أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام فضيل - المعدمين وابناء الشهداء تناسوا المطالبة بإعادة حقوقهم التي سلبها النظام البائد بل ان يخفف سبهم واحترام انسانيتهم على قدر المساوات مع ابناء المشايخ على اقل تقدير من اجل ما قدموه من تضحة في درب الحرية














المزيد.....

المعدمين وابناء الشهداء تناسوا المطالبة بإعادة حقوقهم التي سلبها النظام البائد بل ان يخفف سبهم واحترام انسانيتهم على قدر المساوات مع ابناء المشايخ على اقل تقدير من اجل ما قدموه من تضحة في درب الحرية


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 11:10
المحور: حقوق الانسان
    


قبل عدة سنوات دخلت انا ومعي عدد آخر دورة صحفية ‘ وكان المحاضر الروائي والصحفي زهير الجزائري .
وفي معرض شرحة ‘ قال حاولو ان تجرو مقابلات مع اصحاب المهن التي في طريقها للزوال ‘
مثل الاسكافي والعربنجي ‘ واطرحوا الاسئلة على ابنائهم ‘ هل يخجلون من من مهنة ابيهم ؟ كيف يتعامل معهم المجتمع وما هي نظرته اتجاههم ؟
لحظتها شعرت بسعادة وانقطعت عن كل مايدور من حولي ‘ وذهبت في خيالي ‘ الى حينا ‘ الواقع في احد اطراف مدينة الديوانية والمليئ بهؤلاء الاسكافية والعربنجية ‘ والشهداء الذين قتلهم النظام البائد ‘ وهم ‘ من كل الاعمار ‘ وبعضهم كانوا زملائي بالدراسة ‘ وكنت كثيرا ‘ ما اتحدث عنهم وعن عظمة ما قاموا به من التضحية التي ينحني ‘ لها كل المدافعين عن الحرية والعدالة الانسانية ‘ ولكني دون ان اذكر عملهم ؟
واكثر من ظل يتذكرهم اهالي الحي بمودة وحسرة ‘ هم جبار اليتيم ‘ وعباس المستعجل ‘ جبار ولد بنفس الحي ‘ وعباس ظهر فجاة في الحي وقال انه من اهلي الحلة وهجرها بسبب خلاف عائلي ‘ وصار من اهل الحي ‘ وجبار وعباس مارسو المهنتين معا اي اسكافي وعربنجي ‘ وكانوا ايام الانتفاضة وقبلها ‘ افضل من كل قادة جيش النظام المقبور ‘ الذين قادوا حروبه المجنونة ‘
فكانا جبار وعباس يعرفان ‘ كل الطرق ‘ الامنة من ازلام النظام ويمرروا الشبيبة الهاربين من الجيش وكانوا الى الامكاكن الاكثر امنا
وبعد ان اطبق جيش النظام الساقط ‘ الذي فقد شرفه العسكري بعد هزيمته في حرب الكويت ‘ فعاد ليصب وحشيته وغضبه على شعبه ‘ الذي انتفظ على النظام ‘ بعد محاصرة الجيش للمدينة من ثلاث جهات ولم يبقى إلا اتجاه الشرق ‘ وراحت الناس التي يطاردها القصف وهدير الطائرات من فوق رؤسهم يفرون من هذا المنفذ ‘ وقبل ان يصل الجيش افلت جبار اليتيم ‘ حماره ارمادي ذات الغرة البيضاء وتسابق معه لمسافة ‘ ثم ودعه بضربة على ظهره ‘ ليذهب كل منهم الى في طريق نحو المجهول ‘
انتهى جبار في مخيم رفحاء وسط صحراء السعودية ‘ وهناك التقى ‘ بمن تبقى من رفاقه الذي حاصرهم الجيش بالقرب ‘ من مدينة الشامية الواقعة بين الديوانية والنجف ‘ وحكوا له ‘ كيف اختلط دم عباس ودم حماره الابيض ‘ بعد ان تطاير جسد عباس في الهواء بعد رفض ان يترك اجساد شبيبة الحي التي مزقها رصاص الوحوش المجنونة ‘ فاطلق عليه احد الضباط طلقة من مدفع دبابته المهزومة ‘ وحولته الى تلك الاشلاء المحلقة في الهواء ‘ هو وحماره الابيض الذي لايمكنه السير من دونه لان عباس بساق واحدة ‘ وكأن اشلائه رسمت لهم تحية الوداع الاخير ‘ وبع فترة من استقرار جبار في مخيم رفحاء الصحراوي ‘ وصلت عائلة من ضحايا النظام ‘ فمنعت من دخول المخيم فاحتج جبار ورفاقه ‘ وفي لحظة غضب ‘ تقدم جبار اليتيم ‘ على احد الحراس وحاول الاشتباك معه ‘ فاطلقو النار عليه ‘ وجرح جرح خطير ‘ وحمله رفاقه وحاولوا ايصاله الى المركز الطبي الذي يوجد فيه الطبيب كريم خلف الذي كثيرا ما تنقل هو وصديقه اليساري الديمقراطي الذي قبض عليه الجيش المهزوم في رحلة المجهول جهاد ‘ والكثير من شبيبة الحي ‘
ومات جبار اليتيم ‘ وهو ينظر بعيون رفاقه العاجزين حتى عن ايصاله الى المستشفى ليعالجه احد رفاقهم ‘ .
اردت ان اشكر السيد زهير الجزائري لحظتها على التذكير باهل حينا المعدمين ‘ ولكني ترددت ‘ لاني تذكرت انه يدافع عنهم حتى قبل ‘ ان اولدانا في ذلك الحي البائس .
واليوم ‘ صار هؤلاء الاسكافية والعربنجية وكل المعدمين ‘ لايخجلون هم وابنائهم ‘ وحسب ‘ بل يتمنون ‘ ان يخفف السب والاحتقار الذي صار لايتردد الكثيرين من التحدث به علنا بل وحتى في وسائل الاعلام ‘ بل ان احد المشايخ وبعض المنتفعين طالبوا بطردهم من بعض المدن لانهم غرباء !!



