أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - حواري مع الأديب مصطفى نصر















المزيد.....

حواري مع الأديب مصطفى نصر


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


الروائي المصري مصطفى نصر:
الذين صنعوا "إسرائيل" كانوا متآمرين على العرب
عاش اليهود في مصر قبل مجيئ العرب إليها وشاركوا في بناء الشخصية المصرية
بعد فضيحة "لافون" تشككت الدولة في كل يهود مصر
اليهودي موجود في الأدب العالمي، وفي مصر صوروا اليهودي بشكل نمطي، سخيف
الأديان تتأثر بدين الأغلبية في البلد الذي يعيشون فيه



قدم الروائي المصري مصطفى نصر روايته الأخير "يهود الإسكندرية" الصادرة عن دار "المصرية اللبنانية" في سياق درامي تمتد جذوره في قطعة من تاريخ مصر الحديث برؤية ابداعية امتاز بها "نصر" حيث أنه ناقش الأبعاد الاجتماعية بين سكان مدينة الإسكندرية، وقسم روايته إلى ثلاث شرائح زمنية مستخدما لغته الناعمة في التنقل بين أزمان حملت على متنها حزم من الأحداث البارزة فكان الجزء الأول من الرواية يحدث في عصر الوالي سعيد بن محمد علي باشا "حاكم مصر" رواية "يهود الإسكندرية" تأتي بعد مجموعة من الأعمال الأدبية للكاتب السكندري مصطفى نصر انجزها على مدى نحو نصف قرن. يقول الروائي المصري مصطفى نصر عن نفسه "إنني عاشق للفن بصفة عامة، أحب قراءة الأدب، وأحب الشعراء وأحس إن الله أعطاهم موهبة عالية جدا – مثل الرسامين والموسيقيين – متعتي أن أعيش وسط كتبي ولا أريد سوى هذا". التقيت به وكان هذا الحوار:ــ


ــ الرواية تنسج حول الشخصية اليهودية دلالات نمطية تقترب من صورة اليهودي المصري أو المتمصر.. هل أردت بذلك أن تشير إلى أن تاريخ مصر الحديث مغاير بشكل أو بآخر عن واقع الشخصية اليهودية مقارنة بوجوده في أي حضارة أخرى؟.
عاش اليهود في مصر قبل مجيئ العرب إليها وشاركوا في بناء الشخصية المصرية، وكانوا جزء لا يتجزء من المجتمع المصري، ومعظمهم أحبوا مصر وتمنوا لو لم يتركوها – لكن التغيرات التي حدثت بعد زرع وقيام إسرائيل، أطاحت بهذا الأمان، وخلخلت الثقة بين حكومة ثورة يوليو 52، واليهود. مما أدى لتركهم لمصر.

ــ من واقع الرواية حاولت أن تشير إلى اليهود بأنهم جزء مهم من تاريخ مصر الاجتماعي.. في تقديرك إلى أي مدى؟.
خلال الفترة الملكية، تعاملت الدولة في مصر مع اليهود على إنهم جزء من نسيج مصر، وتولى بعضهم الوزارة مثل قطاوي باشا، وساهموا في قيام النهضة الاقتصادية المصرية - وبعد قيام ثورة يوليو 52 أضطر بعضهم لترك مصر وهو حزين وغير راغب في ذلك. لكن التمصير أدى لأخذ مصانعهم وبنوكهم. وأعتقد إن الدولة تعاملت مع هذا الموضوع بطريقة أضرت في الأول بالدولة. فبعد فضيحة لافون، تشككت الدولة في كل يهود مصر.


ــ تنعكس أحداث الرواية على الحال المصري الآني.. هل كانت "يهود الإسكندرية" تأصيل للشخصية التي يغلب عليها الجشع والطمع عبر الشخصية اليهودية المحورية في الرواية؟.
لم تقل الرواية هذا – فقد صورت شخصيات محبة لأهلها وبعيدة عن الجشع مثل شخصية عامير وشخصية جون، كما أن هناك شخصيات لم يظهر منها أي سوء أو أستغلال مثل شخصية فرج – سائق عربة عامير وزوجته.

