أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما الذى يجعل (المسلم) ضد وطنه ؟















المزيد.....

ما الذى يجعل (المسلم) ضد وطنه ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما الذى يجعل (المسلم) ضد وطنه؟

ماذا سيحدث لوأنّ حزب الضلمة (النور) حكم مصر؟
لماذا يعتقد النظام أنّ الإسلاميين سندُ له؟
تزعمّــتْ تركيا ترديد أنّ جيش مصرسيشترك فى الحرب بجانب سوريا، وتلقــّـف الإسلاميون الذين يستخدمون تعبير(الجماعة السلفية) ماقالته تركيا، فأعلن حزب (الضلمة) الشهيربحزب النورالحملة ضد مصر. وطالبوا الجيش المصرى بأنْ (يثور) ضد وطنه، وانضم إلى حزب الضلمة باقى أعضاء الجماعات السلفية، وعلى رأسهم عاصم عبدالماجد.
نفى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية (السفيرأحمد أبوزيد) الخبر. وقال أنه لاصحة لما قيل، وأكــّـد على ضرورة الحل الدبلوماسى.
وبغض النظرعن صحة الخبر، فإنّ موقف الإسلاميين الإرهابيين يدل دلالة واضحة على دعمهم للعصابات الإرهابية التى تسعى إلى تدميرسوريا والعراق، حيث أعلنوا أنّ تنظيم داعش يجاهد فى سبيل الله.
فإذا كان هذا هوموقفهم، فهل هناك معنى آخرغيرأنهم خانوا الانتماء لوطنهم (مصر)؟ وماسرسكوت النظام المصرى وتغاضيه عن جرائم الإسلاميين ضد شعبنا؟ وكيف ولماذا سمح المجلس العسكرى (بعد يناير2011) بالسماح لهؤلاء الإرهابيين بتكوين (أحزاب رسمية)؟ فهل تصوّرأعضاء المجلس العسكرى أنّ هؤلاء الإسلاميين سيكونون سندًا له، كما فعل السادات الذى كانت نهايته على أيديهم؟ وما الغرض من احتضان الدولة لأمثال هؤلاء؟ وهل يكمن السبب فى ادراك الضباط أنّ هؤلاء الإسلاميين سيكونون جبهة مهمتها تغييب عقل شعبنا؟

