أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر














المزيد.....

أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد وجود مايعرف باحزمة البؤس في المجتمع دلالة على وجود حالات من الخلل البنيوي في تركيبة الدولة والنظام السياسي وحالة من انعدام وجود الحياة الكريمة للمجتمع بسبب المعاناة والاهمال التي تعانيها هذه المجتمعات وفي الحقيقة ان مجتمعات احزمة البؤس لاتعاني من نوع معين من الاهمال بل هو مزيج من عدة انواع من الاشكالات التي تراكمت وعبر فترات طويلة مما شكلت عائقا كبيرا جدا في التواصل الاجتماعي والحضاري الذي ينشده اي مجتمع يبغي المسير في لائق لمواطنيه ان احزمة البؤس هي مجتمعلات تعاني ميكانيزمات حادة وهي اشبه ماتكون ببؤر توتر وغيتوات منغلقة على نفسها بسبب المعاناة التي يعانيها افرادها الذين يعيشون في في هذه المجتمعات التي تعاني من نقص حاد في الخدمات بكل انواعها وفي انخفاض حاد في مستوى الوعي مما يجعلها عرضة لخلق متاعب كثيرة للمجتمع ومن هنا مسؤولية اي سلطة سياسية او حكومة في توفير سبل النهوض لهذه المجتمعات لانه جزء من واجبها تجاه الشعب والمجتمع يقول المفكر العربي مالك بن نبي في كتابه تأملات عن ذلك ان المجتمع الذي يقوم بوظيفته نحو الفرد ويحقق راحة الفرد فانه لابد ان نفهم معناه فهما دقيقا فهو ليس عددا من الافراد انما هو شيئا خاصا هو بنيان وليس تكديسا للافراد بنيان فيه اشياء مقدسة متفق عليها فقبل ان يتجمع الافراد تكون هناك فكرة عامة هي التي تؤلف بين افراد المجتمع فاذا فقدت هذه الفكرة فقدت الصلات بين الافراد وتفكك المجتمع وضاعت المصلحة التي تتمثل فيه ان مجتمعات البؤس ونحن لانقصد بالطبع التقليل من شأنها بهذه التسمية بل هو التوصيف العلمي لا اكثر هي مجتمعات متأخرة علميا واقتصاديا واجتماعيا بسبب الاهمال لان هذه المجتمعات هي جزء من نسيج شعب كامل لقد ترتب على هذا الاهمال لمجتمعات البؤس الكثير من السلبيات يتمثل بعضها في هذا الضعف البنيوي الحضاري في سيطرة قيم تقليدية رجعية تفعل فعلها في ممارسة شد هذه المجتمعات الى الوراء وحصول نكوص اجتماعي وحضاري يقول الاستاذ كامل شياع كأنتقال قيم القبيلة الى المدينة وانتشار العصبية القبلية التي تجلب معها عصبياتها ونظرتها الى العمل المهني والتقني وسلبيات اخرى مثل امكانية تفتيت الرابطة القبلية الى ولاءات اصغر تلبي مظاهر طائفية ومذهبية وتتميز بكونها اطول بقاء وتأثيرا من رابطة القرابة والدم التي تحكم الانتماء القبلي الاصلي وهكذا نرى الوجوه المتعددة للقيم السلبية في هذه المجتمعات وهو واقع موضوعي بائس ان هذه المجتمعات الموصوفة بهذا الوصف هي مجتمعات مقهورة عانت من الاهمال سابقا والذي ترتب عليه جهل اجتماعي وقلق اجتماعي بفعل ضعف القاعدة الاجتماعية لها ومنة هنا نسأل عن موقع الديمقراطية في هذه المجتمعات باعتبارها جزؤ هام جدا من تركيبة المجتمع هل هي علاقة تفاعل ام علاقة تنافران مجتمعات البؤس قبل ان تكون بحاجة الى الديمقراطية وهي تحتاجها بكل الاحوال هي بحاجة الى تصميم حقيقي الى انتشالها من واقع البؤس والحرمان وهذا هو الاساس الموضوعي لاي تحول جاد في المجتمع والذي يجب ان يتوفر اولا لانه وببساطة ان هذه المجتمعات لاتفكر بالديمقراطية والحرية لانهم لم يعيشوها اصلا وبالتالي لم يشعروا بها ويعتبروها اشبه مايكون بترف فكري ليسوا بحاجة له بقدر ماهم بحاجة الى تأمين شروط حياتهم الضرورية ولقد عبر يوما الفيلسوف الالماني فيورباخ حين قال مئتي عام او اكثر:
(اشبعوا البطون ثم طالبوهم بالفضيلة)
وهو تشخيص سليم جدال عن تأمين الاساس المادي والضروري لحياة الافراد والمجتمع وهذا هو الاساس السليم في الشروع بمسيرة تدريجية نحو اصلاح حياة الافراد والمجتمعات حتى يمكن ان نجعلهم يشعرون بكينونتهم ان انتشال المجتمعات البؤس من واقعها الاسن عبر توفير شروط الحياة الكريمة وتمتعهم بتأمين اجتماعي وصحي وغيره هو بداية اجراء الحلول السليمة وتأمين نقلة افضل الى المجتمع ان هذه المجتمعات بقدر ماهي بحاجة الى ضروريات الحياة المادية هي بحاجة ايضا الى الضروريات المعنوية من ديمقراطية وغيرها من السمات الحضارية لنقلها الى مرحلة اكثر تطور وهو ترابط جدلي وتفاعل حي الذي من شأنه ان يحدث حراك اجتماعي وسياسي يساعد المجتمع الى الدخول الى العصر ومفاهيمه وهذا امر هام جدا للمجتمع ككل وكوحدة بنيية متصلة لان الاتجاه المعاكس لهذه التوجهالت هو بقاء هذه المجتمعات اسيرة واقعها البائس الامر الذي من جرائه تعميق الهوة والخلل البنيوي في المجتمع بين من يملك كل شئ وبين من لايملك اي شئ وهذه سمات مجتمع غير متوازن ومقهورمتوتر لذلك اذا اردنا نوجدمجتمعا هادئا وحضاريا ومتوازنا ويتمتع بالسلام الاجتماعي يجب ان نوفر شروط الحياة الكريمة ومنها المواطنة لهم ثم نطالبهم بتمثل قيم الديمقراطية والسلوك الحضاري المسؤول



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...
- جدلية الانسان- الحرية
- اوهام قرية عالمية بلا حدود
- الاصلاح السياسي الناجح من ادنى الهرمية الى اعلاها ايها الساد ...
- حقوق الانسان ودولة القانون ركيزة النهوض الحضاري
- المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات
- جمهوريات الاغتصاب والسطو المسلح وانعدام الافق السياسي والديم ...
- علمانية الدولة العراقية الخيار الاستراتيجي المطلوب
- النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسا ...
- الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل
- خطر الأيديولوجية المريضة
- المثقفون ضمائر الامة
- من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطي ...
- الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟


المزيد.....




- مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في أريحا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /23.04.2024/ ...
- تجمع في براغ لدعم أوكرانيا من خلال -الخطة الأستونية-
- الحرب على غزة في يومها الـ200.. استمرار للقصف واكتشاف مقابر ...
- WSJ: ترامب يصف أوكرانيا في محادثاته مع الأوروبيين بأنها جزء ...
- مراسلنا: القوات الإسرائيلية تكثف قصف شاطئ البحر في رفح وخان ...
- بكين تدعو واشنطن إلى التفكير بمسؤوليتها في الأزمة الأوكرانية ...
-  10 قتلى بتصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
- تايوان تسجل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية خلال يوم واحد
- الخارجية الأمريكية: إيران -لا تحترم- السيادة العراقية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر