أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - هل بالامكان ترسيم الحدود بين ديننا ودولنا؟















المزيد.....

هل بالامكان ترسيم الحدود بين ديننا ودولنا؟


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5428 - 2017 / 2 / 10 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بالامكان ترسيم الحدود بين ديننا ودولنا؟
اسماعيل علوان التميمي

لا شك ان بحث موضوع علاقة الدين الاسلامي بالدولة وعلاقة الدولة بالدين الاسلامي بوجه خاص هو موضوع في غاية الاهمية وفي غاية الخطورة ، ويحتاج الى المزيد من الجهد الفكري والبحث العميق والهادئ والشجاع والمسؤول من قبل كبار فقهائنا وعلمائنا وخبرائنا في مختلف الاختصاصات ولا سيما ، الدين ،السياسة ، القانون ،الاقتصاد والاجتماع . ليس على مستوى العراق فحسب وانما على مستوى كل دول العالم التي يشكل المسلمون غالبية سكانها وبالاخص في منطقتنا ، الذي تتداخل وتتشابك فيها الى حد بعيد القوميات والاديان والمذاهب والفرق في المذهب الواحد ، مما يقتضي وجود تنظيم لشكل العلاقة بين الاديان ومذاهبها وفرقها من جهة وبينها وبين الدولة من جهة اخرى .الحقيقة اخفقت شعوبنا تاريخيا في ترسيم حدود واضحة وثابتة بين الدين والدولة . فمرة تحاول الدولة ابتلاع الدين ومرة يحاول الدين ابتلاع الدولة .وفي الحالتين تقع الكارثة عندما تغص الدولة بالدين وعندما يغص الدين بالدولة ، وفي الحالتين ايضا تدفع شعوبنا ثمنا باهضا وموجعا ادى ويؤدي في مآلاته النهائية الى تعطيل نهضتنا وتقدمنا .كما ادى الى وقوع فتن وحروب في قمة الوحشية ملأت صفحات التاريخ واخرها مانشهده من الارهاب الاكثر عنفا والاكثر وحشية منذ فجر التاريخ الى اليوم مايزال يضرب بقوة بلدنا ومنطقتنا والعالم .
الحقيقة ان الارهاب الذي نشهده اليوم وهو يوغل في دمائنا ويفكك دولنا وينسف بيوتنا ومؤسساتنا ويلوث ارضنا ومائنا وسمائنا وقيمنا ويحطم اثارنا ويحول حياتنا الى جحيم حقيقي ، لم يأت من فراغ ولم ينقض علينا من الهواء فجأة وعلى حين غرة ، وانما يستند في كل ذلك الى فتاوى دينية يعتقد انها تبرر كل افعاله وجرائمه وفضائعه ، يتعلق بعضها بقرائته الخاصة للنصوص الدينية . وبعضها يتعلق بقرائته الخاصة لسجل حافل باحداث دينية تاريخية رافقت الدعوة الاسلامية وما تلاها من ردات وغنائم ومغارم وفتن وغزوات ، وفتوحات وصلت الى تخوم الصين . ولو دققنا بعض الاحداث التاريخية التي تلت الدعوة الاسلامية واذا استعرضنا على سبيل المثال لا الحصر الفضائع التي ارتكبها الخوارج ، سنجد فيها الكثير من اوجه الشبه مع الاحداث والفضائع الارهابية التي نشهدها اليوم . اما الفرق الذي سنلحظه فانه يتعلق فقط بالادوات التي استخدمت في القتل فبدلا من استخدام السيف في النحر وقطع الرؤوس وبقر بطون النساء الحوامل يجري اليوم استخدام طرق تكنولوجية حديثة جدا في القتل الجماعي كالعبوات الناسفة والاحزمة والسيارات المفخخة والاستيلاء على طائرات نقل الركاب واستخدامها كصوارخ لنطح الابراج الحكومية والتجارية المكتضة بالبشر وكذلك اهتدى الارهاب الى اسلوب جديد لتفخيخ الطائرات المسيرة وتفخيخ جثث الموتى الخ من الاساليب التي لايهتدي اليها حتى (الشيطان الرجيم )لايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا الابرياء اضافة الى استخدام الرصاص في القتل والسكاكين في النحر والفؤوس لتهشيم الرؤوس البشرية واستخدام المشتقات النفطية والسوائل القابلة للاحتراق قي حرق البشر وهم احياء اضافة الى استخدام الاسلحة الكيمياوية التي تقع في ايديهم .
.بعبارة اخرى ان هذا الارهاب ما هو الا مخرج من مخرجات عدم ترسيم الحدود بين ديننا ودولنا في المنطقة عبر التاريخ . ولو ان دولنا التي انسلخت من الدولة العثمانية على اثر اتفاقية سايكس بيكو التي عقدت سرا بين روسيا القيصرية وبريطانيا وفرنسا كانت قد نجحت في ترسيم الحدود بين الدين والدولة بما يعود بالنفع للدين والدولة معا ، لما وصلت الامور الى ما وصلت اليه من سوء فضيع وهائل طالت ارتداداته وتداعياته وشروره كل كوكب الارض وما عليه من حجر وبشر وبحر ونهر وشجر .
