أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الشّيُوعية ُ في بوليوود(2) ...















المزيد.....

الشّيُوعية ُ في بوليوود(2) ...


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 14:51
المحور: الادب والفن
    


الشّيُوعية ُ في بوليــوود(2) ...

كانشانا في هذه الأثناء وعلى مرور عشر سنوات يتقدّمُ لها الكثيرون لكنّها ترفضُ وأثناء مجيء أهل العريس ترتدي زيّ الأرملة وكأنّها كانت مُتزوجة من قبل لكي تطرد الضّيوف الذين جاءوا لخطبتها .
وأخيرا يُقرّران الهروب بعيدا عن مدينتهما ( موكام) فيلتقيّان ويرسمان الخطّة التي اتّفقا عليها للهروب وهذا اللّقاء يُصاحبُه كما في أغلب الأفلام الهندية الأغاني والموسيقى الراقصة وعذوبة الكلام والطبيعة الخلابة بمروجها الخضراء .
بعد إنتهاء لقائهما يرجع محي الدين وفي الطريق يقابلُ والده الذي كان ينضحُ حقدا وضغينة على ولده فيخبره محي الدين أنّه سوف يتزوجّها ويهرب بعيدا عن ظلمهم وقسوتهم ، لكن والده يقول له أنت ابن الشيطان .. وسوف لن نسمح لك بتدمير سمعة عائلتنا وديننا..فيدفعه غروره وحقده وبطشه وعنصريّته وتعصّبه الدينيّ القميء إلى غرز الخنجر في بطن ولده... فيفغرُ محي الدين فاهُ لشدّة هول الصّدمة التي لا تُصدّق و لا تُطاقُ.. فهل يُعقل لأبٍ أن يقتل ابنه لكونه يُحبُّ فتاة هندوسية ولكونه شيوعيّ طيب مُسالم ويتّهمه بالكفر والإلحاد؟ ، لا بل يقوم بعد طعنه بالخنجر بركلهِ ركلة قوية تنمُّ عن الحقد والضغينة والدفاع عن المصالح التي هي أغلى و أثمن من ولده. هذا الإقطاعيّ أراد الدّفاع عن دينه ومصالحه عن طريق قتل ابنه لكي يستمرّ في استغلال الناس و في الجريمة و قتل الآخرين. يدخل محي الدين المستشفى على إعتباره ميتا لكن الأقدار الهندية والصدفة و براعة الطبيب هي التي استطاعت أن تُنقذه.الطعنة كانت طعنة موت مع سبق الإصرار لكن الشيوعيّين عجيب و غريب أمرهم .. بسبعة أرواح .. ينقذه القدر والربّ الذي هو على خلافٍ معه، لأنّ الربّ لا يمكنّ أن يكون مع القاتلين أمثال هذا الأب الذي يقتلُ ولده بدمٍ بارد وبهذه الطريقة البشعة.
محي الدين ينجو من موت مُحقّق بينما الأبُ لم يحاكمه أحد لمنصبه الكبير ومركزه الدينيّ في بلد لا زال حتى اليوم تحكمه الإمارة والقبيلة ،لكنّه يذهب إلى المحكمة ويطلبُ محاكمته كي يُؤكّد على جريمته التي يتفاخرُ بها باعتباره تخلّص من كافرٍ يستحقّ القتل وليس ابنه الذي عاش في كنفه وحَملته زوجته تسعة أشهر في بطنها وهو المُثقّفُ والمتعلّم لا المجرمُ ولا البلطجيّ ولا الفاشلُ في الحياة ، ليس له جريرة سوى أنّه شيوعيّ مُسلم عشق فتاة هندوسية ، جريمته هي الحبّ فقط لحزبه ولحبيبته الهندوسية. والدة محي الدين تترك زوجها القاتل الذي تسبّب في ثكلها وحزنها وألمها وتأخذ محي الدين معها لكي يعيشا سوية ويتركا الأب القاتل وحيدا لايتأسى من فعل جريمته الشنعاء .
وفي المحاكمة التي يشهدها جميع أهالي موكام ، يصدرُ القاضي أمرا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لوالد محي الدين . لكنّ المحكمة تتفاجأ بإعتراف محي الدين الماثل أمامها وهو يُسقطُ التّهمة الموجّهة لأبيه الماثل في قفص الاتّهام ويقول بأنّ الأب لم يطعنه بالخنجر بل هو الذي سقط على جذع شجرة حادّة النّصل وحصل الذي حصل . وبهذا ينذهلُ الحضور والقاضي وكلّ فرقة المحكمة المتّفقة على إدانة والد محي الدين ، وينذهل الأب ويكاد لايصدق كيف لولده الذي تلقّى منه طعنة الخنجر أن يكون بكلّ هذه الرّحمة والعطف والحنان وهو الولد العاق بنظره والكافر والشيوعيّ المُلحد ،كيف تعلّم هذا الولد كلّ هذه الأخلاق والرحمة وهو الذي لم يعترف بكل ماتقوله الأديان المقيته بينما هو الرّجل المسلم والمؤمن بتعاليم الله أن يسوقه ضميره لأن يقتل فلذة كبده بهذه الطريقة البشعة ؟ تفاجأ الأبُ كيف استطاع الربّ أن يقنعه بقتل إبنه الذي أنجبه من ضلعه وربّاه وسهر الليالي عليه وأنفق المال الكثير في تربيّته ، كيف لأبٍ مُؤمن أن يكون بكلّ هذه القسوة وعدم الرّحمة وكيف لولد صغير ملحد يحمل كلّ هذا الحبّ بداخله لأبيه وأهله وناسه وشعبه. ينذهل الأب وسط إدلاء القاضي ببراءة الأب من التّهمة المُوجّهة إليه ويأمرُ بإخلاء سبيله .
