أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 22)حيث الحزبية الايديلوجية في العراق استعمارية؟















المزيد.....

كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 22)حيث الحزبية الايديلوجية في العراق استعمارية؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (22)
ـحيث الحزبية الأيديلوجية في العراق إستعمارية

من حق أيا كان ان يتساءل وباستنكارحتى. لماذا هذا الحكم على الأحزاب الايديلوجية، وعلى راسها الحزب الشيوعي، وكيف يمكن تصور حزب كهذا، في خانة او معسكر معاداة حركة التاريخ، ومطامح شعب من الشعوب هي الأقرب بنيويا لمنطلقاته الأساسية واهدافه، اليس في مثل هذا الاعتقاد تجن وافتعال؟ الاينبغي ان نحكم على وعي الفترة التي نتحدث عنها، بناء للظرف ونوع المعطيات المتاحة والمحركة في حينه؟ ومثل هذه الاستدراكات تحتمل من جهة وعلى المستوى التاريخاني العام، نوعين من المحاكمه يريد أصحاب الأفكار الايديلوجية، ويعمدون لاختصارها بنمط وحيد من أنماط الحكم، فالإقرار بالتاريخية، أي العودة لشروط اللحظة، لايعني ان مايكون قد حصل او يحصل خلال لحظة بذاتها، لاينطبق عليه حكم علاقته بالغرض التاريخي للحالة التي من المفترض انه منها، او ظهر تعبير عنها.
فالخطأ التاريخي هو خطأ، والظلم ظلم، سواء حدث قبل أربعة الاف سنة، او اليوم، مع ان الاحداث كلها نتاج ظروف ومؤثرات، وأسباب ودوافع، والوطنية الايديلوجية الحزبية، ظاهرة مناقضة ومتصادمه مع جوهر الوطنية العراقية، وهي قوة كابحة من الناحية العملية للحركة التاريخية الوطنية العراقية، وشكل من اشكال تجلي المنظور الغربي السطحي بصيغته المضادة للكينونة والبنية التاريخية، وللاليات التاريخية العراقية. وقوى الحزبية الايديلوجية السائدة والمتصدرة لواجهة الحياة السياسية بعد التحوير سلطويا بعد عام 1968، هي قوى مضادة للوطنية، و مخالفة لقانون التطور التاريخي ووجهته عراقيا، وهي بالإجمال قوى معادية للشعب، ولجوهر طبيعته التاريخية وآلياته.
الشي الذي يتوجب من هذا المدخل تحديدا الفصل بشأنه، هو الحسم بخصوص "رجعية " هذه القوى من حيث موقفا ضمن الحركة التاريخية، وزمناهضتها القاطعة للحركة الوطنية والتاريخية، مع انتسابها للحيز الاستعماري الساعي لبسط الهيمنة الغربية الامبرالية على العراق، وحسم هذه الإشكالية النظرية، ليس مهما وحسب، بل هو بمنتهى الضرورة، لاجل تعديل وتصويب الرؤية والموقف الذي مايزال غير مفصول بشانه، بما يتعلق بالمسارات التي حكمت واقع الحركة الفكرية والسياسية، واجمالي التقييم المتداول للظواهر السياسية العراقية، ومنها الموقف الذي تريد قوى الايديلوجيا تسييده وترسيخه في الاذهان دعائيان وفي مجال البروباغاندا، اذ هي ماتزال تصور نفسها وكانها القوة الوطنية، او الجهة الأكثر تمثيلا لحركة التحرر العراقية، وان ماعداها ومن يقف ووقف ضدها وبوجهها، منحرف وزائغ عن الطريق القويم، لابل هو متواطيء، بالأخص مع صنوها النظام البعثي بطبعتة الصدامية.
