أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - كافور - قصة قصيرة














المزيد.....

كافور - قصة قصيرة


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 17:12
المحور: الادب والفن
    



فتحت عينيّ على جدتي التي دعكت الطفل الصغير ـ ابن ضرتها ـ بزيت الكافور حتى قتلته، فارتبط الاسم في ذهني بانتصار جدتي على جبروت زوجها لذا اسميت ابني (كافور).
كان ينام في زاويته بلا همّ وخطيئة ، بينما لا انام انا ، كأنني أتوسّد مخدة من جمر القلق ، فظنوني تأكلني .. كان عمره سنتين عندما علمته إمساك الحجارة بقوة وسحق رأس الفأر الصغير الذي علق في المصيدة.. وبعدها بعام ملأت قلبه بالحقد على القطط، فصار يتربصها، وأخفيت عنهم إغراقه ثلاث قطط للجيران ولدت حديثا ، في غفلة من امهم التي تجوب قمامة الحي بحثا عن الطعام، ولم احزن على موائها الدامي ولكنها تخلصت منه بإلقاء نفسها ـ كما سمعت ـ تحت عجلة العم ناصر.
قتلت فيه الخوف، ولذت بخطط المجوس واليهود فهم اسياد الحقد بلا منازع وانتزعت منه رحمة المؤمن لأبدل بدمه قيحا ًله لون الحبر الازرق، فكبر بين جدران بيتي شيطان رجيم ،يظنه الجميع خير شباب مدينتنا .
ماذا علمتك اكثر يا ولدي كافور ؟ علمته بأن القتل حلال لرد الثأر ولمد النفوذ كما تفعل امريكا، قرأت له تاريخ الحروب وقصص الموت وقوانين الغابة الانيقة التي نعيش فيها ،ونؤثثها بأحلام غبية نخدع بها انفسنا ، فنصحو خلايا نحل نعمل ونعمل لننام مهدوري حق وكرامة.
حقرت النساء في نظره كما يفعل رجال الدين الذين وصفونا بأننا لعنة تقود الرجال الى جهنم ، كأن الذئب الذي يسكنهم مغسولاً بالكوثر ويحتكر الجنة، كي لا يهزمه الحب ويدق قلبه فيترك عقله للحظة في اجازة.
لم يبُح ِْاسراره لصديق او جار او استاذ ، يدرس نهارا ويعمل ليلا لان المال عزّ وان الفقراء في وهم ، يباتون مع الجوع والعوز، وينقادون للرذيلة في الخفاء لرد اعتبارهم.
اشتريت الدار التي سكنها رجل اذلني سنوات كخادمة لزوجته الدميمة ، والتي لا تساوي نعلي القديم ، اتذكر ضربها لي غيرةً مني وسرقتها مصروفي البائس ، فتحت من الدار دكاني لابيعهم سلعا مغشوشة وانا سعيدة لان كل سكان الشارع ، استدانوا ليشتروا من محلي شيئاً.
كافور وامه دولة من شخصين ، وعندما بلغ العشرين لم اخف الله فيما صنعت.. فأنا إمرأة هذه الارض ، ما جلبت شيئا من خزانة امي ، بل كنت بئراً القيتم فيه كل يوم قطرة سم في عمري، وجاء أوان الجدب ، فأشربوا ما رميتم .
أعطيته سكينا صدئة كالتي يمررها قادة البلاد العربية علينا كشعوب ، وأرشدته إليه، عاد مساءا يحمل سطلا مغطى بالصحف التي تبيع كرامتها ، لتملأ رؤوسنا بالخديعة ، وفي السطل رأس عمه الذي اغتصبني صبيحة استشهاد زوجي في حرب ايران .
كنت عروسا يوم تركني (بهجت) فالحرب استوجبت سرقة الرجال من أطفالهم وزوجاتهم وأحلامهم ، فليس لي ان ألـد غير كافور ،لأهدهده في مهدٍ مصّت براءته أفاعي التوجّس ، حتى إذا كبُر ، انتقمت به من قاتل يمامة فرحي .
حفرنا ستة اشبار تحت النخلة الكبيرة ودفناه ، وكل صباح نشرب شاي تفوقنا عليهم فنحن الان أصحاب الدار والقرار ، غير أني أشعر أن لشاي تفوّقنا ، طعم الدم !


من مجموعتي القصصية ( دبان صغيران) 2007
[email protected]



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية قتيلة / قصة قصيرة الى روح اختي .
- -مخلفات الحرب - معرض نحاسي للفنان -حيدر عرب-
- اربع شاعرات يستقبلن العام الجديد
- الدورة ال60 لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب
- ورشة السلامة المهنية للصحفيات العراقيات
- التشكيلي العراقي سعد الطائي و (مائيات) عمره الجميل
- فلم (محمد رسول الله) المثير للجدل في بغداد
- عمر السراي يحتفي ب - وجه الى السماء ونافذة الى الأرض-
- مهرجان الشعر العربي الافريقي في السودان
- الفنان العراقي علي العزي مرشحا عن العراق في عالم الفن التشكي ...
- ثمانية فوتوغرافيين في قاعة كولبنكيان
- رحلتي الى ماليزيا
- مهرجان ( سُر من قرأ) في سامراء
- جرح الكرادة - الى ارواح شهداء الكرادة الكرام
- المغدورون - قصيدة لضحايا مجزرة سبايكر
- قرش
- تسعة وخمسون خزافا يعيدون مجد الطين
- زياد جسام فنان يدعونا ل (إعادة تدوير ) في برج بابل
- مسرحية يا رب : أمهات يمهلن الله 24 ساعة لايقاف الحرب
- عشرة دول ترسم لمهرجان (على طريق القدس)


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - كافور - قصة قصيرة