أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية















المزيد.....

أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 15:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
المقالة السابعة
ان الهدف الاساسي للبنوك التي تسمي نفسها بالاسلامية هو الربح ويتطابق هذا الهدف اهداف البنوك العادية ، وتتميز البنوك الاسلامية بأن لها اهدافا اجتماعية وسياسية في سياق تعاملاتها لا يخفيها اصحاب هذه المشاريع ، ويتجسد الهدف الاجتماعي في التأثير المباشر على المجتمع من خلال مايلي :-
-- ربط مال الزبائن بالفرائض الدينية ، حيث يجد الزبون نفسه بأنه امام واجبات دينية عليه القيام بها ، وكان الجامع مختصا بتلك الواجبات ، فقد وضعت لجنة الاستشارات الشرعية في البنوك لتقرر ما على المسلم الذي اودع امواله في البنك من واجبات دينية ، ويجري ذلك تحت قيادة دينية مذهبية عليا هي المجمع العالمي للبنوك الاسلامية الذي يقوده رجال الاخوان المتسلفين .
-- تطبيق فريضة الزكاة البالغة ( 2.5٪ ) سنويا على الودائع والمدخرات خاصة في البلدان التي لاتكون فريضة الزكاة مطبقة بصورة اجبارية ،ويعني ذلك اجبار الزبون على دفع الزكاة ، وكذلك اخراج زكاة المساهمين والمتعاملين مع البنك ممن لديهم اعمال ومشاريع ليست مدخرة في البنك . ويستخدم البنك مجلس المستشار الشرعي للقيام بهذه المهمة الدينية .
-- استخدام اموال الزكاة والصدقات لنشر الاسلام وتمويل المدارس الاسلامية ورواتب الدعاة ، وعقد المؤتمرات والندوات والقيام بدور اعلامي دعائي عن طريق نشر الصحف والمجلات وتمويل الفضائيات التي تصب في هذا الهدف .
-- استخدام مدخرات الاوقاف الاسلامية في مساعدة المتدينين الذين هم بحاجة الى المساعدة ، وتحفيز المحيطهم غير المتدين للاعتماد على هذا المصدر المالي وتحفيزهم على التدين ( تستخدم حصة المؤلفة قلوبهم لجذب هذه الشريحة ) .
-- اسناد مؤسسة الجوامع والائمة واستغلال التواجد البشري فيها لتسويق افكار البنوك الاسلامي . -- ربط المجتمع اقتصاديا واجتماعيا بمؤسسة البنوك التي تقوم بتحديد توجهات المجتمع ايضا عن طريق تمويل مايراه البنك الاسلامي حلالا من مشاريع وسلع غير محرمة ، فهو لا يمول المسارح ولا دور السينما والموسيقى ولا المدارس المختلطة ، ولا قاعات الرياضة النسوية التي يمكن ان تطل عليها عيون الرجال ، ولا يمول تجارة الملابس غير الاسلامية والكتب التي لاتتوافق مع اتجاه مذهب الهيئة الشرعية في البنك ككتب الشيعة في السعودية ولا يمول تجارة الخمور واللحوم غير المذكاة .ولا يسمح بتمويل تجارة السجائر في البلدان التي تدين بالمذهب الحنبلي ، وتوجد قائمة بالممنوعات المذهبية والدينية لا يمولها البنك .
-- تمويل صناديق الهدي والاضاحي في المملكة العربية السعودية ، واستخدام اللحوم في مساعدة المنظمات الاسلامية التي تنشط في دول اسلامية مختلفة ، وتنتشر مع هذه المساعدات افكار الداعمين والقائمين بها ، فهي مساعدات هادفة .
-- جعل البنك الاسلامي قاعدة اكثر تاثيرا من الجوامع على الناس ، كما يصبح مركزا لجذب النشطاء الاقتصاديين ، وهو الوحيد الذي يستطيع ان يقرن ربح الدنيا مع ربح الآخرة ، ويربط الدين بالمال .
-- تحبيب الشباب بالموضة والملابس والثقافة السلفية لكي ينطبق الشكل مع المحتوى ( لاحظ ما يلبسه شيوخ البنوك ، حيث انهم غيروا ملابسهم الوطنية بالملابس السلفية انظر مايلبسه الشيخ علي القرةداغي الكركوكي ، الشيخ احمد السالوس المصري ، الشيخ القطان السوري ) ، ودعم العلامات والرموز التجارية الاسلامية ( زمزم كولا ، الهدى ، البركة ، التقوى الكفيل ...) وتمويل الثقافة والفن السلفي البديل ، وجعل الدين عملية تجارية مربحة ، حيث تلعب الشعائر والزيارات والحج دورا مركزيا .
اما سياسيا فان السيطرة الاقتصادية والاجتماعية على الاستثمارات والمشاريع وعلى الاقتصاد الوطني وتكوين كتلة مالية ضخمة تقتضي وجود تمثيل سياسي يتطور مع تطور السيطرة التامة على الاقتصاد والمجتمع ، حيث يلعب المال دورا كبيرا في التمدد السياسي ، وهو كذلك اكثر اغراءا للسياسيين وللطبقة المتنفذة من السلطة للاندماج في مشاريع البنك السياسية ، والبنك يسعى لتقديم المال على باقي شؤون الحياة ، ويدعم اصحابه سعيهم بالقول بأن الله تعالى قدم في كتابه العزيز المال على البنين ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) ( الكهف 46) .
كما تؤثر البنوك الاسلامية على تقسيم المجتمع دينيا وسياسيا واجتماعيا ، فهي تشق المجتمع عموديا وتقسمه الى قسم مسلم وآخر مسيحي ، وتشتته الى طوائف دينية اخرى ، فلو تدينت هذه المؤسسة التي يفترض ان تكون عامة لكل الناس فإن ذلك سيسبب اخرج الطوائف الدينية الاخرى منها وبالتالي اخراجهم من المشاركة الاقتصادية والتنموية ، فلا وظيفة لهم فيها ولا وديعتهم تقبل ، وعليهم في مثل هذه الحالة تكوين بنوك مسيحية واخرى صابئية ... الخ ، كما تسهم البنوك الاسلامية في فصل المجتمع الى مجموعات مذهبية تتصادم ماليا لان الحقوق الشرعية التي يحتجزها البنك عند المذاهب مختلفة ، فكيف سنفصل زكاة الشيعة وخمسهم عن زكاة الحنابلة والمذاهب الاخرى ، كما ان هذه المذاهب تختلف في طريقة صرف الزكاة والكفارات ، وتسرق الدور المالي للمراجع الدينية .
كما انها تقسم المجتمع الى مجموعات ايمانية مرتبطة بالبنك واخرى كافرة وتتعامل مع البنوك الربوية .فهم يستشهدون بحديث رواه مسلم ( رقم 1598) لعن رسول الله ص آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه ) . فهؤلاء الملعونون لا مكان لهم في المجتمع وعليهم التوبة من اثم ودائعهم الموضوعة في البنوك التقليدية . وللبنوك الاسلامية اهداف داخلية ذكرنا بعضها واهداف خارجية ، فهي تقوم بتوجيه صدقات التطوع والهبات ونسب من الزكاة الى حركات الجهاد في العالم ، وتدعو المسلمين للمشاركة في هذا المسعى ، فقد اتفق المفسرون على ان حصة الله من الزكاة (1/8) يجب ان توجه للمجاهدين ، وتقرر ادارة البنك من هم .
ولو لم يوجد فقير او مسكين او ابن سبيل في الامارات او قطر او الكويت او المملكة فان مبالغ الزكاة المتجمعة سوف تصرف حسب خيارات سياسية هدفها اسلمة المجتمعات بمذهب محدد ، وتوحيدها خلف قادة اصحاب البنوك ، وتحت راية لا اله الا الله ، والجميع ينصهر في امة اسلامية واحدة لا تحدها حدود ولا يقسمها وطن . لقد بدأ التقسيم المجتمعي والمذهبي بالظهور علانية ، فقد بدأت رؤوس الاموال الخليجية في المناطق الشرقية من المملكة والبحرين والكويت في التسرب الى البنوك الايرانية ، وهناك يدفعون فريضة الخمس والزكاة ، ولا مكان لهم في البنوك التي يقودها الحنابلة نظرا لوجود اشكالات مذهبية وخلافية مستعصية . ولو فرضنا جدلا بأن البنوك الاسلامية في دول الخليج ستساهم في اعمار العراق فأالى اي الاماكن والمناطق سوف تذهب هذه المشاريع ؟. ان العقل الطبيعي يميل الى تحديد مناطق ذهابها حسب التقسيم المذهبي لتلك الاموال .
لقد وجدت البنوك الاسلامية موطئ قدم لها في بلدان المهجر ففتحت فروعا لها في بريطانيا وفرنسا وامريكا وضمنت لهذه الجالية الاسلامية الهاربة من بلاده العيش بالحلال ، واثرت الدعاية المركزة على بعض افراد الجالية للتعامل معها ، وقد اعجبت الفكرة البنوك الاجنبية ففتحت لها شبابيكا اسلامية ، ووجدت ان مردود البنك الاجنبي المتعامل بهذه الطريقة اعلى من النسب التي يربحها بالطريقة العادية . لقد اثر الصراع السياسي بين شركات الاستثمار والبنوك الاسلامية في مصر مع بنوك الدولة تأثيرا سلبيا ، حيث جر هذا الصراع شيوخ الازهرالى حلبة الصراع ، وافتى شيوخه لصالح البنوك التقليدية والحكومية كما مر ذكره سابقا . ومن كل ما سبق نرى ان البنوك الاسلامية لا تشابه البنوك العادية في اهدافها وتوجهاتها ، لان مهماتها اوسع ولها اهداف اجتماعية وسياسية وتجمع في داخلها مهمات شركات توظيف الاموال وشركات الاستثمار والرعاية الاجتماعية وشؤون الزكاة والمساجد والاوقاف والمدارس ولديها اهدافا سياسية ، وهي بذلك تشابه مهمات دولة مصغرة يحكمها اصحاب رؤوس المال وأئمة البنوك . لقد انحرفت مسيرة تشكيل البنوك الاسلامية عن الاهداف الطوباوية الاولى التي فكر بها الاخوان ، والتي كان منها توحيد الامة الاسلامية دون النظر الى المذاهب والقوميات ، ويبدو ان مهمة صياغة اسلام بدون مذاهب عسيرة بل عصية على التحقيق ، كما ان صياغة فكرة اوسع في جعل الدين مهمة انسانية عامة اصبح اقرب للاستحالة منه الى الواقع في ظل الاسخدام السياسي الطائفي والاقتصادي المذهبي الواسع .
ان واقع البنوك الاسلامية لا يخدم في بناء مؤسسات الدولة ، وهي تشكل خطرا حقيقيا على وحدة الدول المتعددة المذاهب والاديان ، لان الاقتصاد والمال القائم على اساس ديني يشطر المجتمع ويحوله الىجزر مذهبية مقطوعة الجسور ، والمجتمع لا يتوحد ولا يتطور الا بوحدة اقتصادية تجمع كل فئاته ، وتكون المصلحة الاقتصادية تعم كل المذاهب والاديان ،ويكون السوق واحد كما هو عبر التاريخ لايفرق بين اطياف المجتمع .ان المجتمع يستطيع ان يكون جمعياته الخيرية والدينية لتحقيق التكافل داخل الدين الواحد ، وهذه الجمعيات لا يمكنها ان تقسم المجتمع وتخلق شقة بين اطيافه . وان دخل الدين الى البنوك فأنه يخرج بجيوب متهرأة ويفقد قدسيته وما يحتويه من ايمان ، وعلى عتبة الارباح والتجارة والاسهم ينزل الدين من عليائة ويذبح فداءا لتجار الدين . كما ان انتشار روحية التعامل البنكي والربحي بين المؤمنين ينشر قيم السوق وقيم البنوك والحيل الشرعية في نفوس الناس .
وختاما لا ادعي صحة كل ما كتبته في المقالات السبع الماضية ، لكن ذلك هو محاولة لطرح الاسئلة والنقاش حولها والله الموفق .



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان
- البنك اللاربوي في الاسلام
- مبررات الانتقال من الحرام الى الحلال
- الربا بين الحرمة والاباحة
- مشكلة الربا
- ملكة هولندا الجديدة
- النسئ
- الأشهر الحرم
- مشكلة التقويم الهجري
- القران الكريم دراسة تاريخية حديثة
- دين السلطة
- دين العنف
- تضخم الدين
- دين الرحمة
- تنقيط القرآن تنزيل أم اجتهاد
- فضائيات الفقراء
- حرائر تونس يحملن مشاعل التنوير
- من يتذكر ابكار السقاف
- جذور التطرف الديني


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية