أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - مخاض العملية السياسية














المزيد.....

مخاض العملية السياسية


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكلت العملية السياسية بعد مخاض عسير، بين أن تكون دولة تحت الإنتداب الأمريكي، وبين أن تكون حكومة تمشية أمور كما هو حاصل اليوم، فالحكومة اليوم كما الماء (لا لون ولا طعم ولا رائحة)، وقد يعترض بعض القراء على هذا التشبيه، وأنا لا أعترض على ذلك فهذه هي الديمقراطية؛ فليست جميع الأفكار تلتقي عند محطة واحدة.
أسقط الأمريكان نظام صدام بقوة السلاح، ومن وراءهم أكثر من 33 دولة، خسروا من أجل تحقيق هذا الهدف مليارات الدولارات، لكن لماذا هذا البذخ لإسقاط نظام متهالك ولا يستطيع أن يؤذي الآخرين؟
للإجابة عن هذا السؤال، لابد من العودة الى الوراء قليلا، عندما سمحت الولايات المتحدة بسقوط شاه إيران، ومجيء الإسلاميين الى سدة الحكم فيها، مع وجود الفارق بين التجربتين، ذلك لأن الأولى ومنذ بداياتها جعلت الولايات المتحدة عدوها الأولى، وهو ما تنبهت له الأخيرة في تجربتها مع العراق، فكانت هي المتصدر لكل شيء، لدرجة انها نقلت مليارات من الدولارات لضخها في الاقتصاد العراقي، بعد سقوط النظام في محاولة لإنعاش هذا الاقتصاد، وعدم تركه لقمة سائغة بيد الإسلاميين، كما حصل في إيران.
بضغط من المرجعية الدينية، تم سن دستور للعراق، وطرح للإستفتاء العام ووافق عليه أغلبية العراقيين، وجرت انتخابات في عام 2005 لإنتخاب أول مجلس نواب بعد سقوط نظام صدام، وبغض النظر عما يقال عن وجود فقرات تحتاج الى إعادة صياغة، فإن المركب سار وبرعاية أمريكية (بالخفاء)، وهو أمر لا ينكره السياسيون العراقيون، بحيث أنهم في كل مشكلة تحصل بينهم، تجدهم يقفون أمام باب السفير الأمريكي، للتوسط في حل هذه المشكلة.
مشكلتنا الوحيدة هو أننا أخذنا نقلد الآخرين، ليس في طريقة لبسهم ومأكلهم فقط، بل حتى في السياسة، وننسى بأن التقليد قد لا ينفع في مكان أخر، كما يحصل في العراق عندما ننقل تجارب الآخرين، ونحاول إسقاطها على المجتمع العراقي، متناسين بأن الحالة النفسية للفرد العراقي تختلف عن الفرد في غيره من المجتمعات، فنحن مجتمع محافظ يرتبط بالعائلة والعشيرة، ويحافظ على الأخلاق، وهذه أغلبها لا تراها في كثير من المجتمعات، ومع هذا يحاول السياسيين تطبيق تجارب الآخرين علينا.
اليوم وبعد مرور ما يقرب من خمسة عشرة عاما، يحاول الأمريكان، إعادة حزب البعث الى الواجهة، وهم من غيبه عنها، بحجة أن حزب البعث وأغلب قياداته من المناطق الغربية هم مهمشين في الحكومة، متناسين أن نسبة تمثيل المناطق الغربية تزيد على 20%، ولو قمنا بجردة كاملة للمناصب التي يتواجدون فيها لكانت أعلى من هذه النسبة بكثير، ومع هذا فإن هناك خلطا بين مصطلح حزب البعث والسُنة، وكان البعث اقتصر على السُنة، حيث نجد أن كثير من القيادات البعثية هي شيعية.
ما يُقال عن التهميش والمظلومية، ما هي إلا محاولات عفا عليها الزمن، ذلك لأن من يحاول الترويج لهاتين المفردتين هم من القيادات السُنية التي تخلت عن الناخب عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على ثلاث محافظات (نينوى وصلاح الدين والأنبار) بحيث أصبحنا نشاهد هذه القيادات من خلال الفضائيات، وهي تتحدث من عواصم الأردن والإمارات وقطر، بالإضافة الى إقامتها في إقليم كوردستان، تاركة المواطن في هذه المحافظات يعاني الأمرين، الأولى قلة المواد الغذائية وشظف العيش، والثاني القهر الذي تعانيه من جراء تصرفات عناصر التنظيم الإرهابية، ومع هذا فإن العراقيين تناخوا لنصرة إخوانهم في هذه المحافظات وخلصوهم من بين براثن هذا التنظيم الإرهابي.
أسقط هذا الفعل من قبل أبناء المحافظات الجنوبية، ورقة التوت التي كانوا يتخفون وراءها هؤلاء السياسيين، وباتت تصريحاتهم لا تصل الى أبعد من مسافة الغرف التي يتحدثون بها، بعد أن انكشف المستور بالنسبة للمواطن، ما جعل السياسيين يعيشون في دوامة، خاصة مع قرب الانتخابات النيابية، فعادوا الى النغمة المشروخة وبدأ الحديث عن التهميش والمظلومية، والمحاكمات التي جرت لبعض القيادات بسبب دورهم في تغذية الإرهاب، وحتى مشاركتهم في تصفية شخصيات سُنية، وكل هذا يجري بعلم السفارة الأمريكية في بغداد، والتي تحاول الترويج لمؤتمر للمعارضين للعملية السياسية، ويتناسى الأمريكان والسفير الأمريكي، أن المعارضة يمكن أن تُسمع صوتها من خلال القنوات الطبيعية، وليس عن طريق المؤتمرات التي تنظمها وزارة الخارجية الأمريكية وال (سي آي أيه)، بالتالي يجب أن لا ينس من يحضر هكذا مؤتمرات، كيف تحدثوا سابقا عن الحاضرين في مؤتمرات لندن والسعودية ومصيف صلاح الدين، التي كانت تقام برعاية الخارجية الأمريكية وال (سي آي أيه).
مشاريع التسوية السياسية هي الأخرى لا تختلف عن سابقاتها بشيء، سوى تكريس المحاصصة الطائفية، التي لم يعد يهتم المواطن بها كثيرا، بعد أن تكشفت له الحقيقة المرة، وهي أن يتباكى على السُنة والشيعة، هم نفس الأشخاص الذين يجلسون على الموائد ليلا ليتسامروا ويضحكوا على الشعب المبتلي بهؤلاء.
إقتصاد لا يكاد ينهض بنفسه، بسبب عدم وجود الخطط الناجعة، التي يمكن من خلالها النهوض بالصناعات الوطنية، والمعامل المتوقفة عن العمل، كل شيء يتم إستيراده من خارج الحدود، الفواكه والخضر والأدوات الكهربائية وكل شيء، ومن مناشئ رديئة، وتنسى وزارة التخطيط، بأن العراق كان يصنع كثير من هذه المواد التي تستورد اليوم.
البنك المركزي ووزارة المالية لا يبدو أنهما يعلمان بسوء فعلهما، عندما سمحا بإخراج العملة الصعبة بواسطة أوراق مزورة، بحجة إستيراد بضائع للعراق بمبالغ خيالية، لا تكاد تلامس جزءا يسيرا مما هو مستورد فعلا، ويتناسى القائمون على البنك المركزي ووزارة المالية، شيء اسمه الإعتمادات المستندية، والتي يمكن من خلالها الحد من تهريب الدولار الى خارج العراق، والقضاء على عملية غسيل الأموال الجارية بتسارع في العراق.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا:نار أصبحت رماد!
- ويل للمصلين!
- عفا الله عما سلف!
- تسوية تاريخية
- هل نحن بحاجة الى جهاد كفائي ضد السياسيين؟!
- الرئاسة: هل هي مغنما؟
- ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟
- إنقلاب عسكر تركيا، تداعياته الى أين؟
- المرأة العانس، بين تقاليد بالية، وتحرر غير مبرر
- العراق بين نظرية المؤامرة، والتفكير بمستقبله الاقتصادي
- دخول الفلوجة، وما بينهما
- الجبير بين سندان الحشد ومطرقة الحوثيين
- الطائرة المصرية المنكوبة، والخطة (ب) للجبير!
- الفرق بين الإسلام هنا، والإسلام هناك
- هبوط سعر النفط، نعمة ونقمة!
- استقلال اقليم كردستان!
- الولايات المتحدة، دول الخليج العربية، إيران
- النفط، الهند والصين
- الأموال العراقية المهربة، ملف مهمل. الى متى؟
- هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - مخاض العملية السياسية