أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مستدمرة إسرائيل وجزاء سنمّار-العربي-














المزيد.....

مستدمرة إسرائيل وجزاء سنمّار-العربي-


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو معروف أن الملك الحميري المشهور النعمان الأول إبن الشاعر إمرؤ القيس ،أراد بناء قصر فخم له بعد أن منّ الله عليه وأعطاء مالا كثيرا ،فسأل عن أمهر المهندسين الرومان آنذاك ،وجاءه المهندس سنمار وبنى له قصرا ولا أفخم أسماه "الخورنق".
ولما إنتهى المهندس سنمار من بناء القصر الفخم ،طلب منه الملك النعمان بالقيام بجولة معه داخل أرجاء القصر العظيم ،ووجه له عدة أسئلة مثل:هل هناك قصر يشبهه في الدنيا؟وهل يستطيع غيرك بناء قصر مثله ؟وهل يعرف أحد غيرك أسراره ؟فأجاب سنمار بلا !وعندها ضمر الملك النعمان الأول الشر لسنمار وقرر قتله حتى يموت سر القصر معه ،ويضمن أن أحدا من الملوك لن يحظى بقصر مثله ، ورماه من أعلى وفارق سنمار الحياة ،وذهبت القصة مثلا يضرب في اللئيم والأخرق والأناني وناكر المعروف والجميل الذي يقابل الخير والإحسان بالشر.
وفي عصرنا الحالي طبقت مستدمرة إسرائيل أخلاق وسلوك الملك النعمان الأول ،ولكن ضحيتها لم يكن شخصا واحدا فقط ،بل كانت ضحاياها دولا وشعوبا بكاملها،وفي المقدمة بريطانيا التي أرادت التخلص من يهود بتأسيس مملكة إنجليزية مسيحية خالصة ،وخالية من اليهود ،وبدأ المخطط رسميا من قبل رئيس وزرائها الأسبق كامبل صاحب الوثيقة المشهورة ضد الشرق الأوسط 1905- 1907ومن أوائل من دعوا لإقامة مستدمرة إسرائيل ،وتلاه أيضا آثر بلفور وزير خارجية بريطانيا الذي أعلن وعد بلفور المشؤوم عام 1917 وأعطى فلسطين وطنا قوميا لليهود ،وقيل بشأنه أن من لا يملك أعطى لمن لا يستحق.
عندما إشتدت سواعد العصابات الإرهابية الصهيونية بفعل المساعدات البريطانية التي شجعت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ،ونكلت بالشعب الفلسطيني، طالبت تلك العصابات الإرهابية بريطانيا بالرحيل عن فلسطين وإعتبرتها دولة محتلة ،وعلاوة على ذلك قامت تلك العصابات بالإعتداء على الجنود البريطانيين وقتلهم وشنق العديد منهم بتعليقه على أعمدة الإنارة والأشجار على الطرق العامة بفلسطين ،إضافة إلى حرق المخازن ونهبها.
وبعد بريطانيا جاء دور الولايات المتحدة الأمريكية التي تبنّت مستدمرة إسرائيل، خاصة بعد إنتصارها الوهمي على الدول العربية وتسلمها لبقية فلسطين التاريخية وأراض عربية اخرى، مثل الجولان التي إشترتها من حافظ الجحش الذي إغتصب سوريا وورثها لإبنه الذي حولها هذه الأأيام إلى ركام وهجر من بقي حيا من أهلها.
بعد كل الدعم الذي قدمته أمريكا لمستدمرة إسرائيل ماديا ومعنويا وسياسيا ودبلوماسيا ، ها هي مستدمرة إسرائيل تتآمر على امريكا وقد ورطتها في العديد من المستنقعات التي انهكتها وقد اجبرتها على الرحيل عن المنطقة لتطويبها بإسمها ،وقد عبثت مراكز الضغط اليهودي أمثال "الإيباك " و"ميمري" في الساحة الأمريكية وجرى تحويلها إلى مزراب يصب الخير كله في مستدمرة إسرائيل ،ناهيك عن تحويل كافة المسؤولين الأمريكيين إلى حماة لمصالح مستدمرة إسرائيل وكأهم إسرائيليون.
وآخر أفلام الغدر الإسرائيلية لأمريكا قيام النتن ياهو بالتحالف مع الرئيس الأمريكي المنتخب أثناء حملته الإنتخابية وضمان النجاح له لأن مستدمرة إسرائيل ترى أن عودة الديمقراطيين إلى الحكم أمرا غير منطقي ،وقال له في رسالة مكتوبة "لقد مللنا من سياسة الديمقراطيين وآن الأوان لإبعادهم عن الحلبة"،علما أن الإسرائيليين وأدواتهم في امريكا تجسسوا على الولايات المتحدة الأمريكية وسرقوا أسرارها وباعوها للصين التي تسعى حثيثا لتكون القوة الأعظم في العالم بدلا من امريكا.
وفي الخضم لم يسلم الإتحاد الأوروبي من العبث الإسرائيلي ،بل كان في عين الغدر الإسرائيلية لأنه حاول الضغط على مستدمرة إسرائيل للتوصل إلى حل يرضي الفلسطينيين ،ولعب دور دافع الشيكات لتمويل ما يطلقون عليها زورا وقسرا " عملية السلام" وأنجزوا العديد من المؤسسات المهمة لإقامة الدولة الفلسطينية ،وكان الطيران الإسرائيلي يقوم بهدم تلك المؤسسات فور الإنتهاء منها في رسالة فجة لأوروبا قاطبة .
وكما فعلت بأمريكا وورطتها في صراعات ومهدت لتفكيكها ،ها هي ترسم ذات السيناريو للإتحاد الأوروبي وكانت البداية إنسحاب بريطانيا وستتبعها فرنسا وألمانيا بعد تسلم اليمين الحكم فيهما.
أما العرب فكان لهم نصيب الغضنفر من الغدر الإسرائيلي،فهم وكما هو معروف اول من رحب بالسيطرة اليهودية على فلسطين بحجة انهم مساكين وبعضهم إعتبرهم شركاء ضامنين لمستقبله .
لقد هيأت الدول العربية كل أسباب الراحة لمستدمرة إسرائيل وقضت على مقاومة الشعب الفلسطيني ،وامدت مستدمرة إسرائيل بكل أسباب القوة ،وكان آخرها تبرعا عربيا من إحدى الدول العربية الكبرى بمبلغ 125 مليون دولار تعويضا للمستدمرين اليهود المتضررين من حرائق فلسطين المحتلة ،وقامت صحيفة هآرتس قبل أيام بفضح الطابق في نسختها الإنجليزية وكشفت إسم المتبرع الكبير.
لم ينقطع نهر الخير العربي عن مستدمرة إسرائيل حتى يومنا هذا ،فالسادات المقبور وقع معها معاهدة كامب ديفيد أواخر سبعينيات القرن المنصرم ، وقيادة منظمة التحرير وقعت معها إتفاقيات اوسلو بضغط من الدول العربية عام 1993،والأردن الرسمي وقع معاهدة وادي عربة عام 1994، فيما ترتبط العديد من لدول العربية بعلاقات سرية مع مستدمرة إسرائيل .
تماما كما فعل الملك النعمان الأول للمهندس الروماني سنمار ،فقد فعلت مستدمرة إسرائيل أسوأ من ذلك بكثير فرغم هذه المعاهدات والدعم السخي ومبادرة السلام العربية ،فإن مستدمرة إسرائيل حكمت على الدول العربية جمعاء بالتقسيم والتفكيك ،ووثقت رغبتها الشريرة بوثيقة " كيفونيم "التي أعلنتها في 13 حزيران 1982،وها هي تهدد الأردن الرسمي بطرح فكرة الدولة الفلسطينية في الأردن ،ولهذا تداعيات لا داع للخوض فيها.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلاب في أمريكا
- المواجهة الأمريكية –الإيرانية حتى آخر فلس خليجي
- قمة الملك عبد الله الثاني –ترامب الترياق ..ولكن
- ترامب يحرك عش الدبابير
- -إسرائيل- ليست دولة يهودية ولا تمثل اليهود التوراتيين الحقيق ...
- ترامب يحارب المسلمين باموالهم
- مؤتمر الأستانا تفكيك للمأساة السورية
- ترامب ..من أول غزواته كسر عصاته
- بحث استحداث يوم عالمي لشهداء الإنسانية ، وتأسيس صندوق لدعم ذ ...
- قصة المعركة التي دارت بين الجزائر واسرائيل في قناة السويس - ...
- الأردن .... الوصفة السحرية للخروج من عنق الزجاجة
- أنقذوا -إسرائيل- من قادتها
- الجبن العربي يثير السعار الإسرائيلي
- -أوراق سرية -..جديد الزميل أسعد العزوني
- بوتين يثأر وينتقم
- إسرائيل هي التي فجرت مركز التجارة العالمي
- مجموعة -الشهيد- بهاء عليان بيضة الموساد الفاسدة
- الجهاد في سبيل -اللات-
- جبهة درعا ..الحسم في الأردن
- الإرهاب الإسرائيلي يضرب تركيا


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مستدمرة إسرائيل وجزاء سنمّار-العربي-