اذا المطلوب بذل جهد فكري ديني وسياسي واقتصادي واجتماعي وقانوني هائل من قبل مفكري الامة للتوصل الى تنظيم شكل من اشكال العلاقة النافعة بين الدين الاسلامي والدولة يسودها الاحترام والتعاون ونوقف محاولات ابتلاع احدهما للاخر . وبدون التوصل الى ذلك سوف لن نتمكن ان نقضي على الارهاب قضاء مبرما ونهائيا وربما سيعود الينا مستقبلا تحت عناوين اخرى . كما سنفشل قطعا في امتلاك ناصية النهضة . وسنوغل في العودة الى الوراء وسنوغل في دماء بعضنا البعض ، اذا لم يتدارك الامر كبار رجال الدين وكبار رجال الددولة وينجحوا في ترسيم الحدود بين ديننا ودولتنا بما يضمن احترام ديننا ودولتنا.
لدينا ثلاث ديانات مركزية رئيسية حاولت تاريخيا فرض شرائعها الدينية على الدولة وهي اليهودية والمسيحية والاسلام اما بقية الديانات فانها ديانات تدعوا الى الاصلاح وهي ليس ديانات مركزية تحاول ان تفرض شريعتها على الدولة . لناخذ المسيحية التي شهدت اعنف اشكال الصراع بين الدين والدولة مثالا ،حيث دفعت الملايين من البشر ضحايا للحروب الدينية ( الصليبية واالكنسية) الا انهم مع كل ذلك ، توصلوا الى شكل من اشكال العلاقة بين الكنيسة ودولهم ، اوقفت مسيرة طويلة من الحروب والدماء من خلال ما اطلق عليه فصل الدين عن الدولة .
السؤال الذي يثور هنا : هل بالامكان فصل الدين الاسلامي عن الدولة تماما كما فعلت الدول الاوربية مع الكنيسة ( فصل الدين عن الدولة ) ام ان الوضع مختلف ؟ الحقيقة نرى بحدود معرفتنا ان الوضع مختلف تماما . فهناك فروق كبيرة بين الديانتين سواء على مستوى النصوص وتأويلها او على مستوى ثقافة المجتمعات التي تتبع الديانتين . بمعنى اخرهناك فرق كبير بين النصوص وتاويلها من جهة وبين اسلوب حياة المجتمعات ذات الديانة الاسلامية والمجتمعات ذات الديانة المسيحية من جهة اخرى ، لا يسمح باعتماد مبدأ فصل الدين عن الدولة ، ولكن بالامكان ترسيم حدود بين الدين والدولة التي يعتنق غالبية سكانها بالديانة الاسلامية تضمن علاقة توازن واحترام وتعاون بين الدين والدولة ، بما لايسمح بتدخل احدهما في الاخر فلا تتدخل الدولة في شؤون الدين ولا يتدخل الدين في شؤون الدولة .
لست ضليعا في الفقه الاسلامي ولا ادعي ذلك ولكن يمكن القول انه لم يرد نص صريح في الكتب السماوية الثلاث ومنها القران الكريم باعتباره موضوع بحثنا فانه لم يحدد شكل النظام السياسي الاسلامي ولا اسلوب تداول السلطة ولو شاء الله تعالى لفصله كما فصل المعاملات والعبادات. لذا نجد هناك تقسيرات عديدة ومختلفة فيها الكثير من التفصيل حول هذا الموضوع .فمنهم من يعتقد ان الدين لا يعني نظام حكم . وانما هو دين يدعوا الى التي هي احسن اي يدعوا الى قيم الفضيلة وبر الوالدين وعمل الخير وتجنب الحاق الضرر بالناس والصدق والايفاء بالعهد وغيرها من مكارم الاخلاق وترك امر الحكم للناس وفقا للحديث الشريف ( انتم اعلم في امور دنياكم ) . وهناك من يعتقد ان الاسلام هو نظام حكم ويستند الى ( وامرهم شورى بينكم ) الخلاصة ان اشكالية هل الدين الاسلامي هو نظام للحكم ام هو ديانة تدعوا الى اصلاح امر الامة بالحكمة والموعظة الحسنة ( وجادلهم بالتي هي احسن ) ستبقى اشكالية . ولكن من الثابت بانه لايوجد نص من القرأن الكريم يمنع ترسيم الحدود بين الدين والدولة لما فيه خير البلاد والعباد وهذا هو مايسعى له الدين وتسعى له الدولة معا .
لو راجعنا التاريخ سنجد هناك محاولات عديدة من قبل رجال دين ورجال دولة لترسيم مثل هذه الحدود الا ان هذه المحاولات كانت محاولات فردية تفتقد الى العمل المؤسساتي بمعنى لم تحتضنها مؤسسات دولة ولامؤسسات دينية ولم تحظى باهتمام شعبي. لذلك لم تحقق الاهداف التي قصدتها تلك المحاولات وبقيت مجرد تاريخ . ولكن بالامكان دراسة كل هذه المحاولات من قبل مؤسسة تعنى بهذا الموضوع يتم الاتفاق عليها تضم اضافة الى رجال الدولة وخبرائها مفكرين اسلاميين من كل المذاهب الاسلامية تدرس امكانية تحديد اختصاصات رجال الدين كان مايكون مثلا ان يناط برجال الدين مهمة الاحوال الشخصية والارشاد الديني والموعظة الدينية وحرية ممارسة الشعائر والطقوس الدينية وكذلك المؤسسات الدينية والمدارس والجامعات والمعاهد الدينية على ان يحظر فيها ويجرم تدريس المناهج التي تحرض على الكراهية بين الاديان والمذاهب لاي سبب الخ من الاختصاصات .وما عدا هذه الاختصاصات تكون من الاختصاص الحصري للدولة .
هذه مجرد افكار معروضة للنقاش والاثراء من قبل قرائنا الكرام .



