أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال آيت بن يوبا - الأمازيغ ليسوا عربا و الحل هو الديموقراطية و ليس الدين















المزيد.....

الأمازيغ ليسوا عربا و الحل هو الديموقراطية و ليس الدين


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

الأنثروبولوجيا كعلم حديث هي علم الإنسان التي تهتم في شقها الجسدي المحض، أي غير الثقافي و النفسي -الإجتماعي ، بإختلاف الصفات الوراثية بين البشر من أجل تصنيفهم داخل مجموعات كبيرة تسمى سلالات بالفرنسية races أو أنماط typesتنتمي كلها للنوع البيولوجي الوحيد الموجود الآن على وجه الأرض بالفرنسية espèce و الذي هو أومو سابيانس Homo sapiens.هذا الاسم الاخير لاتيني ."أومو" تعني بشر و "سابيانس" تعني عاقل أو مفكر.
والإختلافات المقصودة هي تلك التي تهم المميزات الجسدية الظاهرة للملاحظة المباشرة والتي يمكن لأي إنسان أن يلاحظها .
وكي لا أصيب القارئ بالملل عند الخوص في تفاصيل علم الانثروبولوجيا المقارِنة التي تهتم بلون البشرة و الشعر و شكل هذا الاخير و شكل الرأس والحاجبين و العيون و الانف و شكل الجسم و طوله و غير ذلك من المميزات الجسمية و الصفات الوراثية الكثيرة فيمكن القول باجمال أنه :
في شبه الجزيرة العربية لا ينتمي كل الساكنين فيها لسلالة أنثروبولوجية واحدة متجانسة .
دراسات علمية قديمة بينت أن شبه الجزيرة تحتوي على سلالات متعددة. فمنها الافريقية والاسيوية و القوقازية .
و إذا قلنا بأن ما يجمع العرب هو اللغة فاجأتنا هذه الأخيرة بإختلافاتها المتعددة ليس بين الأقطار العربية حقيقة و إنما في كل قطر عربي حقيقة على حدة.و هذه الاختلافات لا تهم فقط اللغة الشعبية بل هذه الاخيرة مع هذه اللغة الرسمية (ما يسمونها الفصحى) التي لا يعرفها غير المتعلمين ويكتبون بها. و كما تعلمون ليس فيها حرف معبر عن الحرف اللاتيني البطل " G " والذي ينطقه الجميع في شبه الجزيرة العربية دون ان يستطيع كتابته في هذه اللغة التي يقولون أنها فصحى.

القطر العربي حقيقة هو ما ينتمي لشبه الجزيرة العربية و ليس سواها .
لأن القول بأن شمال إفريقيا و شمال شبه الجزيرة العربية بما في ذلك إسرائيل هي أيضا عربية بسبب أن الإحتلال العربي القديم فرض هناك بالقوة لغة رسمية على الجميع هي ما يسمى "اللغة العربية" و حكما إستبداديا مستمرا إلى الآن بإسم العروبة و الإسلام و بالتالي صارت عربية ، هذا القول فيه تجن على السكان الأوائل لهذه الأقطار و على حقوقهم التاريخية في تقرير مصيرهم بانفسهم وبناء دولهم الديموقراطية وفيه عدم إحترام لمشاعرهم و تجاهل للتاريخ و تواطؤ مع المحتلين القدامى و أساليبهم العسكرية غير المبررة في فرض الأمر الواقع على الآخرين .و بالتالي إعطاء الاحتلال شرعية رغم كون أولئك المحتلين القدامى لم يكونوا بلا وطن .فوطنهم كان هو شبه الجزيرة العربية.و كان عليهم ان يلزموا حدودهم و ينموا مناطقهم دون سطو على اوطان الاخرين.لأن هؤلاء الآخرين لم يهاجموهم من شمال افريقيا على الاقل .هذا هو الحق.فلا يقولن أحد أني اتحيز للامازيغ او غيرهم .

