أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار طالب عبد الكريم - هل ألأرهاب هو الوريث الشرعي للأمبريالية الميتة















المزيد.....



هل ألأرهاب هو الوريث الشرعي للأمبريالية الميتة


نزار طالب عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان النقطة المركزية لهذا لموضوع هي الملكية الخاصة للثروة ، هذه الثروة التي خلقها العمل الاجتماعي . نشأت الملكية الخاصة كوعاء اجتماعي لتجميع الثروة (عمل الناس الحي) هذا الوعاء الذي كان يتهشم كلما تجمع فيه من العمل (الثروة) اكثر ممايجب، ليستعاض عنه بوعاء اخر يستوعب هذه الزيادة.
ان وعاء الملكية الخاصة الرأسمالي يتهشم لآن أمام اعيننا ( مثلما تهشم قبله واندثر النظامين- الوعائين- الاجتماعيين العبودي والأقطاعي ) لأنه اضيق من ان يتسع لكل هذه الثروة التي تجمعت فيه ، الثروة التي لا يمكن لأي وعاء ان يحتويها ، الثورة الدائمة المتسارعة والمتصاعدة في قوى الانسان المنتجة ،التكنلوجية والعلمية والمعلوماتية.
ان الرعود التي تصم آذاننا، والبروق التي تخطف ابصارنا والانفجارات التي تزلزلنا ،لآن ، وفي القادم من الايام ، ماهي الا نذر الهجوم الأستباقي الذي ينفذه نظام الملكية الخاصة الرأسمالي ببناه الفوقية والتحتية العتيقة ضد قوى الانسان المنتجة الجديدة والمتجددة ، وفي نفس الوقت هي بشائر رد هذه القوى على الهجوم بهجوم مضاد ، لفتح الطريق وتوسيعه امام تطورها المطرد .
انه المخاض ، الطلق .. انها آلام ماقبل الولادة ، ولادة الانسان المتحرر من اكبال الطبيعة والمجتمع والفكر المقلوب حيث ستتجسم هذه الحرية ، اولاً: في العلاقة بين الانسان والطبيعة من خلال الثورة التكنلوجية ، وثانياً: في العلاقة بين الانسان والانسان من خلال الثورة الاجتماعية ، اي زوال علاقات الملكية الخاصة (وتحول علاقات الانتاج الى علاقات حرة بين منتجين احرار متساوون وعقلانيون )، وثالثاً في العلاقة بين الوعي والوجود ، اي التطور المطرد لقوى الانسان الفكرية عموماً، والعلمية خصوصا ، من خلال الثورة العلمية المتسارعة ومعرفة الحقيقة الموضوعية وقوانين تطور ا لوجود الطبيعي والاجتماعي، والفكري المتراكم . ان الوعي هو انعكاس للوجود ، ولكن بعد ما تراكم مايكفي من الوعي ، حدث تغيرْ كيفي (من خلال الثورة العلمية المتسارعة) وبذلك توفرت وستتوفر الأمكانية بأستمرار لان يكون تغيير الوجود انعكاساً للوعي العلمي ، وليس الغيبي او الميتافيزيقي كما كان الحال في محاولات العقل البدائية .
ان انظمة الملكية الخاصة قد افلست ، بعد ان أدت دورها على مسرح التطور ، لم يعد لها من دور بناء ، لم يبق الا دورها الهدام ( الابادة ، النهب ، التدمير ، الهيمنة) ... كسب الانسان معركته مع الطبيعة فربح واغتنى واثرى غزارة في الانتاج اتاحتها له هذه الثورة في قواه الانتاجية . لم تعد لديه سوى مشكلة واحدة هي سوء توزيع هذه الثروة . القلة تملك كل شئ ، بينما الكثرة لا تملك اي شئ تقريبا . آن الاوان لان تحل هذه المشكلة والى الابد ولتنتهي كل الازمنة التي قسمت الانسان الواحد الى مراتب ودرجات وطبقات واعراق ومذاهب واديان والوان واجناس ... الخ. هذا الحل يتمثل في أن يأخذ كل شخص من الثروة مايشبع كل حاجاته مثلما يأخذ كل حاجته من الأوكسجين ... هل يمكن تملك الهواء ؟ ! في مقدور العلم والصناعة الان انتاج وتوفير الغذاء والدواء والكساء والسكن ... الخ ، مثلما توفر الطبيعة الهواء ، هل يمكن تملك هذا الانتاج اللامحدود تملكا فرديا ؟! هل يمكن تحديد اللامحدود؟! .
اذا كان البرجوازيون يمجدون التنافس والتنازع على تملك الثروة ، ويعتبرون ذلك مصدر الالهام والابتكار والتحمس للعمل ، فليطمئنوا ! فالتنافس الايجابي على اعادة خلق الطبيعة، لصالح الانسان والحياة ككل، لن ينتهي !
