أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - الثامن من فبراير.. [4] ارستقراطية عسكرية..















المزيد.....

الثامن من فبراير.. [4] ارستقراطية عسكرية..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وديع العبيدي
الثامن من فبراير.. [4]
ارستقراطية عسكرية..

(22)
السيطرة العثمانية الطويلة على العراق [1638- 1920م]، تركت مجتمعا مهلهلا، لم تتمكن منه اسباب الحضارة، ولم تستوطنه عوامل المدنية، ولم يتوفر على قواعد حياة اقتصادية او بنية سياسية، تؤهله لاختطاط طريق مستقبله.
ورغم وجود طبقة واسعة من ملاكي الاراضي الزراعية وانتشار الزراعة والبساتين في طول البلاد وعرضها، لم تتبلور فئات نفوذ اقتصادية او طبقات برجوازية: اقطاعية او راسمالية حرفية. تحل محل العقلية التلقينية وطبقات النفوذ التقليدي لمؤسستي العشيرة/(القبائلية)، والطائفية/ (المذهبية الدينية).
وفي بلد يعتبر المنشئ الاول لحضارة (المدينة) منذ الالف الرابعة قبل الميلاد، ممثلا في (المدينة) السومرية و(المدينة) البابلية المشخصة في علم الحفريات الاثارية و(اوروك) في -ملحمة جلجامش-، والاصحاح الحاديعشر من -سفر التكوين- التوراتي: "كان أهل الارض يتكلمون – أولا- بلسان واحد ولغة واحدة، واذ ارتحلوا شرقا، وجدوا سهلا في ارض شنعار، فاستوطنوا هناك. فقال بعضهم لبعض، هيا نصنع طوبا مشوبا أحسن شيّ. فاستبدلوا الحجارة بالطوب، والطين بالزفت. ثم قالوا: هيا نشيد لأنفسنا مدينة، وبرجا يبلغ ارتفاعه عنان السماء!. فنخلد لأنفسنا اسما، لئلا نتشتت على وجه الأرض"!/(تك 11: 1- 4).
(المدينة) هي دالة مجتمع مدني. (المدينة) ليست – قرية-، ولا -قرية كبيرة-، ومجتمع (المدينة) يختلف عن مجتمع – القرية-، الي المجتمع القروي. (المدينة) منذ اصولها السومرية، هي دالة حضارة ومدنية.
والحضارة والمدنية هي منظومة قيمية فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية، كانت وراء ظهور سومر وبابل واشور والفراعنة. وباندثار المدنية/ المدينة العراقية – اعقاب غزوة الاسكندر لبابل-، اندثرت المدنية والحضارة الرافدينية، وعادت البلاد لمرحلة البداوة والتخلف القبلي والديني.
بقيت المدينة العراقية بدائية فجة عمرانيا وسكانيا، ليس لها مركز جغرافي، ولا مركزية (نخبة) اجتماعية مستقرة. وجاء نزوع سكان القرى والهاجرين الزراعة، نحو مراكز المدن القريبة، ليزيدها عشوائية وهلهلة وتخلفا.
(23)
رغم كون العراق بلدا زراعيا على مدى الزمن، لم يعرف الاجتماع العراقي وجود طبقة اقطاع الاراضي، بالمعنى السوسيواقتصادي المتعارف اكادميا. ولم يكن للاقطاع في العراق دور حقيقي في مسائل الادارة والسياسية الوطنية.
الاقطاعية: اشتقاق من (اقطاع) الارض. و(اقطاع): جمع قطعة، مثل قطع: جمع تكسير. والاقطاعي هو الشخص يحوز اكثر من قطعة ارض. بشكل يسمح بنشوء مستوطنة سكانية للمزارعين، واحدة أو اكثر.
هذه المستوطنة الزراعية الاقطاعية كانت هي أصل ومنشأ المدينة/ المدن السومرية، وكان اقطاعيو تلك المدن المتطورة، ملوكها لاحقا. الاقطاعيات، مقاطعات كبيرة من الارض، متصلة او منفصلة، بشكل يسمح بتحولها الى كيان اقتصادي/ اداري/ سياسي، تحت مظلة صاحب الارض او المشرف عليها.
وقوع العراق تحت مطرقتي [الديني والسياسي] مع الحكم العربي في القرن السابع [636- 1258م]، صادر الطبقات التقليدية للمجتمع العراقي، ودفع الكثيرين للهجرة واختطاط مسالك مختلفة في الحياة والمعيشة.
وساهم بالمقابل، في انشاء طبقة ملاكي اراض جدد، أصلهم من المشاركين في قوات الغزو، أو اغنياء قريش والمدينة الطامعين في تملك البلاد الجديدة وتعريبها. ولم يكن الملاك الجدد – استخدام مصطلح (مَلّاك) تمييزا عن مصطلح (اقطاعي) ذي الصلة الاقتصادية بالزراعة واستثمار الارض-.
وكان الملاكون- الجدد- يقيمون في مواضعهم القديمة، او المدن القريبة، وليس في الارض المملوكة لهم بالمبايعة او المقايضة التجارية، ومن باب الجاهة غالبا. فكان هؤلاء الملاكين يقيمون في المدينة، وهم غرباء عنها في الغالب، يستثمرون اراضيهم بعقود (ضمان) لشخص يتصرف في الارض، له صورة الاقطاعي وليسها.
واولئك –الملاكون، (و) الضامنون- كانوا في الغالب من الطارئين على البلاد والمجتمع، في جريرة الحكم الدخيل. وقد جاء الحكم العربي- القريشي الى العراق مخلفا الحكم الفارسي بعهديه: الفرثي/ الساساني [141 ق. م.- 224م/ 224- 637م] والاثنان استغلا العراق حظيرة خلفية للسلطة، ومصدرا للحصول على المال والمنتجات الزراعية الرخيصة.
والمؤسف، انهما، على نفس المستوى، لم يعرفا -الرحمة والعدل- في ادارة البلاد وسياسة العباد، مما شحن الصدور بالغلّ والكراهة مع الزمن، دون امتلاك مؤهلات التمرد والثورة واستعادة الحكم بيد الاهلين.
ويذكر، ان كل الغزوات والاحتلالات الخارجية لوادي الرافدين، اتسمت بطابع الاستيطان والتغيير الدمغرافي وتفريغ موجات من السكان غير المرغوب فيهم، في الحاضنة العراقية، مما هلهل نسيج الاجتماع العراقي وخلخل تركيبته الاثينية، وهمش القليل المتبقي من سكانه الاصليين.
وفي ظل اجتماع عراقي مهلهل، معدوم التمايز الطبقي، شكّل رجال الدين طبقة اجتماعية، مستندة الى طبقة رجال العشائر وزعمائهم المعينين من قبل حكام البلاد.
بجريرة الدين، وجدت بعض عوائل المدن الدينية- المتنافسة- طريقها، للجمع بين السيادة الدينية والحيازة الاقتصادية –، مكونة ما عرف بوجوه البلدة. دون ان يكون لها نفوذ سياسي او اداري لازم.
(24)
ان السطر المحذوف في المدونة العراقية، هو الوطنية.
الوطنية هي العاطفة الحميمة والانتماء للوطن/ الارض الأم. الوطنية كلمة -حساسة ومستفزة- عند البعض، مغيبة ومعطلة من الفعل. ووجودها لا يتعدى الغنائيات الرومانسيات واللعب باللغة/ البلاغة والبديع، لا غير.
غياب الانتماء للارض في مفهوم الوطن العراقي، جعل ارتباط الوطن بـ(اللغة). وعلى جسر اللغة تحول الوطن الى – فكرة- حنين- ايديولوجيا دينية او سياسية- نوستالجيا نتربص بها في الاغاني والعادات والاطعمة الشعبية، نوعا من الفردوس المفقود.
حقيقة الامر، ان ما يدعى -وطنا-، انما هو الحاضنة الاجتماعية. هو الشعور بالدفء والقبول الاجتماعي غير المشروط، لغير الرابطة الوطنية. والامة – لدينا- هي ظاهرة لغوية. والتاريخ والحضارة والماضي والحب عندنا مجرد كلام.
هذه التشكيلة المشوّهة، انعكست في جملة ظواهر عامة، منها النظرة السلبية الشائعة للاقطاع وطبقة الاقطاعيين المحدودة. الاقطاعي المحمّل بصورة الطارئ/ الدخيل الذي جاء ليسرق وينهب، لا ليبني ويعمر، ويشارك الناس في حياتهم ومعاناتهم اليومية.
