أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - الولادة الإبداعية ، وطول القصيدة العامودية ، العصرية.














المزيد.....

الولادة الإبداعية ، وطول القصيدة العامودية ، العصرية.


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


عشتار الفصول:10021
الولادة الإبداعية ، وطول القصيدة العامودية ، العصرية.
لن أتحدث عن مراحل الحبل الإبداعي. لكوني جئتُ على هذا المضمون ، غير مرة، لكن سنتحدث اليوم عن أهمية ترك المولود الإبداعي كما هو دون إجراء عمليات تجميلية سوى تنظيف جسده من الدماء العالقة على إثر الولادة .
لأنّ في هذا الجزئية يكمنُ مقتل الإبداع.حيث يختلف الإبداع عن الصنعة وإن كان لا بدّ للمبدع من معرفة الصنعة وأدواتها وجميع الظروف والمتغيرات في آليتها ، لكن العملية الإبداعية بحد ذاتها ليست صنعة ،وإنما خلق جديد بعدما حول المبدع الواقع الحقيقي، إلى خيال ومن ثم إلى نموٍ جنيني في الذات العاقلة المبدعة، وبهذا فالمولود الإبداعي لايأتي من خلال تصنع أو تكلفٍّ ، أو اجترارٍ للصور والأخيلة وباقي النظم الحرفية والموسيقية لهذا المولد أو ذاك..إنّ المولود الشرعي ينطلقُ صارخاً كطفل ٍ ولد للتو ، أجل إنها للحظة الانبثاق ، وكلّ عملية تجميلية نُجريها على المولود ، هي بمثابة تشويه لجسده، الذي لسنا نحنُ من صممه وقرر ولادته على هذا الشكل أم ذاك... ؟!!لسنا من يقرر أيّ نوعٍ هو المولود القادم !!هذا إذا كنا أمام شخصية مبدعة والموهبة أول المقاييس للعمل الإبداعي وليس صناعة هذه القصيدة أو ذاك النص، وتأتي العملية الداعمة للموهبة المتابعة والمثابرة حيث نرى الموهوب تتملكه روح العزيمة والصبر والحفظ والنسيان و المحي والبري والتزود بكلّ أدوات الصنعة التي يعشقها، نقول يعشقها وكم من عاشق ٍ حسود وقع في فخ اللاموجود...إذا لسنا نحنُ من يقرر مع الولادة هل سيكون المولود قصيدة عامودية أم تفعيلية؟ أم حداثوية؟. قصة أم مقالة؟!! مسرحية، أو كلمات أغنية شعبية؟!! لستَ أنت ولا أنا من يُقرر ذلك..وبهذا قلتُ سابقا وأكرر
فلستُ أنا من يكتب القصيدة، بل هي التي تكتبني.كما لا أتحكم بساعة الطلق ، ولايوجد عني الوقت الكافي لأحاور هذا الكائن القادم من أعماق ذاتي بعد رحل حبل لا أعرف متى كانت بدايتها...، أجل لأنني في تلك اللحظات منشغل بالمولود القادم من عوالم تكمن في أغوار ذاتي، وكانت من قبل قد تبرعمت منذ زمن بعيد في اللاشعور وفي أغوار النفس ،وحين تأتي ساعة ولادتها، فلا قدرة ، ولا أنا من يسير العملية ..حيث تولد كما يولد الطفل الجميل.أو الطفلة ذات الشعر الأسود، والعيون السوداء الواسعة .ونسمع صراخ العمل الإبداعي عندما تجتاز الروح مسافة الطلق، لنحس ونرى ونلمس معالم وجود كائن إبداعي نتابع ولادته حتى تنتهي . فقد لا تستمر أكثر من بيتين، أو سبعة أبيات ،أو عشرين بيتاً ، ولكننا على يقين أن ترك القصيدة ،هذا (المولود الجديد).بعد التوقف ونعود إليه بعد يوم أو ساعات لنكمل إطالة جسده ، أعتبر هذا تشويهاً وغيرحالة صحية ولا نفسية لتلك الولادة ، ربما يحق لي وبكلّ حرص أن أمسح عن عيونها بعض دم الطلق وعن يديها وصدرها وقدميها لكن ليس أكثر .
إن ماكان يقوم به الشعراء في العصر الجاهلي ،وما تلاه فتلك حالات تعود زمنهم ،وحالتهم، و رأيهم، والطبيعة، والصفاء الذهني الذي كانوا يعيشونه.
فأنا لستُ مع المعلقات الطِوال، لأننا (نؤمن أن لكلّ قصيدة بيتها ولكل شاعر قصيدته). ثم واقعنا الحالي يفترض السرعة، والمعلومة المكثفة ،والشعر هو تكثيف المعاني، محمول على ألفاظ ومحسنات بديعية، وعلى خيال جامح، يأخذك إلى رحاب الله الواسعة.
لهذا أرى أن الشاعر، أو المبدع، كالمرأة ،التي تلد مولودها دفعة واحدةً، ولا تؤجل بقية منه في رحمها وتدفعه بعد حين .فتلك مشكلة وإشكالية في عمق العملية الإبداعي. وأنبه إلى أنَّ هذا القول لاينطبق على العمل الإبداعي المسرحي ،والقصصي ،والروائي، فنحن نتحدث عن القصيدة بكلّ حالاتها وتسمياتها...أما النصوص والأبحاث فتلك مسألة لا نقصدها ...وما جئنا عليه بشأن المولود الإبداعي هو ما أتبناه وأراه ولا أفرض رأي على أحد في ذلك.... لكن لستُ مع عمليات التجميل التزويرية التي تُجرى على المولود الإبداعي(القصيدة) والنشيد ، بأيّ شكل من الأشكال..
اسحق قومي
31/1/2017م



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
- الطلاق في الكنيسة الانطاكية الأرثوذوكسية في العالم.
- حركة الترجمة السّريانية
- سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.
- تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه س ...
- اسحق حنا قومي
- كتابنا القصور والقصوارنة في الزمن المقهور.
- قصيدة بعنوان: حبيبتي من سليكون...
- أسئلة للنقاش والحوار....
- اللوتس المهاجر يقول كلّ عيد فطر وأنتم بخير
- قصيدة بعنوان: الروح تصهل بالموت.
- رسالة من اسحق قومي إلى الأستاذ ميشيل كيلو.
- قصيدة بعنوان: الجريمة...
- لنستيقظ جميعاً قبل فوات الأوان
- الربيع العربي وسقوط آخر خلافة عربية....
- السريانية الآرامية مكوّن قومي وليس دينياً في سوريا.
- رسالة إلى السفير الأمريكي بدمشق
- خطاب الرئيس الأمريكي السيد باراك حسين أوباما
- مابعد تونس...استثناءات
- أنا لستُ منتمياً.....


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - الولادة الإبداعية ، وطول القصيدة العامودية ، العصرية.