ثم ان قوى الملكية الخاصة بعد ان ساهمت عرضاً في البناء الاقتصادي ، فعينها البراغماتية كانت مركزة على الأ رباح فقط ومن أي مصدرأتتْ ، تحول المجتمع ، فيما نشاهد الان، الى عصابات، تتنازع وتتنافس سلبياً على المال والسلطة ، وتدمر ثروة الانسان – عمله المتراكم امام اعيننا في الحروب التي تشنها على الشعوب او تلك التي تضرمها بين مكونات الشعوب بعد ان كف هذا البناء ان يكون وسيلة لمراكمة الارباح . انها تُلغِّمْ اسفل جدران البناء الاجتماعي بمتفجرات (الفوضى الخلاقة !) محولة هذا البناء الى انقاض من زمر وعصابات متقاتلة ،و في التوقيت الذي يناسبها . ان قوى الملكية تحول بذلك طاقة اعدائها الطبقيين الموجهة ضدها، الى صدور هؤلاء الأعداء ،جاعلة بأسهم بينهم . ولا تتوانى في ذلك عن استعمال كل العصي الغلاظ والقبضات الحديدية من احتلال وتحريض وفتن مدروسة وتهديدات وعقوبات.
ان الطبقة البرجوازية التي تحكم العالم تُحتضر، لكنها و في صحوة موتها تهاجم ، مستفزة في الانسان كل النزعات الحيوانية والوحشية، لذا علينا توجيه هذا الاستفزاز لأثارة كل طاقة ذكائنا الجماعي وتصعيده دون حدود لاستبدال نظامها البالي- نظام "شريعة الغاب" ، بنظام عالمي جديد ... نظام الانسان الراقي . ان البرجوازية مهووسة بالعدوان ، تتخبط حيرةً وغضباً، لانها محاصره تاريخياً وموضوعياً ، حتى انها ، ومن اجل ان لاتتنازل عن جزء ضئيل من ارباحها، تدمر كذلك البيئة الطبيعية ومستقبل الحياة، سائرة بالبشرية الي الهاوية . انها هرمة ، وتفتك بها امرض الشيخوخة ، لذا علينا ان لاندعها تعيش اكثر ، بل نجعل موتها أسرع وأسهل ، معجلين في دفنها قبل ان تتعفن جثتها وتنشر كل اوبئتها الفتاكة وتفني كل ذي حياة . ان النظام البرجوازي لا مستقبل له ، ولهذا يحاول تدمير المستقبل .( إنّهُ لنا فلنتجَّنبْ تعريض المستقبل للحطر ) .
في الصراع الطويل والتأثير المتبادل بين الانسان والطبيعة ، الحية وغير الحية ، تكونت وتطورت لدى الانسان تقنيات جسمية (تكنوبيلوجية) اهمها الدماغ- القشرة المخية –المركز المخي الفكري ، خاصة الانسان وحده: وفيما بعد ، نشأت امتداداً لها ، وعبر هذا الصراع ، وفي عملية الانتاج ، تقنيات- ادوات ووسائل، اصطناعية (تكنولوجية) وارتقت تدريجياً وببطئ محدثة تحولات . كما نشأت تبعاً لذلك ،وارتقت تقنيه اجتماعية (تكنوسوسيولوجية )هي الملكية الخاصة لهذه الوسائل الانتاجية ، وتقنية سياسية (تكنوبولوتيكية) لحماية هذه الملكية ، هي الدولة . وهذه التحولات هي :
1- الارتقاء المتدرج ، من العمل العضلي الحي الى العمل العضلي المتراكم . اي الحلول المتسارع ، في معظم الاعمال ،ل(عضلات) الآلة محل عضلات الانسان الحي.
2- الارتقاء المتدرج ، من اولوية العمل العضلي ، بعد حلول العضلات الآلية ، الى اولوية العمل الذهني .
3- الارتقاء المتدرج ، من العمل الذهني الحي الى العمل الذهني المتراكم . اي الحلول المتسارع ل(ذهن) الآلة محل ذهن الانسان الحي في معالجة العمليات والمعلومات التي تتطلب الكثير من الدقة والجهد والوقت لكي يتفرغ ذهن الانسان باضطراد للعمليات الفكريةالأرقى. .
4- ان الحلول المتسارع للعمل المتراكم العضلي والذهني (ادوات الانتاج الحديثة والاحدث) محل العمل الحي ، هو تحول نوعي ،قفزة ، طفرة = ثورة علمية وتكنلوجية ومعلوماتية . ابدال الانسان الحي ، واحلال ادوات الانتاج الحديثة محله يؤدي الى البطالة .
5- وهذا الاعتماد المتزايد على الآلات المتطورة يفضي الى نتيجتين :
أ-الزيادة المطردة في القدرة على الانتاج .
ب- التناقص المطرد في القدرة على الاستهلاك لسببين :
اولا: التطور الهائل في وسائل الانتاج الحديثة ، والقدرة غير المحدود ة على زيادة الانتاج ، لا يجعل من الممكن استيعاب كل منتجاتها في السوق ، حتى لو افترضنا ان كل الناس يشتغلون في الاقتصاد ( التشغيل الكامل) ويستلمون اجوراً. ثانيا: ان اعداد متزايدة ، في كل لحظة ، من العاملين والعمال يفقدون وظائفهم بسبب هذا الحلول المتسارع للآلة ، محل الانسان في العمل والانتاج . اي تزايد عدد العمال العاطلين عن العمل . ان ذلك يؤدي الى تراجع الطلب على السلع ، بسبب قلة او عدم توفر النقود بأيدي هؤلاء العاطلين ، الذين لا يستلمون اجوراً ( ربما يستلمون صدقات بطالة او رعاية اجتماعية) ، وذلك يعني قلة النقود المتداولة (شح السيولة ) مقابل كثرة السلع في السوق ، وبعبارة اخرى ، قلة الطلب امام زيادة العرض ، وهذا هو الركود بعينه .