ويمارس هؤلاء عبر هذا النمط من الخطاب الايهامي الكاذب، تزويرا تاما للحقائق التاريخية، اذ ينسبون النظام "الدكتاتوري" والتحالف معه، لابل التطابق معه كينونة، لجبهة او معسكر غير معسكرهم، وهذا منتهى الكذب والتزوير الفظ، سواء اذا احيل الامر لهذه الجهة الى الوقائع التحالفية المعروفة والموثقة، كما سبق وابنّا، او من ناحية الفعل الاستكمالي اللاحق ضد الحزب الشيوعي نفسه، عبرالسعي الحثيث للاجهاز على بقايا صلته بالوطنية العراقية، وهؤلاء هنا يكررون استعمال ترسانتهم ومفهومهم السطحي في الحكم والنظر للظواهر والاشياء، مقدمين الثانوي على الأساسي، أي انهم يقدمون اختلافهم اللاحق مع الصدامية، بعد اندماجهم بها ( بحسب وثاق مؤتمراتهم الوطنية كما مر معنا)، على لواحق طردهم من قبل النظام لاسباب خارجة عن ارادته، مااسفر وقتها عن لحظة عداء داخل الجبهة الواحدة وبين قوى من ذات الطبيعة، بدليل سيرورة ومواقف هؤلاء التصفوية واللصوصية المعادية لكل ماهو وطني، بالضبط كما فعل حليفهم أي الجناح البعثي الحاكم من معسكر الحزبية الايديلوجية المحورة سلطويا عربيا /كرديا.
وتركيز مثل هذه الجوانب الأساسية في الوعي الوطني، لاينبغي ان ينظر له سوى من زاوية استمرار سياسة الدجل وتعمد الايهام التاريخي، حيث تسقط على الوعي العام اثقالا مفهومية الغرض منها الحجر على العقل العراقي، واعتقاله لمنعة من التفكير بالقضية الأساس، او السؤال البديهي الذي طال امد غيابه والمتمثل في : لماذا وصل تاريخ الحداثة والوطنية الحزبية الايديلوجية بالعراق الحديث، الى ماهو حاصل اليوم من كارثة، وعودة الى عالم ماقبل الحداثة، أي الى طور تحكم وسيادة قوى " ماقبل الدولة" والحداثة، ومن المسؤول الفعلي الأول والمباشرعن بلوغ العراق مثل هذه النتيجة الكارثية؟
يريد هؤلاء ان يجدوا أعداء وهميين، يلقون على عاتقهم حصيلة سياساتهم النابعة من طبيعتهم الناقضة والمتصادمة مع جوهر الوطنية العراقية، والتحديثية باعتباراتها الوطنية، فلا يتوانون عن استهداف النفر المتمرد عليهم من داخلهم، او من أوساط التعبير الوطني بمختلف تجلياته، فهم يقرنون ذلك بموضوعة لصوصية معيبة، تتعلق ب "التضحيات" التي قدموها كما يدعون، معربين بذلك عن نوع غريب من الرغبة في استغلال انبل وقدسية ماقدمه الشعب العراقي خلال تاريخه الحديث من اثمان، ضاعفوا هم منها، وزادوها ضمن سياق من العبثية، تجعل من محاسبتهم عليها مطلبا وطنيا مقدسا، لانه ممهور بالدم والحرمان لقوى وقطاعات واسعة من المجتمع، كانت طامحة للتغيير.
ومن هذين المرتكزين بالإضافة للمبالغة المرضية المعروفة الدوافع في شيطنه نظام صدام حسين حليفهم الأول الساعين للاندماج فيه، بدلالة موقفهم المعلنه من اعلى هيئاتهم، مع تطابقهم واياه ممارسة، بحيث لم يشذوا حتى وهم في حالة صدام معه، عن استكمال ممارسة نهجه التدميري المعادي للحركة الوطنية، والمصفي لاهم تعبيراتها التاريخية بالمتوفر لهم من وسائل التصفية: التنظيمة من ناحية، وقتل السمعة المعنوي من ناحية، بما احكم الطوق كليا في حينه على كل مواطن التبلور المضادة والمستجده، وكاد ينجح في قتلها لصالح المآل الكارثي الحالي.
يعمد هؤلاء اليوم الى التعايش، ووفق سلوك التحاقي لايمكن تبريره وفق اية مقولات من اي نوع كان، مع حال احتلالي صفقوا له، وكانوا ضمن معسكره، ومع نمط الحكم الذي ارسى اسسه، مكرسا الطائفية والتجزيئية المجتمعية، بالتضاد ليس مع ابسط اشتراطات مايدعونه من اشتراكية، بل ومع أي مفهوم يمكن ان يكرس الحداثة التي يدعون انتسابهم لها في الفكر او الممارسة، يرهنون سياستهم كما فعلوا منذ عقود للمقتضات القومية الكردية بادنى صنوفها الشوفينية سيرا وراء قياداتها المتخلفة، المتناغمة كرديا مع الطائفية والمناطقية السياسية المحاصصاتية المتحكمة بالوضع العراقي، بينما يوغلون في الدجل، مدعين النضال لاجل " الإصلاح" من الداخل، ليس بناء على دوافع ذاتية وطنية، بل لدعم وتعزيز موقف القيادة الكردية العشائرية، في حلبة التصارع بين اركان "العملية السياسية الطائفية".
