أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم















المزيد.....

الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الماضي من الممكن أن يعطينا تفسير لما يجري في الحاضر, ويمكن للماضي أن يجهزنا بخارطة للمسير, فهو مكتنز على تجربة مريرة عاشتها الأمة في ذلك التاريخ الخطير, لذا كثيرا ما نفتش أوراق الماضي, كي نفهم أين يسير قطار الأمة ومتى يتوقف, وما هي ابرز المطبات التي تعترضه مستقبلا, خصوصا أننا اليوم نعيش مع جماعات سياسية غريبة وعجيبة, لكن يمكن فهم سلوكها عبر التنظير مع سلوكيات من سبقوهم.
اليوم نعيش مع أحزاب تنتهج سلوكيات مختلفة ومتنوعة, لكنها بالغالب لا تنتج شيئا مهما للوطن أو للجماهير, بل اغلب مكاسبها ذاتية النفع, وقد عبروا عن السلطة ب"الكعكة" وهم يتقاسمون مغانمها, محولين السلطة من مركز للخدمة والمسؤولية الى غنيمة وكعكة.
لكن الغريب هو استمرار متابعة الجماهير لهذه الأحزاب والذي يدلل على غياب الوعي عند فئة جماهيرية واسعة, مما يتيح الفرصة للاتجاهات السياسية المنحرفة في الصعود.
وسنركز على تاريخ الأمة الإسلامية, باعتبار أننا امتداد لما كان, وما يحصل أنما هو نتائج فعل ألامس.

أولا: الاتجاه السلطوي:
هذا الاتجاه كان هدفه الوصول للسلطة, لتحقيق أغراض ومنافع خاصة, وللوصول لمكاسب معنوية عبر هالة المنصب, ورغبة بمكاسب مادية ضخمة, أو الهدف إشباع نزعة الإنسان, للهيمنة والتسلط وإرضاء الشهوات, مصاديق هذا الاتجاه من الماضي هي حركة طلحة والزبير في البصرة,(1) ثم الحركة الأموية فالعباسية, وأصحاب هذا الاتجاه وان كانوا يختلفون في مستوى اندفاعهم, ودرجة تأثرهم بالأهداف المعلنة, الا أن قضية السلطة هي القضية الأولى لهم, نعم يتم استغلال الظروف الأخرى, لأنها تهيئ الفرص المناسبة لحركتهم.
في عصرنا الحالي نجد بعض الأحزاب أو الكتل العراقية, تنتهج نفس منهج السلطوي, حيث ترفع شعارات العدل والدفاع عن حقوق الناس, وتحقيق حكم الله في الأرض, وتخلط سلوكها ببعض الممارسات الدينية أو الإنسانية, لكن هي بالأساس هي تستهدف الوصول للسلطة فقط, وقد ضحكوا على فئات واسعة, انساقت ورائهم مرة بفعل قلة الوعي, ومرة أخرى بفعل تقديس الشخوص.
قراءة التاريخ تفضح ممارسات كثير من أحزاب السلطة ومنهجها السلطوي, المتلبسة بثوب العدل وشعارات المظلومية وادعائها كذبا وجورا أنها استمرار لخط الأنبياء والصالحين, وعلى المواطن الواعي أن يشخص هذه الأحزاب, ويفضح منهجهم للناس, كي تتعرى كذبة الأحزاب ويفلسون في الانتخابات القادمة, فتصديقهم ومتابعتهم يعتبر نوع من السذاجة, والخطيئة التي لا تغتفر.

ثانيا: الاتجاه الفوضوي
هو الاتجاه الذي كان رافضا للأوضاع السياسية القائمة, متأثرا بمواقف الرفض للسلطة لأسباب مختلفة, يأتي في مقدمتها الوازع الديني أو الإنساني عندما يتعرض المجتمع الى الظلم والاضطهاد, أو عندما تخرج السلطة عن الموازين الإنسانية والحدود الشرعية, لكن يختلط هذا مع المصالح الذاتية والجهل وأحيانا السذاجة, وهذا الاتجاه السياسي يتميز بغياب البرامج الواضحة(2), وغياب طريق التغيير والإصلاح, فقط إعلان الرفض بهمجية ورعونة أحيانا.
ولعل ابرز فريق سياسي تاريخي يمثل هذا الخط هو" الخوارج", الذين يجدون دائما الفرصة للتحرك, خصوصا عندما تزداد الأوضاع السياسية سوءا, حيث تزداد القاعدة الجماهيرية الرافضة, فيركبون الموجة, وذكر الأمام علي (ع) تقييم عاما لحركة الخوارج واتجاههم السياسي, فعند الحديث عن شعار الخوارج (الحكم لله) قال الأمام علي ((كلمة حق يراد بها باطل)), وقد توقع لهم الأمام علي(ع) أن يتحولوا الى (( لصوص سلابين)).
ويمكن عد حركة الزنج والقرامطة في نفس السياق, حيث تختلط الحركات بمصالح ذاتية لشخص ما, فيحاول أن يستفيد من حالة الرفض العامة.
اليوم الساحة العراقية مليئة بهكذا أحزاب وكيانات, تحاول أن تستفيد من نقمة الجماهير لتحقق مصالح ذاتية, تكون بعيدة كل البعد عن شعاراتها, التي تضحك بها على الجماهير وتسفه وعي الأمة, ويمكن تشخيص كيانات سياسية عراقية معروفة للمتابع, تسلك نفس سلوك الخوارج, من رفع شعارات العدل ومظلومية الشعب, وهي بالباطن جزء كبير من الفساد الحكومي والمصيبة العراقية, ومستقبلها قد بينه الأمام علي بان يكونوا مجرد لصوص وسلابين.
على الإنسان الواعي أن يبتعد عن كل حزب يتشبه بمنهج الخوارج, وعلامتهم أنهم يطلقون كلمة الحق ويريدون بها الباطل, فتجدهم يتكلمون بالحق والعدل وهم غارقين بالفساد, والابتعاد عنهم واجب على كل إنسان عاقل.