هاته النظرة المتجذرة في اللاوعي، لم تتحول الى فعل وفكر سياسي واقتصادي، وانما تحلت الى طبائع وعادات نفسية واجتماعية، تنعكس في تشكك العراقيين في بعضهم، واتهام البعض للبعض في مسائل الانتماء والوفاء والصدق.
وهو ما انعكس في تشكيك الطوائف في بعضها، تشكيك الاحزاب والجماعات في بعضها. والذي يفرز نفسه في –عنف همجي مفرط- في حالات الانفلات الامني، عندما يغيب سقف القانون او تصعف قبضة الحكم.
المستفيد من كل تلك الاشكاليات والتناقضات، هو المتسبب الرئيسي فيها؛ وهو السبب الرئيس للكارثة والمأساة العراقية، وهو (الدين)/(ال عمران: 19). الفكر الديني/ المذهبية الدينية/ الطائفية الدينية، هو الشيطان والحرباء التي تتغير من لون للون وتأخذ ايما صفة وتتواطأ مع عجلة الحكم، للاستقواء على الناس وابتزازهم، وتمثيل دور المخلص والمتعاطف مع المغلوبين.
الدين في العراق هي قطرة السمّ التي لوّثت مياه العراق وهواءه وتجاويف امخاخه. العراق السومري هو الذي اخترع الدين وصنع الكهانة والمعبد الاول. وهو الذي يدفع ثمن ما صنعت يداه بعد ستة الاف عام من عمر الدين.
وكلما زاد العراق انحطاطا ومأساوية، تستقوت الجماعات الدينية، لتدفعه للقاع وتزيده انحطاطا ومأساوية ومظلومية ويأسا. ولا يسأل العراقي نفسه، ما الذي يجعله مكتوف اليد والعقل، وهو يصهل بالثورة والرفض؟!..
(25)
ولم يقدم العثمانيون جهدا ذا بال، خلال سيطرتهم الطويلة، غير توطين بعض الجماعات القبلية البدوية التي تستعدي الحواضر والسكان الامنين، وسيطرت نسبيا على حالة الاضطرابات الامنية وعدم الاستقرار.
ولعل السبب وراء ذلك، الى جانب تأخر وعي الاصلاح والتطوير، استخدام الولاة بمثابة موظفين اداريين، اكثر منه قادة سياسيين. ولم تسمح بظهور عوائل حاكمة مستقرة في البلاد،- على غرار اسرة محمد علي باشا في مصر، او اسرة عبد العزيز ال سعود في نجد- تتناوب الحكم وراثيا، وبشكل، يرسم ارضية مستقرة لنظام الاجتماعي وطبقات اقتصادية مدعومة بنفوذ سياسي مستقر. مما يساهم في بناء وحفظ البنية السياسية الوطنية، والهوية السوسيوثقافية المستقرة والمستمرة، كما هو الحال في تاريخ مصر عبر الاجيال والعصور.
وجاءت الاصلاحات العثمانية متأخرة، في خضم مصاعب وموجات رفض، ومواجهات خارجية، نجحت في تهميشها وتقليل فاعليتها ودورها الاجتماعي، في المركز، او الاطراف التي منها الولايات العراقية.
ان نجاح برامج الاصلاحات العثمانية، وتحديث هيكلية والمجتمع، كان من شأنه، ان ينقل الامبراطورية العثمانية واتباعها الى عتبات المدنية والحداثة الغربية، وبشكل يمد في عمرها، ويجعل مجتمعات الشرق الأوسط أكثر -أهلية- تواصلية وتلاقحية مع المدنية والحياة الحديثة.
ويحسب هنا، لكل من قوى المعارضة الداخلية التي تصدرتها جماعات الدين، او المؤامرات الخارجية لمناوئيها من القوى الغربية والاقليمية، نجاحها، ليس في دفع ال عثمان للانهيار، وانما دفع بلدان ومجتمعات المنطقة لمزيد من التخلف.
(26)
وجدت بريطانيا نفسها –في العراق-، امام جماعات قبلية، ومجمعات مدن، يتحكم بها المجتهدون – رجال الدين-. فحاولت سلطات الاحتلال البريطاني ان تجد/ توجد، طليعة اجتماعية يمكنها التفاوض معها والاعتماد عليها في ادارة البلاد.
