أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - حكايات الفراشات وحريرها














المزيد.....

حكايات الفراشات وحريرها


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 04:19
المحور: الادب والفن
    


الكاتبة (ميرفت الخزاعي)، عضوة "منتدى الأديبات البصريات" الذي أسسته ، الهيأة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- البصرة، في دورتها الراهنة - 2016 ، ويعقد جلساته الثقافية - الأدبية الفنية،نصف الشهرية، في مقر الاتحاد بتواصلٍ وحضورٍ نسائي - رجالي ملفت للنظر ، أصدرت كتابها الأول المعنون " حرير فراشة الحكايات"، احتوى على (67) نصّاً، و بموجب،موجهات، الغلاف فهي" قصص قصيرة ". لكننا نجدها من ناحية الثيمات والحجم، والمنحى السردي ،ومحدودية زمنها الفني ، وفي الأهم تجليات السرد القصصي، تقع- غالبيتها- في دائرة (القصة القصيرة جداً) كونها تبتعد عن البناء المحدد بحثياً لجنس (القصة القصيرة). ويلاحظ ، فيها ، عدم الاهتمام على البُنى المشكلة للقصة ، وفي الأهم تجاوز الإرباك والارتباك ، والخسائر اللغوية الفائضة.وكذلك تجليات السرد وآفاقه،فالسرد له أساليب عدّة, تكون لدى السارد بما يشبه الأدوات بين يديه ، والسارد يعمد في اختياراته الأداة والمنحى اللذين يناسبان ما يطمح لإظهار توجهاته وما يشعر به ويسعى لتقديمه، مستثمراً ما يراه ملائماً من تقنيات سردية - فنية. وكما معلوم إن السرد من الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكذلك المسرحيات و اليوميات والمذكرات، وهو ينسجم مع طبع الكثير من الكتّاب - الكاتبات، وأفكارهم- أفكارهن، وذلك لمرونته وكشف المقدرة والتوجهات الفكرية والقدرات الفنية, و يعد أداة للتعبير, ويقوم الكاتب- الكاتبة، بواسطته بترجمة الأفعال وردودها والسلوكيات والأماكن، بأسلوبه الخاص، وعلى وفق إمكانياته الشخصية وتوجهاته الفكرية - الاجتماعية، وقدراته الفنية، وبذلك يكون الكاتب- الكاتبة، قد قام بتحويل المحكي، والمتخيل، والوقائع المتحققة، وكذلك الغرائبي ، إلى ( نص)، ويجهد على ترتيب الأحداث فيه ،بغض النظر عن الانسجام أو عدمه، بين توجهاته وأفكاره، عبر اللغة التي تطرح تلك المعاني. فالبنية السردية في القصة القصيرة هي الشكل الذي تُقدم فيه مادة القصة من خلال الأشخاص، والراوي، واللغة ،والأحداث، إضافة للزمان والمكان وهي هنا بنية ، ثابتة لا تتغير باختلاف النصوص، أما البنية النصية فهي الطريقة التي يوظف بها الكاتب/ الكاتبة/ جزئيات سرده عملياً في إنتاجه الذي قد يلتزم بكل عناصر البنية السردية أو بعضها. وفي السرد الفني تنعدم الحاجة لتقديم المواعظ والحِكم , وذلك لأن السرد يظهر كل ما هو ممكن، وإن حصل ما هو عكس ذلك فهو ترهل وحشو يضعفانه ويؤثران سلباً في بنيته ، و ينشأ من هنا الضعف في تركيبته. للسرد صيغ متنوعة فيمكن أن يروى شفهياً أو كتابة أو حواراً أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات، وقد يقع أيضاً بصيغ مبتكرة يلجأ إليها القاص عندما تقتضي إليها الحاجة فنياً، وحسب (رولان بارت) فـ: السرود لا حصر أو عدَ لها. حول (السرد وتقنياته) يمكن العودة إلى عدد لا يُحصى من المصادر العربية والأجنبية المترجمة والشبكة العنكبوتية، و نؤكد على استفادتنا منها بتصرف. يمكن وضع " حرير فراشة الحكايات" ضمن دائرة، ومنحى وتوجهات (الحـكايات)، وهو ما يعد بمثابة الانجاز لـ"ميرفت الخزاعي و حرير فراشة الحكايات"، خاصة وهي تجربته الأولى في الإصدار الادبي الخاص بها، فالعنوان يشير إلى ذلك ، و نجد بعد الإهداء، من خلال توجيه السؤال للأم :" من أين تأتي الحكايات؟.هل تأتي من بئر لا تنضب!.وماذا سيحدث إن جفَ ماؤها يوماً ما!". هذا الأمر،بمثابة الإعلان بأنها (حـكايـات)، و"ميرفت الخزاعي"، بوضوح، هي (الحكاءة)،والدلائل كثيرة ،ومنها : " إشراك :" الموت حرقاً "، هوت مطرقة القاضي بالحكم على الرؤوس الأربعة،تزعم أنها تخلق من الطين كهيئة طيرٍ، تنفخ فيه وتطعمهم"- ص12 ، واستحقاق": برضىً، تستقبل عتابَ الله لها(؟!) تَوَجَّستْ خيفةً،كان الذنب لا يغتفر هذه المرة"؟!- ص18 . و" قيامة :خلف شاهدة القبر، راحت تُلقمهُ ثديها الضامر،علا صراخهُ، أسكته همسٌ هادر، الجميع هنا لازالوا جياعاً" - ص 22،و"تواطؤ: الحروف التي شعرتْ بالوسن، حين مرَّ،تركتْ عرشَ قلبي وتبعته" - ص 38، و" تلُبس:كانت في المخفر،تهمتها سرقة الرُزّ والخبز مع سبق الإصرار، ردتْ: ولكنَّ حاويةَ القمامة ليستْ ملكاً لأحد"، و" تجارة :دواوينه التي ألبسها الغبارُ حلةً قديمة، رقصتْ فرحاً، ارتفعَ ثمنُ حروفها في عيد الحب" - ص 59 . يندرج في هذا كل ما جاء في الصفحات (52 - 76 )، من (76 ) صفحة بحجم متوسط - دار أمل الجديدة - دمشق- ط1- 2016 - الغلاف الفنانة التشكيلية (الهام ناصر الزبيدي). بهذه اللغة الواضحة ، المقتصدة والبسيطة البعيدة عن التكلف والمثاقفة، والضربات النثرية المركزة، يمكن أن تعلن الكاتبة " ميرفت الخزاعي"، على الغلاف: " حـكـايـات". ولا إشكال في ذلك ، فبموجب المصادر والمراجع المتوفرة بكثرةٍ ، فان (الحكايات) تندرج ضمن الأعمال الأدبية - الفنية، وتنتقل إلى الأجيال المتعاقبة، شفهياً ، ومع إنها تتحول دائماً بسبب،ضغوطات الظروف الاجتماعية المتعددة - المتغيرة والأزمنة المتعاقبة بتواصل لا ينقطع ،إلى عملٍ مختلف بتاريخه وقصةٍ تروى ، وقد أطلق عليها الباحث الألماني " ك- بوج" في تقصيه وبحثه المتواصل للحكايات، المتواترة - المتشابهة ، في ما يصفه بالمروي المقدس، صفة " الخرافة"،التي تنتقل من بيئة لأخرى، لاستخدامات " نفعية- زمكانية"، لكنها "كمضمون" تعد بمثابة النص شبه الثابت ، وآخر متحول ، يتغير بحسب ظروف (الراوي- الناقل)، وتوجهاته في استخداماته لها ، وضمن العصر الذي يعيش فيه ، قد تكون الأحداث فيها واقعية أو خيالية و حتى غرائبية ، و لا يعرف (مؤلف) الحكايات ، بينما (الراوي- الناقل) في حكم الـ(معروف)، و يستند( الحكاء - الحكاءة)، على وقائع ربما قد حدثت.. وواقعنا العراقي - المحلي، الراهن بالذات ، يضج كثيراً ويتميز، جداً، بـالـ" حـكـايـات"،المفجعة- الغرائبية ، والتي لا تتطابق،إطلاقاً، مع أي منطق واقعي أو عقلي .



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل البستان: رؤى وأخيلة
- ذاكرة البصرة:..الحفر في تاريخ مدينة
- يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي
- ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(2 -2 )
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(1 -2 )
- عرابو الديكتاتوريات..وخطاباتهم الراهنة
- 14 تموز 1958:..و آثام الماضي العراقي
- مهدي محمد علي : .. مختارات شعرية
- التاريخ المسرحي بين الانثروبولجيا و التنقيب الآثاري
- -: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*
- البار الأمريكي.. العتمة وعوالم الأرق
- آلية التلقائية في توثيق بعض تجارب الشخصيات الثقافية العراقية
- حياة.. كُرست للمسرح
- رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)
- (مقاربات في الشعر والسرد) ط3 . للكاتب جاسم العايف
- واقف في الظلام.. وتلك الأيام
- حسين عبد اللطيف: مقبرة نائية.. تابوت أسود
- -شاكر العاشور-: وبعض حصاده الشعري
- جماليات الوثقائية الفكرية في الدراما


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - حكايات الفراشات وحريرها