لقد سطتْ الجماعات الإسلامية على انتفاضة شعبنا فى يناير2011، واعترف واحد منهم (د. ناجح إبراهيم) بتلك الحقيقة فكتب ((على الإسلاميين أنْ يُـقروا بصراحة أنّ القوى الليبرالية هى التى بدأتْ الثورة، وهى التى قامتْ بتحريك الشعب المصرى فى ثورة 25يناير، وأنه لولاهذه القوى ماقامت الثورة ولاتحرّكتْ ولاوصلتْ إلى ما وصلتْ إليه. وعلى الإسلاميين ألاّيُنحوا أصحاب الثورة أويختطفوها دونهم بعد أنْ أصبحوا عنصرًا فاعلا فيها بعد قيامها ونجاحها)) (المصرى اليوم 5/8/2011)
أبرزوأخطرأنواع السطوالانحراف بهوية الوطن. انحراف يجعل (الهوية) للدين وليس للوطن، وهوما فعلوه يوم 29/7/ 2011، بينما فى ميادين تحريرمصر، لم يُـفرّق القتلة بين مسلم ومسيحى. ألاَيعنى شعار(مصرإسلامية) إقصاء غيرالمسلمين أبناء الوطن؟ ويؤدى إلى هدم الانتماء الوطنى، الذى بدأ مسيرته الإيرانى الشهيربالأفغانى فكتب يُطالب المسلمين بأنْ (يعتصموا بحبال الرابطة الدينية التى هى أحكم رابطة.. وقامت لهم مقام الرابطة الجنسية) (العروة الوثقى 24/8/1884)
إنّ قاعدة (الرابطة الدينية) تــُـرسّخ لما هوأخطر: فهل يقف شعبنا مع الغازى وفقــًـا لديانته وضد وطنه؟ وإذا كان الدين معيارالهوية، فكيف وقف المصريون (المسيحيون) ضد الإنجليز؟ وفى أعقاب ثورة 19 ردّد واصف غالى فى كل خطبه (لم يعد للمصريين قاطبة إلاّ إيمان واحد وعقيدة واحدة ودين واحد هودين الوطنية) وهذا المعنى ترجمه الشيخ مصطفى القاياتى فقال (إذا كان الاستقلال سيؤدى إلى فصم الاتحاد فلعنة الله على هذا الاستقلال) (طارق البشرى- المسلمون والأقباط فى إطارالجماعة الوطنية- أكثرمن صفحة) كما أنّ غزوجيش صدام لدولة الكويت كذب قاعدة (الرابطة الدينية) إذْ أنّ ملايين المسلمين العقلاء أدانوا هذا الغزو، مع إنّ شعب الدولتيْن (العراق والكويت) مسلمون. فهل كان من المنتظرأنْ يقف الشعب الكويتى مع الغازى لمجرد أنه (مسلم)؟ وإذا كانت (الهوية) للدين وليست للوطن فعلينا أنْ نقبل تخاريف الإيرانى الشهيربالأفغانى الذى ذكرفى مقال بعنوان (أمة واحدة) أنّ المسلمين (لايتقيدون برابطة الشعوب وعصبيات الأجناس وإنما ينظرون إلى جامعة الدين، لهذا نرى المغربى لاينفرمن سلطة التركى، والفارسى يقبل سيادة العربى، والهندى يذعن لرياسة الأفغانى، لا اشمئزازعند أحد منهم ولا انقباض) (العروة الوثقى- 28/8/ 1884) وكى يضمن نجاح دعوته كتب ((لاجنسية للمسلمين إلاّفى دينهم.. وأنّ المسلمين لايعرفون لهم جنسية إلاّفى دينهم وإعتقادهم)) (العروة الوثقى 26/7، 14/8/1884) ثم يتوالى أتباع هذا التيارالهادم لمعنى (الوطن) فجاء حسن البنا وسيد قطب وأعضاء التكفيروالهجرة..إلخ وردّدوا نفس الكلام.
وإذا كان الإخوان المسلمون المعاصرون لنا يقولون أنهم مع (الدولة المدنية) فهل معنى ذلك أنهم انشقوا عن إمامهم حسن البنا الذى كان يضع مطلب (الخلافة الإسلامية) فى مقدمة إهتمامات الجماعة. وأعلن فى العيد العاشرللجماعة أنّ الإخوان يعطون الأولوية لاسترداد الخلافة. ودعا إلى (الوطن الإسلامى) فهويسموعن حدود الوطنية الجغرافية (طارق البشرى- الحركة السياسية فى مصر45-52ص55) ورسالة (نحوالنور) التى كتبها البنا (لم يرد بها مطلب واحد يتعلق بالجلاء أوالاستقلال وإنما اكتفتْ بعبارة ((تقوية الروابط بين الأقطارالإسلامية والعربية.. للتفكيرفى شأن الخلافة الضائعة)) وبلغة المؤرخ المحايد ذكرأ. البشرى أنّ جماعة الإخوان ((كانت أقل التنظيمات تعرضًا للمسألة الوطنية.. وكانت قيادة الإخوان تجمع السلاح خفية فى تنظيم سرى دون أنْ تُعلن منهجًا يتعلق بالكفاح المسلح لانتصارالحركة الوطنية) (المصدرالسابق ص175)
الدين شىء ذاتى، بينما (الموضوع) هوالوطن الذى يضم أبناءه بغض النظرعن دياناتهم. كما أنّ تعبير(هوية إسلامية) يسحبنا إلى (هوية مسيحية وهوية يهودية) فهل يُمكن (تجميع) كل أبناء ديانة فى وطن واحد؟ أوليس ترسيخ هذا الوهم تدعيم لإسرائيل التى قامت على أساس دينى؟ وكانت هذه جريمة الصهيونية المؤسسة على عنصرية دينية؟ وماذا يحدث لوأنّ حزب الضلمة سيطرعلى الحكم؟ ماذا سيفعل مع غيرالمسلمين؟ هل سيحتفظون بصفة المواطنة، وهل سيُمنعون من دخول الجيش مقابل أداء (الجزية) كما صرّح أحد (مرشدى) الإخوان (الأهرام ويكلى 3- 9إبريل97)؟
إنّ الوعى بالفرق بين الولاء للدين والولاء للوطن جعل لطفى السيد يرد على دعوات العنصرية الدينية فكتب ((كان من السلف (إشارة إلى الأفغانى) من يقول بأنّ أرض الإسلام وطن لكل المسلمين، وتلك قاعدة استعمارية.. ولم يبق إلاّ أنْ يحل محلها المذهب الوحيد وهومذهب الوطنية)) (قصة حياتى ص 108، 109) وكتب أيضًا (الإسلام ليس لمسلم بوطن، فوحدة الاعتقاد الدينى ليست كافية لإقامة وحدة التضامن الوطنى) (الجريدة 10/3/1907) وردًا على دعاة (الجامعة الإسلامية) كتب ((الجامعة الإسلامية لا أثرلها فى مصرولانظن لها وجودًا فى غيرمصر) (الجريدة 7/5/1907) أما عميد الثقافة المصرية (طه حسين) فكتب (من المحقق أنّ تطورالحياة الإنسانية قضى منذ عهد بعيد بأنّ وحدة الدين ووحدة اللغة لاتصلحان للوحدة السياسية ولاقوامًا لتكوين الدولة) (جريدة السياسة 31/12/1923) فإلى متى يظل النظام المصرى فى غيبوبة الوهم الذى صـدّقه السادات: بأنّ الإسلاميين سندٌ له ولنظامه؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة (الإسرائيليات) والتشابه بين اليهودية والإسلام
- لماذا تطابق القرآن مع (الشعر الجاهلى) ؟
- كيف كانت حياة ماريه القبطيه ؟
- لماذا تعددت المصاحف ؟
- مغزى أن يختلف الأزهريون
- مؤسسة الكهنوت العروبى والغيبوبة عن الواقع
- لماذا يحلم الحمساويون بالاستيلاء على سيناء؟
- خالد عبدالمنعم : شاعر ابن موت
- مغزى التحالف السعودى / الإسرائيلى
- كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟
- هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟
- هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ما الذى يجعل (المسلم) ضد وطنه ؟