أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - قرارات تعبر عن دلالاتها..















المزيد.....

قرارات تعبر عن دلالاتها..


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 04:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاتي تصريحات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مؤكدة ما رفعه من شعارات انتخابية صارخة ومتطرفة رغم حدود الامكانيات والقدرات الامريكية في تنفيذها وخططها المعروفة. ولعل ما اقدم ترامب على توقيعه من مراسيم تنفيذية حول اتفاقيات التجارة وبناء جدران وقضايا الهجرة والمهاجرين وغيرها مما يعد لها، افصح عن بدايات نهج متطرف في تعاملاته، اقرب الى الاعلان عن حكم فاشي تتجلى صوره بالتدريج او كما يبدو من الاول كما يقال. وكلها قرارات تعبر عن دلالاتها. ومنها قرار فرض حظر على المهاجرين القادمين من سبع دول، هي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن من دخول الولايات المتحدة. ويشمل هذا مزدوجي الجنسية للدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وكندا، بل واضاف الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر إنه لو أعطى مهلة بشأن قرار المنع، فإن الناس "السيئيين" سيدخلون إلى الولايات المتحدة خلال هذا الوقت. وفي تغريدة اخرى حاول التهرب من الوصف الديني ومعاداة الدين الاسلامي.
طبعا واجه هذا القرار بالذات والتصريحات المرافقة له خروج مظاهرات عديدة وصدور احكام قضائية ضده واعلان شخصيات سياسية وقانونية ونجوم فنية مواقف ضده ايضا. واولها ولاية واشنطن، تطعن في قرار ترامب أمام المحكمة الاتحادية، وفقا للمدعي العام في الولاية، بوب فيرغسون. وقال حاكم الولاية جاي إنسلي، وهو ديمقراطي إن إدارة ترامب عليها أن تواجه دعاوى قانونية من الولاية ذاتها وليس فقط من قبل أفراد تضررت حياتهم بسبب القرار. وعلق حاكم الولاية "إنها إهانة وخطر على كل سكان ولاية واشنطن من جميع الديانات". ودعمت شركتا التكنولوجيا أمازون وإكسبيديا اللتان تتخذان من واشنطن مقرا لهما هذه الدعوى القضائية.
كما قام ستة عشر مدعيا عاما باستنكار القرار والتاكيد على إنه غير دستوري، واشاروا الى إنهم "سيستخدمون كل الوسائل المتاحة من واقع مناصبهم لمواجهة هذا القرار غير الدستوري، وحتى إلغائه، و"سيعملون على التأكد من أن أقل عدد ممكن يتأثرون من هذا الوضع الفوضوي الذي خلفه القرار". وقرر كثير من القضاة في الولايات المتحدة تعليق ترحيل حاملي تأشيرات الدخول. وعمت تظاهرات في المطارات في أنحاء الولايات المتحدة، من بينها محامون عرضوا تقديم خدماتهم القانونية مجانا للمتضررين. وخرجت تظاهرات أخرى، من بينها تظاهرات أمام البيت الأبيض وأمام برج ترامب التجاري في نيويورك. كما لاقى قرار ترامب استنكارا واسعا في أنحاء مختلفة من العالم، لاسيما في عواصم حليفة لواشنطن، مثل لندن وسدني.
عمليا نفذ القرار في عدد من المدن الامريكية واحتجز عدد من المسافرين في منتصف رحلاتهم إلى الولايات المتحدة لدى وصولهم، بما فيهم الذين يحملون تأشيرة دخول أو غيرها من تصاريح الهجرة. ولم يُعرف عدد الأشخاص الذين أبعدوا في المطارات الموجودة خارج الولايات المتحدة عند محاولتهم السفر إليها.
في الوقت نفسه أصدرت القاضية الفيدرالية في نيويورك، آن دونلي، حكما يقضي بعدم ترحيل المسافرين القادمين الذين قُبلت طلبات لجوئهم، وحاملي التأشيرات القانونية وغيرهم... ممن صُرح لهم بدخول الولايات المتحدة." واقالها ترامب بعد هذا الحكم. وكانت دونلي تنظر في قضية رفعت بالنيابة عن شخصين عراقيين تربطهما علاقة بالجيش الأمريكي كانا قد اعتقلا في مطار جون إف كنيدي في نيويورك، وأطلق سراحهما بعد ذلك. كما صدرت أحكام قضائية مشابهة ضد قرار ترامب في ولايات أخرى: في بوسطن، أصدر قاض قرارا بإطلاق سراح مواطنين إيرانيين وهما أستاذان جامعيان، احتجزا في مطار لوغان الدولي. وفي فيرجينيا صدر قرار بحظر ترحيل حاملي البطاقات الخضراء لسبعة أيام كانوا قد احتجزوا في مطار دالاس وأمر السلطات بمد المحامين بالتفاصيل. في سياتل أصدر قاض قرار طارئا بتأجيل ترحيل شخصين. وهناك مواقف مماثلة لم تعلن او تنشر بعد.
كما خرجت أصوات منتقدة لقرار ترامب من وزارة الخارجية الامريكية، حيث اخبر عن مذكرة احتجاج وقع عليها دبلوماسيون وموظفون في الخارجية، تجاوز عددهم اكثر من 900. اكدوا إن سياسة إغلاق الحدود أمام أكثر من مئتي مليون مسافر بهدف منع عدد قليل من الإرهابيين المحتملين لن يجعل البلد آمنا.
في خصوصية العلاقة مع العراق حذر دبلوماسيون أمريكيون، من أن قرار الرئيس الأمريكي بإدراج العراق ضمن قائمة الحظر المؤقت قد يهدد العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تعاني بالفعل من تقلبات عديدة في وقت بات فيه تنظيم "داعش" الارهابي قاب قوسين أو أدنى من تلقى هزيمة ساحقة في البلاد. كما هو الامر مع الدول الاخرى.
اكد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مذكرة أعدتها السفارة الأمريكية في بغداد وأرسلتها إلى وزارة الخارجية –كما حصلت الصحيفة على نسخة منها- أظهرت أن الدبلوماسيين الأمريكيين بدوا وكأنهم يشعرون بالصدمة من قرار ترامب في هذا الشأن. وحذروا من أن هذا القرار ربما يتسبب في ضرر دائم في العلاقات الثنائية مع دولة تعتبرها الولايات المتحدة حليفا وثيقا (!). كما أبرزت المذكرة أن شركة "جنرال إلكتريك" لن تستطيع استضافة الوفود العراقية داخل الولايات المتحدة، كجزء من عملية اتمام صفقة تجارية في مجال الطاقة بلغت قيمتها 2 مليار دولار .. فيما لم تصدر "جنرال إلكتريك" حتى الآن أي تعليق على هذا الأمر.
كل هذا الحراك المحلي والدولي واستشعار الظلم وخطر القرار العنصري وما بعده وتداعياته الكارثية لم يثن حكومات عربية واصوات ناطقة باسمها او تابعة لها من التهليل له ومباركته والفرح به وكانها صاحبته او هدية لها مما يكشف النوايا والرهانات التي ادت الى ما أدت اليه اوضاع بلداننا العربية والاسلامية، وهي مؤشرات سلبية في كل الاحوال ولا تقدم اية خدمة للمصالح العربية والاسلامية ولا الى تطور العلاقات الطبيعية بين البلدان. انها تعبير عن مواقف اخرى تكشف ما في عقل وخطط هذه الجهات وما يريدونه في حاضرهم ومستقبلهم. لا سيما وان الحديث او التهديد بتوسيع العدد وشموله بلدانا اخرى وربما قوى من بلدان تلك الحكومات يشي بالكثير مما لابد من التنبه له ومنه.
ما يحصل داخل الولايات المتحدة وخارجها من مواقف تندد وتدين هذا القرار وتخشى من عواقب وتداعيات خطيرة له، يعني حرص اصحابها على مصالحهم وخدمة شعوبهم واوطانهم، وهذا اضعف الايمان.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطيئة الامريكية، هل يكفي الاعتراف؟!
- مرة اخرى حصيلة عام من شهداء البحث عن الحقيقة
- حصيلة عام من شهداء البحث عن الحقيقة
- تناقضات تركية ومزاعم امبراطورية
- اخبار حزينة من بغداد
- ماذا تعني صور المجازر..؟
- ازمة البرلمان العراقي
- الشعب اليمني والثمن الباهظ
- رسالة عتاب وتعقيبات ودية
- ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!
- حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - قرارات تعبر عن دلالاتها..