أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بِكِيطَة - خِطاَبُ الاسْتِفْهَامِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَةِ. (مُقَارَبَةٌ لِسَانيةٌ لِلْبِنْيَةِ وَالْوَظِيفَةِ) د. بنعيسى عسو أزاييط.















المزيد.....

خِطاَبُ الاسْتِفْهَامِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَةِ. (مُقَارَبَةٌ لِسَانيةٌ لِلْبِنْيَةِ وَالْوَظِيفَةِ) د. بنعيسى عسو أزاييط.


وديع بِكِيطَة

الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 20:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


خِـــطـــاَبُ الاسْــتِــفْــهَـــامِ فِــي الـلُّـغَــةِ الـعَـرَبِـيَــةِ. 1.
تشكل اللغة حقل الجدل والنقاش بين جميع المعارف الإنسانية وهي الحل والإشكال في الآن نفسه، وقد عرف الدرس اللساني في العالم العربي منذ القديم إلى الآن تقدما وتطورا إذا أخذنا بعين الاعتبار أهم الأبحاث اللسانية التي تناولت هذا المسار الإبستيمي، ومن ضمن هؤلاء الباحثين، نخصص هذه القراءة للباحث بنعيسى عسو أزاييط الذي صدر له مؤخرا كتاب " خِطاَبُ الاسْتِفْهَـامِ فِي اللُّغَةِ العَـرَبِيَةِ " وقد صدرت له سابقا كتابات عديدة: " الخطاب اللساني العربي"، " مداخلات لسانية"...هذه الكتابات تمثل مشروعا موحدا دام عمل بعض أجزاءه مدة تفوق العشرين سنة قبل أن تخرج إلى حيز الوجود، مما يدل على أن المؤِلف حري على أن تكون كتابته ذات عمق ورؤية مغايرة، وهذا ما سيلاحظه أي قارئ نبه؛ وسأحاول في هذا المقال إضاءة جوانب مما جاء في هذا الكتاب " خِطاَبُ الاسْتِفْهَـامِ فِي اللُّغَةِ العَـرَبِيَةِ ".
يبحث الكتاب كما هو واضح من العنوان في الاستفهام باعتباره ظاهرة تعكس بُعْداً فكريا لغويا إنسانيا، من منطلق رؤية حداثية جمعت بين التراث اللساني العربي والفرضيات اللسانيات المعاصرة خاصة آراء فلاسفة أكسفورد، التي نتج عنها مجموعة من الاكتشافات الراهنة: نظرية النظرية الاستبدالية théorie substitutive، نظرية الفعل التواصلي Action communicative، ونظريات الملفوظ والتلفظ Enoncé et énonciation، ذات البعد التداولي، ونظريات المنطق الطبيعِي ، وغيرها.
وتسعى هذه الدراسة إلى الملاءمة بين الجانبين ( الصيغة والمعنى)، أو بين المستويات الواصفة للظاهرة الاستفهامية ( تركيب، دلالة، تداول)؛ هذه الفرضية التي لا نجد أحدا من الباحثين يدعو إليها أو يُدَافع عنها، في دراسة أي ظاهرة لغوية في اللغة العربية في وقتنا المعاصر، ومن هنا جاءت جِديةُ هذا الموضوع وحَدَاثتُه.
نجد في مقدمة هذا الكتاب أهم الدوافع التي جعلت المؤِلف ينحو هذا النحو ويتخذ لنفسه هذه الرؤية الحداثية حيث يقول: » إن ما كُتِب لحد الآن – في وقتنا المعاصر – حول " الاستفهام " في اللغة العربية لا يعدو أن يكون واحدا من اثنين:
- إما كتابة جمع وتأليف لما قاله القدماءُ العرب، من نحاة وبلاغيين ومفسرين في ظاهرة الاستفهام وأدواته وأساليبه، من خلال القرآن الكريم وكلامِ العرب، وإن كانتْ أغلبُ الدراسات – في هذا المجال – تقتصر على الاستفهام في القرآن الكريم .
- وإما كتابة استعارة، تحاول تطبيق بعض النماذج اللسانية المعاصرة، على هذه الظاهرة في اللغة العربية (القديمة أو المعاصرة)، أو في الدارجة العربية المتداولة، دون سَبْرِ خُصُوصِيةِ الظاهرة، ومع ذلك فإن هذا النوع من الكتابة يعد على رؤوس الأصابع.
- إن ما كُتِبَ لحد الآن في اللغة العربية وللغة العربية غَيْرُ مُتَأصِّل في بحث مُعمَّق، أو أطروحة خاصة، تأخذ على نفسها تناولَ ظاهرة الاستفهام، دون أن تُغفِلَ فضلَ الرواد الأوائل، ودون أن تُخِلَّ بشرط الحداثة والاستفادة من الدرس اللغوي المعاصر، في إطار التكامل المعرفي بين العلوم اللغوية الواصفة لأي ظاهرة لغوية ".
وقد حاول المؤلِف في البداية ـ الباب الأول ـ طرح مجموعة من التساؤلات المنهجية، والتي تمثل المسار الذي سارت عليه جل التحليلات والاستشهادات، وهي كالآتي: ما نوع العلاقة بين التركيب، الدلالة، والتداولية؟ هل هي علاقة استقلال مُطلق أو استقلال نِسْبِي أو علاقة تَدَاخُل؟ هل يمكن الاقتصار على الدلالة وحدها في دراسة " المعنى "، أو على التداولية فقط، أو لابد منهما معا؟ ألا يمكن تصور التحام بين هذه المستويات الثلاثة في أي ظاهرة لغوية ؟
وقد استعان المؤلِف في الإجابة عن هذه التساؤلات بطرحين، الطَّرْحُ اللُّغَوِي الْعَرَبِي الْقدِيم والطَّرْحُ اللِّسَانِي الْحَدِيث، في الأول استند على كل من أعمال اللغويين العرب من مثل: الجرجاني، سيبوبه، ابن جني، السكاكي ... وهي مقاربة تمزج بين المكونات اللغوية كما يتجلى ذلك في علم المعاني وعلم النحو، وتُلِحُّ على "الانصهار والتفاعل" بين العلوم اللغوية، وتنظر إلى اللغة نظرة كلية، ويكفي ـ في نظر الباحث ـ » أن نعود " للكتاب " لنجد نماذج كثيرة، للتفاعُلِ الكَبِير بين المستويات اللغوية السابقة، وهو تفاعُل " بِنْيَوِي "، يَحْتكِمُ إليْهِ سِيبويْه في نَحْوِيَةِ بَعْضِ الْبِنيَاتِ اللُّغَوِية ولاَ نَحْوِيَة بَعْضِهاَ الآخَر" باب الاستقامة من الكلام والإحالة " سيبويه : الكتاب (1/25 – 26)"؛ وإضافة لهذا ركز على نموذجين سبق وأشرت إليهما سلفا في هذه الفقرة، وقد ورد بخصوصهما ما يلي:
" إن ابن جني قدْ حَرَّكَ الثوابتَ – انطلاقاً من الفِعْل –، لا لِنَفْسِها، بَلْ لِغايةٍ ساميةٍ، تتجَلَّى في التعبير الإنساني، الذي يضُمُّ ثلاثة أقانيم: الإنسان – اللغة – العوالم – ، حيث تُعتبَرُ اللغةُ في هذه العلاقة وسيطاً يتجاذبُهُ الإنسَانُ وتتجاذبُهُ العَوالِمُ...".
" إن السكاكي يجعل الاستدلال آلية تحكُمُ هذا الانتقال، ويجعل قرينة الحال في علم المعاني وسيلة يتوسل بها الاستدلال عبر اللازم والملزوم والعكس، وبذلك يُشَكِّلُ "الاسْتِدْلالُ " المكون الثالث في الشجرة اللغوية السكاكية، التي تستوعب ثلاثة مكونات بكل عناصرها الواردة : الْمُكَوِّن النَّحْوِي، الْمُكَوِّن الدَّلالي (المعجمي) والْمُكَوِّن الاسْتِدْلالِي ".

