أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الأسباب والنتائج لكارثة احتلال الموصل















المزيد.....

الأسباب والنتائج لكارثة احتلال الموصل


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حقنا أن نقول عن تسليم الموصل والمناطق الأخرى لداعش الإرهاب أنها كارثة بالمعنى الصحيح ستبقى آثارها المأساوية سنين طويلة، ومن حقنا أن نسال ـــ لماذا "`طمطم* " التحقيق وأصبح في خبر كان؟ ومن حقنا أن نطالب بضرورة الكشف عن حيثيات التحقيقات السابقة ونتائجها والمتهمين الذين يتحملون مسؤولية تسليم الموصل والمناطق الأخرى؟ هذا الطلب الذي يرتبط بمصير البلاد وما آلت إليها الأوضاع من فواجع وضحايا بشرية تقدر بالآلاف ودمار وفساد كلف المال العام، مال المواطنين المليارات من الدولارات غير المعروفة والمقدرة فقط، هذا الطلب الذي يمنح أي مواطن عراقي حق الإطلاع ومعرفة الحقيقة التي سعى البعض من القوى المتنفذة إلى طمسها وتفريغها من محتواها لتكون تحقيقات مقيدة بالقرارات السياسية لخدمة القوى السياسية صاحبة القرار والسلطة ، الملامة وحدها لا تكفي ومبادلة الاتهامات طريقة للتمويه وهذا ما حصل منذ بداية مشكلة الصراع اللامبدئي للاستحواذ على كامل السلطة وبخاصة من قبل ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي المساهم الأول في تسليم الموصل والمناطق الأخرى لداعش الإرهاب وهذا الاتهام ليس محصور بقوى وأحزاب عراقية فحسب بل من دول عربية ودول أجنبية وهذا الاتهام هو السبب الرئيسي لإبعاد نوري المالكي من رئاسة الوزراء وإبداله بحيدر العبادي لكي لا تفلت قيادة السلطة من يد حزب الدعوة ومن ثم ائتلاف دولة القانون وتحت مظلة التحالف الوطني الشيعي ، الكارثة التي أصابت ليس ثلث العراق فقط بل كل العراق مازالت تتفاعل بتداعياتها السوداء وفواجعها التي لم تسلم منها أي منطقة أو بقعة إلا ودفعت الثمن باهظاً من أبنائها ومواردها واقتصادها حتى نسبة الفقر ازدادت حسب إحصائيات معترف بها حوالي 30% نتيجة للكارثة والازمة التي تفاعلت أكثر بعد هيمنة داعش الإرهاب وقيام الحرب المستعرة، إلا أن الكثير من الأسئلة التي طرحت بقت في دائرة الأسئلة فقط بدون أجوبة شافية عن مسؤولية ما جرى ويجري على الرغم من وضوح الرؤيا وتوجيه أصابع الإدانة والاتهام لرئيس الحكومة السابقة وقادة رجال الجيش في الموصل وغيرهم من القادة الأمنيين والسياسيين وفي آخر الأمر حتى الإدارة الأمريكية السابقة الحليفة لنوري المالكي التي ركزته في السلطة فلقد فكت عقدة لسانها بشكل صريح على لسان وزير الخارجية جون كيري ونقلتها " وكالات " يوم الأربعاء 18 / 1 / 2017 ، ولام وزير الخارجية جون كيري في مقابلة صحافية رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي قائلا، إنه عمل على تشكيل ميليشيات طائفية مما أضعف القوات في الموصل لتهرب منها أمام داعش مما سهل سقوطها، ثم أضاف إلى أن " نوري المالكي تسبب في جانب كبير من مشاكل العراق وبنى جيشا طائفيا ومنقسما". هذه الحقيقة تعرفها اكثرية القوى السياسية