ــ تبدأ الرواية عام 1862 مع الوالي سعيد، حاكم مصر وقتذاك، منه، ومنحه أراضي كثيرة، فيبدأ أقرباؤه بالتآمر عليه.. هل أردت أن تقول أن المجتمع الإسرائيلي تكون على أساس مؤامرة؟.
الذين صنعوا إسرائيل كانوا متآمرين على العرب، خاصة الفلسطينيين، بل تآمروا على أهاليهم في البلاد العربية، وما فعلوه في فلسطين أضر بيهود البلاد العربية. وهم كانوا ينفذون رغبة سياسية في فصل مصر عن الشام، وهذا كان رأي نابليون بعد أن غزا مصر واقترب منها.

ــ لم ينقطع وجود اليهود عن الأدب المصري فظهر في أدب نجيب محفوظ، فيما احتل اليهود أدب إحسان عبدالقدوس وآخرين من الكتاب.. هل كانت روايتك الأخيرة "يهود إسكندرية" إضافة لهذا الإرث الأدبي أم أنها تتحرك في اتجاه آخر؟.
اليهودي موجود في الأدب العالمي، وفي مصر صوروا اليهودي بشكل نمطي، سخيف، فهو ذو أنف كبير – وفي خنفة في كلامه، وهو بخيل. وأعتقد إنني خرجت من هذا الإطار، فقد تعاملت مع يهود، كانوا في أشكال مختلفة عما يدعونه عنهم، لكن ظروف حياتهم جعلتهم يعملون أعمالا لا يقبلها المسلمين والمسيحيين، فقد عاصرت " الروهانتية " – تترك عندهم " حلي " أو أي شيء ذو قيمة، وتقترض منهم مبلغ وتسدده بفوائد.

ــ فكرة قتل "جون" الحلاق وإقامة ضريح له يصبح مزاراً لليهود في الإسكندرية من شتى أنحاء العالم.. فكرة تشير إلى شئ يبدو غامضا بعض الشئ؟.
الأديان تتأثر بدين الأغلبية في البلد الذي يعيشون فيه، يعني مسلمو الهند تأثروا بالهندوسية والديانات الأخرى هناك، ومسلمو أمريكا وأوربا متأثرين بالمسيحية – ديانة الأغلبية هناك - وكذلك المسيحية واليهودية في مصر، تأثرتا بطقوس المسلمين، فأضرحة المسيحيين واليهود لا تختلف عن أضرحة المسلمين، وهذا واضح في ضريح أبو حصيرة. وقد تأثرت بما يفعلونه في مولد أبو حصيرة عندما كتبت عن ضريح جون.
ـــ تظهر شخصية أنور السادات في الجزء الثاني من الرواية ويتصل بأحد التجار اليهود بغية الحصول على قنابل للثوار المناهضين للاحتلال الإنكليزي. وحين يغدو رئيساً للجمهورية فيما بعد، يلتقي بابنة ذاك التاجر (جوهرة)، التي ربطته بها علاقة طيبة، فيدعمها لتصير من أهم سيدات الأعمال.. هل أردت في هذا السياق أن تشير إلى مدى تأثر الثقافة الاجتماعية بالسياسة؟.
تأثر السادات بملوك زمان، خاصة المذكورين في ألف ليلة وليلة – فقام بدور رئيس القبيلة، وتظاهر بالتدين ليؤثر في الناس- فما أسهل الدخول لقلوب الناس عن طريق الدين. وفي الرواية هبات كثيرة غير شرعية وتخالف المنطق والحق، فسعيد يهب جون أرضا لا يمتلكها في منطقة الطابية، والملك فؤاد يهب صديقه حسن بدوي باشا أرضا في الطابية. والسادات يهب جوهرة أموالا طائلة لا يمتلكها.


ــ هل كتبت روايتك "يهود الإسكندرية" وأنت تنوي تحويلها لعمل درامي تلفزيوني أو سينمائي؟
عند كتابتي لأي رواية أو قصة لا أنشغل إلا بقضاياها الفنية – لا يعنيني ماذا سيحدث لها بعد الاتتهاء من كتابتها – هل ستنشر أم لا، ولو أدت طريقة كتابتي لعدم قبولها كفيلم أو مسلسل تليفزيوني، أتمسك بهذا وأضحي بفرصة تحويلها دراميا، وحدث هذا معي في أكثر من رواية: ففي الهماميل صورت ضابط شرطة أساء معاملة الناس، مما أدى لرفض وزارة الداخلية لتحويلها لمسلسل تليفزيوني، رغم تحمس مخرجين كثيرين لها. ولم أحزن، فما يهمني هو نجاحها كرولية.