وخلاصة ما استقر عليه د. بنعيسى أزاييط هو أن المستويات اللغوية الثلاثة : المفرد، التأليف، الاستدلال، لدى اللغويين العرب تكاد تطابقُ المستوياتِ المعروفة بالدلالة والتركيب والتداولية بالرغم من اختلاف أدواتُ التحليلِ عند كُلِّ منهما.
لكن هذا الحكم لا يشمل جل اللغويين، وهذا ما أشار إليه الباحث حين قال: " والجدير بالملاحظة أن جل المفكرين العرب القدماء لم ينظروا إلى هذه المستويات ـ تركيبية، دلالية، تداولية ـ نظرة كلية متكاملة، بل اختص النحاة بالجانب التركيبي نحوا وصوتا وصرفا، واعتبروه مستقلا بنفسه، واهتم اللغويون بدلالة الألفاظ المفردة فألفوا في ذلك رسائل ومعاجم مشهورة، أما علماء البلاغة فقد تتبعوا مسألة " المعنى " بالمفهوم الواسع، وربطوا في ذلك بين المقام والمقال، بل حاول البلاغيون أنفسهم أن يدرسوا في علم المعاني خواص البنيات التركيبية وعلاقتها بتعدد أغراض الخطاب اللغوي، في عملية تفاعلية تنم عن فهمهم لجوهر " التداول " في الاستعمال اللغوي العربي ".
ويرى أن " ثلةً من المفكرين الأوائل – وهم النحاة – آمنتْ باستقلاليةِ التركيب عن المكونين الآخرين، وثلةً منهم اختصَّتْ بالدلالة الإِفْرَادِية لا يهمها النحوُ ولا المعاني الْمُرَكَّبَة، أما الثلةُ الثالثة فقدْ جمعتْ بين مستوى المعاني وتداولها والمستوى النحوي التركيبي بتوفيق ناجح ".



#وديع_بِكِيطَة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بِكِيطَة - خِطاَبُ الاسْتِفْهَامِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَةِ. (مُقَارَبَةٌ لِسَانيةٌ لِلْبِنْيَةِ وَالْوَظِيفَةِ) د. بنعيسى عسو أزاييط.