أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب الفحلي - هستيريا العالم الوهمي















المزيد.....

هستيريا العالم الوهمي


الطيب الفحلي

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 13:45
المحور: المجتمع المدني
    


ما من مجال بسيط يلجه أيآ كان إلا ويطاله الصدأ بسرعة ،حيث يجتمع فيه كل ماهو رديء ،وبما أنني سأنشر مقال واقعي في عالم وهمي، سأنطلق في حديثي من الثاني لأبين كم إبتعدنا عن المفهوم الثاني من الشطر الأول ،وليكون التعبير صحيحآ إحذفوا آخر حرف فيه .وأيضآ كم إقتربنا من المفهوم الثاني في الشطر الثاني -مع حذف الياء ليكون المصطلح واضحآ-.وبماأن هذه الكائنات أصبحت تبحر في الوهم وإبتعدت عن الواقع قدر إبتعاد الشمس عن الأرض ،إن لم أقل إبتعاد السماء عن الأرض ،يجب علينا على الأقل تنبيهها ،مع أني أعلم أنها غارقة في نوم عميق ،ومن الصعب إيقاظها .كائنات إتجهت إلى الظل ،وبإتجاهها هذا سهل على أعداء الدين تضليلها ،فأصبحت عاجزة عن فعل أي شيء نافع ،وبذلك فهي عالة على المكان الذي نشأت فيه ،وعلى المجتمع الذي تربت فيه ،وعلى الأرض والكون كله .
الأمثلة هي الكفيلة بتوضيح ما أصبو لتوضيحه ،أو بالأحرى كشفه ،مع أن الأمر بين لمن إطلع على البيان ،وهي كالآتي :
سأتحدث أولآ عن الغرور الذي أصاب الكائنات الوهمية التي تتبجح لكون منشوراتها السخيفة حصلت على العديد من الإعجابات والتعليقات -الرديئة-،لهذا سأضع إفتراض مفاده هو أننا سنعمل على إنشاء حساب تحت إسم معين في عالم الوهم والوهن سالف الذكر ،وسنكتب أحد أحسن المقالات أو المنشورات ،مع توفر عدد كثير من الأصدقاء -المفترضين-ومع الحرص أيضآ على ألا يضع هذا الحساب إعجابه لأي شيء ،وسننتظر لنرى كم من الأشخاص سيتفاعلون ،
سنخلص في النهاية إلى نتيجة مفادها :أنه لاتوجد تعليقات ،ويوجد من ثلاث إلى عشر إعجابات على الأكثر ،وبهذه العملية البسيطة سيتبين لكم جليآ أن عدد الإعجابات والتعليقات ليست معيارآ للحكم ،ولا تمكننا من إصدار حكمآ صائبآ ،وفي أغلب الأحيان هي تضلل ،لكن تضلل فقط من ألف العيش في الظل ،ولم يستطع الخروج من ظله ،وإلقاء نظرة على أشعة الشمس الحارقة .
سيقول لي أحد العقول الذي سيقرأ هذه الكلمات :ماذا تعني بكلامك السابق؟سأجيبه بقولي :ألم تفهم ماقلته ؟!ربما أنت من الذين ألفوا العيش في الظل ؟سيحمر وجهه وسيقول :أنا فقط أسأل .هذا إن كان من العقول كما ذكرت ،أما إذا كان من أصحاب الرؤوس الغليظة والبطون المنتفخة فأمامه بابان :إما أن تحرقه كلماتي وتجرحه جرحآ عميقآ ،ويصدر كلمات مقززة ،أو سينسحب ويغلق هاتفه وينام قرب أمه ،
وبعد أن يصدر منه سلوك من هذين الإثنين ،سأقوم أنا بدوري بسلوك معين :إذا إتبع الباب الأول سأغلقه عليه من خلال كلمتين تعجبانني هما :حظر ،حذف ؛ الثانية لكلماته المشوهة ،والأولى سأدعها تتكفل بحسابه ،أو بالأحرى مرحاضه .أما إذا سلك الثاني فبذلك يكون قد سهل الأمر عليه ،وعلى الأزرار التي تكره أن تضيع وقتها مع هؤلاء السفهاء .
كي لا تتلاعب بي الكلمات والأفكار وتجرني بعيدآ ،سأحاول إحكام قبضتي عليها ومنعها من الإنفلات .
إذن ،لنتم ياأيتها الأزرار ماتبقى ،حسنآ ،توقفنا عندما إحمر وجه العقل وإجابته الخجولة :"أنا فقط أسأل ". أجبته :أنا أعلم ماذا تريد أن تفهم !؟ فقط كنت أمازحك !ثانيتئذ شهيق وزفير ،ورجع الوجه إلى لونه الطبيعي .إبتسم وجهي على الرغم مني وما كان أمامي إلا أن أسايره ،وعندما رآني العقل بهذه الحال لأول مرة أطلق قهقهات يسمع صداها من البعيد ،فسكت فجأة لأنه يعلم أنني لا أحب الضحك ،رآني صامتآ فعلم أنني أريد قول شيء ،فتابع سكوته ،وبعد لحظة وضعت كتابي جانبآ وقلت :"مع أن ما أتحدث عنه لا يستحق ذلك ،لكن لعلني أكون كعنوان الكتاب الموضوع جانبآ ".فنظر إلى عنوان الكتاب وقال :"مهمة صعبة جدآ ،ياترى هل تستطيع تحقيقها ؟".فابتسمت للمرة الثانية وخاطبته قائلآ :لما لا ،مادام هناك عقول مثلك ،ربما أستطيع تحقيق هذا الهدف وإتمام المهمة ،أو على الأقل إتمام جزئها الأهم ،فقال :ربما .وبدأ في السير فقلت له أين أنت ذاهب ؟رد بسرعة :إلى الظل !حينئذ فهمت أنه إستوعب ما أرمي إلى تبليغه ،فقلت في نفسي :ما هذه الحال ؟!أحدث هذا وأنا في حوار مع العقل !ياترى ماذا كان سيحدث لو دخل السفيه في النقاش ؟فاستدركت بسرعة وقلت :لو حدث ذلك لإنسحبت من النقاش ،ولمر الوقت عبثآ دون أن أحقق المبتغى -الذي لم يتحقق حتى في وجود العقل -ولأعلن السفيه فوزه وخسارته في نفس الآن ،لكن أي فوز هذا ؟وأي خسارة هذه ؟ لن أقول شيئآ لأن السفيه لم ينخرط في النقاش أصلآ ...
لكي لا أنسى يجب أن أجيب على أسئلة تركتها عالقة ،تخص عالم الوهم ،وهي كالآتي :عندما إفترضنا الحساب الوهمي الذي لم يضع إعجابه لشيء ،وبالتالي لم يحصل على إعجاب ،مع العلم أن على ظهره كتب -مع ضم الكاف-أحسن ما يوجد من المقالات ،وبعد أن نجحنا في هذا الإختبار ،سنفترض حسابآ آخر في فترة محددة إكتسب العديد من الأصدقاء وبدأ بكتابة التعليقات لهذا وداك دون إستثناء ،وأثناء هذه الفترة سينشر أغبى منشور ،منشور مشوه ،رديء ،تافه ،لا معنى له ... وبعد ثواني سنرى الإقبال الكثيف الذي سيشهده من طرف الكائنات التي ذكرتها أعلاه .
وبهذا سيتبين لكم بوضوح لماذا لا أعتبر الإعجابات والتعليقات معيارآ للحكم على ما يكتب -مع ضم الياء-،ﻷن من يضعونها لم يفهموا أصلآ لماذا وضعوها ،حيث أصبحت #كهدايا #الأعراس #المخربية التي ينتظر من تقدم بها أن ترجعها إليه في أقرب وقت ،وتزداد سعادته إذا عملت على تطوير تلك الهدية ،وأصبحت في حلة أبهى وأجمل ،أما إذا لم ترجع ما أهداك إياه ،وأكثر ،فستسمع كلام شبيه بكلام السفيه الذي تحدثنا عنه قبل قليل .
أظن أن هذا يكفي، فقد تبين للذين يظنون أن كثرة الإعجابات والتعليقات لها معنى ،أنها لا معنى لها ،هؤلاء المساكين أصيبوا بأمراض نفسية خطيرة لعل أبرزها الهستيريا ،وهذا المرض هو الأكثر إنتشارآ في هذا المجتمع الوهمي الذي كشف بوضوح هستيريا المجتمع الواقعي.
ومما لاريب فيه هو أنني لاأتحدث من فراغ وإنما أتحدث عن خبرة ،وعن مقارنات عدة قمت بها رفقة العديد من الباحثين ،وحاولنا مقاربة الموضوع ،والنظر إليه من مختلف الجهات ،وخلال هذه الفترة إكتشفنا أشياء لم نتصور أنها ستكون متوفرة وبكثرة في عالمنا المعاصر هذا .
غالبآ ما كنت أتجنب الحديث في هكذا مواضيع تجنبآ لإضاعة الوقت مع من لايستحق ،وكما تعلمون أن أهم شيء على الإطلاق هو الوقت ،ومن لايقدر الوقت حق قدره ،فالوقت لن يقدره .
