أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حبيب - شيء من الخوف في الباب الشرقي














المزيد.....

شيء من الخوف في الباب الشرقي


صالح حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف التسعينات عندما ازدهرت تجارة الخردة والمواد المستعملة على أرصفة الشوارع والساحات، وكان من الممتع أيام الجمع التجول بين الباعة في ما يعرف (بسوق الحرامية في الباب الشرقي)..حيث تجد آلافا من البشر يتفرجون على بضائع آلاف أخرى من البائعين الذين يفترشون أرصفة وشوارع الكراج وكانوا من الشباب القوي ولكن العاطل عن العمل الذين ارغمتهم الحاجة والبطالة والحصار الاقتصادي على عرض مالديهم من حاجيات بسيطة ولكن المتنوعة بشكل غريب سواء كانت مسروقة أو جاءتهم عن متاجرة او مقايضة ليسدوا بما يحصلون عليه -إن حالفهم الحظ - رمقهم ورمق عوائلهم. وهذا التنوع في العرض هو الذي يجعل المتبضع يسمي سوقهم بسوق الحرامية ..
كنت استمتع في كل يوم جمعة في التجول في رحلتي المعتادة التي ابداها في صبيحة الجمعة بشارع المتنبي مرورا بسوق الشورجة وسوق الغزل ثم اتجه احيانا الى محطتي الاخيرة سوق الحرامية او سوق البسطيات ( جمع بسطية بالعامية العراقية - وهي خرقة على الارض او منضدة صغيرة يعرضون عليها بضاعتهم والبعض منهم قد وضع له شمسية (مظلة) من شمسيات البلاج الكبيرة فوقه اتقاء أشعة الشمس اللاهبة) في كراج الباب الشرقي مجاور نصب التحرير لأتفرج على هذا التنوع الغريب من العدد و الأدوات و الالكترونيات والمواد الانشائية والمنزلية والمكتبية التي كانت كلها من المستعمل و المستهلك وبعضه لم يدخل العراق سابقا..ثم بعد ذلك استقل إحدى سيارات الأجرة للعودة إلى بيتي في جانب الكرخ.
في إحدى المرات حصل شيء غريب هناك..فحين كنت في عمق الكراج حصلت حركة اضطراب مفاجئة بين الناس في الطرف القريب من المدخل وإذا بموجات بشرية لآلاف من هؤلاء الشباب الأقوياء الذين كانوا يقفون قرب بضائعهم يتراكضون مبتعدين هاربين نحو العمق من شيء دخل عليهم من المدخل الرئيس للكراج. كانوا خائفين بشكل ذكرني بأفلام عالم الحيوان عندما يركض قطيع من الغزلان خوفا من أسد يطاردهم..
يا الهي ما الذي يحصل ؟؟ هل هناك اسد فعلا أم شيء آخر ؟
ان لم يكن رعيلا من الأسود هربت من سوق الغزل واتجهت إليهم..فما الذى اخافهم إذن وجعلهم يتقافزون بعيدا عن الباب الرئيسي؟ هل هم فعلا حرامية ودخلت عليهم مفارز الامن؟
ولكن.. اكثرهم هم من الشباب المفتول العضلات وهم بالآلاف، ولكي يكونوا مرتعبين إلى هذه الدرجة فلا بد أن جيشا من قوات كبيرة من الامن قد داهمهم واخافتهم عدتهم وعددهم..وسوف يطبقون الحصار على المكان خلال لحظات ويعتقلون الجميع..
أو ربما … ولكن .. لم تسعفني مخيلتي بعد ذلك ..فقررت ان اتقدم الى الامام بحذر لأعرف ما يحدث حتى استعد لأي طاريء ثم رغم ان الفضول قاتل احيانا الا انه لا يقاوم..
تقدمت قليلا حتى صرت قريبا من البوابة ولكني شاهدت مشهدا جديدا هذه المرة إذ كان بين المتقافزين شمسيات من شماسي البائعين تتطاير في الهواء وتسقط بعيدا..
عندما وصلت قريبا جدا لمركز الحدث الرهيب انصعقت بالمشهد بعد ما تبين لي شكل الغول الذي جعل هؤلاء الشبان يتقافزون بعيدا على شكل موجات بشرية مرتبكة ومرعوبة..
أنا لا أبالغ فيما اصفه الآن أبدا.. فلقد حفظته في ذاكرتي منذ ذلك الحين..
كان المهاجم عبارة سيارة (تنكر) يمتد منه خرطوم مياه متدفقة يحمله عامل من عمال أمانة العاصمة يقوم برشق البائعين الذين يفترشون الأرض ليشتت شملهم…كان يرافقه للحماية واضفاء الصفة الرسمية على العملية، شرطي هزيل واحد فقط لا غير.
عندها تأكد لي تماما بأن النظام لم يكن قويا باجهزته الامنية التي كان عددها يفوق العشرة اجهزة..بل كان النظام قويا بخوف هؤلاء.



#صالح_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة حديثة نسبت بالخطأ الى الشاعر العراقي الملا عبود الكرخي
- دقة تصوير الاحداث عند على الوردي
- كيف انتشر في الانترنيت التحذير الشهير من تطبيق الفايبر Viber ...
- فأسلم كل من على محطة الفضاء الدولية
- هل نحن وحيدون في الكون؟ - 3 لقاء من النوع الثالث
- هل نحن وحيدون في الكون؟ 2- قيامة الجنس البشري
- هل نحن و حيدون في الكون؟ 1 - الأتصال
- روائح و ذكريات
- سلة المهملات
- علماء الفلك يكتشفون كوكبا من الماس الخالص
- سوبرحمار
- رؤيا مستقبلية - ثلاث أقصوصات
- حرب صاروخية جميلة
- فنتازيا حب
- رحلة في ذاكرة بغدادية - سبعينات القرن العشرين 1970 - 1979
- أخلاق إسلامية بلا إسلام


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حبيب - شيء من الخوف في الباب الشرقي