ووجدت ان بعض الضباط السابقين في الجيش العثماني، ممن ساهموا في اعمال ثورة الحجاز (1916م)، يمكن ان يشكلوا طليعة نخبوية لبلدانهم. ومن خلالهم، عملت على انشاء [كلية عسكرية/ كلية حربية]، تساهم في انتاج طليعة عسكرية نخبوية قائدة، تكون نواة لانتاج طبقة عسكرية برجوازية، تنتج بحكم التراكم الزمني ارستقراطية طنية عبر الزمن، كما كان سائدا، في ايام الرومان وبيزنطه.
كانت الكلية العسكرية العراقية (1921م) من اول المنشآت التي اختطها الاستعمار البريطاني في العراق، قبل اعلان الدولة وقبل تتويج ملك للبلاد. وبقيت الكلية العسكرية وكلية الاركان موضع عناية صدارة الدولة والطبقة السياسية في البلاد في مختلف عهود الحكم والدولة.
وفي البدء، كان القبول في الكلية العسكرية، يعتمد شروطا مشددة في المحيط الاجتماعي والاصول العائلية للمتقدم. فالعسكرية تترادف مع ذروة القيم الاخلاقية والاجتماعية، التي تدعم مفبولية القيادة العسكرية.
فالمفروض بالعسكرتاريا العراقية، ذات الاصول العثمانية، والنشاة البريطانية، ونسغ الدماء العراقية الشابة، انها كانت ومثلت، -حتى سقوط الدولة العراقية في (ابريل 2003م)-، بديلا وتعويضا لغياب برجوازية وطنية عراقية، حمّالة لمنظومة القيم العراقية.
المراقب لسلوك العسكرتاريا العراقية خلال العقدين الاولين من انشاء الدولة العراقية، يفاجَأ بفشل المشروع العسكري النخبوي، وعمق الانقسامات والصراعات الاجتماعية والنفسية داخل الشخصية العراقية، قبل النسيج الاجتماعي العام.
(27)
هذا الاطار النظري للمؤسسة العسكرية، ومدى ترجمته على ارض الواقع، يصطدم بمطبات عدة. وعلى العموم، كان ثمة هبوط وتراجع نظري وتطبيقي في مسيرة الجيش العراقي.
وفضلا عن مجزرة العائلة الملكية، كانت ممارسات اخرى لا تليق بشرف المؤسسة الوطنية، المفروض أمانتها ووصايتها على الامن الوطني والقومي. كان مفتاحها الرئيس والمبكر في انقلاب بكر صدقي [1886- 1937م] في (29 يوليو 1936م) الذي اطاح باثنين من رفاقه في قمة هرم العسكرية العراقية: جعفر العسكري وياسين الهاشمي.
ان مشاركة الضباط في مراكز الحكومة وفي صفوف الانتلجنسيا، دفع بعضهم للانخراط في الحياة الحزبية، ومنها احزاب المعارضة، التي اتخذتهم وسائل لتسلق الحكم. وبالتالي، مضاعفة وتائر العنف والعنف المضادّ. وهاته مظاهر مضخالفة لما اريد من انشاء العسكرية الوطنية للسيطرة على مظاهر العنف والفوضى التي تتسبب فيها العشائر والجماعات غير المتحضرة. ما تحقق هو عكس المطلوب.
في يوليو 1963م، عقد حزب البعث العراقي اجتماعا، تقرر فيه اقالة المدنيين من قيادة الحزب واستبدالهم بقادة عسكريين. وهي القيادة التي نفذت انقلاب (يوليو 1968م) بعد اعوام.
في السبعينيات عمل حزب ابعث الحاكم في العراق، على اقالة العسكريين من قيادات الحزب وفصل التنظيم العسكري لحزب البعث عن التنظيم المدني، وحظر أي تنظيمات سياسية داخل الجيش عدا حزب البعث. وعقوبة المخالف هي الاعدام.
وكان ثاني قرار اتخذه بول بريمر الحاكم الاميركي للعراق عام 2003م هو تسريح منتسبي القوات العسكرية العراقية والغاء مؤسسة الجيش في العراق. فاتحا الأبواب والحدود على مصاريعها لازدهار المآفيات وشبكات الجريمة والفساد من كل نوع ومستوى ومن كل حدب وصوب.
