أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترينا هويفل - مقاومة مشروع ترامب!














المزيد.....

مقاومة مشروع ترامب!


كاترينا هويفل

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أسبوع وبضعة أيام على بدء رئاسة ترامب، أصابت الوتيرة المتسارعة للأخبار المتلاحقة كثيرين منا بدوار سياسي، وربما بقدر من الخوف.

الإدارة الجديدة بدأت مع مراسيم تنصيب تميزت بحضور قليل نسبياً دفع ترامب المجروح لمهاجمة وسائل الإعلام في خطاب غريب بمقر الـ«سي آي إيه». وبينما خرجت ملايين النساء والرجال في مسيرات احتجاجية في واشنطن وعدد من المدن عبر العالم، استدعى المتحدث باسم البيت الأبيض «شون سبايسر» المراسلين الصحافيين إلى غرفة الإيجازات في البيت الأبيض، وزعم على نحو فج ومنافٍ للحقيقة أن ترامب اجتذب «أكبر حضور على الإطلاق ليشهد مراسم التنصيب. انتهى الكلام». وبعد يوم على ذلك، ظهرت مستشارة ترامب، «كيليان كونوي»، على التلفزيون الوطني وأعادت تسمية مزاعم «سبايسر» باعتبارها «حقائق بديلة». وفي وقت لاحق من الأسبوع، أطلق كبير مخططي ترامب الاستراتيجيين «ستين بانون» استراتيجية حرب مفتوحة على الصحافة، وقال إن على «الإعلام النخبوي» أن «يغلق فمه».



وكل هذه الأشياء تحدد إطاراً لهجوم ترامب الشامل على الواقع. فبعد حذف إشارات إلى الاحتباس الحراري على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، فرض ترامب الصمت على وكالة حماية البيئة ووكالات فيدرالية أخرى. وفي محاولة منه لإعادة كتابة تاريخ انتخابه، كرر مزاعمه بأنه إنما خسر التصويت الشعبي بسبب عمليات تزوير انتخابي واسعة، واعداً بإطلاق «تحقيق كبير» في الجرائم المزعومة. وفي مقابلة مع «إي بي سي نيوز»، أعاد ترامب التأكيد على اعتقاده، الذي طعن فيه خبراء استخباراتيون عدة، بأن التعذيب فعال «قطعاً». بيد أن مشكلة هذه «الحقائق البديلة» لا تكمن فقط في حقيقة أن ترامب غير صادق بشكل بعيد كلياً عن الواقع، ولكن أيضاً في أنها يمكن أن تكون مقدمة لسياسات مؤذية أكثر، من قبيل هجوم ممنهج على حقوق التصويت، أو إعادة إنشاء «المواقع السوداء» التابعة لـ«سي آي إيه» في الخارج.

وإذا أضفنا إلى كل ذلك سلسلةً من عمليات التثبيت المثيرة للجدل لتعييناته في الإدارة وقائمةً ما فتئت تتوسع لقرارات تنفيذية -حول مواضيع مثل «قانون الرعاية الصحية الرخيصة»، والإجهاض، ومشروعي خط أنابيب النفط «كيستون إكس إل» و«داكوتا أكساس»، وجدار الحدود مع المكسيك، والحظر الشائن للمسلمين -فإنه يصبح من الصعب على المرء ألا يشعر بالغثيان جراء كل ذلك.

غير أن هجمات ترامب على الجسم السياسي، التي تشمل التحريض على أزمة دستورية ممكنة عبر إقالة وزيرة العدل بالنيابة، لأنها أمرت محامي وزارة العدل بعدم الدفاع عن حظر السفر المنافي للقيم الأميركية، لا يمكن أن تمحو حقيقة أنه لا يمثل أغلبية الشعب الأميركي، وهو ما أكده جيداً حجم المشاركة الكبير في مسيرة النساء، التي تبين أنها أكبر احتجاج سياسي في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق. وعليه، فإن المقاومة ضد ترامب كبيرة ومتنوعة وشرسة، وهي لن تختفي قريباً.

وهناك مؤشرات واعدة على أن هذه المقاومة ستمتد إلى المجال الانتخابي أيضاً. فبعد يوم واحد على مسيرة النساء، نظمت منظمة «إيميليز ليست» دورة تدريبية لفائدة 500 امرأة مهتمة بالترشح لمناصب رسمية، 40 في المئة منهن كن بين الخامسة والعشرين والرابعة والثلاثين. كما أفادت منظمة «رن فور سمثينج» («ترشح لشيء ما»)، التي تهدف لمساعدة النساء التقدميات دون سن الخامسة والثلاثين للترشح لانتخابات الولايات والانتخابات المحلية، أنها سجلت أكثر من ألف امرأة خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط. ومن جانبها، أعلنت «فوت -رَن -ليد» (صوِّت -ترشح -تزعم)، وهي منظمة تهدف لتشجيع وتدريب النساء على الترشح لانتخابات محلية وولائية، زيادة في الإقبال منذ نوفمبر الماضي. كما دفعت حربُ ترامب على العلوم والحقائق العلماءَ إلى الانخراط والسعي لإسماع صوتهم، حيث يتم التحضير حالياً لمسيرة للعلماء في واشنطن، هذا بينما أُنشئت مؤخراً منظمة جديدة لتشجيع ومساعدة العلماء على الترشح للانتخابات.

وبالنسبة للتقدميين، تُعتبر مواصلة مثل هذا الزخم على مستوى القواعد الشعبية هي السبيل لإعادة بناء السلطة واستعادتها. ولهذا، فإنه من المهم أحياناً، بالنظر إلى الكثير من مشاعر الغضب اليومية، أخذ خطوة إلى الوراء والتنفس بعمق -وتذكّر أن الأمر سيتطلب عملًا مستمراً واستراتيجياً على العديد من الجبهات من أجل الدفاع عن ديمقراطيتنا مع العمل في الوقت نفسه على بناء حركة تقدمية أكبر وأقوى. فترامب يريد خنق معارضته. ولكن المقاومة وإعادة البناء تحتاجان للأوكسجين من أجل البقاء والاستمرار.

كاترينا فاندن هوفيل

كاتبة وصحافية أميركية



#كاترينا_هويفل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترينا هويفل - مقاومة مشروع ترامب!