مجتمع إجتمعت فيه الويلات :شباب ضائع ،أشخاص جهلاء ،نساء عاريات ،فتيات مجنونات ،أطفال بلهاء ...قوم من المجانين والمغفلين إبتلينا بهم في هذه الرقعة التي جردوها من كل ماهو جميل .
وكم أريد أن أتحدث عن أشباه الفنانين ،لكن تذكرت أنني سبق لي الحديث عنهم في مقالي السابق الذي كان تحت عنوان "#بعد #أن #إنخفض #ثمن #المليون #مشاهدة " وهو المقال الوحيد الذي نشرته إلى حد الآن في العالم الوهمي ،ولم يلق القبول إلا من طرف بعض الأشخاص الذين لايتجاوز عددهم الأربعين ،أما الآخرون فقد أحرقتهم كلماته خصوصآ وأنا أنسف معتقداتهم من أساسها ،وأبين لهم أن من يتتبعون أخبارهم ؟ويحبونهم من أعماق قلوبهم -الوهنة -هم مجرد محتالين لا أكثر .
لا بأس ،كنت أعلم أن هذا سيحدث ،ومع ذلك إستغليت بعض الوقت لأوضح كيف يتم توهيم الجمهور -التافه-وجني المال على ظهره ،إذا صح التعبير ،وهكذا تم كشف خداع المليون مشاهدة ،وانتهى .
على أين ،الكلام كثير ،والصمت أفضل ،أما السكوت فهو من أخبث الخبائث .وبما أننا لسنا في مجتمع أفضل فمن الأليق أن نهتم بالأول ونترك الثاني لوقت آخر ،أما الثالث فسنتركه للجبناء .
وإحترامآ للقاعدة التي وضعتها للتو سأتابع حديثي لأكشف المزيد من الأقنعة التي يتوارى خلفها أشخاص منحلين إخلاقيآ و إجتماعيآ وثقافيآ ...
سنعود بسرعة إلى الحساب الثاني الذي وضعناه ونضفي عليه شيئآ جديدآ .ماذا ؟سنقوم بنشر صورة فتاة مع الكثير من الصباغة، مع الحرص على أن تحمل الفتاة المفترضة أرطالآ زائدة ،ومن الأفضل أن تكون مرتدية لسروال قصير ...وبعد برهة سنرى المتهافتون ،ضعاف النفوس والعقول ،الذين غاب ضميرهم ووعيهم ،وتركزت عندهم القوة في مكان من الأحسن ألا أذكره ،بعد أن خارت قواهم العقلية والفكرية وضعفت ووهنت ،وأصبحوا فقط حاملين لرؤوس غليظة لافائدة منها ،سوى أنها جعلت العنق معوجآ لوزنها الزائد ،و البطيخ أنفع منها .
كما قلت سيتهافت المذكورون على الصورة فاتحين أفواههم التي تنبعث منها رائحة الجهل ،ويبدأ كل واحد منهم بوضع كلمات جميلة ملأى بالحب والحنان ،يصف فيها المفاتن ويتغزل بصورة وهمية ،قد تكون لممثلة لا يعرفها أو لمطربة أو لإمرة ماتت أصلآ ولا وجود لها ...وهو يقول في نفسه "...لعلها قريبة ..." .ويبقون في هذه الحالة الهستيرية المرضية حتى يقع ماوقع ويبقى المغفل في الوجع .
إذن ،بهذه العملية الأخرى تمكنا من معرفة لماذا لقي هذا الحساب إقباﻵ كثيفآ ،وتهافت عليه الأشخاص من كل ناحية: حدث هذا لسببين :أولهما وضعه للإعجابات والتعليقات ،وثانيهما نشره لصورة فتاة .
الغريب العجيب أنهم أقبلوا يتغزلون بصورة غير موجودة ،مما يبين أن أفراد هذا المجتمع سيطرت عليهم الغريزة بطريقة خطيرة جدآ في إلغاء تام للعقل ،الذي من المفترض أن يكون هو المسيطر ،وبهذا أصبحوا فوكونين ،مع العلم أنهم لايعرفون لا فوكو ولا فيتجنشتاين ... وما يجب عليهم معرفته هو أنهم أصابوا أنفسهم بأمراض يصعب علاجها .وحتى إن أتينا بفرويد من المقبرة سيقول لنا :أعيدوني أرجوكم ...!



#الطيب_الفحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب الفحلي - هستيريا العالم الوهمي