هل من تاريخ آخرمواز او او من علامات تنتمي الى المرحلة اللاحقة على الفترة الايديلوجية المدمرة التي مر بها العراق، وهل حدث وتنامت ملامح وطنية عراقية أخرى، على انقاظ تلك التي ظهرت وتمكنت منذ ثلاثينات القرن المنصرم، مايزال مثل هذا التطور الهام والاستثنائي في التاريخ العراقي الحديث، لم يصل الحد، او الدرجة التي تؤهلة لوضع خطوط صارمة تعين ملامحه، او تقيم اشكال تجليه، فالمفهوم الحزبي الايديلوجي، مايزال ممكنا وحيدا في ساحة الأفكار والممارسة باعتباره ال "نموذج"، ومازالت الترسانة الايديلوجية الحزبية، هي التي تعتمد بداهة الى حدما، كقاعدة للفصل بين السليم والخاطيء، غير ان حجم الأسباب التي تكرس تناقص الثقة، او الايمان بالصوابية المطلقة الممنوحة للايديلوجيات صارت اليوم ضخمة، ولم يعد الموقف القاطع للحزبية مقبولا، او يستقبل بحماس، او قناعة تامة، مما يزيد يوما بعد يوم في ارتخائه، ومراوغاته، وتهربه من المواجهات الجدية، واي تطور متوقع على الصعيد النظري، وفي مجال إعادة قراءة السردية التاريخية الحديثة، ومراجعة مواقع القوى المختلفة داخلها، من شانه ان ينهي الأثر المتبقي من قوة نفوذ هذه القوى.
ان تجربة العراق الحداثية السياسية الحزيبيه، خاصة واستثنائية من حيث الغزارة والثراء والدينامية، والمهمة المترتبة على العقل العراقي والفكر في هذا الموضع من العالم، من المفترض ان تاتي من ذات الطبيعة او الوزن على مستوى الأساسيات، وفي حيز التعريفات المتعلقة بالنظرية او المسلك، فالايديلوجية الحزبية على سبيل المثال وليس الحصر، تنكر واحدا من اهم ابداعات العراقيين التاريخية في المجال التنظيمي، فإذ هم يتبنون نظرية "مالعمل اللينينية" الروسية، لم يخطر ابدا على بالهم مبدا "التقية"، وعجزوا كليا عن التعرف على احتمالات تجليه الحديث، بحكم وكردة فعل على تحالفهم مع البعث، وتحولهم معه كحزبين محورين سلطويا الى قوة قاهرة سادة للمنافذ بوجه أي مخالفة او اعتراض، بما كان قد تسنى لهم لاسباب عديدة من الحضور والقدرة، ساعدتهم على قهر المجتمع المشاعي وادواته التعبيرية الأقرب لنبضه.
كل هذا يعيد تكرارا تأكيد عمق الانفصال التام والكلي ، بيهم وبين الواقع العراقي المزدوج البنية اجتماعيا، والمتجلي "امبراكونيا".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلا ب- ترامب- في بلاد الرافدين
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ ( 21) السقف الدكتاتوري ال ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (20) التدبيرات الثلاثة : ...
- نحو اللقاء التداولي الاول ل- قوى التغيير الوطني- في العراق
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (19) وطنية مابعد ايديلوجية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(18) الذين يدخلون الوعي ل-م ...
- كيف ولماذا هزمتا امام صدام حسين ؟ (17) -مجتمع اللادولة المس ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (16) حزب يموت فيجنب قاتلية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (14) ومن قتل - الحزب الشيوع ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(13) شيوعية مضادة للشيوعية و ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (12) السردية الوطنية الامبر ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (11) قوانين الامبراكونيا وض ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (10) تعاظم معضلة الحزب كهد ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ ( 9) تمرينات في الوطنية ماب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (8) نهاية الشيوعية الحزبية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 6) 1980/ 1988 مجزرة البعث ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ الانشطار- الامبراكوني- وشيو ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (4) متحالفون -ضد شيوعيين-م ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (3) حزب شيوعي ..... لا -حزب ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟(2) .....نحو دورة نهوض فكري ...


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 22)حيث الحزبية الايديلوجية في العراق استعمارية؟