أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )















المزيد.....

ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوال هذه السنين المنصرمة من تاريخ النضالات و الثورات الكوردية التي تخللتها الكثير من الازمات و اصابت الكثير منها بالصدمات، و الانهيارات الكبيرة في مسيرة الثورة في نهاية الامر كانت نتيجة عدم الاعتبار للعديد من العوامل التي كان من المفروض الحساب لها قبل اي حركة ذاتية، اننا خسرنا ثورات و انهارت و ضحينا بدماء و ذهبت سدى و لكنها في النهاية لم تقض على بعض الامال التي حملها هذه المجموعات و التركيبات الشعبية ، و اهم المسببات الرئيسية في وصولها الى النهايات المحبطة هو عدم حمل رؤوس الثورات للافكار الواقعية وعدم اتباع العقلانية في قيادة الثورات و انهم كانوا يتبعون السير على ما كانوا يتمنون و يتسمون به من العاطفة الفكرية و الايديولوجية .
لو قيَمنا ما كررناه في تلك الثورات المتعاقبة و دققنا في التغييرات العامة التي احدثتها في كيان الشعب الكوردي فكرا و عقلا و توجها، يمكننا ان لا نمسح او نزيح ما اثرته على معيشتنا بشكل عام، الا اننا من خلال سياق الثورات و جراء ما فرضه الواقع بعد الثورة، اننا اصبحنا على حال مغايرة عن ماكنا قبلها بعد كل ثورة، و هذا من جراء التاثير الضمني الواقع المتغير بعد كل نكسة واحباط، غير اننا لم نكن نتمتع بتلك المواصفات التي تبنيها الثورات الحقيقية المنسجمة مع ما تحمله الشعوب او تتمتع به من الافكار و الحاسة الشعبية العامة و الثقافة الخاصة بها، اي اننا ان غيرنا الظروف و تغيرنا جراء ما احدثته المتغيرات اثناء سياق الثورات لكننا لم نبن انفسنا بشكل يمكن ان نبين مدى ايجابية الثورات علينا و يمكن ان نقف مانعين و محاولين عدم تكرار التجارب الخاطئة او ما يمكن ان نثق باننا لم نعد الاخطاء او لا نكرر ما مررنا به في تاريخنا خلال المائة العام من ثوراتنا المتلاحقة . نعم بقينا على الحالة النفسية الفكرية العقلية المماثلة لما قبلها بدرجة يمكن ان نعلن مدى احباطنا من كل نكسة، دون ان نعتقد و نعمل على ان كل ثورة و نكسة تجربة لا يمكن اعادة اخطائها و ان نثبت في مسيرتنا خطوات ثابتة لنا كشعب تعبر عن ان كل نكسة بداية لثورة اخرى، بل اصبحنا في واقع كانت بداية كل ثورة آتية لما بعد سابقتها و كما كانت ما قبلها اي كانت الثورة الجديدة كما كانت في بداية الثورة التي سبقتها دون اي تغيير يُذكر . لو قارننا على سبيل المثال الثورة الجديدة بعد نكسة ثورة ايلول اننا و بحملنا لافكار و توجهات مثالية من استيراد ما حمله العالم و كان عليه في تلك الفترة او المرلحة يمكن ان نقول اننا اخطئنا كما اخطات الثورة التي سبقتنا، اي لم نحسب لما تفرضه الظروف الموضوعية و الذاتية، قلدنا ما يجري في العالم دون الحساب على الخصوصيات التاريخية و الجغرافية و الاجتماعية و الثقافية التي نحملها و نختلف بها مع غيرنا . اي الابتعاد عن الواقعية مرة اخرى . كما كانت الثورات السابقة و التوجه نحو النضال المسلح كاختيار دون دراسة ما يتطلبه، او دون دراسة او البحث عن البديل الملائم سواء كان مرحلي او استراتيجي في العمل على العبور ولو بخطوة معينة افضل من التراجع و الانتكاسة و العودة الى الصفر . و كمثال على ذلك اصرينا على اما كركوك او لا حقوق مرحلية اخرى، اما الحكم الذاتي المقولب التي كان في نظرتنا الى