ــ كيف ترى واقع الثقافة المصرية الآن؟.
يقول المرحوم عبد الرحمن الأبنودي: أحيانا أشك بمعرفتي بالشعر حين أرى شاعرا شديد الجودة يحاصر بهذه الكثافة من التجاهل، إن التجاهل مدرسة نقدية كاملة، مخفي خلفها سوء نية وتآمر لا حدود لها.
وهذا حال الواقع الثقافي – يوزعون صكوك الغفران – فالروائيون: فلان وفلان وفلان، والشعراء: فلان وفلان وفلان. وإذا ظهرت موهبة حقيقية يتم التعتيم عليها ومحاولة إزالتها عن الطريق.




ــ ما هي آخر أعمالك الأدبية؟.
انتيهت من كتابة رواية بعنوان "عيون البحر" – عن حي بحري الذي أحبه كثيرا جدا – ورواية أخرى أكاد انتهي من كتابتها عن المعاش المبكر الذي عانيت وعانت أسر مصرية كثيرة منه، ولم أتوصل لاسم مناسب لها للآن.

مصطفى نصر روائي وقاص مصري من مواليد الإسكندرية وفدت أسرته من صعيد مصر، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادى القصة بالقاهر، وعضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية، وعضو إتحاد كتاب الإنترنت، تُرجمت له رواية "الهماميل" إلى اللغة الروسية، وتُرجم جزء منها إلى اللغة الفرنسية، اختار إتحاد كتاب مصر والعرب رواية "جبل ناعسة" للترجمة للغات أجنبية عديدة ضمن مشروع الترجمة الذي يتبناه اتحاد الكتاب العرب، كما تحولت قصة "حالة قتل" إلى سهرة درامية، عرضت بالقناة الثانية بالتليفزيون المصري، من إخراج عبد الحميد احمد وتمثيل سيد زيان وفاطمة التابعي ومحمد شرف وغيرهم، فضلا عن تحويل أربع قصص قصيرة إلى أفلام روائية قصيرة هي "بجوار الرجل المريض" إخراج أحمد رشوان. وعرض باسم: " الصباح التالي "تمثيل: كارولين خليل، وأكرم مصطفى، وحنان مطاوع، "الكابوس" إخراج الممثلة والمخرجة دنيا سيناريو وحوار أحمدعبد الفتاح، و"الزمن الصعب" من إخراج طارق إبراهيم. حصل على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة نادى القصة بالقاهرة عن مجموعته القصصية " وجوه " كأفضل مجموعة قصصية صدرت خلال عام 2003. والكتاب صدر عن اتحاد الكتاب بالاشتراك مع هيئة الكتاب. كما حصل على الجائزة الأولى في الرواية – مسابقة نادى القصة – القاهرة عام 1983 عن رواية الجهيني. فضلا عن جائزة المجلس الأعلى للثقافة عن مقالة " جوستين والشخصية الإسرائيلية. وفي مجال أدب الطفل نشرت له قصصاً وسيناريوهات في العديد من المجلات مثل "العربي الصغير"، و "براعم الإيمان"، و"علاء الدين"، و " قطر الندى"، و "ماجد " و"المغامر"، و "بذرة"، و"أنوار " وغيرها.
صدر له العديد من الإصدارات الأدبية نذكر منها رواية "الصعود فوق جدار أملس"، و"أقلام الصحوة" 1977، و" الشركـــــاء"مطبوعات مديرية الثقافة بالإسكندرية 1982، و"جبل ناعسة" طبعة أولى المجلس الأعلى للثقافة 1983، و" الجهيني" سلسلة المواهب 1984، و" الهماميل" روايات الهلال 1988 ، " شارع البير" أصوات أدبية 1995هيئة قصور الثقافة، "النجعاوية" دار ومطابع المستقبل 1996، إسكندرية 67 رواية هيئة الكتاب 1999، و"ظمأ الليالي"، و"يهود الإسكندرية" الدار المصرية اللبنانية، وعدد من القصص القصيرة منها "حفل زفاف في وهج الشمس"، "وجــوه"، "الطيور"، "حجرة وحيدة"



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - حواري مع الأديب مصطفى نصر