اللَّهُ..... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جاء في سورة الشورى :
فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)
والذي يهمني في هذه الآية التعبير الرائع (ليس كمثله شيء) لما في هذه الجملة من حضور في التعريف بالله، ومع ذلك أتساءل هل صمدت هذه الجملة الرائعة التي تعبر عن مكنون الله احسن تعبير، وهل هذا التعبير يقصد به ما فهمناه نحن، ام انه مجرد تعبير مجازي خطر على بال كاتب القران دون ان يعنيه، والا لماذا خربط القران والاحاديث في هذا التصوير الجميل للخالق المفترض للكون بحسب نظرية محمد طبعا والذي ليس كمثله شيء!!! لأننا في الوقت نفسه نرى ان الكاتب في احاديثه وكتابه ينعته بصفات واشياء هي من نتاج الفكر البشري الخالص مثل ان له عرشا وان هناك ثمانية ملائكة تحمله وانه يهرول وانه يكشف عن ساقه وان الأنبياء يتعلقون بقوائم العرش !! والكثير من المقالات تطرقت الى هذه الصفات والمنعوتات البشرية التي يلصقها القرآن والاحاديث بهذه الشخصية التي اسماها محمد بالله، وعليه الم يكن من الأفضل لمحمد الاكتفاء بقول انه ليس كمثله شيء وكفى ؟ الجواب بكل تأكيد هو نعم، وبنفس الوقت لكان المسلمون في وضع افضل الان في تعريف هذا الاله المفترض بدلا من نيلهم هذا الكم من الانتقادات.
كلنا يعلم ان الوثنيين وبحسب كتب التراث الإسلامي في زمن محمد كانوا يصنعون آلهتهم بأيديهم، وكل قبيلة كانت تحاول ان تجعل من حجم الهها اكبر ما باستطاعتها، وذلك لكي يكون اكبر من الآلهة الأخرى للقبائل الأخرى، وهذا يجعلنا ان نستنتج بانه كان هنالك تسابق بين الاقوام والقبائل في مسألة كبر حجم الصنم او الاله، لدرجة جعلت هذا القوم او القبيلة تقول لذاك القوم او القبيلة الأخرى متفاخرة...الهنا اقوى من الهكم لأنه اكبر(حجما) من الهكم، والسبب في ذلك لان الناس بطبعهم ولمحدودية تفكيرهم في جاهليتهم كانوا يربطون الكبر في حجم الصنم بمسألة العظمة والقوة، وهذا ليس الا تفكير بشري جاهلي وثني محض ولا علاقة له بالواقع من صلة، وبما ان محمدا كان يعيش بين هؤلاء الوثنيين له ما لهم وعليه ما عليهم، فمن الطبيعي ان يتأثر بأفكارهم او الأفكار التي كانت مطروحة في الساحة، والنتيجة المنطقية لذلك وبما ان محمد ابن بيئته لذلك وقع في نفس المطب الذي وقع فيه اقرانه وقبيلته من الوثنيين الذين ربطوا بين حجم الاله ونسبة عظمته وقوته حتى بعد ادعاءه النبوة!! والدليل على ذلك ان أول ما قاله محمد حالما ادعى النبوة هي عبارة الله أكبر، وهنا أراد محمد بسبب ما علق في ذهنه من رواسب وثنية والتي أبت ان تفارق مخيلته وما طبع عليه وليس ما تطبع عليه، ان يقول الهي اكبر حجما من الهكم لذلك فهو اعظم واقوى من الهتكم!! وتتكرر هذه الصورة في احاديثه وفي القران، وهذا ليس الا مثال بسيط يبين كيفية تأثر محمد بالأفكار الجاهلية التي كانت سائدة وقتها والتي كانت طبعا فيه!! فأين هذا كله من... ليس كمثله شيء... بالإله الذي جعل محمد له حجما ويقارنه او يفاضله بأحجام الآلهة الأخرى!!
ولبيان بعض ما ورد عن رسول الإسلام من خصائص وصفات الهه ، أود التنبيه بأنني اختصرت العشرات من الأحاديث المشابهة والمروية بطرق أخرى صحيحة وما سأذكره هو فيض من غيض:
تاريخ الإسلام للذهبي ج 16 ص 429عن نعيم عن . . . . أم الطفيل أنها سمعت النبي يقول رأيت ربي في أحسن صورة ، شاباً ، موقراً ، رجلاه في مخصر ، عليه نعلان من ذهب وقد صحح الشيخ ناصر الدين الألباني حديث أم الطفيل في تعليقته على سنة ابن أبي عاصم برقم (471) وجاء فيه أنها سمعت رسول الله يذكر أنه رأى ربه عز وجل في المنام: أحسن صورة، شاباً، موقراً، رجلاه في خضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب!
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ج 1 ص257 وأما الروايات عن ابن مسعود فإنما فيها تفسير ما في النجم ، وليس في قوله ما يدل على نفي الرؤية لله ـ تاريخ الإسلام للذهبي ج 16 ص429 عن نعيم عن . . . . أم الطفيل أنها سمعت النبي يقول رأيت ربي في أحسن صورة ، شاباً ، موقراً ، رجلاه في مخصر ، عليه نعلان من ذهب!!!
. ـ الاَحاديث القدسية من الصحاح ج 1 ص 158ـ حديث : أتاني ربي في أحسن صورة ، أخرجه الترمذي عن ابن عباس : إن الله وضع يده على كتف رسول الله حتى وجد رسول الله بردها بين ثدييه أو قال في خدي . وروى نحوه أيضاً في ج 2 ص 44
والقسطلاني في إرشاد الساري ج 7 ص 320 - 359ـ وقال أبو الشيخ في طبقات المحدثين ج 2 ص 432 عن عبدالله بن عباس أن رسول الله خرج يوماً على أصحابه مستبشراً .. فقال لهم : إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة . . . . فوضع يده على كتفي فوجدت بردها بين ثديي .. ـ وقال في ج 1 ص 129عن عبدالرحمن بن المبارك بن فضالة عن أبيه : كان الحسن يحلف بالله أن محمداً قد رأى ربه تبارك وتعالى . ـ وقال الطبري في تفسيره ج 7 ص 162خالد الحلاج ، قال سمعت عبدالرحمن بن عياش ، يقول صلى بنا رسول الله ذات غداة فقال له قائل : ما رأيت أسعد منك الغداة ، قال : ومالي وقد أتاني ربي في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد ؟ قلت أنت أعلم ، فوضع يده على كتفي فعلمت ما في السموات والأرض . . . . الخ!!
فإذا ما علمنا ثبوت يدين وخمس أصابع لله وعرش يحمله ثمانية وغضب وضحك وعجب وحياء واستحياء ومكر واضلال وكشف سيقان...الخ وعينين للتحذير في حديث الأعور الدجال (فاعلموا أن ربكم ليس بأعور) فهل من الممكن لمحمد أن يحذرهم من أن الرب ليس بأعور إلا للتصور العقلي للإله كما كان في مخيلة رسول الله بأن صورته كالبشر وهو ليس اعور، فالتواتر في رؤية محمد للإله لا يستطيع أحد دحضها وتواتر خلق الله آدم على صورته أيضا!!!
وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وأحمد من طريق بن عجلان عن سعيد عن أبى هريرة مرفوعا لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته!! وكذلك أخرجه بن أبي عاصم أيضا من طريق أبي رافع عن أبى هريرة بلفظ إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة وجهه .
حديث بن عمر بإسناد رجاله ثقات وأخرجها بن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول , قال " من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن "
صحيح مسلم ج 8 ص 32 : حدثنا نصر بن على الجهضمى حدثني أبى حدثنا المثنى ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبى أيوب عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى حديث ابن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فان الله خلق آدم على صورته .
صحيح البخارى ج 7 ص 125: حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فأنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن!!!
وفي الختام... المفسرون والمرقعون وقعوا في حيرة من أمر الرؤية في ذلك حتى زاد بعضهم كلمة في منامه على ما تواتر من أحاديث الرؤية، ولكن نسي هؤلاء إن تصريف الرؤيا بالمنام لا تغني ولا تسمن من جوع، لان الحديث الصحيح (رؤيا الأنبياء حق) أي انهم لا يرون إلا الحق ، وإذا كان الشيطان لا يتشبه بصورة الرسول في المنام بحسب قول خير الانام، فكيف تمثل الشيطان بصورة الإله او من ينوب عنه للرسول !!!! والذي لا جدال فيه ان الظاهر والواضح عقليا في مخيلة اشرف الأنبياء والمرسلين وما كان يدور في خلده هو أن الإله عملاق كبير، أي لم يتغير شيء في عقلية رسول الله نحو حجم الاله، لا في جاهليته ولا اثناء نبوته، والا لماذا لم يستنكر رسول الإسلام هذه الصورة البشرية لألهه؟؟ بل على العكس نجد انه كررها مئات المرات وبصورة مستفيضة وبإصرار قل نظيره، ويكفينا الحديث الصحيح (فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) فما الغرض من ذلك، فهل كان لا سامح الله اهل قريش قبل ذلك يعتقدون ان هبل اعور فصحح رسول الله مفاهيمهم ام ماذا...ولا زالوا يقولون....ليس كمثله شيء!!! تحياتي.
أقرأ ما في الرابط في حق رؤيا الأنبياء
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=121716
(منقول من هنا وهناك وبتصرف)

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات