أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي














المزيد.....

وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 09:55
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قد تدفعنا وطنيتنا وأعتزازنا بالشهداء للكتابة عنهم، والاحتفال بشهادتم، خاصة وأنها كانت من أجل قضية وطنية تخص الكل، هذا صحيح الى حد ما خاصة لو اقترن ذلك بتحقيق كل او جزء مما ناضل الشهيد من أجله، لكن والحال (اليوم) يجعل فرصة الفرح محدودة إن لم أقل ممزوجة بمرارة ، سيما وإن من قطف ثمار التضحيات وقوافل الشهداء هم ناس غرباء على الوطن والوطنية، هذا جزء من لواعج الذكرى!
لكن للمشهد لوحات أخرى، والوقوف امامها والتبحر في صور وأسماء الشهيدات والشهداء، وبمجرد النظر الى عيونهم يمكن أن نطوف في عالم الاحلام ونسأل: كيف كانت ستكون حياتهم لو لم يُقتلوا ، أين كانوا سيقطنون الآن لو لم تُغيّب جثامينهم، وماذا كان يمكن ان يستفيد الوطن منهم لو لم تُنهى رحلتهم بهذه العجالة، وبهذه الطريقة؟
اسئلة كثير تبقى عصية على الاجابة، إلا من يقين واحد بأن نحترم حرية الأختيار عند الشهيد أولاً ، ونطالب بتقديم الجناة للعدالة وأنصاف الشهداء وعوائلهم ثانيأً.
وفي رحلة استذكار ألشهيد زهير جرجيس مقدسي، الذي تنحدر عائلته من مدينة (القوش) السخية بالمناضلين والشهداء، حيث ولد عام 1948، ودرس الابتدائية في مدرسة القديس يوسف في بغداد وبعدها في متوسطة الرشيد ثم أكمل الثانوية في مدرسة النجاح المسائية . أدى الخدمة العسكرية بعدها، وعمل عاملا في معمل نفط الدورة ، ثم نقل الى السماوة، انقطعت أخباره بعد العام 1979، وعُرف انه استشهد على يد النظام الدكتاتوري بتأريخ 23 كانون أول 1982 كمال في الوثيقة التي نشرها الحزب الشيوعي العراقي في تموز 20013، عقب جمعه وحصوله على بيانات المخابرات والامن حول (بعض) جرائم الاعدام.

يتحدث شقيقه (فؤاد مقدسي) فيقول: وبالقدر الذي تسمح لي الذاكرة، فقد كان انساناً طيباً الى درجة كبيرة، اجتماعي وصاحب معشر. لم نتفق انا وهو على قضية العمل السياسي، وغادرت العراق اواخر السبعينات، وطلبت منه الالتحاق بي والبدء بحياة جديدة، لكنه كان يرفض ويقول: ان له مشوار في الوطن، ثم سمعت بالاخبار وأنا خارج العراق. ما عساي أن افعل وما عساي أن اقول، سوى إن فكرة العمل السياسي في بلدان الشرق ليست ناجحة لانهم لا يقبلون بالفكر الآخر ، مهما قالوا وفعلوا، فهم في آخر سلم البشرية من ناحية التطور والديمقراطية .

أما شقيقته (فائزة) فتقول: كنت شابة في مقتبل العمر اواخر السبعينات، وكل ما أتذكر من توجيهات أبي حينها، بأن لا اعطي أية معلومات عن أخي او عائلتي الى ( الاتحاد الوطني) في المدرسة، ولو طُرق الباب فعليّ أن لا افتحه، هذه كانت الاجواء. لكن عشية سفر أخي (في وقت ما من العام 1979) فإني اتذكر جملتان مازالتا ترنان في ذهني : دروا بالا لخاثي ـ أي حاموا وأعتنوا باختي ـ والثانية : أنا راجع في العيد! وها قد مر 38 عيد ولم يأت!
بالحقيقة، لقد تغيرت حياتنا كلياً، حيث لم نعرف عن مصيره أي شئ، سوى إن الامن كان يأتي ويضرب أبي أو يهينه ويعتدي عليه ويسألوه عن أخي ، ونحن لا نملك الجواب، وفي احدى المرات اعطوا والدي (علبة جكليت فارغة) وقالوا : هذه من ابنك، وعندما فتحها وجد فيها طلقات فارغة، ولك ان تعرف معنى الرسالة. نعم تغيرت حياتنا نحو الاسوء، ما بين غياب اخي ومعاناة العائلة ، فما كان منّا إلا مغادرة العراق للخلاص من هؤلاء الاوباش عام 1980، وها قد مرت السنين ، وتغيرت امورا كثيرة لكن هناك حزن عميق في عائلتنا، اولاً نريد أن نعرف ماذا كان مصيره، أين هو ، وإذا اعدموه (كما تشير وثائق الحزب الشيوعي نقلا عن بيانات الامن العامة) فأين هي رفاته وأين هو قبره؟ الشئ الاسوء هو مصير هذا الوطن ، فهل يُعقل أن تقدم عائلتي وآلاف العوائل الاخرى قوافل من الشابات والشباب شهداء من أجل قضية انسانية ثم ينتهي الوطن بيد مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق الطائفيين ، هل هذا معقول؟ ماذا عن الجناة والقتلة؟ من سيحاسبهم...؟
ألم كبير يعتصر قلبي ...وقلبنا ...ولا ادري كيف سنداويه.

**الذكرالطيب والخلود للشهيد زهير جرجيس مقدسي
**المواساة لعائلته الكريمة وأهله ومحبيه
**بأمل تقديم الجناة والقتلة للمحاكم وفضح جرائمهم القذرة

كمال يلدو
شباط 2017



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)
- وفاءاً للشهيد صبري الياس حنا دكَالي ( جندو)
- مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل ...
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...
- سلاماً للقائد الأنصاري نجيب حنا عتو ( حمه سعيد أبو جنان)
- وفاءاً للشهيد النصير فرانسو ميّا (أبو حسن)
- الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ...
- وفاءاً للشهيد حكمت كيكا صادق تومي
- القائد الأنصاري دنخا شمعون البازي (أبو باز)، بعد التحية
- رعاية التلاميذ النازحين في برنامج TEACH
- وفاءاً للشهيد النصير رافد اسحق حنونا (حكمت)
- الناشط والأكاديمي سعد سلوم يرى (نصف الكأس المملوء) في محاضرت ...
- ليلة الأحتفال بذكرى الموسيقار -صالح الكويتي- في ديترويت


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي