أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مولود الطيار - كيف يصنع القرار في سورية ؟ قراءة في بعض ما أدلى به عبد الحليم خدام














المزيد.....

كيف يصنع القرار في سورية ؟ قراءة في بعض ما أدلى به عبد الحليم خدام


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الكثير بعد ال تسونامي التي أحدثها السيد عبد الحليم خدام ويكاد يبلغ ما كتب مجلدا كبيرا لن أنافح أحدا ولن أساجل في كل ما قيل بل سأتفق مع كل ما جادت به الأقلام . ليس هنا المهم من وجهة نظري, بل الأهم لدي هو دفع النقاش إلى الأمام وتحديد من المسؤول في المقام الأول عن السياسات المهلكة والمدمرة التي استجلبت كل تلك القرارات الدولية التي لم يعرفها تاريخ سوريا القديم والحديث و السبب يعود بغض النظر عن الخلل البنيوي المستفحل في جسد النظام , الى الارتجال والسلق للقرار وعدم وجود المؤسسات القادرة على المساهمة في مساعدة متخذ القرار ووضع لوحة كاملة متكاملة أمامه من الخيارات والبدائل وكافة ردود الفعل الايجابي منها والسلبي تعينه لرسم مسارات دقيقة وواضحة تجنب البلد كافة المطبات الموجودة على الطريق مبعدة اياه عن كل الطرق والأساليب اللاعلمية في اتخاذ القرار قاطعة بحزم أمام كل الشعوذات والأنانيات والاندفاعات اللامسؤولة, مخففة الى أقصى حد ممكن لكل حماس يبلغ مبلغ الحمق. ولعلي أجد محاورا بعثيا يمتلك الجرأة ليقول كلاما جديدا بالطبع غير كل ما قيل في الجلسة الهستيرية لما يسمى مجلس الشعب ويرد عليّ ويحاججني في تحديد المسؤوليات وكلي أمل ألا يكون محاوري هذا جهاز أمني – كما جرت العادة - كي يتكافأ الحوار ولا يختل. لذلك أقول:
لا تستولين علينا الهستيريا ولا نضيعن في الزحام. ليس كل ما قاله عبد الحليم خدام مكانة سلة المهملات. فبعيدا عن دوره القائد كجزء من النظام في تعميم الفساد وبمعزل عن دوره أيضا في قمع كل جنين للحراك الديموقراطي, فالرجل قدم وجهة نظر سياسية متماسكة, حلل فيها وبعمق أسباب الترنح والتعثر والغرق الذي يكابده النظام السوري الآن، واضعا البلد بأكمله في مرمى الهدف. لنقرأ ما يقوله خدام وبالحرف ".. وسمعت من الرئيس (المقصود الرئيس بشار الأسد) إن داريل عيسى سيعمل على تعزيز العلاقات السورية الاميركية ومارتن أنديك انتقد سياسة إدارة بوش حول العراق، ثم قال للرئيس بشار سيأتي خلال أيام (مساعد وزير الخارجية الاميركي سابقاً لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز) مع وفد كبير، وعلى كل حال الولايات المتحدة الاميركية لا يهمها لبنان، يهمها العراق. وفي مرات أخرى قيل في القيادة الكلام نفسه وزرع في عقل الرئيس بشار الأسد إن الولايات المتحدة الاميركية ستأتيه زاحفة تفاوضه من اجل العراق وتبقيه في لبنان. هذه قراءة خاطئة. هذه القراءة الخاطئة أوصلت إلى نتائج أتت في ما بعد. اذا، القراءة الخاطئة والاستنتاج الخاطىء وضع البلاد أيضا في مجموعة من المطبات تعاني منها الآن.(بالطبع, هذه القراءة الخاطئة لم يكن خدام وحده من نبه اليها وأشارالى النتائج الكارثية التي تمخضت فيما بعد عنها وإنما كل أدبيات المعارضة السورية وكتابها ومحلليها وقبل وقت مناسب)
السبب الثالث هو الانفعال وردود الفعل، هما صفتان سيئتان إذا لازمتا أي مسؤول، لان التصرف بالانفعال وردود الفعل يفقد المنفعل القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب.
نلقي الآن بعد ذلك الاقتباس كل ما قاله السيد عبد الحليم خدام إلى مكب القمامة. لن نختلف لا سلطة ولا معارضة, لا محب ولا كاره لنائب الرئيس في كل ما قاله, ولكن (...) السؤال المركزي : ألم يضع السيد النائب إصبعه على الجرح؟ ليعترف كل المطبلين والمزمرين وكل أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب وكل المحللين السياسيين للنظام السوري بدءا من السيد شارل أيوب إلى صاحب نظرية " نفي المصافحة التاريخية " الشهيرة مرورا بالسيد أحمد الحاج علي إلى السيد ميخائيل عوض وأخيرا وليس أخرا المبعد الأكبر بفعل تقرير ميليس السيد ناصر قنديل ولن ننسى بالطبع رجالات الدولة في سوريا الأمنيين منهم والسياسيين, كلهم جميعا ,ألم يزينوا للسيد الرئيس الشاب أقواله وأفعاله وعصموه وألّهوه وأوهموه أنه لا ينطق عن الهوى.
إن الاندفاع والحماس ميزة الشباب, ولقد كانتا على الدوام مرجل ومحرك التاريخ وينقلبان إلى الضد تماما لو خرج الحماس عن رشده وعن طوره وهذا ما حدث في حالتنا السورية حيث توفر الحماس وافتقدنا إلى الخبرة. ما كان ينقص سوريا القارئ السياسي الممتاز الذي يرى خلف الظواهر وما وراء الأكمات. ما وقع به صدام حسين وقع به النظام السوري والآن زمن حصاد السنابل الشامخة ذوات الرؤوس الفارغة. ألم تقل السفيرة الأمريكية في العراق للرئيس المخلوع قبيل غزوه للكويت: لاتهتم أمريكا للكويت.. . وما قال مارتن أنديك للرئيس الأسد: لا يهمنا لبنان, يهمنا العراق .
ألا يوجد في النظام السوري قارئ واحد فقط يدرك أن الاستراتيجية الأمريكية في الضغط على الخصوم قائمة على زرع الأفخاخ ومن ثم الدفع باتجاهها وتاليا الإجهاز عليها؟ ما هي الاستراتيجية السورية المضادة؟ كل الظن أن القرّاء والقراءات المتوفرة للنظام هي من مثل المثقف الجنرال وقراءته التي نشرتها صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 15 / 5 / 2003 تلك القراءة
التي انبت على معطيات الحرب الباردة بعد الحرب الباردة والتي لا تزال ترواح مكانها في عالم واحدي القطب, يبدو أن رفاق الجنرال لم تصلهم تلك المعلومة بعد.
فاجعة العراق نعرفها ونتألم لأشقاء لنا مما حل بهم. هل في الوقت متسع لتجنب المصير المماثل ؟
هذا يحتاج إلى قراءات مختلفة لرجال مختلفين في نظام مختلف.
النظام السوري يتصدع يوما بعد آخر, ويخسر أعمدته الغير مأسوف عليها واحدا تلو الأخر. نحتاج للحماس وللخبرة لكن المهم والأهم دولة تقوم على المؤسسات الديموقراطية, وحدها تلك المؤسسات تعرف كيف يصنع القرار وكيف يتخذ . بذلك وحده نطلّق والى الأبد الارتجال والتسرع والفردية والمقامرة والمغامرة لأنها سورية الشعب والتاريخ والأرض .



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نصدّق هسام هسام أم عبد الحليم خدام ؟ تساؤلات مواطن سوري
- مبادرة رياض الترك- بين وقائع حاضر مستجد وبعض الأفكار السابقة ...
- ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن
- !تهافت خطاب وزير خارجية النظام السوري عندما يرتجل الشرع
- حراك - اعلان دمشق-
- رسالة من مواطن سوري إلى من تبقى من بعثيين شرفاء :دعوة الى ال ...
- بعد خطاب الانسحاب
- -أعيرونا - ميليس
- لهذا تخسر سورية كل معاركها الإعلامية: مهدي دخل الله في الرقة
- المصافحة العرض تاريخية
- الحصّاد المرّ للنظام السوري , أخطاء أم نهج ؟
- البرلمان العربي المنتظر في دمشق !!
- افلاس النظام السوري
- سورية ما بعد الحريري و مصيرها بعد الفاجعة
- الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد
- أي صورة لسوريا المستقبل نريد بعد انسحاب حزب البعث من قيادة ا ...
- دراسة عن حي الحرامية في محافظة الرقة /ملاحق
- المعارضة السورية العربية و الكردية /دعوة الى الخروج من شرنقة ...
- المعارضة السورية العربية و الكردية :تغليب القومي على الوطني ...
- اللقمة السورية و الفم الأمريكي


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مولود الطيار - كيف يصنع القرار في سورية ؟ قراءة في بعض ما أدلى به عبد الحليم خدام