يخرجُ الأبُ من المحكمة وهو ينظرُ إلى وجه ابنه فيلقاه باسما سموحا غافرا ،راحما ،معتذرا ومطيعا لا يستطيع أن يكون ولداً عاقّا بل جسد ماقاله رب العالمين بحق الوالدين ( ولا تقل لهما أفّ و لا تنهرهُما) ، بينما الآب كام مؤمنا مجرما . يخرج الأب وسط ذهول المحكمة و من فيها من هذا الإبن المقدام الشجاع والبار الذي غفر لأبيه فعلته الشنيعة والشاذة ، إذ لم نسمع إلاّ قليلاً أنّ والدا يقتل إبنه حتى وإن كان الوالد مريضا نفسياً أو مجرما شاذا. ينذهل الوالد الديني الورع المؤمن بالله ورسوله ويتيقّن من أنّه كان يكلّم ولده بلغة النّسور والأسود بينما ولده الشيوعيّ كان يكلّمه بلغة الحمام .
يخرج الوالد من المحكمة مطعونا متأسّفا حزينا مخذولاً جبانا حقيرا وضئيلاً ومكروها من الجميع ، يخرج ويمرّ على زوجته في بيتها طالبا منها الرّجوع إليه هي وابنها محي الدين كي يسكنا معه من جديد . يذهب الوالد للبيت متوجّعا مخنوقا مهزوما و ينطرح لكي ينام على أنغام أغنية جميلة ( نامي يا أميرتي ... نامي جيدا .. أنا أكرّسُ نفسي من أجلك ) ويغمضُ عينيه.
يذهب إلى النوم في تلك الليلة ولم يستيقظ ، لقد مات قهرا وهزيمة لأنه لم يعرف الهزيمة في حياته وهاهو يُهزم على يد ابنه بدون سلاح أو معركة أو هجوم بل هزمه بحبّ الابن لأبيه وهذه هي سُنّة الحياة التي لاجدال فيها .
محي الدين وكانشانا يقرّران الرّحيل بعيدا عن موكام فيحصلان على جوازات سفر ، يسافر هو في باديء الأمر بزورق بحريّ مع مجموعة من المسافرين فيلقى مرّة أخرى حظه العاثر حيث يغرق القارب فيقوم بإنقاذ الجميع واحدا تلو الآخر ، حتى يتعب ممّا يؤدي إلى غرقه بالنهاية ، ينقذ الجميع إلاّ نفسه التي لم يستطيع إنقاذها ، هذا هو الشيوعيّ المُضحّي الأوّل والمستفيد الأخير . يموتُ محي الدين وبهذا تنتهي صفحته الناصعة والطيبة و إلى الأبد يغيبُ عن عالم وجود كانشانا والناس الجوعى والهند التي كان يحلمُ في أن تكون ذات يوم بلد الرفاهية والمساواة وبلد الحبّ بلا منازعات الدين والقبيلة والعرق ، يموت ويتركُ كانشانا لعذاباتها وحزنها الأبديّ فتطلبُ أن تشرب من ماء النّهر الذي صار سببا في مماته وبُعده عنها . تحاول الإنتحار لكن أمّ محي الدين تنقذها وتطلب منها أن تعيش معها في بيتها كأرملة لمحي الدين وهكذا تظلّ هناك حتى آخر أيام حياتها تعيش على ذكرى حبيبها الذي لم تستطع أن تحبّ غيره ، هذا هو الحبّ وهذا هو حالنا لو عشقنا ننتهي ونهلك ولا نستطيع الانفصال عن الذين أحببناهم ولا يفرّقنا عنهم شيئا إلاّ الموت قاهر النّفوس . ينتهي الفيلم مع أغنية هادرة كهدير الماء الذي مات به محي الدين وشربت منه كانشانا (أنتِ امرأة جديدة في حياتي ) ،(ومن أجلي فقط امرأة واحدة خُلقت في أرض موكام) .
هكذا تنتهي قصّة رجلٍ شيوعيّ لم يُعر للأديانِ أدنى اهتمام ، تنتهي قصّته كرجلٍ كافح وناضل من أجل حبّه وبلده دون أن يحصل على شيء غير امرأة تعيشُ في بقاياه الميتة عند أركان وزوايا البيت الذي ترعرع فيه وقضى كلّ صباه النّزق وشبابه حتّى مماته كبطلٍ أسطوريّ مات في سبيل الإنسان والإنسانية والوطن وما يحملهُ من أفكار شيوعيّة جعلته يُلقي بروحهِ على راحته ، و يُلقي بها في مهاوي نهر (موكام) كي يظلّ هادراً كما الأبديّة والأزل الذي جاء منه .