(28)
شكل الضباط القدماء نسبة تعادل ثلث رجالات الحكومات العراقية المتعاقبة، والثلثان الاخران من طبقة الانتلجنسيا والعوائل القبلية والعشائرية. وكان معظم وجوه الضباط والساسة، معلمين في الدورات العسكرية، واساتذة في معاهد التعليم ورؤساء وزارات. فكانت لهم جهود ومساهمات مضاعفة ومتعددة في مجال بناء الدولة والانتلجسيا وتحديث المجتمع.
ومن بين اولئك المعلمين والمحدثين، كان جعفر العسكري [1885- 1936م]، ياسين الهاشمي[1884- 1937م]، ونوري السعيد [1888- 1958م] وعبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم. تلقى عارف [1921- 1966م] دورات عسكرية متعددة في المانيا، فيما تلقى عبد الكريم قاسم [1914- 1963م] دراساته في انجلتره.
لا يمكن القول، بسهولة، ان مرامي بريطانيا في تحديث المستعمَرات انشاء مؤسسات ادارية وتعليمية هو انشاء طبقات من العبيد والجواسيس والعناصر الموالية لها. رغم حاجتها لمن يفهم سياساتها ويسهل تحقيق اغراضها الانية.
واقع الحال، ان معظم الضباط في حكومات العهد الملكي كانوا من اصول عسكرتاريا عثمانية. بينما كانت نهاية الحكم الملكي والانقلاب على التبعية البريطانية، على ايدي خريجي العسكرتاريا العراقية الذين نشأوا في ظل الحكم الملكي العراقي واستفادوا من هباته ورعايته.
ينسب الى جعفر العسكري امران في هذا الصدد: انشاء الكلية العسكرية والتجنيد الالزامي. وجعفر العسكري ضابط عثماني وأول وزير دفاع عراقي في الدولة الحديثة.
لقد ذهب جعفر العسكري وهو في اول خمسينياته، ضحية الفكرة التي جند نفسه من اجلها. وسوف نجد ان الصراعات والحساسيات والتنافس غير المتحضر في صفوف العسكر، سواء على مراكز سياسية او عسكرية وادارية عليا، غير منسجم مع يفترض بالعسكرية من مسؤولية اخلاقية ونزاهة وتعفف من اجل الوطن والمصالح العليا.
فالصراعات الشخصية كانت تستبد بالمصالح الوطنية. والمنافسات الشخصية كانت تلغي العلاقات والمبادئ الاخلاقية والقيم الاجتماعية المتعارفة.
القيم الاجتماعية العصرية المبادئ الاخلاقية الراسخة هي دعامة مفهوم الطبقية الاجتماعية. لا توجد طبقة اجتماعية بغير اخلاق ومن غير منظور مدني عصري للانسان والتطور.
وعموما.. فقد بدأ الحكم الملكي وانتهى [1923- 1958م]، باعتماد كلي على الضباط العثمانيين، ولم يتقدم أي من خريجي الكلية العسكرية العراقية [أنشئت في السادس من يناير 1921م] الى سدة الوزارة او رئاسة الحكومة او المناصب العليا.
وفي الغالب، لم يخرجوا من ثكناتهم العسكرية وتبعيتهم لاوامر الحكومة، حتى تمردهم الكبير وقلبهم المعادلة السياسية في العراق لصالحهم [الرابع عشر من يوليو 1958م]، ليبدأ جيل جديد من العسكرتاريا بتولي السلطة، هم من خريجي المدرسة العراقية.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن من فبراير.. [3] الاوضاع الدولية
- الثامن من فبراير..[2] الاوضاع الاقليمية..
- الثامن من فبراير.. دورة العنف والسلب.. [1]
- موقف من العالم.. [5]
- موقف من العالم.. [4]
- موقف من العالم (3)
- موقف من العالم..[2]
- موقف من العالم..!
- (أناركش..)
- (تمثيل)..! -ق. ق. ج.-
- من الكتابات الاخيرة للدكتور يوسف عزالدين
- هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!
- دونالد ترامب.. قدّس سرّه!..
- المنظور الاجتماعي والسياسي في قصيدة عزمي عبد الوهاب: ثرثرة ع ...
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما.. (9)- ق2
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما..[9] ق1
- يسوع لم يحقد ولم ينتقم ولم يتوعد.. (8)
- يسوع لم يتكبر ولم يفتخر ولم يعيّر..[7]
- يسوع لم يتسلط ولم يتسلطن..[6]
- يسوع لم يهتم بالثياب والطعام والسكن..(5)


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - الثامن من فبراير.. [4] ارستقراطية عسكرية..