ان هذا التناقص المطرد في القدرة على الاستهلاك ، المؤدي الى الركود ، ثم انخفاض الاسعار ، فالخسائر ، التي تلحق بمالكي وسائل الانتاج (الرأسماليين) تدفع بهم الى الاغلاق الجزئي او الكلي للمصانع ، وطرد المزيد والمزيد من العمال ، مما يعني المزيد والمزيد من البطالة .. وهكذا تدور الدائرة .
6- يؤدي كل ذلك الى زيادة سُعار التنافس على الارباح ، وحين تحاول رؤوس الأموال التحول، في الاستثمار ، الى مجالات جديدة ، تجد امامها ، دائما ، الركود المتنامي يغلق الابواب . ان ذلك لا يفضي الا الى افلاسات وخسائر وانهيارات مالية اخرى تلحق بالشركات ، هذه الخسائر والأفلاسات والانهيارات ، تدفع بها الى الدخول في دوائر اخرى ، دوائر من الاستحواذات والاندماجات والاتحادات وعمليات البيع والشراء فيما بينها ، مشكلة كتلاً كبيرة ( تروستات ، كارتيلات ... الخ ) لتجنب الخسائر والبحث عن الارباح والأستقواء على بعضها وهذه الكتل ، تكبر على حساب بعضها باستمرار ، وتتناحر باستمرار ، تتشكل وتعيد التشكل ، مثل كرة الثلج المتدحرجة.
هذا التنافس التناحري ، الاحتراب والتشكل ، واعادة التشكل ( الصراع يؤدي الى الاتحاد والاتحاد الجديد يؤدي الى صراع جديد مع اتحادات اخرى) يجري الآن في دول- مناطق المراكز الاحتكارية وامتداداتها العالمية . وفي الدول- المناطق الطرفية المتخلفة ، يتخذ شكل صراع سياسي تناحري للاستيلاء على سلطة الدولة – الاحتكار الاكبر .
7- هذه الآلية ، آلية التنافس – الأحتراب على حيازة الثروات النقدية والعينية ، تجري الآن بكل الوسائل ، فعندهم الغاية تبرر كل وسيلة . كل فرد – فريق – كتلة – احتكار – دولة ، لا يتوانى عن استخدام كل مالديه من وسائل الحيلة والقوة وعلى رأسها الوسائل العسكرية ، للفوز بالاموال وابتلاع الغرماء الاخرين . نحن اذن امام التحول الى المرحلة الرابعة – مرحلة الارهاب ( التحول = طفرة ، قفزة ، تغير كيفي ) اي التسارع في تحويل استخدام العلم والتكنلوجيا من الاغراض المدنية الى الاغراض العسكرية . ان رؤوس الاموال في هذه المرحلة يتزايد توجهها وانجذابها للأستثمار في مجلات عسكرة التكنلوجيا والعلم والاعلام- التضليل وذلك :
اولا : لان الاستثمار في القطاع العسكري يدر ربحاً اكثر ، حيث تتم مصادرة ونهب أموال الاخرين ، بأبادتهم عن طريق القوه العسكرية ، وايضاً ، من خلال مبيعات الاسلحة،حيث يتزايد الطلب بازدهار تجارة الموت !
ثانيا : احتواء الزيادة المطردة في القدرة على الانتاج ، التي ستؤدي الى زيادة العرض وانخفاض الاسعار ... بتدميرها "استهلاكها" في الحروب والحروب الاهليه المفتعله بعد إعادة برمجة وسائل الانتاج لصنع الاسلحة . 8- اذن ف " الحرب العالمية المستمرة على الارهاب " التي اعلنتها الرأسمالية الاحتكارية ، هي ، تعبير مقلوب عما وصلته هذه الرأسمالية نفسها من تطور صناعي (انتاج الأرهاب) وتجاري (تصدير واستيراد الارهاب ) وهذه الحرب في جوهرها غير المعلن وسيلة لثلاث غايات:
اولا:النهب-- نهب ألأموال ،حرب المصاح،تنازع الحصص،تقاسم النفوذ،وأعادة التقاسم المستمرحسب موازين القوى (حصتك=قوتك+حيلتك) .
ثانيا:التدمير،تدمير قوى ألأنسان المنتجة:
أ- بجعل وسائل الانتاج (العمل المتراكم) وسيلة وهدف التدمير العسكري . ب- ابادة الانسان (العمل الحي ) وسحقه بمنتجات عمله المتراكم (وسائل الانتاج) الذي حول للأغراض العسكرية ، سواء كانت هذه المنتجات اسلحة تقليدية او بايلوجية ( كما يحصل الآن من انتاج لأجيال جديدة من الفايروسات والجراثيم في المختبرات ونشرها بطرق مختلفة) او كيميائية او نووية ، فالأنسان ،العاطل الآن، لم يعد تلك الدجاجة التي تبيض ذهباً بل اصبح طفيلياً خطراً وعدواً محتملاً للطبقة المالكة ، عليها التخلص منه !