الغريب في الأمر أن بعض الدعاة الذين يصنفون أنفسهم مسلمين و يعطون لأنفسهم الحق في قول أي شيء لتبرير العدوان حتى لو خالف الحقيقة التاريخية أو العلم الحديث كعادتهم في كل شيء لا زالوا يقولون بدون خجل أن الأمازيغ بل حتى الاقباط و الافارقة هم من أصول عربية من اليمن مثل ما يقولون ان سكان الحجاز ، أي غرب المملكة السعودية حتى الشمال أو ما يسمونهم العدنانيين، هم من جُرِهُمْ منازلهم الاولى في اليمن أي في بلاد قحطان .و أخرون يقولون أن من ليس يمنيا فهو ليس بعربي .و من هناك في اليمن جاءت العربية (الفصحى دائما) .
ثم يقولون مرة أخرى أن هؤلاء العدنانيين هم من نسل إسماعيل أخ إسحاق.و إسماعيل و إسحاق هما إبنين لإبراهيم جد اليهود حسب التوراة .و إسماعيل هو أول من تكلم العربية (الفصحى طبعا) و نسي لغة أبيه ابراهيم حسب روايتهم التي وصلتنا مكتوبة بعد القرن السابع الميلادي .
و لا ندري كيف نوفق بين كل هذه الشائعات أو التناقضات حتى لا نكاد نعرف من هم العرب حقيقة أهم ناس مختلفون عن اليهود أم هم طبعة أخرى من اليهود أم ماذا بالضبط ؟
آخرون ليسوا دعاة بالضرورة و لكنهم يصنفون انفسهم على انهم مثقفين يقولون مثل ما قرأت هذه الأيام أن عرب شمال أفريقيا و خاصة المغرب هم من أصول أمازيغية .
وكأن الأمازيغ هم من حملوا "العروبة" أو ما يسميه الأمازيغ بلغتهم "تاعرابت" أو"تاسرغينت" لشبه الجزيرة العربية و ليس العكس كما الحقيقة التاريخية و هي أن العرب القدامى هم من حملوا هذه اللغة التي يسمونها عربية لشمال افريقيا ومعها السطو على السلطة والثروة .(يمكن مراجعة التاريخ و الادلة للتاكد من هذا الامر لمن لديه شك)
.هؤلاء المثقفين لا يخلطون فقط بين السلالات الانثروبولوجية المعروفة بل ايضا حتى بين نظرية التطور البيولوجي كنسق فكري فسر ظاهرة طبيعية و بين الظاهرة في حد ذاتها كواقع يحدث في الطبيعة .فتلقاهم مثلا لا يفهمون قول النظرية ان الانسان والقرود الحالية لهم جد مشترك حتى يخلطوا أنفسهم مع القرود و يشعروا أنهم كذلك فعلا، رغم ان الانواع القردية مختلفة تماما عن النوع البشري ، ثم يعتبرون كل البشر ايضا قرودا رغم ان الملاحظة المباشرة تبين ان القرود قرود و البشر بشر لا ضباب في ذلك .

ما علينا ، لنعد للموضوع بالقول إن ما يميز الأمازيغ عن العرب ليس فقط المميزات الأنثروبولوجية غير المبالغ فيها و إنما الثقافة و نمط العيش واللغة المختلفة والتي تكتب من اليسار لليمين بأحرف هندسية .و هي الثقافة و نمط العيش اللذان يلعبان دورا حاسما في صقل الشخصية الانسانية لهؤلاء وتجعل من الامازيغ ناس مسالمين و ليسوا قساة مثل العرب القدامى الذين احتلوا بلادهم .

هذه الاختلافات الجوهرية لا تترك أي مجال للشك او خلط العرب مع الامازيغ.
العرب إذن عرب و الامازيغ أمازيغ. مثلما الارض ارض و السماء سماء .