هــاتف بشبــوش/عراق/ دنمارك



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّيُوعيّة ُ في بوليوود(1) ...
- نساء (9)...
- علي وروار ..رحيلُّ شيوعيُّ مفاجيء
- بُرهان شاوي،و أعماقُ الرّغبة في ( متاهة العميان ) ..(3)..... ...
- برهان شاوي،وأعماق الرغبة في ( متاهة العميان ) ..(2)......... ...
- برهان شاوي، وأعماقُ الرغبةِ في( متاهة العميان)...(1)...
- الجنسُ و راهبة الكنيسة(2).......
- الجنسُ و راهبة الكنيسة(1)........
- نصوص قصيرة(14)
- كواليسُ الفايبر....... Viber
- نساء (9)
- أياد أحمد هاشم ، حين يكون الخوف ضميرَ المتكلّم(2)......
- إياد أحمد هاشم ، حين يكون الخوف ضمير المتكلّم (1)....
- نساءُّ وصديقُّ عراقيُّ هولندي.......
- جمال حكمت و أنسامه العذبة(2)......................
- جمال حكمت و أنسامهِ العذبة (1)..................
- عبد الكريم العامري وعنبر سعيد (2).........
- عبد الكريم العامري وعنبر سعيد(1)......
- عبد الكريم هداد ، جنوباً ، حيثً المدينة والأناشيد (2)....
- كريم السماوي ولُعبتهِ المحكمة ( 2)........


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الشّيُوعية ُ في بوليوود(2) ...