ودفاع تكون اقرب الى مصالحنا . نتنياهو ذكر في مؤتمره كيف انه يفخر بمعرفة كوشنير زوج ابنة ترامب ايفانكا منذ صغره .. لقد اعتنقت ايفانكا الديانة اليهودية بعد زواجها من كوشنير وانجبت احفادا يهود يفخر بهم ترامب .. يحق لنا القول الان ( عرب وين وطنبورة وين ) .. عن أي لوبي يتحدث سياسي الصدفة في بغداد وهم يتأرجحون بين الراعي الأول للأرهاب في العالم (ايران ) حسب توصيف الرئيس ترامب وبين اميركا التي يستجدون منها نظرة استحسان .
اللوبي الضاغط في المفاهيم السياسية هو مجموعة ضاغطة تتكون من أحزاب او شركات او تجمعات او افراد تتمتع بنفوذ نتيجة علاقاتها العامة المؤثرة والمتداخلة مع اركان صنع القرار سواء كانت في داخل الوطن فتكون منظومة بين الحكومة والبرلمان او في الخارج فتكون بوابة يمر من خلالها أي قرار يصب في مصلحة الدولة او الكيان الذي تمثله . بعد ان وعت الدول ان اللوبيات الضاغطه هي مفاتيح امان تخدم مصالحها ولكي تتمكن من استثمار عامل الزمن لتحقيق تلك المصالح عمدت الى التعاقد مع شركات علاقات عامة تتمتع بالامكانيات والقابليات على الاقناع وتشكل وسيط فاعل في التفاوض فهي تحترف فن التفاوض وفن بناء التحالفات والاختلافات وتبادل المصالح . فلا عجب ان دولة تصنفها الإدارة الامريكية على انها حليف ستراتيجي كالمملكة العربية السعودية قد تعاقدت مع اكثر من خمس شركات علاقات عامة بعد فوز ترامب بالانتخابات كي تتمكن من ديمومة تحالفها المؤثر ولاحظنا كيف ان مواطنيها لم يشملهم الحظر للدخول الى اميركا بالرغم من ما تسوق له ايران وحلفاؤها من انها دولة ترعى الإرهاب . اما الامارات العربية المتحدة التي أصبحت لاعب إقليمي بفضل ثرواتها وفطنة امراؤها فهي اليوم تمتلك نادي نيويورك اف سي لكرة القدم وهو يشكل مع فريق نيويورك يانكيز الفرق الأكثر شعبية في اميركا .. هكذا يستثمر المال من اجل فتح افاق جديدة تخدم مصالح شعوب أصحاب الثروة وهكذا تستغل الاموال في دق ركائز اللوبي الضاغط والفعال .
حينما رأيت وقوف رئيس وزراء الدولة الأكثر إرهابا في العالم والأكثر اثارة للجدل في أروقة الامم المتحده بكل زهو وثقة تذكرت وقوف رئيس وزراءنا ووزير تخطيطنا الفذ اثناء مؤتمر القمة للدول السبع وهما يلاحقان أوباما ليحاولا الجلوس بجانبه عند الاستراحه بين الجلسات علهما يفلحا بنظرة ود او ابتسامه او كلمة ، وتجاهل الأخير لهما بأذلال واحتقار ، احسست ان هناك فرق بين السياسي الذي ينظر فوق الأفق و يحفر الصخر لنصرة شعبه وبين سياسينا الذين فقدوا البصر واقتصرت خبراتهم في فنون الفساد والافساد وتبديد الثروات ، والثراء على حساب الشعب المظلوم . سياسيون طائفيون بأمتياز الكل يجري تبعا لمصلحته أولا ثم مصالح من يمسكون بلجامهم ومصالح كتلهم وطوائفهم أو اعراقهم اما العراق المفقود في اجنداتهم فقد امسى هو الآخر معروضآ لمزاد سماسرتهم فالخور للبيع والفكه ومجنون للبيع وشط العرب للبيع وشمالنا الحبيب للبيع ولكل شبر ثمن ولا استثناء فوزاراتنا تباع وموانئنا تباع ومطاراتنا تباع ومياهنا تباع ومناصبنا تباع وهكذا فمن تربى على البيع لا يحسن الشراء ولا يستحق الجلوس مع الأقوياء .



#سيف_الدين_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الدين ناصر - نتنياهو وترامب. . النظر فوق الأفق