#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة الوزير امدت المعدمين بلحظة امل بل وادانة لمن تناسوهم ...
- من يفعل هذا لايحق له ان يتحدث عن معاناة الناس لان كلامه يكون ...
- بعد ان فشلو برفع الحصانة عن الذين سرقوا قوت الشعب ذهبوا ليشا ...
- سيدة المقام العراقي فريدة والانتخابات ‘ اشعر بسعادة لاني اشا ...
- الشبيبة يبكون عندما يغنا للطائفة والقومية قبل الوطن ويرتفع ص ...
- اليوم الاخير من الانتخابات العراقية في هولندا كاد ان يفشلها ...
- كان على من فشل بتقديم سارق واحد على الاقل للعدالة وهو الذي و ...
- الحوار المتمدن وردتا جميلتا تنشر عطرها لتنقي شيئا من اجوائنا ...
- ازلام النظام يطلبون الرشاوي من شباب الانتفاضة وابناء الشهداء ...
- جريمة الجادرية تكشف استمرار اسلوب النظام الساقط حتى طريقةالت ...
- هل افغانستان افضل من العراقيين في رفض السمكة الميتة ؟
- عوائل الشهداء والسجناء السياسيين والعيد الحزين
- وزير النفط العراقي يطالب بحصة الفقراء من النفط وهو يقيسه بال ...
- لاخصوصية تتعارض مع العدالة والمساواة , الا التي تكرس العبودي ...
- قائد منظمة بدر يقلد النظام البائد في استغفال الناس في حديثه ...
- عذرا ومعذرتا عفيفه العيبي ويا بلقيس انهم خدعونا
- الاسلاميين يمارسون الفصل العنصري ضد المراءة والخطاب الطائفي ...
- دلونا على من لم يسال لماذا وكيف ومن المسؤول عن مجزر ة جسر ال ...
- هذا ليس عدلا يا امي تعبرين الجسر قبل ان تعدي لنا فطورنا الخب ...
- البعثين ودعاة بناء دولة ولاية الفقيه , في الجمعية الوطنيه , ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلام فضيل - المعدمين وابناء الشهداء تناسوا المطالبة بإعادة حقوقهم التي سلبها النظام البائد بل ان يخفف سبهم واحترام انسانيتهم على قدر المساوات مع ابناء المشايخ على اقل تقدير من اجل ما قدموه من تضحة في درب الحرية