ثالثا : الألوهية ، الهيمنة ، التحكم المطلق الذي يمنحه امتلاك القوة وعدم التورع في استخدام القوة بكل اشكالها .
الحرب المستمرة- الحرب الأرهابية، أذن ،هي الثورة المضادة التي قامت بها الرأسمالية لمسخ الثوره الأجتماعيه الدائمة والتي تشكل الأطار الأجتماعي المرن للثورة العلمية والتكنولو جية والمعلوماتية الدائمة والمتسارعة .
وهذه الحرب الأستباقية اخترعتها الحاجة الملحة للبرجوازية محاولة انقاذ نفسها من الهلاك. وكان على البرجوازية ، القطب الأول لهذه الحرب ،اختراع القطب الثاني ،الذي عليها ان تحاربه وقد أخترعته !
وهكذا استبدلت مصيرها ولو مؤقتاً ، بأشغال البشرية ، لا بالتخلص منها ومن نظامها ، بل بالتخلص من الموتى الذين بعثتهم من قبور الماضي ، والدخول معهم في حروب لا تنتهي، و لسد الطريق امام الاحياء الذين يحاولون التقدم نحو المستقبل . انها ترى في المستقبل نفياً لها ، وفي الماضي اثباتاً!
ان البرجوازية تحاول ان تفرض على البشرية الاختيار بين امرين لا ثالث لهما :الرمضاء او النار؟ همجيتها او همجية العصور السالفة ! ( تريك الموت حتى ترضى بالحمى) انها تقوم ببعث ورعاية الهمجية السالفة وتوفير شروط نشاطها وانتشارها ، لتحول انتباه الناس (بارهابهم) الى ان الخطر لا يكمن في آليات نظامها "المتمدن" بل في البراكين القديمة الخامدة والتي عاودت نشاطها من جديد!..هذا من جهة ومن جهة اخرى و وقفاً للتقدم الى الامام فأن البرجوازية سخرت "مفكريها" لانهاء التاريخ !.. هكذا بجرة قلم !.. وبصورة تعسفية ، بعد ان اجهزت على التجربة الأشتراكية التي امتدت لاكثر من سبعة عقود. وقد دفعتها نشوة الأنتصار آنذاك الى الشعور بأنها ، هي الاله الذي هو على كل شئ قدير !!
وهي حين تضع الأسلام في مرتبة العدو الأول ، وتمارس ضده "حرب صليبة " ثانية ، انما تدعو للتدين و الأستقطاب الديني خوفاً من تجدد الاستقطاب الطبقي بين فقراء العالم من جهة ولصوصه الاثرياء من الجهة الاخرى ، الاستقطاب الذي عانت منه ، ورأت فيه ، الموت الاحمر !
الحرب العالمية المستمرة ،كما ترى ،هي الحل والوسيلة الوحيدة المتبقية لها لجني الأرباح (الغنائم) ومركزة كل اقتصاد العالم بيدها وهي،أيضا، السوق العالمية المفتوحة والمتسعة ، انها سوق الجحيم ، التي ستزيدها البرجوازية ، عمقا واتساعاً لتوفير الزيادة المستمرة في "الاستهلاك" وبالتالي زيادة الطلب على منتجات الصناعة العسكرية وامتصاص الزيادة المستمرة في القدرة على الانتاج ، حتى لا يزداد العرض من المنتجات المدنية، وينيخ الركود بكلكله على صدرها ، كاتما انفاس ارباحها (هكذا تحل البرجوازية أزماتها !! بماذا اذن ؟؟ بتحضير ازمات أعم واهول وتقليل الوسائل التي يمكن تلافي هذه الازمات بها !).
9- العولمة الرأسمالية = تمركز رأس المال العالمي = مصادرة ثروات العالم النقدية والعينية ، الاحتكارات الكبيرة تبتلع الصغيرة ، والقوية تلتهم الضعيفة ، تجمعات تستحوذ على تجمعات اخرى ، في صيرورة متسارعة ، لتكوين تجمع التجمعات ألأقتصادية والمالية والسياسية والعسكرية .
10- الملكية الخاصة ، اذن، هي التي تقضي على نفسها بنفسها ، الآن . فكبيرها يسحق صغيرها وقويها يفترس ضعيفها وعاليها يطبق على سافلها. اللصوص الكبار- الاقوياء ينهبون اللصوص الصغار –الضعفاءويدحرجونهم الى أولئك الذين تحت ،ألى جيوش المعطلين عن العمل، الى الذين لم يتبق لديهم شيء ،حتى قوة عملهم بارت، فهي الآن لا تباع ولا تشترى في سوق العمل الراكد.
جيوش العاطلين عن العمل (البروليتاريا التي كانت بالأمس بروليتاريا) هم، العمل الحي ، الذي استعيض عنه بالعمل المتراكم، الانسان البيلوجي الذي أبد ل بالأنسان الآلي ،المطرودين،الفائضين الذين فقدوا وزنهم السياسي لانهم فقدو وزنهم الاقتصادي (امسوا خارج معادلة الانتاج والاستهلاك)... هؤلاء الذين يتكاثرون ، في كل لحظة والذين تزداد جيوشهم بكل المهزومين في الصراع من اجل الملك والسلطان ، هؤلاء ليسوا هم الذين يقضون الآن على الملكية الخاصة ، من خلال الصراع الطبقي بينهم وبين ملاك وسائل الانتاج . ان الطبقة البرجوازية تقضي على نفسها بنفسها...تنهارو تجرف الطبقة العاملة معها في طوفان انهيارها ! ان الطبقتيين تنهاران معاً ، الطبقة البرجوازية المالكة تغلق المصانع والطبقة العاملة تطرد منها ، وتقف ،حتى الآن ،حائرة امام الابواب المغلقة !!؟؟ القلة المالكة تقل عدداً في كل لحظة والكثرة التي لا تملك تكثر عدداً في كل لحظة . لم تعد توجد ثمة ملكية خاصة بايدي الغالبية العظمى من الناس ، وحتى لو وجدت ، عند البعض من هؤلاء ، فوجودها شكلي ، وجود خادع زائف لا قيمة له ، وجود قانوني قشري ، وحتى هذا الوجود في طريقه الى العدم!
11- إذن مالذي يمنع هذه الكثرة المتكاثرة، هذه المليارات ،وهي ترى موازين القوة ترجح لصالها ، من ان تتحرك لوضع الامور في نصابها؟.. (انها ان خسرت فلن تخسر الا قيودها ، وان ربحت فستربح عالماً بأسره) .. ان الاوان للوقوف بوجة الادارة البرجوازية التي تسئ تدبير شؤون المجتمع البشري والتي تقوده الآن الى الهلاك. ان البرجوازيين ، اللصوص ، ينخرطون في صراع وحشي ( حرب اللصوص) لتناهب كل شئ ، لمراكمة العمل المتراكم ، بعد ان كف العمل الحي، نسبياً، عن مراكمة الأرباح ،كي يحققوا اقصى صعود على سلم الارباح (مراكمة التراكم) مجمعين ، فائض االقيمة الافقي عمودياً . اي ان كل لص برجوازي يكافح ،بوحشية وشراسة الضواري الجائعة ،لسرقة الثروة التي سرقها غيره من اللصوص ، بعد ان اصبحت قيمة قوة عمل الانسان الحي العامل تتراجع باستمرار .
وعلى عكس اللصوص المجانين المتوحشين الجائعين للأرباح ، فالمليارات الجائعة عليها ان تتحرك لوضع يدها على الثروة- نتاج عملها ، لتحقيق اقصى اشباع لجميع حاجاتها . ان التطورات والتحولات والثورات المتلاحقة في قوى الانتاج، التي اتاحت ، للانسان كل هذه السيطرة على النظام الطبيعي تجعل حركتها هذه متوافقة مع منطق سيرورة التاريخ.
ان هذه المليارات ، التي غيرت وتغير النظام الطبيعي ، قادرة على تغيير النظام الاجتماعي لصالحها . المليارات التي تنجز الثورة العلمية والتكنلوجية ليس امامها ، قبل ان تبيدها البرجوازية ، الا القيام بالثورة الاجتماعية ! والقضاء على نظام الملكية الخاصة بكل اشكاله ودرجاته . ان عملها هذا منذُ الآن ، هو العمل الوحيد وهو الممكن الوحيد !
المليارات التي يقصيها ، نظام الانتاج الرأسمالي ، ويهمشها ويهملها ، ويعطلها ، عن العمل ، وبالتالي يجعل حصتها الفقر والعوز المتزايدين ، قادرة عبر تنظيمها الذاتي ، على اصطناع قوتها الخاصة بها وزيادة حصتها ، في حروب المصالح والحصص ، كلما زادت هذة القوة.. ولترمي الى الخلف بكل اثقال الاملاق المتراكم الذي حملته اياها ، الملكية الخاصة منذُ آلاف السنين.
هذه المليارات ضعيفة ، وحصتها تقرب من الصفر ، لانها فقدت بوصلتها بعد الهزيمة المباغته التي الحقتها بها البرجوازية على الصعيدين السياسي (انهيار التجربة الاشتراكية ) والاقتصادي (طردها من المصانع الى الشوارع) .
كانت هذه المليارات منظمة في الاحزاب السياسية ، والنقابات المهنية ، يساعدها على ذلك عملها الجماعي في المصانع ، لكن هذه التنظيمات تساقطت الواحدة تلو الاخرى . انها لم تفق بعد من صدمة الهزيمة لكن هذه الافاقة ممكنة ، بل انها واقعة ، الآن ، وان بشكل بطئ وتدريجي . جراد البرجوازية المتعملق القاضم ، النهم بوحشية لا حدود لها ، يجب ان يوقظها وينهضها ويوحدها . جراد الاحتكارات المتعولمة ، الوحشي الذي يلتهم زادها ويشرب مائها ويمتص دمائها ويهرس بين فكيه لحمها ويسحق عظامها . وحش الاحتكارات ، هذا التنين ، الخارج من قمقم الخرافة والاسطورة ، هو الآن حقيقة ماثلة .. ها هو ذا جسد الارض بين فكيه المسننين بالتكنلوجيا العسكرية .. ها هي ذي دماء الفقراء ، في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ، بل حتى الفقراء في دول المراكز الصناعية المتقدمة ، تسيل من زوايا فمه. ماهي أذن حصة الفقراء في قسمة النظام الدولي الجديد ،الا الموت قتلاً او جوعاً اوقهراً او كل ذلك معاً !
يا فقراء العالم : استيقضوا ، فالبحر ورائكم والعدو أمامكم ، فعلام الانتظار واين المفر ؟ ليس هناك غير الانتظام في هجوم معاكس . هذه هو قدر المليارات السبعة منذُ الآن ، مقسورة وليس لديها أي خيار اخر .
وهنا يتضح دور القيادات الثورية في تعجيل القيام بهذا الهجوم المضاد ، وتفجير الطاقات الكامنه لهذه المليارات النائمة وتفعيل خزائن خبراتها وذكائها ومبادراتها . هكذا أذن ، البرجوازية تملك بيدها القوة العسكرية والمال ، تملك العلم والتكنلوجيا والسلطة السياسية . اما الأنسان ، الذي عطلته عن العمل فأنها لا تقيم له اي وزن .. انه بالنسبة لها لم يعد مصدراً للربح- للتراكم الرأسمالي إلا في سوق الجحيم – الحرب فليتظاهر وليضرب وليعتصم ، قد قضي الآمر !
لكن هذا الانسان ، يعد البرجوازية بغير ذلك : ستتوحد البشرية التي لاوزن لها ، وستنتظم في جسم جماعي هائل ، في تنين حقيقي بمليارات الرؤوس ، ليواجه تنينها التكنلوجي الخرافي . سيصطدم اللحم بالحديد ، والحياة بالموت ، سيصطدم الذكاء الجماعي ، بالدهاء الفردي ، سيمثل تنين الكثرة دوره على مسرح التاريخ ، مثلما يمثل ،الآن، تنين القله ، دوره ، سوف لن يكون في الأمكان احصاء عدد الضحايا ، لكن كفة الانسان في ميزان هذا الصراع الرهيب ، سترجح ، وسينجح الانسان ، اخيراً ، في الوصول الى الجنة التي طالما حلم بها .
وبالتالي يمكن ان نستنتج مايلي :
1- ان دول المراكز الرأسمالية المأزومة ، مسيرة ، لا مخيرة ( مقسورة تاريخياً)، محمولة بقواها التكنلوجية والعلمية التي لا سابق لها ، متسابقة فيما بينها لنهب الاموال ، ستحاول السيطرة على العالم وعلى بعضها البعض ، بشتى الوسائل ، وعلى رأسها الوسائل العسكرية ، وستتورط وتورط العالم في حروب لا نهاية لها ، ولا فكاك منها الا بنهاية الرأسمالية نفسها (او نهاية العالم!).
ومع أننا نستطيع ،لوحدنا، طرد القوات العسكرية للاحتكارات ،والحاق الهزيمة بها ، هنا في العراق ، الا ان صراعنا ، معها ،يجب ان يكون جزء من صراع كلي عالمي وبكل الوسائل الناجعة.
ان ارهابيِّي الملكية الخاصة ، اللصوص، المحتلين المحليين! والمحتلين الاجانب ، صغار وكبار ، وحدهم ، في صراعهم المسلح فيما بينهم ، من اجل الظفر باكبر قدر من الثروة ، يسترخصون الانسان ، خالق هذه الثروة ، الطامعين في امتلاكها ، ويحللون قتله . ان مقاومة سيطرة الاحتكارات وقواتها العسكرية ووكلائها المحليين ، بأنجع الوسائل ، في هذا البلد او ذاك ، وتسخير وسائل الاعلام الحديثة في "نقل وقائعها " ستشكل مطارق على رؤوس النيام في كل مكان وخاصة في بلدان المراكز الاحتكارية .
ستتحرض وتتحرك المليارات ، هنا في الاطراف ، وتحرض وتحرك ، عليهم المليارات ،هناك، في شوارعهم ، وفي كل مكان ، وستغير موازين القوى ، باضطراد ، لصالها . هاهي اعداد المعارضين للحروب تتعاظم في امريكا وأوربا . ها هي الاحداث تدفع البرجوازية ، للعمل ، على توحيد العالم ضدها . ان افعال هذه العجوز الخرفه الخرقاء ، المجنونة توحشاً ، تولد ردود افعال معاكسة ، عند المليارات البشرية ، انها تخلق نقيضتها .. انها تحفر قبرها بيدها .
2- سيكون السعي في البداية ، لتنظيم طاقات الناس ، حول كل أشكال الصراع المجدية ، ومن خلالها . وفي حالة تغير موازين القوى ، لصالح الاكثرية ، ستتم السيطرة على سلطة الدولة ، في أي مكان صارت فيه الظروف الموضوعية والذاتية مؤاتية. يمكن ان يكون مثلاً على مؤاتاة مثل هذه الظروف ، ماحصل ، ديمقراطياً في فنزويلا ويحصل في دول اخرى . حيث نجحت وتنجح ، فيها الملايين – طليعة المليارات ، في انتخاب الذين يمثلون مصالحها ، انها تضعهم في ميزان الاختبار (السلطه) وتزيحهم متى شاءت ، حين يخفقون في تنفيذ البرامج التي وعدو الملايين بها .
3- ان الأرهاب ضد التنميه ،وبالتالي فنحن لانرى في الظروف الموضوعية التي وصلها الأقتصاد العالمي ، في مرحلته العليا – الارهاب ، اية فرصة للتنمية ، في الاطراف المتخلفة عامة ، والعراق المحتل خاصة ، يمكن ان تقوم بها الحكومات التابعة ، وبذلك فان ما يسمى باعادة الاعمار ليست الا واجهه لغسيل او تبيض الاموال التي تسرق من شعوب الأطراف وشعوب المراكز ، أعادة الأعمار باب دوار تدخل به الاموال من هذه الجهة ، امام او خلف الشعوب ، لتخرج من الجهة الاخرى الى الجيوب ، جيوب اللصوص الكبار وشركائهم المحليين الصغار بوصولات صرف رسمية لانجازات وهمية .
ان الفرهود ، الذي هو احد العناصر الاساسية لمركب الارهاب ، او مايسمى مجازأًومجاملة ، بالفساد المالي والاداري والسياسي ، الذي ينخر المجتمع ، ومشروع الدولة ، في العراق ، هو العنوان الحقيقي لما يجري وهو الاسم الذي ينطبق على المسمى .
وقبل التنمية وبعدها فان السوق العالمية متخمة وتعاني من ركود مزمن ، ولاتحتاج إضافة قدرات انتاجية جديدة ، بل انها على العكس تتجه نحو تقليل هذه القدرات ،كما ان اي طلب لأغراض الاستهلاك ، يمكن الاستجابة له بعروض تنافسية مباشرة وسريعة (بوجود الاتصالات والمواصلات الحديثة) من بلدان المراكز الصناعية . اذن فلا مجال للبناء والتنمية في البلدان المتخلفة وعلى وجه الخصوص التابعه او غير المستقلة ( في بعض البلدان المستقلة تجري بعض عمليات التنمية – امريكا اللاتينية مثلا ) وفق آلية السوق الرأسمالية العالمية ، وحيث ايضا تتضاءل ، في هذه البلدان القيمة المضافة : مايجري الآن من بعض الاعمال ، في بعض هذه البلدان ، ومنها العراق ، لا يمكن وصفه بالتنمية، وحتى الأموال التي تخصص لتأهيل بعض البنى التحتية ، هي محل تناهب قوى المصالح المتصارعة ، والتي تقرب محصلة الأنجاز من الصفر .
إذن ، علينا الكف عن خداع انفسنا، ففي هذه الظروف التي يسود فيها قانون الأرهاب ( مركب الأرهاب = الفرهود+ الأبادة +التدمير + الهيمنة) تتعذر التنمية. وبدلاً عن ذلك علينا القضاء على النظام الرأسمالي المعولم ، وتشييد النظام الجديد القائم على الغاء الملكية الخاصة، هذا هو العمل الحاسم والضروري للتنمية من الأن فصاعداً .
4- ان انوار الديمقراطية ، والليبرالية الجديدة المصدرة إلينا من دول المراكز الرأسمالية على الدبابات والطائرات الحربية ، ليست سوى توسعة للمظالم والدكتاتورية ، التي صارت تمارسها شركات اللصوص ، بادواتها السياسية ، في هذه الدول ، ضد شعوبها ذاتها. ان هذه الدول تستخدم وصفات الخصخصة ، واقتصاد السوق ( عدة عمل ) لتفكيك هياكل الاقتصاد العالمي ، واعادة تركيبه ، في اهرام شركاتها العابرة للحدود لكي تستمر في تعملقها وسطوتها ، بعد ان راحت الأزمات تضيق الخناق على الرقاب . هانحن نشاهد ، بأعيننا نشوء دكتاتورية اقتصاديه ترتقي سلم التطور التاريخي ، تنشأ عليها وترتقي معها ديكتاتوريه سياسية عسكرية ،و بأسم الحرب على الارهاب ، صارت قوارض هذه الدكتاتورية ، تقضم الحريات السياسة والاجتماعية والاقتصادية . ان كل مكتسبات الانسان ، مهددة من قبل هذه الدكتاتورية العسكرية الصاعدة ، دكتاتورية الطبقة البرجوازية المالكة ، في المراكز ووكلائها في الاطراف . لذا سيتحتم على الطبقة التي جردت من الملكية ، و هي تصارع من اجل البقاء، أن تبيد عدوها قبل ان يبيدها ، وعليها عدم التفريق بين الاجنبي والمحلي من هذه الدكتاتورية فكلاهما محتل وسارق وارهابي . منذ الآن ، علينا التصويب مباشرة ، وبخط مستقيم نحو الهدف ، الذي ( تلخصه نظريتنا في هذه الصيغة الوحيدة : القضاء على الملكية الخاصة ). أزُفت الساعة كي نقول كفى للانحناءات التي ملأت التأريخ سأماً.
