فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 19:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد بوسع نظام الملالي في إيران أن يتصرف کما کان الحال معه طيلة 8 أعوام من ولايتي الرئيس الامريکي السابق اوباما، حيث دأب طوال تلك الاعوام القيام بمناورات إستفزازية و تنفيذ مخططات توسعية و التمادي في تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب الى دول المنطقة و العالم، خصوصا بعد إن إنتبه العالم أخيرا من النتائج و الاثار و التداعيات الکارثية لتصرفات هذا النظام في تلك الفترة و لم يعد بوسعه أن يتجاهلها و يلتزم الصمت حيالها.
الاتفاق النووي الذي سعت مجموعة دول 5+1، من خلاله الحد من النوايا الشريرة لملالي إيران بإمتلاك القنبلة الذرية و إنهاء طموحاته بهذا الخصوص، لکن الذي حدث و جرى و بعد إبرام هذا الاتفاق في عام 2015، إن الملالي قد تمادوا أکثر من اللازم في مختلف المجالات بل وإنهم ضربوا عرض الحائط بإلتزاماتهم و تعهداتهم عندما طفقوا يسعون من أجل الحصول على الاجهزة و المعدات الخاصة بمشروعهم النووي بطرق سرية، وقد إفتضح أمرهم لأکثر من مرة بهذا الخصوص ولکن من دون جدوى.
السعي المحموم لنظام الملالي في مجال صناعة و تطوير الصواريخ البالستية، قد تجاوز الحدود المألوفة خصوصا وإن هذا النظام و بعد کل تجربة يصعد من تهديداته أکثر و يزداد وقاحة و صلافة و يتصرف و کأنه يمتلك زمام الامور کلها ولاسيما على صعيد المنطقة کما إنه و تزامنا مع ذلك صعد و يصعد من ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني و يضاعف من حملات الاعدامات من دون أن يکترث لکل النداءات و المطالب الدولية، وإن إزدياد المخاوف الدولية من التجارب المتکررة لنظام الملالي و تأکيد العديد من الاوساط الاستخبارية الدولية على إن هناك مايبرر القلق من وراء ماقام و يقوم به نظام الملالي ومن بينها وعلى سبيل المثال لا الحصر مصادر إستخبارية المانية عندما قالت بأن هذا النظام قد أجرى اختبارا على صاروخ كروز آخر قادر على حمل رأس نووي، يسمى "سومار"، بالإضافة إلى الصاروخ الباليستي "خرمشهر" الذي أطلقه الأحد الماضي، والذي يجب الوقوف عنده هنا هو إن بقاء المواقف الدولية محصورة في إصدار بيانات التحذير و الشجب لايکفي بالمرة مالم يتم إقترانه بإجراءات عملية رادعة تضع هذا النظام في زاوية حرجة و تعيده الى ماکان عليه قبل الاتفاق النووي حيث کان الخوف و الذعر مسيطرا عليه و يسعى بکل الطرق من أجل إبرام الاتفاق النووي لکي ينجو بجلده من الاوضاع الحرجة التي وقع فيها.
ليس هناك من لغة مفيدة و ناجعة مع نظام الملالي غير لغة الحزم و الصرامة و القوة تماما کما أکدت و تٶکد زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بصورة مستمرة، فهي لوحدها الکفيلة بردعه و إيقافه عند حده، والمطلوب هو أن يترجم المجتمع الدولي أقواله الى أفعال کي تصل الرسالة الى هذا النظام واضحة و تجعله يبلع تهديداته و عنترياته و يرضخ رغم أنفه لما سيملى عليه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