و الحل لمحو هذا التمييز الاجتماعي وعدم اعتبار الاختلافات الأنثروبولوجية سببا في هذا التمييز او التمتع بالحقوق و لإحداث التصالح التاريخي في أي منطقة من شمال افريقيا والشرق الاوسط دون تبني ثقافة الغابرين الذين غبروا بعدما سطوا على الاخرين ، ليس اللعب على اللغة او العرق ،هذا عربي هذا امازيغي او الدين هذا قبطي مسيحي و هذا مسلم سني و هذا شيعي و هذا يهودي ، أو التساؤل حول النظام السياسي هل يجب ان يكون ملكيا أم جمهوريا لان جمهوريات استبدادية بل حتى وراثية كثيرة موجود في عالمنا و ملكيات كثيرة ديموقراطية موجودة هي ايضا و انما التساؤل يجب ان ينصب حول معرفة هل الشخص المقصود وطني و ديموقراطي أم لا .
فالوطنية تعني أن الشخص المقصود لا يمكنه أن يتخذ حينما يكون في السلطة أي قرارات ضد المواطنين تسلبهم مكتسباتهم أو حقوقهم أو سيادتهم أو حريتهم أو كرامتهم أو تؤدي لافقارهم في حين يغتني هو.
وكذلك لا يجب تداول عبارة "نقص الارادة السياسية " لدى الساسة و إنما الذي لا يجب ان ينقص هي الوطنية.لأن الارادة السياسية من المفروض لزوما ان تتوفر عند كل من يمارس السلطة بسبب توليه تلك الممارسة. ليس حرا من يمارس السلطة ان لا تكون عنده ارادة سياسية. فالمهام الموضوعة امامه تهم مصائر الناس و ليس الامر لعبا أو هزلا .إنه تكليف و تشريف من الشعب. و لذلك هو موجود هناك في موقع المسؤولية التي يجب ان تعني المحاسبة ايضا.
أما الديموقراطية فتعني حكم الشعب و سيادة القانون على الجميع و المساواة امامه .و تعني دولة المواطنين بغض النظر عن انتمائهم اللغوي او العرقي او الديني او أي انتماء اخر .
و هذا يفترض أنها ليست دولة دينية . و حين نقول الدولة فلا نقصد المجتمع و انما الدولة من حيث هي هياكل و مؤسسات تمثيلية محترمة و حارسة يحترمها الجميع بقوة القانون و تعبر عن سيادة الجميع و مِلك للجميع .
لأنه لا يمكن عقلا ان تكون الدولة دينية وديموقراطية في نفس الوقت .
القول بامكانية جمع الاثنين هو ضحك على النفس وعلى الناس.
فالدولة إما ان تكون دينية أو ديموقراطية .
و لذلك و بغض النظر عن الوضع الذي تعيشه سوريا اليوم ، فقد غابت في مسودة دستور سوريا الجديد لسنة 2017 الذي صاغته روسيا تلك العبارة التي ملها الديموقراطيون و هي "الاسلام دين الدولة" فجاءت المادة3 من
تلك المسودة تقول "يتم في سوريا ((احترام كافة الاديان )) و المنظمات الدينية وتأمين تأدية كافة المناسك الدينية التي لا تخل بالنظام العام .إن المنظمات الدينية متساوية امام القانون"
ومعنى ذلك ان سوريا لم تعد "دولة دينها الاسلام" كما كان في دستورها السابق .
رغم قول مسودة دستور سوريا المقترح في الديباجة "تأكيدا لتمسكها بميثاق الامم المتحدة و ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي و الاعلان العالمي لحريات الانسان ..الخ
لأن المادة الأولى في الفقرة الأولى تقول : تكون الجمهورية السورية دولة ذات سيادة و ((ديموقراطية ))تعتمد على مبادئ سلطة الشعب و أولوية القانون و تساوي الجميع امامه .."

من الناحية النظرية هذا الدستور سليم لأنه لا يجمع بين دينية الدولة كمؤسسات و هياكل و ديموقراطيتها كمبادئ يجب ان تنبع منطقيا من ارادة الشعب .اذ الدولة حدث تاريخي ومفهوم تنظيمي إجتماعي بشري يختلف حسب ظروف الشعوب و ازمانهم و مستواهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ووضعهم العالمي.



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغاربة أحرار أن يزوروا أي بلد مثل إسرائيل
- تهنئة بحلول السنتين الأمازيغية واليهودية
- البرقع والجدل حول إستقلال السيدات وتغيير النظرة لهن
- من التغابي عدم فهم منع البرقع في المغرب
- الدورعلى من بعد إسقاط الطائرة و السفير الروسيين ؟
- مؤسسة ديار المدينة المغربية مطالبة بتصحيح الخطأ
- 10 حقائق عن دولة إسرائيل لا يمكن إنكارها الآن
- عُقاب مدينة الشاون المغربية ليس نِسرا مَلَكيا
- أيها المغاربة من حقكم أن تغضبوا لكن لا تخطئوا
- بالسلاح و ليس بالانجيل إسترد مسيحيو العراق كنائسهم
- هل مِن أمثال مارتن لوثر و رفاقه للإسلام؟
- العلمانية ليست بالعافية، ردا على التحريض في المغرب
- الله مسؤول عن تنظيم الحيوانات الإجتماعية - مقال قصير-
- حزب البام هوالذي فاز في الحقيقة بالانتخابات في المغرب
- الأمل بعد انتخابات 7 اكتوبر في المغرب
- بيان إتحاد الألوهيين بخصوص الناشط السياسي ناهض حتر
- لا يمكن معارضة دولة مرغوب فيها دوليا
- حضور المستشار أندري أزولاي لجنازة بيريز شأنه الخاص
- في المغرب هناك ما هو أكبر من الإنتخابات
- سندعو لإختيار الاشتراكيين و البام في إنتخابات البرلمان المغر ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال آيت بن يوبا - الأمازيغ ليسوا عربا و الحل هو الديموقراطية و ليس الدين