والدينية داخل الحكومة أو خارجها بما فيها قوى مهمة في التحالف الوطني الشيعي، البعض منها سكت ومازال يسكت وقسماً يدين ويتهم ولكن بخجل، وآخرون يشيرون بصراحة ودون أي لبس نحو شخص نوري المالكي والبعض ممن معه في ائتلاف دولة القانون أدركوا هذه الحقيقة لكن تحالفهم يمنعهم من المطالبة بعرض القضية على البرلمان أو السلطة القضائية وعندما حاولت اللجنة القانونية في البرلمان إجراء البعض من التحقيقات بقيادة النائب الزاملي تم الالتفاف على التحقيق وتسفيهه ولملم الموضوع " ببوس الشوارب وتزاوج المصالح " ومع ذلك فكل القوى الوطنية والديمقراطية وأكثرية المواطنين يعرفون المسبب الحقيقي، فليس من المعقول عند هزيمة عسكرية أو خسارة جزء من ارض الوطن وهروب حوالي ( 3) فرق عسكرية بمعداتها والياتها وأجهزتها العسكرية وقيام حرب مدمرة ونتائجها المأساوية من ضحايا ومفقودين يعدون بالآلاف وضمنهم حوالي أكثر من 1600 شهيد من البيشمركة، أما الهاربين والنازحين من المواطنين في المناطق الساخنة فهم يعدون بمئات الآلاف حيث يقطنون العراء والمخيمات السيئة، كل ذلك يحاول البعض أن لا يتحمل المسؤولية رأس الدولة الذي هو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وقادة عسكريين كبار كان خلف تعيينهم القائد العام وأيضاً تكليفهم بالمهمات العسكرية وإذا بهم يتركون فرقهم وقطاعاتهم العسكرية هاربين مستبدلين ملابسهم العسكرية بملابس مدنية بينما توزع اتهامات بائسة بعيدة عنهم، لقد نشرت اتهامات مباشرة في 18 / 1 / 2017 ونشرتها شفق نيوز من قبل الفريق جمال محمد رئيس أركان قوات الپيشمرگة أثناء لقاء خاص مع مجلة گولان "أن سياسة المالكي وطغمته الفاشلة وخاصة القادة‌ العسكريين منهم هي التي جلبت داعش الذي تسبب في كل المآسي والخراب التي تعرض لها العراق عامة "
بكل صراحة هذا هو القول السليم الذي قيل عن المسبب في جلب داعش الإرهاب وتمكينه منذ البداية بسبب السياسة الطائفية التي انتهجها نوري المالكي أثناء الاعتصامات والمظاهرات التي طالبت بالإصلاح ومحاربة الفساد وتطهير الأجهزة الأمنية المخترقة وبدلاً من التوجه لمعالجة الأخطاء والممارسات السلبية اعتمد نهج العصا الغليظة التي دفعت الكثير من فئات المجتمع المحايدة إلى الوقوف بالضد من نوري المالكي مما ساعد داعش الإرهاب على توسيع نفوذه وإيجاد طرق وأساليب لخداع وعي الناس وليس هذا فحسب فقد كانت التصرفات المنافية للقوانين وحقوق الإنسان والنهج السيئ الذي اتبعته الأجهزة الأمنية والقادة العسكريين في الموصل عبارة عن وضع الزيت على النار مما زاد من أوارها واتساع رقعتها، في هذا الصدد أكد الفريق جمال محمد أنها "جاءت نتيجة التصرفات الشوفينية للقادة العسكريين التابعين للمالكي وتصرفاتهم المشينة والسيئة مع المواطنين في الموصل والمنطقة والتي جعلت المواطنين الموصليين والمحافظات الأخرى يشمئزون منها ودفعهم إلى عدم إبداء أي مقاومة لهجمة داعش، بل واستقبالهم". وهو رأي أكدنا عليه منذ البداية وقبل تصريحات الفريق جمال محمد والعديد من التصريحات المتأخرة .
