أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - زهايمر














المزيد.....

زهايمر


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 09:56
المحور: الادب والفن
    




كان الطريق من حي العرب لحوش الخليفة لحضور الإحتفال بمرور مئتين عاما على تأسيس المدينة مملا بسبب الإزدحام رغم أننا سلكت الجسر الطائر الذي يمر من فوق سوق المدينة القديمة.

كانت جدتي زهور تدندن بأهزوجة قديمة لبنات قرب الحفير وجرار الماء على رؤوسهن يناجين حبيبا طالت غيبته حينما سافر مع الجيش المتجه لمصر ليحارب في الحرب العالمية مع جيش المستعمر.

أتاني صوت آلة التنبه مموسقا إلتفت للمرسيدس الرياضية التي بيسراي وجدتها نسرين صديقتي فحييتها وبعد أن أنزلت زجاج نافذة سيارتي
- يا نسرين إزيك؟ ماشة الإحتفال ولا شنو؟
- وين يا عبدو !!! أيوه .. لكن مع الزحمة دي .. الله أعلم أحصل بدري .. وانت برضو ماشي؟
- أكييييد .. !!
- إزيك يا حبوبة زهور.. كيف صحتك؟ ، يلا نتلاقى هناك .. مع السلامة
حينما غادرت نسرين سألتني جدتي : دي منو؟!
- دي نسرين بت فاطنة. . أهلها ناس عشميق!!.
- بالله .. البت حلوة وظريفة. . نخطبا ليك يا ود علوية!
- يا حبوبة .. قولي بسم الله مرتي القاعدة معاي في العربية دي تقول شنو!!
نظرت جدتي إلى زوجتي في الخلف وضحكت في خجل.
- معليش يا بتي ... حبوبتك خرفت!!!
ونظرت إلى زوجتي من المراءة فوجدتها عابسة فأبتسمت لها إبتسامة خفيفة ..
- حبوبة دايرة تخطب لي نسرين الطاهر يا مرام هاه هاه .. شفتي كيف!!

- خليها تخطبها ليك! !!!
- معقولة بس .. افكر في زولة غيرك !!!
حدجتني زوجتي بنظراتها مليا ولم تقل شيئا .. فشملنا صمتها وأنشغلت بحركة السير التي خف إزدحامها .

أخيرا وصلنا مكان الاحتفال الذي علت موسيقاه وتلألأت أنواره.. وجدتني ونسرين في طاولتين متجاورتين فسلمت عليها وسلمت بدورها على جدتي وزوجتي التي كانت زميلتها بكلية الآداب .. ولأن ثلاثتنا درسنا في نفس الجامعة فسرعان ما دار حديثنا عن الحراك السياسي المتسارع الوتيرة بشارع المين. . قاطع حديثنا حديث الفنان المشهور بجوارنا
- طيب حأناول المايك دا للوالدة دي عشان تغني معاي واحدة من اغنياتي المشهورة !!!.
ضج المكان بالتصفيق والصياح وعلت الدهشة على محيانا
- اسمك منو يا أمي !!
- أهلا يا ولدي .. اسمي زهور بت الشيخ
- أهلا يا أمي .. كيف صحتك؟ ممكن تغني معاي ؟
- كان حافظاها بغني معاك!!!

وأشار بيده لفرقته الموسيقية فعزفوا لحن أغنيته: فراق ... فضج المكان مرة أخرى بالهتاف والتصفيق ... وأبتهجنا نحن عشاق الفنان المشهور ..

غنى مطلع أغنيته ثم ناول المايك لجدتي التي توقفت قليلا ثم انطلقت مدندنة باللحن دون كلمات فضحك الفنان كثيرا وتوقفت الموسيقى
- دا شنو يا أمي ما حافظة ... وواصل ضحكه العالي وهو يعود لخشبة المسرح مكملا أغنيته

نظرت لجدتي كانت واجمة في حزن فثار الدم في عروقي ووجدتني انتزع المايك من بين يد الفنان المشهور وسط دهشته قلت:
- اسمع هنا يا فنان يا مشهور انن .. ما عيب إنو حبوبتي عندها زهايمر وحاولت تجاملك بإنها تغني معاك .. العيب فيك انت عشان ما احترمت فنك! !!

تدافع الجمهور للمسرح يتطاير الشرر من عيونهم ووجدتني محاصرا بين غضبهم وعلا السباب وارتفعت الأيادي لتنال مني
- يا التاج قومي اتأخرت على الشغل!!
- يعني ما ضربوني
- ههههههه .. الضربك منو .. انت كنت حلمان!!! ..


مزمل الباقر
امدرمان في 13 فبراير 2017



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة الخرطوم ( 10 )
- مجزرة الخرطوم ( 9)
- مجزرة الخرطوم ( 8)
- ماوية
- عن ( الصُم ) في السودان
- مجزرة الخرطوم ( 7)
- لبنى عصام .. مشروع الجدة الذي لم يفشل بعد
- أبناء يسوع
- عاصم الطيب ... علامة تجارية ( سودانية )
- اختناق
- مجزرة الخرطوم ( 6)
- زين في حضرة عبقري الروائية العربية
- الرقص Bailando
- مجزرة الخرطوم ( 5)
- مجزرة الخرطوم ( 4)
- ( يا هو دا السودان ) .. أو ... زرياب دهب مبدعاً
- مجزرة الخرطوم ( 3)
- مجزرة الخرطوم ( 2)
- تاج الختم
- مجزرة الخرطوم ( 1 )


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - زهايمر