أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - فَلْنُدْرِكْ حَلَاْيِبْ وَ(أَخَوَاْتِهَاْ) ..!















المزيد.....

فَلْنُدْرِكْ حَلَاْيِبْ وَ(أَخَوَاْتِهَاْ) ..!


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فَلْنُدْرِكْ حَلَاْيِبْ وَ(أَخَوَاْتِهَاْ) ..!

د. فيصل عوض حسن

حَمَلَت أنباء الأوَّل من فبراير 2017، أنَّ البشير والسيسي (اتَّفقا) على عدم مُناقشة قضية حلايب المُحتلَّة، (خَشيةً) على العلاقات المُشتركة بين السُّودان ومصر! وأضاف غندور بأنَّهم سيضعون للقضية أُطُراً تنفيذية وهيكلية ورُؤى تكاملية، دون توضيح ماهية هذه (الرُؤى) و(الأُطُر)، وعلاقتها بالاحتلال والسيادة الوطنية! في ما اهتمَّ المصريون (السيسي ووزير خارجيته) بمُناقشة ما يُهمَّهم من قضايا، وعلى رأسها سد النهضة وكيفية الوصول لتفاهُمات مع إثيوبيا (القويَّة)!
الفارق بين (اهتمامات) البشير والسيسي واضحٌ جداً ولا يحتاج لشرح، ويفضح (انحطاط) البشير وعصابته و(غدرهم) الفريد بالسُّودان وأهله! ففي خضم صياحهم عن حلايب وتبعيتها للسُّودان، (ينكسرون) أمام المصريين انفتحت شهيتهم وازدادت مطامعهم وسفورهم لدرجة المُطالبة بضم السُّودان لمصر وعدم اعترافهم به كدولة من أساسه! ومع هذا، مَنَحَ البشير وعصابته مليون فدَّان بالشمالية للمصريين (مشروع الكنانة)، ووعدوهم بالمزيد من الأراضي في الدمازين وسِنَّار. كما أتاح البشير وعصابته، مياهنا الإقليمية بالبحر الأحمر للجَرَّافات المصرية المُدمِّرة، التي تعيثُ تخريباً ونهباً لثرواتنا البحرية دون رقيبٍ أو حسيب، رغم النداءات المُتزايدة للأهالي والمتُخصصين والبرلمان البائس، وما يزال الحال على ما هو عليه! فضلاً عن صفقات الماشية السُّودانية لمصر والتي بلغت 800 ألف رأس، بخلاف الأغنام (الضأن) والإبل بأسعارٍ رمزية ومزايا خيالية. وبلغ الانحطاط الإسلاموي مداه، حينما (رَحَّبَ) رموزهم وهَلَّل (سَّاقطي) إعلامهم المأجور، لاستحواذ المصريين لكل أراضينا وليس بعضها وهي جميعاً (مُوثَّقة)!
المُلاحظ أنَّ البشير يَتَجاهَل (عَمداً) توغُّلات المصريين بوادي حلفا وكأنَّها تتبع لدولةٍ أخرى، إذ احتلَّت مصر (فعلياً) عُمُوديات الصحابة واشكيت ودبيرة وسره (شرق وغرب) وفرص (شرق وغرب)، وسيطرت بالكامل على بُحيرة النوبة (السُّودانية) ومَنَعَتْ السُّودانيين من الصيد في البُحيرة، ومُؤخَّراً أصبحت أرقين ميناءً برياً (مصرياً)! والراجح جداً – وفق المُؤشرات الماثلة – هو استمرار التوغُّلات المصرية، لتشمل شمال دارفور التي شارفوا حدودها الآن، طمعاً في مياهنا الجوفية (الحجر النوبي) وغيرها من الثروات، مُستفيدين من (انحطاط) البشير وعصابته وغدرهم بالسُّودان وأهله، الذين لم يصمتوا فقط على تجاُوزات العالم الخارجي وإنَّما ساعدوه على التهام المزيد من أراضينا. وإلا بربكم ما (الحِكْمَة) في جَعْلْ الجمارك بين السُّودان ومصر في (دنقلا)، والتي يُفترض أن تكون في مَعبَر (قسطل) باعتبارها (الحدود الحقيقية) بين البلدين؟ وهو المُتعارَف عليه دولياً وإقليمياً، في ما يخص النقاط الحدودية بين الدول! ولكن البشير وعصابته (كَسروا) جميع الأعراف والقواعد المُعتمدة، وجعلوا بلادنا (مُستباحة) وعُرْضَة للنهب والاحتلال، رغم وجود مليشيات المقاطيع والفاقد التربوي، الذين تُواروا (خوفاً) و(انكساراً) أمام المُحتلِّين، واستأسدوا وتَخَصَّصوا في قتل وتشريد الشعب السُّوداني، أو الارتزاق والحرب بالوكالة لمن يدفع أكثر للبشير وعصابته!
المُعطيات والأحداث أعلاه، تكشف بجلاء تضليلات المُتأسلمين وشعاراتهم، بشأن المُحافظة على السُّودان عموماً، ومُناهضة التعديات المصرية المُتواصلة خصوصاً، وتُثبت أنَّ (الأشِقَّاء) الطَّامعين في بلادنا وخيراتها وجدوا ضالتهم في البشير (المُنكَسِر) وعصابته المأفونة! وعلى سبيل المثال، في ما يتعلَّق بالاحتلال المصري لأراضينا، يتجلَّى (غَدْرُ) السعودية بتوقيعها اتفاقية حدودها البحرية، وهي تعلم أنَّها أدخلت حلايب ضمن حدود مصر، علماً بأنَّ السعودية كانت (الوسيط) بين البلدين لحل قضية حلايب آنذاك! وهناك (الغدر) الإماراتي الذي فاق نظيره السعودي، إذ قامت الإمارات بتنفيذ مشروعات تنموية مُتنوِّعة بمثلَّث حلايب المُحتل، رغم علمها بتبعية المُثلَّث للسُّودان! وهذه التجاوُزات (المُوثَّقة)، تعكس عدم تقدير/احترام كلٍ من السعودية والإمارات للسُّودانيين، وتنسف شعاراتهما عن الأخلاق والقيم والعلاقات التاريخية! فلو كانوا (فعلاً) دولاً شقيقة، لبادلونا التقدير والاحترام السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ونَأُوا بذواتهم عن (نُصْرَة) المُعتدين علينا أو على الأقل التزام الحياد! لكنهما (السعودية والإمارات) تَجاوَزتا كل هذه القيم في تعاملهما مع السُّودان، وسعوا لإشباع مصالحهما الخاصَّة على حسابنا كدولةٍ وشعب، وهذا حقَّهما في الاختيار ولنصنع نحن خياراتنا المُستقبلية تجاههما وفقاً لذات المعايير التي اختاروها معنا مُسبقاً، والحديث يطول في هذا الجانب ولا يسع المجال للتفصيل، وسأسعى لتناوُله في مساحة خاصة لاحقة بحول الله.
وبقدر قساوة هذه الحقائق، لكنها تظلُّ (واقعاً) عشناه ودفعنا ثمنه وما زلنا وسندفعه أكثر إنْ لم نَسْعَ لتغييره، واستبداله بواقعٍ آخر يضمن إنسانيتنا ويستعيد كرامتنا وعِزَّتنا، وهو هدفٌ لم ولن يتحقَّق بالأحلام أو بمُناجاة وانتظار العالم الخارجي، خاصةً الموصوفين (بالأشقاء)، فجميعهم تَجاوَزوا – في تعاملهم معنا - كل القيم والمبادئ والقواعد والقوانين الأخلاقية والإنسانية، وعملوا على إشباع أطماعهم المُتزايدة في السُّودان وخيراته، وجميعهم استغلَّ البشير الخائن وعصابته المأفونة، لمعرفتهم الأكيدة بانحطاطهم وعدم تردُّدهم في بيع كل ما هو سُّوداني بدءاً بالأرض وانتهاءً بالبشر! فإشكاليتنا الحقيقية لم تعد مُتعلقة بإقليمٍ أو منطقةٍ سُّودانية مُحدَّدة، مَارَس فيها المُتأسلمون إجرامهم المعهود أو تركوها للاحتلال أو باعوها للغير! كما تعَدَّت مشاكلنا مُجرَّد (الرغبة) بالتغيير لأجل السُلطة أو الثروة المفقودة والمنهوبة من الآخرين (داخلياً وخارجياً)، إذ تَجَاوَزَت أزماتنا كل هذه الكوارث المُتعاظمة، وباتت مُرتبطة ببقاء السُّودان كأرضٍ وشعب! فالمسألةُ – الآن - تَتعَدَّى احتلال حلايب لتشمل الحيلولة دون فُقدان غيرها من أراضينا التي ما يزال نزيفها مُستمراً (احتلالاً وبيعاً)، وسيتزايد هذا النزيف طالما بقي البشير وعصابته، ولم ولن تنفع بيانات الشجب والاستنكار ولا المُفاوضات والحوارات، وإنَّما حَلُّنا في اقتلاع هذه العصابة اعتماداً على ذواتنا.
لا خيار أمامنا إلا بـ(التضحية) وتقديم ثمن الانعتاق الذي لن يدفعه غيرنا، فمصالح العالم الخارجي مع البشير وسيدعمه كما نرى الآن، مما يعني أنَّنا المسئولون عن تغيير واقعنا ونحتاجُ فقط لإرادة صادقة، واضطلاع كلٌ منا بمسئوليته ولو كان بالقلم توعيةً وقولاً للحق، وهذا التزامٌ تاريخي وأخلاقي كبير، يفرض علينا (تجاوُز) كل عاجزٍ ومُتآمر، واستبعاده من حسابات التغيير المأمول والمُفضي لإنقاذ البلاد وأهلها، بعيداً عن التسويف أو المُجتمع الدولي أو الحلول الجُزئية، وبما يحفظ كرامتنا وإنسانيتنا وبلادنا ومُقدَّراتها.



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُكْذُوْبَةُ اَلْحِصَارِ اَلْأَمْرِيْكِيِّ عَلَى اَلْسُّوْدَ ...
- اَلْاِسْتِقْلَاْلُ اَلْمَفْقُوُدْ ..!
- لِمَاْذَاْ اَلْشَّبَاْبْ هُمْ أَمَلُ اَلْسُّوْدَاْنْ اَلْمُر ...
- اَلْمُخَاْدِعُوْنْ ..!
- صِنَاْعَةُ اَلَمُتَأَسْلِمُوْنَ لِلْأَزَمَاْتِ فِيْ اَلْسُّو ...
- اَلْتَخْرِيْبْ وَاَلْهُرُوْبُ اَلْإِسْلَاْمَوِيْ ..!
- إِضْرَاْبُ اَلْأَطِبَّاْءِ: اَلْدُرُوْسُ وَاَلْعِبَرْ ..!
- اَلْسُّوْدَاْنُ سَلَّةُ اَلْغِذَاْءِ اَلَّذِيْ كَاْنْ ..!
- سُقُوْطُ اَلْجَاْمِعَةُ اَلْعَرَبِيَّةْ: كَمَاْلْ حَسَنْ أُن ...
- مَتَىْ نُدْرِكْ خُطُوْرَةْ اَلْاِنْقِضَاْضُ اَلْصِّيْنِيّ عَ ...
- اَلْتَدْمِيْرُ اَلْإِسْلَاْمَوِيُ اَلْمُتَسَاْرِعْ لِلْسُّوْ ...
- أَزَمَاتُ اَلْسُّوْدَاْنِ وَمَلَاْمِحُ اَلْحُلُوْلْ ..!
- اَلْسُّقُوْطْ ..!
- مِحَنُ اَلْسُّوْدَاْنْ ..!
- اِسْتِكْمَاْلُ مُثَلَّثُ حَمْدِيْ بِأَيَاْدٍ مَحَلِّيَّةْ .. ...
- اَلْدَاْئِنُوْنَ يَلْتَهِمُوْنَ اَلْسُّوْدَاْنْ بِمُبَاْرَكَ ...
- ضَيَاْعُ اَلْسُّوْدَاْنِ بين اَلْغَدْرْ اَلْإِسْلَاْمَوِيْ و ...
- مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ ...
- اَلْمُعَاْرَضَةُ اَلْسُّوْدَاْنِيُّةُ وَخَيْبَةُ اَلْرَّجَاْ ...
- تَصْفِيَةُ اَلْخُطُوْطْ اَلْبَحْرِيَّة اَلْسُّوْدَاْنِيَّةْ: ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - فَلْنُدْرِكْ حَلَاْيِبْ وَ(أَخَوَاْتِهَاْ) ..!