أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد يوسف عطو - العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج4















المزيد.....

العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج4


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 15:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


العلاقة بين عبد الناصر

تاميم شركة قنال السويس

الحاقا بالجزء الثالث والمنشور على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=546450

كتبت الدكتورة عصمت السعيد في كتابها (نوري السعيد رجل الدولة والانسان)بان اعلان عبد الناصر بتاميم قنال (قناة )السويس وقع كالصاعقة في انحاء العالم ,وان الغاء عقد من جانب واحد هو خرق للقانون الدولي وللاعراف السائدة .

واغرب مافي الامر هو ان انتهاء تاريخ العقد كان قاب قوسين او ادنى .. ولا يحتاج الامر الى هذه الخطوة العنيفة من جانب عبد الناصر .لقد فوجيء اعضاء مجلس ادارة شركة القنال عند سماع الخبر , واظهرت الاوساط السياسية في بريطانيا وفرنسا خوفا على مصالحهما الحيوية .
تقول الدكتورة السعيد ( وانصافا للتاريخ نقول ان مصر ذاقت الامرين من تمسك بريطانيا بقاعدة السويس لمدة تجاوزت سبعين عاما .اذ كانت تعد تارة بالاخلاء ثم تتراجع تارة اخرى.وتجد حججا متواصلة للاستمرار في احتلالها ..وقد زاد قلقها عندما شعرت بتوغل النفوذ الروسي الى المنطقةعن طريق مصر فاندفعت في مناصرة ميثاق بغداد واشتركت فيه بامل ان تحمي هذه المؤسسة الدفاعية ارجاء المنطقة من تسرب الحرب الباردة ..ويبدو ان الرئيس جمال عبد الناصر قبل القيام بتنفيذ هذا القرار الخطير اعتمد على مساندة السوفييت والبلاد الاشتراكية الاخرى .

كما ثبت علاقاته بالدول المحايدة بعد الاجتماع مع نهرو وتيتو في (بريوني )في 19 يوليو 1956 وعلاوة على ذلك كان الرئيس المصري يعتمد على سكوت امريكا عن طريق مركز المخابرات الامريكية , ويعلم بوجود خلافات وتنافس خفي بين اعضاء المعسكر في آن واحد.وذلك في وقت عصيب كانت فيه احتياجات مصر المالية لاتكفي لسد ميزانية الدولة من جهة , او مواجهة المصاريف التي تستنفدها الدعاية الناصرية من جهة اخرى ).



وتكمل الدكتورة السعيد بان التاميم حق مشروع للدول وذلك باتباع الاجراءات القانونية . اما العقود الدولية فهي تستوجب التفاهم بين الطرفين حول القضايا مدة انتهاء العقد والخسائر المتوقعة والتعويضات المنتظرة. ولكن عند الغاء الاتفاق من جانب واحد فقد يصل الامر الى نزاع يؤدي الى قيام حروب .
كان عبد الناصريدرك ذلك لكنه آ ثر اتباع المقامرة والمغامرة , والذي سيسير على نهجه المغامر صدام حسين ,قرب انتهاء مدة العقد الاصلي.اما مبررات عبد الناصر للقيام بمغامرته فهو امتناع صندوق النقدالدولي عن القيام بتمويل مشروع السد العالي .كما امتنعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مساندته . لذلك اتخذ عبد الناصر قدرته على تحدي الغرب علنا , لكنه كان يسعى الى تهدئة الامور في الخفاء , والدليل هو انه رغم الادعاءات الناصرية الصاخبة التي كانت تشنها مصرضد العراق وضد نوري السعيد بالذات , الا ان عبدالناصر ابرق مساءالى السفارة المصرية في لندن فور اعلان قرار التاميم .

وطلب الى القائم بالاعمال سامي ابو الفتوح ان يقابل نوري السعيد, حيث كان نوري السعيد يقضي اجازته مع عائلته ,لكي يتباحث في طريقه لتهدئة الزوبعة التي اثارها خبر التاميم في الاوساط السياسية في لندن . وصل سامي ابو الفتوح بشكل فجائي الى الشقة التي يقطنها نوري السعيد . وعندما سالته عن سبب هذه الزيارة اجابها نوري السعيد بان عبد الناصر اراد الاستعانة به في حل مشكلاته مع الانكليز في قضية التاميم.

واضاف بانه سيذهب الى وزارة الخارجية في الصباح للبحث في الموضوع. نظرت السيدة السعيد بدهشة الى نوري السعيد وقالت له :(ايطلب منك عبدالناصر التوسط رغم هجوم صوت العرب المتواصل ضدك ؟) فاجاب نوري بعصبية (اتركينا من هذه الخزعبلات .. الموقف خطير..ويتحتم علينا التآزر حالا , فاسرائيل عالباب .. افهموا ذلك جيدا .. لسنا اطفال فالمصلحة واحدة ..تكمل الدكتورة السعيد(ثم انصرف الى حجرته غاضبا . والله يشهد على مااقول .لقد كان هذا موقف الرجل الذي ظل صوت العرب والصحافة المصرية تكيل له الافتراءات مدة طويلة من الزمن ).لقد تمسك نوري السعيد في محادثاته مع دول الغرب بابراز اخطاء المعسكر الغربي في معاملاته مع مصر والدول العربية , وذكرهم بتصريحاته السابقة بالاصرار على وجوب تسليح الجيش المصري من قبل بريطانيا ولولايات المتحدة , وعدم ترك المجال لتسرب نفوذ دول اخرى .