5- ان رأس المال يحيا على الأرباح ، ان رأس المال هو الأرباح المتراكمة ،السرقات المتراكمة ، بالحيلة حيناً وبالقوة حين لاتجدي الحيله، وغالباً بالاثنين معاً . ان رأس المال ماهو إلا العرق والدماء والدموع التي نزفها الجياع الكادحون طوال آلاف السنين ، والتي عبَّدت الطريق المتعرج الذي مشاه التاريخ الانساني .
و رأس المال الذي ورث كل هذه الثروات وزادها ثراءاً ، يحاول ،الآن ، بعد ان سد عليه التاريخ كل المنافذ ، ان يدمر كل مابناه الانسان ، عبر الآلاف المريرة من السنين . وما دامت البرجوازية قد حولت التكنلوجيا الفائقة ، والتي هي نتاج عمل العمال المتراكم ، حوَلتها الى سلاح للتدمير ، وللاستغناء عن العمال بدفعهم الى البطالة ومجازاتهم(جزاء سنمار) فان العمال بدورهم ،وكل الذين لايملكون سيضطرون في خضم هذا الصراع ، للأستيلاء على التكنلوجيا ،كي تصبح سلاح بيدهم لتدمير البرجوازية .
6- مادام الصراع والتنافس بين الشركات الاحتكارية ، قد أدى وسيؤدي الى تضخيم بعضها على حساب البعض الآخر (تمركز اقتصادي )، فان هذا التمركز سيفضي بدوره الى (تمركز سياسي – عسكري ).. ينذر ليس فقط بأستحالة احلال انظمة ديمقراطية وليبرالية محل النظم الاستبدادية ، بل ينذر بامكانية معاكسة ، اي احلال نظم دكتاتورية واستبدادية محل النظم الديمقراطية والليبرالية ، حتى في البلدان ذات التاريخ الديمقراطي الطويل.
انقلبت الدنيا ، فنحن في زمن العولمة الرأسمالية الارهابيه الوحشية الطائشة ، التي ستحاول تخريب كل شئ . ان افغانستان والعراق هما البداية ، ثم ستتقدم البلدوزر (الجرافة الارهابيه) الى دول الاطراف الاخرى ، مروراً بكل الجزر التي تظن نفسها معزولة ، وانتهاءا بدول المراكز ، باوربا وامريكا الشمالية نفسها ، وقد يكون الخراب متزامنا.
وهكذا نخلص الى ان حكومة اللصوص والمجرمين العالمية المعلنة والخفية ، تدفعنا الى أسوأ الاحوال ، وفي اسوأ الآحوال يمكن ان يثار الوعي المتراكم ، وتثار جينة حفظ البقاء ، وتدفع الحاجة الناس لأن يتحركوا وينتظموا دفاعاً عن أنفسهم بشتى الوسائل والاشكال . ( يمكن ان يكون شكل من اشكال الأنتظام سلبياً ، فيتشكل الناس وينتظمون في عصابات تنخرط في قتال اعمى فيما بينها تغذيه الاحقاد المتراكمة وحب الانتقام).
يا للأسف ... سيتبدد الكثير من الوقت والجهد ، وستسيل الكثير من الدماء وستكون هناك ألوان لا حصر لها من الآلام ، والاحزان ، والخيبات ، والهزائم ، في تجريب كل الحلول !.. والتخبط في كل الأزقة الضيقة المظلمة ، والمسدودة ، قبل ان يهتدي الناس اخيراً ، الى الحل ، الذي يتجلى ، ساطعاً في القضاء على الملكية الخاصة الرأسمالية وكل ملكية خاصة ... الحل الأوحد والذي نراه قريباً ويراه البعض بعيدا .
هناك من يستمر في الحديث ،وفي هذا الوقت بالذات ، عن دولة الرفاه!؟.. نقول حتى هذا البناء المتأكل الاجوف ، لدولة الرفاه الرأسمالية ، لم يعد ممكناً لان الظروف – التوازنات الاجتماعية والسياسية ، التي اوجدته ، قد انتفت واصبحت في خبر كان . الآن نحن نتحدث ، وفي هذا الوقت بالذات ، عن دولة التَقَشَّف !! . سيكون القضاء الكامل والشامل على نظام الملكية الخاصة ، هو التحقق الكامل والشامل للديمقراطية ، وبداية تحقق شروط سعادة الانسان ، وهذه هي المرحله الانتقالية التي ستمهد لأضمحلال مواكب العنف التي تحف بالأقتصاد والسياسة ( اي اضمحلال الدولة والصراع الطبقي ) وتلاشي حوافز المثبطات الاجتماعية المهلكة ، والموروثة عن دهور الملكية والتي تلائم شروط تعاسة الانسان



#نزار_طالب_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزعزع مؤسسات أدارة ألأرهاب العالمي
- الخداع النقي
- العلاقة بين البصر والبصيرة
- الدولة والطبقة
- قشور
- هل يصلح ترامب ما أفسده الدهر
- اطلق كمونك الثوري
- كان الدولار اخضرا
- فقط نحاول
- بغ بومب
- الدمدولار
- الى كان ياما كان
- لماذا خطف فريق من الاسلاميين قيادة الأحتجاجات في العراق
- من يسمع ---ألأجراس تُقرع
- جيفارا
- يونان حذاري


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار طالب عبد الكريم - هل ألأرهاب هو الوريث الشرعي للأمبريالية الميتة