أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أسطورة شجرة الغرقد













المزيد.....

أسطورة شجرة الغرقد


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقولون أننا سنحارب اليهود آخر الزمان ثم يختبئ اليهودي وراء شجرة الغرقد..وزيادة في الإثارة قالوا أن اليهود يكثرون الآن من زراعة شجرة الغرقد كونهم يعلمون صدق الحديث في الصحاح..

قلت

أولا: اليهود لا يؤمنون لا بإسلام ولا بقرآن حتى يؤمنوا بصحة ما جاء في البخاري ومسلم، ولو صحيح أنهم زرعوا الغرقد ما المشكلة في ذلك وهي شجرة تزرع في مناطق كثيرة خصوصا في الجزيرة العربية..

ثانيا: ما أهمية شجرة كي يختبئ ورائها إنسان؟..أليس من المنطق أن يختبئ في حصن مثلا أو غار أو وراء هضبة أو جبل؟..ما وظيفة الشجرة وقتها وهل تصلح لحجب إنسان؟؟!!!..إنت نفسك يمكنك رؤية المختبئ بالمنظار أو حتى الأشعة الحرارية..

ثالثا: لا توجد شجرة باسم الغرقد أصلا..هذه تعريب لشجرة (العوسج) الشهيرة والمزروعة في نجد والحجاز وفلسطين وسيناء..وفي إسرائيل يُقال لها أتاد (אטד) والإسم العلمي لها Lycium واشتهرت بفوائدها الطبية..

العوسج تتطلب أرض جافة وحرارة عالية..حتى أن مقبرة البقيع كانت تسمى قديما.."ببقيع الغرقد"..وكتب المؤرخين دائما تلحق البقيع بتلك الشجرة..

رابعا: شجرة العوسج لها أنواع كثيرة حوالي 75 نوع، وصنوف تزرع في مصر منها شجرة (العنب الديب) أو عنب ديبو كما يسميها الفلاحون، وكما قلنا هي شجرة لها فوائد طبية ومذكورة في الطب القديم..أي أن زراعتها مفيدة للإنسان وليست دليل على حرب أو معركة كما يزعمون..

خامسا: الحديث يروّج لحرب طائفية واعتبارها من علامات الساعة، فهل الإسلام يعترف بهذه الحروب أم أنه يقبل الأديان الأخرى من باب التعايش والتسامح؟..

يقول الله في القرآن.." ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين".. [هود : 118]..أي أن الحرب الدينية ضد سنة الله في الكون لأن إرادته سبقت بحدوث الاختلاف ووقوعه ضمن مشيئته..

سادسا: الحديث لم يوضح بالضبط من الذي اختبأ..هل طفل يهودي أم امرأة أم شيخ أم مقاتل شاب؟..ولو كان مقاتل شاب فهل اليهود كلهم جبناء؟..ولو كانوا جبناء..كيف هزموا العرب في 3 حروب؟!..أما لو كانوا نساء وأطفال وشيوخ..فهل يصح أن نطاردهم ونقتلهم والدين يأمرنا بمنع التعرض لهم؟

سابعا: حديث الغرقد في صحيح مسلم عن أبي هريرة (منقطع) لأن به 3 عنعنات .."عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة"..المحدثون قالوا لو ثبت لقاء أحد الراويين ببعض يتصل المنقطع إضافة لبراءته من التدليس، قلت: سهيل بن أبي صالح ضعيف عند ابن معين وأبي حاتم..

ثامنا: الحديث أصله في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المتوفي عام 228 هـ، أي لم يذكر هذا الحديث قبل نعيم في أي كتاب، حتى مالك وابن إسحاق لم يذكروه في القرن الثاني، مما يعني أنه ظهر فجأة في القرن الثالث غالباً متأثر بحكايات وأساطير آخر الزمان، فابن حماد ذكر الغرقد واختباء اليهودي ضمن حواديت المسيخ الدجال..

تاسعا: الحديث يقول.." لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي...إلخ"..والسؤال: اليهود حاربوا المسلمين 9 حروب ولم يختبئوا أبدا..(48-56-67-68-73-82) (2006-2008-2012) رغم أن شجرة الغرقد ما شاء الله ..مالية فلسطين وسيناء..!

فإذا قيل أن المقصود معركة أخرى، قلت: فلماذا قال الحديث (لا تقوم) أي هو تصريح بأول معركة ، ثم إذا كانت معركة أخرى لماذا لم يذكرها الراوي بدلا من أن يتركنا بين القيل والقال..

عاشرا: الاعتقاد الساذج بأن اليهودي سيختبئ وراء شجرة الغرقد ليس حكراً على السلفية أو الجماعات، بل مفتي مصر الأسبق د. علي جمعة قال في ديسمبر 2014 أن اليهود سنحاربهم يختبأون وراء الشجر، وهو تخلف وانحطاط شديد أن يصل لدار الإفتاء المصرية هذا الاعتقاد الساذج..

الخلاصة: لا معركة ستحدث بين طائفتين كي تكون علامة للساعة، ولا اليهودي سيتخبئ وراء شجرة غرقد، هذه رمزيات دينية قديمة كانت تؤمن بالنباتات كرموز إما للحرب وإما للسلام، وغصن الزيتون وشجرة الكرز مشهور رمزيتهما الدينية للسلام عند الشعوب القديمة، أما الإيمان بأن شجرة معينة هي رمز للحرب وإعلان ذلك رسميا ثم يتبناها الشيوخ وينشروها على المنابر لهو الانحطاط بعينه، ونشر كل قيم العدوان على أسس سطحية



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون سببا وراء فشل الثورة السورية
- حول التصعيد الأخير بين أمريكا وإيران
- السعودية ومنطق ريا وسكينة
- تخلف مصر وتقدم أوروبا..الجذور والأسباب
- الطائفي والكلب
- يعني إيه نقد تراث؟
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير
- بين جاهلية قطب وجاهلية الحويني
- ماذا تعرف عن مسلمي بورما؟
- ما لا يذكره التاريخ الإسلامي عن معركة عين جالوت
- أكذوبة حديث خير أجناد الأرض
- الإعلام لا يعني التواصل
- روشتة عودة الإخوان في مصر
- محمد علي باشا والحل العبقري
- بحث في أكذوبة تفسير المشايخ لدابة الأرض
- التخلف الفكري مرافق للتخلف الاقتصادي
- أزمة مسلمين أم أزمة نخبة؟
- الفراغ الإبستمولوجي عند سلف المسلمين
- تجارة آل سعود بالكعبة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أسطورة شجرة الغرقد