إن أسباب الكارثة ونتائجها التي حلت ومازالت وهيمنة داعش الإرهاب على مساحات واسعة من ارض الوطن وتدمير واسع النطاق " بشرية أو اقتصادية" هي بسبب السياسة الطائفية الرعناء التي سلكتها القوى الطائفية وبخاصة ائتلاف دولة القانون وأثناء رئاسة نوري المالكي الذي أثبتت الوقائع ارتباطاته الخارجية غير الطبيعية وقد كشف تقرير نشرته وكالة ( أرنا ) الرسمية الإيرانية أثناء زيارة نوري المالكي الأخيرة مدى عمق هذه العلاقة والتفاهم المشترك حول قضايا عراقية وعربية وأكدت أن " نوري المالكي الذي يعد حليفا صلبا للجمهورية الإسلامية الإيرانية يحظى بدعم طهران على الدوام" وفي ختام هذا التقرير المهم أكد على " ولذلك نجد المالكي ذلك الزعيم السياسي المقرب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يحتفظ بعلاقات طيبة ووثيقة جدا مع طهران وان زيارته لإيران تندرج في إطار الأجواء الانتخابية في العراق وقضية تحرير الموصل وحلب".
ــــ لا نعرف لماذا تهتم إيران بالأجواء الانتخابية العراقية وقضايا تحرير الموصل وحلب ولا تذكر فلسطين التي هي شماعة يعلق الساسة الإيرانيين أرائهم وتصريحاتهم عليها ويهددون بإزالة إسرائيل!!
ونسال ــــ هل تسمح إيران لنوري المالكي أو غيره أن يناقش الأجواء الانتخابية في إيران؟ فلماذا يسمح بالعكس؟ أليس هذا سؤال وجيه يطرح على أي مسؤول عراقي له علاقات خاصة مميزة مع أي دولة خارجية وليس إيران فحسب!
إننا لسنا بالضد من أي علاقة طبيعية مع دول الجوار بما فيها تركيا وإيران على شرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية وأن يكون هناك الاحترام المتبادل لعلاقات الصداقة على أسس متكافئة لمصلحة الشعب العراقي ومصالح الشعوب الأخرى لكننا في الوقت نفسه ندين التدخلات بأي شكل كان " سياسياً أو طائفياً " التي تُشجع من قبل سياسيين عراقيين وكأنهم إيرانيين الجنسية بحجج واهية وتكال بمكيالين بين دولة وأخرى مثلما يحصل مع تركيا وإيران، فبدلاً من الاعتماد على مثل هذه المصادر إعادة الثقة بمصادر الشعب والاعتماد عليه للوقوف ضد من يتسبب في أذية العراق وفي أذيته للشعب العراقي، الوطنية هي التي ترى مصلحة البلاد فوق أي مصلحة ذاتية ومصلحية وتهدف لخدمة مصالح الشعب والوطن ليس إلا..
------
* طمطم .. عامية دفن بالتراب



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يستمر سلسال الدم العراقي؟
- القمع وإرهاب المواطنين أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان
- إدانة جريمة اختطاف الصحافية العراقية أفراح شوقي
- استمرار التوجه لتعميق نهج الطائفية وتقاسم السلطة
- لا عدالة في استقطاع نسبة 3.8 من فم ذوي الأجر المحدود
- الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب
- العملية السياسية وبناء الدولة المدنية في العراق
- تداعيات تشريع قانون الحشد الشعبي
- أطفال مخيم دوميز*
- رفض التدخل في الشأن العراقي تحت حجج حماية الشعب العراقي
- الانتخابات القادمة يجب أن تكون وفق معايير النزاهة والعدالة
- هل يعود العراق على الأقل موحداً؟
- أنتصر حينما تساومني الشكوك
- هل الميليشيات الطائفية أقوى من الجيش العراقي ؟
- مَنْ وَهَمَ الأنام؟
- الحوار البناء بين الحكومة وحكومة الإقليم طريق للحل الموضوعي
- أضغاث شظايا
- تكهنات الحرب ما بعد تحريرالموصل
- قصائد عائمة
- لا فضيحة في ظهور الفساد كفضيحة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الأسباب والنتائج لكارثة احتلال الموصل