.



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قرار ترامب منع رعايا سبع دول من دخول امريكا
- المحكمة الاتحادية العليا لا تميز بين اختصاصها الرقابي واختصا ...
- قراءة في اسباب وابعاد زيارة يلدريم الى بغداد
- احتكار الدولة لملكية الارض تعطيل لحركة الاقتصاد العراقي
- مشروع قانون العشائر تأجيج للفتنة العشائرية وتفخيخ للدولة الم ...
- اهم التوصيات بخصوص توزيع اختصاصات النفط والغاز بين السلطة ال ...
- اهم الاستنتاجات حول توزيع الاختصاصات المتعلقة بالنفط والغاز ...
- التحكيم وامكانية اعتماده في فض المنازعات بين السلطة الاتحادي ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العليا الخاص بنواب رئيس الجم ...
- اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الفصل بالمنازعات بين الحك ...
- هل المحكمة الاتحادية العليا في العراق هي محكمة عليا حقا؟
- الرقابة الدستورية في الدساتير المقارنة ودستور 1925 الملكي في ...
- مجلس الاتحاد في دستور 2005
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 6
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 5
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 4
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 3
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 2
- قراءة في مشروع قانون النفط والغاز العراقي الجزء 1
- الخلاف بين بغداد واربيل بشأن قانون النفط والغاز لاقليم كردست ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - هل بالامكان ترسيم الحدود بين ديننا ودولنا؟