ثالثا: الاتجاه النفاقي
هو اتجاه كان يتظاهر بالإسلام, أو يدعي الحرص على مصالح الإسلام العليا, آو يدعي انه يسعى للتطور الفكري والثقافي والاجتماعي, مع أن الواقع الروحي والنفسي لأصحابه بعيد كل البعد عن هذه الاطروحه, فلا دين ولا أيمان ولا أخلاص, بل الهدف الأكبر لهم هو الوقيعة بالإسلام والمسلمين, وتخريب البنية التحتية للمجتمع الإسلامي.(3)
ويمكن ملاحظة مصاديق هذا الاتجاه تاريخيا, في حركة الزنادقة أو حركات نصب العداء لأهل البيت, أو بعض علماء السوء كابن تيمية ورواة الحديث الكذابون ممن لهم ارتباطات سياسية, فكان تسلل هؤلاء بهدف الوقيعة بالإسلام.
وحقق هذا الخط أضرار بالغة وتخريب واسع بالأمة الإسلامية, وما نعيشه اليوم من مشاكل الا امتداد لما فعله هذا الاتجاه السياسي, هذا الاتجاه لم يكن ذا قيمة حقيقية لولا السلطة والصراعات النفعية التي سهلت لهو استخدمته في صراعاتها, كان مجرد أداة قذرة بيد السلطة الغاشمة واستخدم بطريقة بشعة كما فعلها معاوية ثم الأمويين ثم العباسيين.
الأداة الحالية هي الوهابية والإخوان والقاعدة وداعش, وحتى البعث ككيان منافق, هؤلاء هدفهم التدمير ونشر الخلاف وتكفير الصالحين, وإشاعة العنف والدعوة لتفكيك المجتمع, مستندين لنصوص محرفة جعلوها أساس دينهم, ومن علاماتهم بغض أهل بيت النبوة.
على المجتمع أن يتنبه لهذا الاتجاه, فهو خطير لان النفاق كالسرطان يحيل جسد الأمة الى كيان مريض لا شفاء منه.

الرابع: الاتجاه الإصلاحي
هو الاتجاه الذي كان يتحرك على أساس ردة الفعل ضد مظاهر الظلم والفساد والانحراف, التي كان يشهدها العالم الإسلامي, فيحاول هذا الاتجاه مقاومة الانحراف في المؤسسة الحاكمة, أو أصلاح هذا الفساد, آو الإعلان عن إدانته, مصاديق هذا الاتجاه تاريخيا هو حركة الطالبيين والعلويين, مثل حركة زيد بن علي والحسين صاحب فخ, وكذلك حركة احمد بن حنبل أمام الحنابلة, والكثير غيرهم.(4)
هذه الاتجاه اغلب من ادعوا التزامه, ما أن يصلون للسلطة يندمجون معها, ويرمون خلف ظهورهم وعودهم وبرنامجهم الإصلاحي, لكن رفعوا شعار الإصلاح للكسب الذاتي آو نوع من المزايدات, لكن يمكن الإشارة الى أن بعض الشخوص كمراجع الدين الصالحون في النجف, أو افراد من السياسيين المستقلين, قد كان لهم هذا الدور الإصلاحي, وكان جهودهم تتمثل في الدعوة والإرشاد فقط, لان الفعل والتغيير يحتاج لان تتقبل الاتجاهات الأخرى ما يراه الاتجاه الإصلاحي, وهو غير متحقق ألان.
على الجماهير أن تلتف حول هذا الاتجاه, فهو الطريق الوحيد للخلاص من محنة الوطن.

● الثمرة
على الجماهير أن تفحص وتميز ولا تتبع كل ناعق, وان تفهم أن زمن القديسين والملائكة انتهى, فالكل سواسية لا فرق الا بالتقوى والأخلاق والتربية, وان الساسة بشر عاديين يأكلون ويشربون ويتزوجون, فعبادة الشخوص عبارة عن جهل وضعف في العقيدة, والاهم أن تبحث عن النزيه الشريف الصادق , وان لا يكون سلطويا ولا فوضويا ولا منافقا, لتكون معه مدافعا عن منهجه ليقيم العدل وينصر المظلوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1), (2), (3), (4) كتاب دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة/ السيد محمد باقر الحكيم/ الجزء الأول).



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003
- يا حكومة السوء, أين ذهب النفط الأبيض؟
- أغتيال موظف نزيه
- رسالة عاجلة للاتحاد العراقي لكرة القدم
- حديث الشرف بين كاتب وعاهرة
- توحش المجتمع وحلول العودة
- هل هناك جدوى من المشاركة في الانتخابات القادمة ؟
- الطريقة الأفضل لصنع منتخب لا يهزم
- جريمة في بغداد فوق خط الفقر
- الانتخابات القادمة والصفعة الجماهيرية
- أحكام العشيرة فوق أحكام الشريعة والقانون
- عندما يتعرى فخامة الوزير
- الفقراء والنازحين وتطلعاتهم لعام جديد
- رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء
- ثمرة وحيدة وألف نكبة في عام 2016
- في العراق فقط, المدربون لا يدربون
- كلام الناس: ارتفاع أسعار الأدوية
- معوقات نجاح التسوية التاريخية


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم