أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد زارا - -صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.














المزيد.....

-صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 03:09
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد فجرت تصريحات "تغريدات" ترامب, سواء أثناء ترشحه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أو خلال إقامته في البيت الأبيض, العديد من السجالات و الجدالات حول ما إذا كان جادا في تحقيق برنامجه الانتخابي و مدى قدرته في تسخير الإمكانيات التي ستجعل برنامجه "المريع" قابلا للتحقيق و خصوصا فيما يتعلق بإعادة الإنتاج البضاعي و ليس عودة مادامت العملية سيتم تفعيلها عن طريق التهديد.

قبل رونالد ترامب , تبنى الرئيس الأمريكي السابق اوباما صيحة عودة الصناعة الأمريكية إلى موطنها هذا و قد عزى علة الاقتصاد الأمريكي إلى إقلاعه عن الإنتاج البضاعي بعد أن عصفت الأزمة المالية 2007/2008 بالنشاط الاقتصادي العالمي.

كان هاري موريز احد كبار رجال الأعمال في أمريكا الداعمين لمبادرة عودة الصناعة ( reshoring" initiative") و قد طالب القيادة الأمريكية دعم هذه المبادرة التي أطلقها خلال 2010 و أن تذكر بمزايا العودة و تقدم العون للشركات الراغبة في الالتحاق بموطنها.

استحسن الرئيس الأمريكي اوباما آنذاك صيحة هاري و شد على أهمية ترجمة المبادرة إلى ارض الواقع و خطب يومه 15 من شهر فبراير 2012 , متوجها إلى الشركات الرأسمالية المهاجرة, قائلا: " أولا , إن كنتم شركة ترغب في المغادرة , لكم هذا الحق, لكن لن تحصلوا على خصومات جبائية لذلك (...) ثانيا, تجدر الإشارة انه لا يمكن لأي شركة أن تتجنب دفع نصيبها من الضرائب عند كل تحويل لوظائف و أرباح إلى الخارج (...) و كل فلس سيعود إلى القروض الضريبية لكي تستفيد منه الشركات التي قررت البقاء و التشغيل هنا في الولايات المتحدة الأمريكية (...) ثالثا, إذا أردتم الاستقرار في المناطق المتضررة من الأزمة , ستحصلون على مساعدات للاستثمار." هذا و قد تعهد اوباما باستقطاب 30 بالمائة من مجموع المصانع الأمريكية الموجودة في الصين قبل حلول 2020.

مضت أزيد من خمس سنوات و نحن على مشارف 2020 و عملية عودة الإنتاج البضاعي كما رغب اوباما لا زالت متعثرة حيث معظم الشركات المهاجرة لا ترغب في العودة نظرا لارتفاع تكاليف الخدمات من نقل و تامين و ... تثقل كلفة البضاعة و تفقدها بالتالي تنافسيتها أمام مثيلاتها الأسيوية و خصوصا الصينية.

لم يفلح اوباما في إقناع الشركات الرأسمالية إلى العودة رغم التسهيلات و الهدايا الجبائية التي قدمها , فهل ينجح في ذلك خلفه في البيت الأبيض رونالد ترامب؟؟؟

لقد توعد الرئيس الأمريكي الحالي إحياء "صنع في أمريكا" الذي انهارت دعاماته منذ سبعينات القرن الماضي عندما استقلت المحيطات عن النواة الرأسمالية بفعل ثورة أكتوبر العظمى و انفك النقد العالمي عن الغطاء الذهبي.

تأخذ معركة ترامب في إعادة الإنتاج البضاعي إلى أمريكا حسب "تغريداته" في تويتر التهديدية مجموعة من التدابير الاقتصادية :

* أولى التدابير التي يتفاخر بها ترامب و فريقه هي مواجهة "صنع في الصين". بكل سهولة, يهدد ترامب مغردا, يكفي اللجوء إلى السياسة الحمائية و فرض تعرفة جمركية على المنتوجات الصينية بنسبة 45 بالمائة لكي تعود المصانع الأمريكية إلى موطنها بالتالي يتم استرجاع "مناصب الشغل التي سرقتها أمريكا" و هذا يعني أن التعرفة ستكلف الصين 400 مليار دولار ما يعادل 5 بالمائة من إنتاجها الإجمالي.

*شملت تهديدات ترامب الشركات الأمريكية المهاجرة أيضا حيث "غرد" كما العادة مهددا إياها : "اصنعوا في أمريكا و إلا دفعتم ضرائب مرتفعة في الحدود", و قد توعد بفرض ضريبة تصل إلى 10 بالمائة على أرباحها و إن عادت استفادت من انخفاض ضريبي. كان أول المهددين شركة السيارات العملاقة جنرال موتورز التي تراجعت عن إنشاء فرع أخر في المكسيك , و قد تراجعت فورد أيضا بعد هذا بأسبوعين فقط عن إنشاء مصنع في المكسيك و الإقرار ببنائه في ميتشغان.

يرى المحللون الاقتصاديون في هذه التدابير فتيل حرب تجارية ستشتعل بين قوتين عالميتين, و كأن المبادلات التجارية لم تنطو يوما على صراع المصالح. فعلى مستوى السياسة الحمائية يرى هؤلاء المحللون أن ترامب لا يمكن أن يفعل ذلك دون أن يخل بميثاق منظمة التجارة العالمية "دستور المبادلات الدولية" و ما سيلحق بذلك من أضرار , كما أن المستهلك الأمريكي الذي يشتري المنتوجات الصينية سيفقد قوته الشرائية نظرا لغلاء المنتوجات الأمريكية. و على مستوى إرغام الشركات المهاجرة على العودة فشتان بين التهديدات و الواقع, فقد أعلنت شركة "ابل" دون تكترث لتهديدات ترامب عن استمرارها في الاستثمار خارج الحدود الأمريكية حيث أقرت الشركة تشييد مركزين خلال 2017 في كل من اندونيسيا و الصين.

يتوجب على القادة الأمريكيين الراغبين في عودة الإنتاج البضاعي إلى موطنهم قبل مناشدتهم أو تهديدهم للشركات الرأسمالية المهاجرة بالعودة أن يقدموا على تدابير تقوض إنتاج البورجوازية الوضيعة الذي يتعدى 80 بالمائة من الإنتاج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة الأمريكية. بدون تقويض البورجوازية الوضيعة و نشاطها الذي لا ينتج الثروة بل يدمرها . جهود هؤلاء القادة لا جدوى منها كمن يصب الماء في الرمل.

فهل يستطيع ترامب أن يقبل على تدابير تعيد النظام المالي , كما كان عهد الرأسمالية قبل سبعينات القرن الماضي, يخدم الإنتاج البضاعي و المادي بشكل عام بعد أن تسيد عليه و أصبح الأخير خادما للطغمة المالية, خصوصا و أن الإنتاج المادي لا ينال إلا نسبة ضئيلة لا تتعدى في أحسن الحالات 4 بالمائة من مجموع التحويلات المالية و المداولات في "سوق" المال المدارة يوميا؟؟؟

فهل يستطيع القادة الأمريكيون أن يعلنوا الحرب على البورجوازية الوضيعة المدخل الوحيد لعودة الإنتاج البضاعي؟؟؟

إن هجوم القادة الأمريكيين و مطالبة الشركات المهاجرة إلى العودة لهو دليل على المرور جانبا و في صمت مقصود بجوهر المشكل و هو محاصرة البورجوازية الوضيعة و تقويضها.

"صنع في أمريكا" لم تعد بترغيب اوباما و لن تعود بتهديد ترامب.



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول شيوعيي البورجوازية الوضيعة
- ضباع البورجوازية الوضيعة الروسية تغرق في الفاشية
- رأسمالية بدون رأسماليين !!! حوار مع الرفيقة نجاة طلحة
- من هناك نبدأ و من ثمة المنعطف.
- حول ملخص كارل كافيرو لرأس المال
- رأسمالية بدون إنتاج بضاعي !!! حوار مع الرفيق حسقيل قوجمان.
- ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟2
- ماذا نفعل ب-رأس المال- ما بعد الرأسمالية؟
- ما بين الشعبين الفلسطيني و السوري, ثبتت خيانة -الشيوعيين-.
- على هامش الدولار(البيتكوين bitcoin )
- لم تعد -دول الرأسمال-...رأسمالية 2
- لم تعد -دول الرأسمال- ... رأسمالية
- إضاءات حول المانيفيستو الشيوعي اليوم 1
- البند 11 من اعلان رامبوييه
- البورجوازية الوضيعة تسرق انتصار قوى الاشتراكية على النازية
- مراسم دفن الرأسمالية.
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 4
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة3
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد زارا - -صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.