أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عباس علي العلي - المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.














المزيد.....

المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 00:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا أريد في هذه المقالة أن أصنف المثقفين حسب قدرتهم على التعامل مع هويتهم الوظيفية الأجتماعية، ولا من حقي أن أفعل ذلك ولكن للواقع دوما قراءة يطرحها لا يمكن الفرار منها أو تجاوزها بحجة الحيادية والنأي بالنفس عن إشكاليات النقد والأنتقاد، المثقف العراقي خصوصا والعراقي عموما وطبعا مع الأقرار بالأستثناءات الفردية دائما يقع بين حدي العسل والحنظل، فهة كأي إنسان أجتماعي يتمنى أن يكون في وضع عام مقبول إن لم يكن مميز لدوره ووظيفته الأجتماعية والمعرفية، وهذا لا جدال ولا خلاف عليه كونه حق طبيعي، لكن الإشكالية تثور حين يكون هناك عرض وطلب سوق فيه بيع وشراء، لا بد أن تدخل في معمة ما موجود كي تكون رقما أما مع عسل السلطة أيا كانت ومع تفكيرها وحتى أيديلوجيتها أو مع حنظل الواقع التي ترسمه السلطة وتفرضه كرها وغصبا على الإنسان.
المثقف بعيدا عن التوصيفات يحمل مع التسمية وظيفة ويحمل معه أختياره للثقافة رسالة مححدة، فهو ملزم بها وهو حر ومدرك لهذا الخيار ونتائجة ومقدار تطابق سلوكه معه، فالمثقف الذي لا يؤمن بحريته ولا يثق بإدراكه ليس أكثر من بوق أعمى وأجير صالح للأكراء عليه في كل مرة يوجد مستكري وتوجد حمولة، العنصر الأساسي في كونية المثقف هو أنحيازه الكامل للحرية والبناء على أن كل خياراته مرتبطة بها، فهو يمارسة ثقافته من خلال عمق الإدراك المتحرر وينظر لغيره على أنه كذلك، وعليه أن يجعل من وظيفة الثقافة هي الدعوة اليومية للحرية وللجميع ومن دون عناوين، هنا يمكننا أن نصنفه مثقف ولا ننقص من قدره لو كان مؤمنا بأن الأستبداد والطغيان والديكتاتورية طريقا لأصلاح المجتمع وقيادته، شرط أن يكون مؤمنا حقيقيا بها لا أجيرا ولا مستأجرا طالما أنه يتبنى رؤية مدركة عقلية ذاتية خاصة به ويدافع عنها بجد.
إشكالية المثقف مع السلطة ليست إشكالية خارجية مفروضة عليه ولا هي من نتاج السطوة فقط بقدر ما هي قدرته أن يمارس حريته وإدراكه بالقضية التي يؤمن بها، عندما يتحول المثقف إلى تاجر أو إلى أجير أو إلى بياع كلام يختار طريق الجهل والأمية ويتخلى عن إنسانيته العاقلة لأنه يستجيب لنوازعه النفسية أولا وبذلك ينزل لمراتب دون البشرية الأعتيادية، ويتحول إلى عدو للثقافة التي يؤمن بها أنها عنوانه، وإنها هويته التي يعتز بها، فمن يبيع إدراكه ويقينه ليمارس دور الداعر الفاجر بنفسه لنفسه ويسقط في حالة الأختلال النفسي والعقلي المزمن.
إن الهروب الدائم حول وهم التخلص من سطوة السلطة السياسية في محاولة لتأقلم هي الإشكالية التي يبرر فيها المثقفالأنتهازي دوره التخريبي وتخليه عن الحرية والمسئولية الأخلاقية لمن يؤمن بأن رسالة المثقف في الحياة أن يعيد صناعة الواقع ويحرره من أنياب الوحش المتسلطن، وإلا لا قيمة له ولفكره لا وجوده تحت هذا العنوان بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه أو سيدفعه أجلا أو عاجلا، القضية أن تثبت لنفسك أولا أن مدرك لوعيك بالرسالة هذا الإدراك الذي يقود للتشبث بالحرية والأخلاص لها والمضي قويا في بسط معنى أن تكون قائدا نوعيا لا كم مجرد من الفعل، المثف العراقي وأنا جزء من هذه التشكيلة لا ينبغي أن يسلم مفاتيحه ووجوده للطغيان مهما كان العنوان ديني أو سياسي أو أجتماعي، وعليه أن يتنزه من كل إشارة سلبية تنتقص منه ومن ما يرفعه من شعار في أروقة الواقع.
عليه وبناء على أس هذه الفكرة فقد واجه المثقف الحقيقي المخلص لثقافته ووعيه وإدراكه مسألة الحرية بروح الأنتماء، في الوقت الذي غادر فيه الكثير ممن يحملون الشعار في رحلة البحث عن المصالح والمكاسب بعد أن تخلوا تماما عن كل ما يربطهم بمعنى مثقف، وتحولوا إلى شرطة ومخبري أمن ومتملقين متطوعين لمسح أكتاف النظام السياسي وتلميعه تحت عنوان الوطنية وملازمة الخط المسالم، عسى أن يجدوا في أخر مشوار الخدمة فسحة صغيرة من حرية أشبه بالعبودية ليستثمر وجوده المنحرف، ويعلن عن أنتصاره على الواقع وهو لا يعلم بالضبط أم كل مقالته هذه معايشة للطغيان وتبريرا للتسلط وإمعانا بأذلاله شخصيا من قبل قوة السلطة وسلطة القوة، هذا المثقف الزائف سيتحول بعد حين إلى داعية وناعية ومهرج وأمعة يحركها الطمع في شهوة السلطة وقذارة أساليبها مهما كانت مغلفة ومهما كانت تحتج بالوطنية أو الولاء للمجتمع الذي تحكمه وتعيش فيه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب وفصول ...... الربيع
- هل الظلم ثقافة تكتسب أم سلوك طبيعي
- تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان
- الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية
- الوطن وأنت كاحمامة في لجة السماء
- هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية
- الموت والحياة وقصائد الشعراء
- الدين والسياسة خلطة التأريخ القاتلة
- رجل من تمر ... أمرأة من عنب
- إشكالية العقل الديني والتطور
- هل غادر الشعراء من متردم
- رسالتي إلى السيدة الأولى
- المفيد
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية


المزيد.....




- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عباس علي العلي - المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.