كما انتقد نوري السعيدالموقف السلبي لصندوق النقد الدولي بسحب موافقته على تمويل مشروع السد العالي , واعطى نوري السعيد التبريرات الى عبد الناصر . فالحاجة الملحة تبرر الوسيلة احيانا.لقد دعى رئيس وزراء بريطانيا انطوني ايدن عدد كبير من رجال السياسة واقطاب الكومنولث للاستنارة بافكارهم حول الموضوع .كان من ضمن المدعوين نوري السعيد وطارق العسكري الوزير المفوض في السفارة العراقية ..

في الاجتماع نظر نوري السعيد الى الحاضرين ثم سال السيد آيدن : لمن الدعوة؟ومن هم الحاضرون؟فاجابه ايدن :لقد جمعت مندوبي الكومنولث لهذا الاجتماع واردت الاستنارة برايك في عملية التاميم .فاحاب نوري السعيد بدهشة : ظننت ان هذا الاجتماع سيضم ممثلي الدول الكبرى واصحاب الشان في قضية التاميم للتشاور فيما يمكن القيام به لحل الازمة السياسية , ولكني اجد نفسي هما في محور الكومنولث .وهكذا رفض نوري السعيد حضور الاجتماع .

تذكر الدكتورةعصمت السعيد تفاصيل اللقاء بين المستر ايدن ونوري السعيد ,كما رواه لها نوري السعيد :
(كنا نتباحث في موضوع شركة القنال فقلت لايدن بان التاميم من حق الشعوب ,وانه يجب الاتفاق بالحسنى حول المسائل التي ستنجم من الغاء العقد الدائم , فشعرت باستيائه من كلامي , اذ بدا يعاتبني على دفاعي عن حركة التاميم والهجمة القاسية التي سيتحملها عبد الناصر لتبرير موقفه .كان ايدن يامل ان ابدي سخطي على هذا الموقف , وعندما كرر العتاب , ضقت ذرعا به , وقلت له بانفعال ظاهر (التاميم من حق الشعوب ولا ارى فيه شائبة .اما اذا كا نبينكما ثارا وتشعر بريطانيا بان مصالحها مهددة فانتم احرار في اتخاذ قراراتكم , فلست وصيا على عبد الناصر ,بل اقول لكم جيدا بانه لم ياخذ راي اية دولة عربية عندما قام بحركة التاميم .

ورغم ذلك فانني احذركم تحذيرا قاطعا , وانصحكم بعدم اقحام اسرائيل في اية خطوة تتخذونها ضده . فالعالم العربي باسره سيهاجمكم ,وسيكون صوت العراق داويا , وسيقف ثابتا الى جانب اخوانه العرب ).

مسك الختام :
هل يمكن توصيف نوري السعيد بالعميل ام بالوطني ؟اعتقد جازما ان المعارضة العراقية وخصوصا السرية منها رضعت من الدعاية الهدامة للاعلام الناصري ولاذاعة صوت العرب ولاكاذيب هيكل ولصناعة الدعاية النازية والتي استوردها عبد الناصر .وما تزال الاحزاب السياسية في العراق متاثرة بالاعلام الناصري وبثقافة الحرب الباردة وبالدعاية لسياسة التاطير , والكلام الايديولوجي داخل اطار واحد محدد : عميل مقابل وطني ..وهكذا .

علينا دراسة تاريخنا الحديث بنزاهة وتجرد فق المناهج النقدية الحديثة .ولازلنا ندور في نفس الدوامة ونعيد صناعة العنف والانقلابات والمؤامرات فهل من منصت ؟



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج3
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج 2
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج1
- حديث عن الحاجة الى ثورة جنسية
- عبادة الرموز الجنسية
- البحث في نفسية صدام حسيين
- ماليس من متغير : اعياد الميلاد
- عبادة الجنس :عبادة القضيب نموذجا
- الانسان الحيوان المتدين
- نهنئكم بعيد الميلاد المجيد والسنة الميلادية الجديدة
- قرود الشمبانزي اخوتنا واولاد عمومتنا
- انتهى زمن القادة العظام
- الوطن بين الواقع والايديولوجيا
- التنوير هو الحل
- دعوة الى العقلانية: لاافراط ولا تفريط
- حديث حول الحداثة في العراق
- الحمار لايشرب الخمر
- بداية العلاج الاعتراف بالمرض
- جذور جريمة ختان النساء في مصر
- ايران والطريق الى العلمانية


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد يوسف عطو - العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج4