أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رجل من تمر ... أمرأة من عنب














المزيد.....

رجل من تمر ... أمرأة من عنب


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


رجل من تمر ... أمرأة من عنب


حلمت ذات ليلة باردة بأن كل النساء في الكون عبارة عن سلة من العنب موضوعة على حافة نهر يجري بعنف، هممت أن أتخير واحدة لأتذوق طعم الفاكهة وأنا ما زلت عاريا خارجا من لجة الماء متوحشا، وإذا بصوت خفي ينهرني عد أيها التمر إلى محلك.
ألتفت يمينا وأدرت بنظري صوب الشمال لم أجد من ينادي ولكنني أحسست بنفس معلقا بعثق نخلة وحولي حبات التمر ينظرن إلي بشزر.
الغريب أنني وفي الحلم كان في بالي أنني مسكون بفوبيا الأحلام وأسأل نفسي ما معنى أن أكون بلحا أو تمرا وتكون النساء عنب؟
هل هذا العالم الحي مرتبط برمزية ما أو أنه مجرد إنعكاس لما في البدن من حاجة للغذاء؟ هذا حواري وأنا في داخل الحلم معلقا من رأسي أحاور بعضي، والعجيب أن بقية الشركاء معي الظاهر أنهم يعانون نفس القضية والكل يتسأل بصمت عن معنى الحلم.
عندما صحوت مرتبكا من حلم بطعم الفاكهة أثارني الفضول حول المعاني الرمزية للعتب والتمر، فالعنب مذكر والتمر كذلك فما الرابط بينهما، وسؤال أخر لماذا كان العنب في السلة بدلا من أن يكون في شجره على عريشة أو معلقا كما هي العادة، بينما كنا نحن التمر معلقين من الرؤوس وننظر فقط لما تحتنا، السيد أبن سرين في تفسيره عندما سألته أطرق ولم يجب.
ما الفرق بين العنب الذي هو من السكريات الأحادية سريعة الأمتصاص والتي تجعل المصابين بداء السكر على شفا جرف هار من الخطر، وبين التمر الذي أوصانا فيه نبينا ووالكتاب، هل أن العنب كونه من أساسيات الخمر يعني الشر أو أحد طرقه، ولكن النبيذ أقل حرمة من التمر الذي يصنع منه أنواعا عديدة من الخمر، إذا لا داع أن نقحم الدين وتأويلاته في رؤية منامية قد لا تقدم ولا تؤخر
مزاجي المشوش قادي لمزيد من الفضول أنا كنت أنازع في الماء وخرجت من دوامة السرعة الجارفة وهذا دليل فأل حسن فقد أكون في الواقع متورطا في قضية جرفتني عن مسيرتي المعتادة والحمد لله قد أنقذني منها، ولكنني وأنا أحاول أن أمس بحبة عنب أعوض ما فاتني من قوة وجهد تحولت إلى تمرة عجيبة، هل يعني ذلك أنني سأفشل في التعويض أو أن هناك خيبة أمامي أخرى تضاف لقائمتي من الخيبات....
العنب أه منك أيها العنب حامض تؤكل قبل أوانك وطازج تؤكل في حينك ومجفف تؤكل في غياب زمانك، تؤكل وتشرب وتعصر وتنبذ وأسمك على كل لسان فهل هذا ما يعني في الحلك كون النساء عنبا؟.
ولكن التمر أيضا يؤكل وهو أخضر وإن كان غير محبذ ومن يأكله إلا أولاد الفقراء الجياع ولكنه يكون متاحا للجميع يوم ينضج ويصفر ويحمر ورطبا وجنيا ومعمولا ومخزونا وفي كل الأوقات لكنه في الأخر يناله شيئا أما من السوس أو من الحموضة القاتلة والغريب أن التمر وليس الرطب لا يغسل وإن عصر تدبس ومن تدبس به تلبس وفاقت حرارته حرارة الشمس وهنا سر الأشتعال.
على كل حال لم أعرف يقينا أنني تمرة إلا حين أكتشفت أن التمر هو سيد الفواكه الثمينة وأرتبط بالإنسان عبر النخلة التي هي عمتنا فأنا في الحقيقة أبن عمتي وليس أبن أمي كما يدل الحلم، ولكن العنب يبقى سيد الفواكه المترفة والترفة والمحببة للونها وجنسها وأناقة ترتيبها، الذي يدل في كل مرة على أن العنقود العنبي يرمز للقلب وليس أكثر من قلب مدلى يغازل بحب لمن يناله ، ومن لم يستطع ويسطع يقول عنه أنه فاكهة حامضة ثقيلة على القلب والمعدة وتسبب الصداع ، وأنها في جميع الأول بنت كرمه منها الكرم فيها السماحة وعندها الفتنة ومنها تخرج الصهباء والبيضاء والصفراء قالتلهن الله كما قتلننا من غيير ذنب .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية العقل الديني والتطور
- هل غادر الشعراء من متردم
- رسالتي إلى السيدة الأولى
- المفيد
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رجل من تمر ... أمرأة من عنب