المفهوم او لا شيء، اما الخيار المثالي الذي يكون لمصلحة الحلقات المعلومة و ان اعلنوا بانهم يحملون هموم ما عرفوه بالامة او لاشيء . و في اكثر الاحيان وضعنا العربة امام الحصان حقا، و اتعبنا انفسنا بالتلهف وراء تحقيق تصور خاص بنا دون ان نحسب لمصلحة الاخر و مصلحتنا و مدى امكان التوافق معه و في اية نقطة . اذن الحركات التتحررية الكوردية تشابهت الى حد كبير في مسيرتها و كينونتها و عليه اصيبت بالنكسات و الاخفاقات و هذا ما ازداد الشروخ و الاختلافات بين القيادات من جهة ومع الشعب بشكل عام و ما برز منه ملامة الذات من جهة اخرى، و لكن المجموعات و التركيبات السكانية لم تياس من ما حملوه مخلصين لاهدافهم و مضحين لها، على الرغم من التقاسيم الاجتماعية التي تميزوا بها من العشائر و القبائل و افراد و شخصيات و اخيرى تكتلات واحزاب، و منهم من انسلخ من محيطه و ابتعد عن واقعه باعتباره المثقف المختلف عن عامة الشعب و كم منهم ارتكن و اعتزل و منهم من ارتهن حاله في حضن الاعداء ايضا .
من الاسباب او العوامل الرئيسية المهمة لما وصلنا اليه في نهاية كل ثورة و حركة سياسية كانت ام مسلحة هي، السير عفويا على ما فرزته الظروف الانية دون دراسة ما حدث من قبل ، اي دون الاعتبار من مسار الثورات السابقة و تفاصيلها و ثناياها و اعدنا الاخطاء في كل ثورة تلو الاخرى . هذا من جهة اما من جهة اخرى اننا لم ندرس الاساس التي قامت عليه تلك الثورات و الاساس المرحلية للثورة التي عشنا مخاضها، اي عدم الاعتبار لما هو عليه المجتمع من نواحيه المتعددة، اي تجاهلنا الواقع الاجتماعي و ما يلائم الثورة من ما موجود، و اية ثورة يجب ان تكون و ما حدود السير فيها و ما هي العواقب و المعرقلات و الايجابيات و السلبيات لكل خطوة و ما يقع لحسابها بشكل دقيق خلال مسار الثورة . مع تجاهل الواقع الاقليمي و العالمي و الاستناد على الذات دون اي اعتبار لاهمية الاقليم و العالم في ثوراتنا، اي اننا فكرنا كراعي قروي مجرد عن كل عقلية علمية و كأن ما نريده يمكن ان نحققه بالقوة الذاتية التي يمكن ان ان لا نتمتع بها ايضا نتيجة لخلافات داخلية، و لم نحسب للقضية الكوردية من جانبها العالمي بشكل علمي مناسب و لم ندرس ما تتطلبه السياسات العالمية و الظروف الموضوعية و ما تفكر به دول العالم التي له الصلة بمنطقتنا، و لم نضمن دعم دولة كبرى بل سرنا معهم بشكل تكتيكي دون ان يكون لدينا حتى وثيقة وحيدة نبرزها حال تراجعهم عن مواقفهم . نعلم باننا اصحاب حق نعم و لكن هذا الحق لا يمكن ان نجد له مدافعا غيرنا، نعم اننا شعب قد ظلمنا الاخرون و لكنهم لازالوا اقوى منا و لهم الامكانية لصد تحقيق الحق و دحره اينما كان . كنا بعيدين عن حساب المصالح للاطراف التي تكون لها صلة بقضيتنا من قريب او بعيد، بل كنا نعتقد باننا امام عالم مسالم يحسب للاخلاق اهميتها و كانت السياسة و لازالت هي التي تحددها و تؤطرها، و الاخلاق بعيد كليا عن ما يمكن ان يضمن المصالح، سواء كان هذا سذاجة منا ام عدم امتلاكنا لقيادات محنكة مبدعة، و رغم كل الادعاءات التي سمعنا عن عبقرية هذا و ذاك و ابرزوا لنا من الجهابذة التي كنا نعتقد بانهم يحسبون في مسار الثورات لكل صغيرة و كبيرة حسابها . انناعلمنا بعد ذلكا باننا حتى لم نفرق بين التكتيك و الاستراتيج و لم نحدد المصالح وفقهما في اية مرحلة من مراحل حركاتنا السياسية و المسلحة كانت .
ما عشناه لم يكن فيه من الحسابات التي يجب ان تعتمد على البراغماتية في التعامل مع مصالحنا و ما يريده الاخر و يهتم به، و العاطفة المسيطرة على العقلانية في سياسة القادة وا لرؤوس كانت السمة الاساسية للقادة طوال كل تلك الثورات، فهل من المعقول ان تحسب لبند او مادة مهمة لفلسفة ما قد تؤدي الى خراب البلد نتيجة التضاد و التضارب مع اقوى دولة في العالم، و انت تتبعها و تؤمن بها و تعلن ذلك امام الملا دون ان تحسب ما تتضرر من هذا العمل و ما تتبعها من الخطوات التي تخطوها اصحاب او اعداء تلك الفلسفة السياسية او الفكرية المعينة . اننا لم نحسب للاقتصاد ولو بخطوة او مساحة معينة و الجميع يعلم بان الاقتصاد هو المحرك الاساسي للسياسة التي تضمن المصالح العليا به . لم نعتبر للتاريخ و ما جرى فيه و لم نستوعب التجارب و ان كانت غنية، و لم نحتسب حتى لوهلة بان الدول تهتم بالتاريخ و الاقتصاد و المصلحة و تحسب لها في ممارسات سياساتها فكيف بحركة سياسية بعيدة عن امتلاك اصحابها للدولة المستقلة .
ان حالنا ككورد في العالم المشتت و غير مركزي الحكم كانه قطرة ماء في بحر السياسة العالمية ، على العكس من هذا الواقع ان ما نفكر و نعتقده و كل ما سرنا عليه و نسير لحد الان وهو كاننا محل اهمية الجميع و انهم لا يمكن ان يمرروا سياساتهم ان كانت على حسابنا و لمكن ان يستغنوا عنا، و لم يكن بمقدرتهم ان يفرضوا سلطاتهم و ارادتهم علينا، لا بل تصادمنا بفرض اكبر ارادة و مصلحة دولة اقليمية معينة في تصديها لنا، و هو ما سبب لنا الانتكاسة و الانهيار المرحلي للثورة و قياداتها، و ان لم يياس الشعب من فوران تلهفهم الى تحقيق امانيهم و اهدافهم الحقة .
ان غياب دراسة عوامل النكسات التي حصلت هي التي فرضت تكرار التجارب مرة بعد اخرى، و طوال المائة عام من انشغالنا في تحقيق ابسط الحقوق و هو انبثاق و بناء دولتنا التي غدرت بنا القوى العالمية على سرقتها منا، لم نر الا الاحباط الدائم و لنا في الطريق ما يمكن ان نعتبر انفسنا قد نعيد التجارب الماضية في هذه المرحلة ايضا، لننتظر .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما نهاية مائة عام من الاحباط (1 )
- ايهما ارهابي ملكك المعظم ام حزب العمال الكوردستاني ؟
- القادة اجهض حلم الكورد و ليس الشعب الكوردي
- الحلول الترقيعية باسم التسوية
- يكفي الكورد مافيه
- الكورد ما بين الابيض و الاسود في توجهات ترامب
- ماهو الهدف الاستراتيجي المشترك للقوى الكوردستانية
- عدم اعتذارهم من الشعب الكوردي
- موقع الكورد من المخططات المخابراتية الاقليمية و العالمية في ...
- لما نجعل من استقلال كوردستان بعبعا
- اثر الاسلام السياسي السلبي على فكر و فلسفة الناس
- هل سيسجل العبادي تاريخا ناصعا له في حل القضية الكوردية
- هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟
- الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
- من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
- 2016 الكورد، هزيمة الارادة امام الظروف الموضوعية
- اختطاف افراح لخلط الاوراق
- دراسة السمات الخاصة من اجل تحقيق الهدف الكوردستاني
- الكورد و مرحلة مابعد تحرير الحلب
- حركة التغيير و مفتاح الحل للمشاكل العالقة في اقليم كوردستان


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما نهاية مائة عام من الاحباط ؟ ( 2 )