أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسن زهور - عودة المغرب الى هويته الافريقية














المزيد.....

عودة المغرب الى هويته الافريقية


الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رجوع المغرب الى هويته الافريقية

منذ السبعينات من القرن الماضي ناضلت الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب من اجل ارجاع الهوية المغربية للبلد باعتباره بلدا إفريقيا و ليس عربيا بمفهومه العرقي. فكان ميثاق اكادير سنة 1991 اول ميثاق مغربي يقر بالهوية المغربية المتعددة الأبعاد: ” البعد الأمازيغي و البعد الاسلامي و البعد العربي و البعد الإفريقي و البعد الكوني و هي ابعاد لا يمكن اختزالها في بعد او نموذج واحد على حساب الأبعاد الاخرى”.
لذلك شكل ميثاق اكادير تحولا هاما في مسار الحركة التصحيحية في الثقافة و الحضارة و الهوية المغربية امام هيمنة فكر قومي ايديولوجي يعتمد على القومية العربية المهيمن على الساحة السياسية و الثقافية بالمغرب و بشمال إفريقيا.
و رغم ان الدساتير المغربية السابقة تؤكد على ان المغرب ” دولة افريقية..” فان البعد الإفريقي هذا لم يتم تفعيله بسبب انشغال المغاربة بقضايا الشرق القومية و بتكريس البعد العربي للمغرب. انعكس هذا في علاقة المغرب بإفريقيا، فكانت هذه العلاقة تعتمد على ما هو سياسي بما يفيد مصلحة المغرب السياسية خصوصا في قضية الصحراء . و تم إغفال الأهم هو البعد الهوياتي و الثقافي الإفريقي للمغرب اي ان ينخرط المغرب في هذا البعد الهوياتي باعتباره بلدا إفريقيا انتماء و ثقافة وهو ما لم يفعله ( من التفعيل) المغرب و اقتصر على البعد العربي الشرقي فعزل نفسه عن محيطه الإفريقي و عن أصله و هويته الأمازيغية.
وبما ان السياسية تتغير بتغير المصالح فقد غيرت بعض الدول الإفريقية نظرتها و سياستها اتجاه المغرب و اعترفت بالبوليزاريو، فمالت نحو الأطروحة الجزائرية التي روجت لشعار إفريقيا للأفارقة، وهو شعار أمازيغي قديم أول من نادى به هو الملك الأمازيغي ماسينيسا.
المغرب مؤخرا وعى بأهمية البعد الإفريقي للدفاع عن إفريقيته أولا و عن مصالحه ثانيا فبدأ بالرجوع الى هذا البعد الإفريقي بتوظيف هذا الشعار الأمازيغي القديم لكن من جانبه الاقتصادي و الاجتماعي ( إفريقيا للأفارقة: رابح رابح).
الجزائر حاليا ، التي اعتمدت بدورها على المجال السياسي لهذا الشعار ، بدأ نفوذها بالانحسار، لأن ما بني على الشعارات لن يدوم فشعار إفريقيا لديها شعار سياسي ربطته بتصفية الاستعمار الذي تخلصت منه إفريقيا لكن الجزائر حاولت توظيفه لتجزئة المغرب مستغلة إهمال المغرب لبعده الإفريقي، و إهماله توظيفه ورقة العروبة التي تنادي بها الجزائر بتعرية نفاقها السياسي و نفاق هذه الإيديولوجية القومية العربية التي ترتكز عليها الجزائر في نظامها السياسي لكشف وجه الجزائر الغير الإفريقي ( بدأ المغرب يتخلص من التراكمات السلبية لهذه الإيديولوجية القومية بفضل نضال الحركة الثقافية الأمازيغية و المثقفين الديموقراطيين)، فالقومية العربية تتعارض مع الافريقانية و هو ما جزا السودان الى دولتين بسبب إصرار رئيسها البشير على فرض التوجه العربي الإسلامي على الدولة السودانية المتعددة الأعراق و الديانات.
المغرب الآن استغل إفريقيته و استفاد من سلبيات تجربته السابقة بإعادة الاعتبار للبعد الإفريقي في هويته و بدا بالاستثمارات في إفريقيا. لكن هل الجانب الاقتصادي للهوية الإفريقية للمغرب كاف لتعميق هذا البعد الإفريقي؟ الجواب لا. فلا بد من القاعدة الصلبة و تعتمد عليها كل المصالح و العلاقات و الأبنية الصلبة و هي الثقافة و الهوية.
الثقافة هي ما يقوي لحمتنا الإفريقية بالافارقة؛ المغرب بلد إفريقي أمازيغي الهوية و عربي و أمازيغي و إفريقي الثقافة. فما قام به المغرب من تسوية الوضع القانونية لبعض الأفارقة خطوة اولى لابد ان يليها الأهم وهو تعميق الوعي الهوياتي و الثقافي المتميز لهذا البلد وفقا لما قرره الدستور المغربي، بمعنى القطع مع الممارسات و الإيديولوجيات القديمة التي أبعدت المغرب عن هويته المغربية و الإفريقية و جعلته نسخة باهتة من الشرق إلى أن أصبح المغربي فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين و عراقيا أكثر من العراقيين أنفسهم، و صار المغربي ينتحر من اجل قضايا ليست قضاياه الوطنية بسبب ضياعه الهوياتي و هشاشة انتمائه.
أول ما يجب الابتداء به تفعيل الدستور عبر تغيير المفاهيم الثقافية و الحضارية في الاعلام الداخلي و الخارجي و في المؤسسات التعليمية بتغيير برامجها التي تمجد الهوية المشرقية للمغرب و الحد من تهافت المثقفين المغاربة نحو تكريس هذه الهوية الأحادية .. بإزالة كل ما يوحي بأن المغرب ذو بعد ثقافي و لغوي واحد .
استغلال البعد الأمازيغي التاريخي للمغرب في علاقته بالدول الإفريقية الثقافية و الدينية، و هنا يجب التذكير بأهمية العلاقات الروحية بين المغرب و الدول الإفريقية جنوب الصحراء ، فالإسلام المغربي الأمازيغي المعتدل هو السائد في هذه الدول مما جنبها التطرف الديني من جهة وهو الاساس الذي استفاد منه المغرب ( كمثال عندما تدهورت العلاقة بين المغرب و السنيغال سابقا و سحب المغرب سفيره من هذا البلد و ردت السنيغال بالمثل كانت الطريقة التيجانية بالسنيغال هي من ضغطت على حكومتها لإرجاع العلاقات كما كانت قبل القطيعة).
ما يجمع المغرب بإفريقيا ثقافيا الشيء الكثير، هناك اولا ارض إفريقيا باعتباره أولا إفريقيا ، ثم الثقافة فالمغرب إفريقي الثقافة بأمازيغيته الإفريقية التي هي وليدة شمال إفريقيا، ثم الدين الإسلامي المعتدل و المتنور كما فهمه و طبقه الامازيغ و امتداده نراه اليوم في البلدان الإفريقية التي ادخل اليها المغاربة الاسلام، ثم الاقتصاد ثم الاحتفاء و تقدير العنصر الإفريقي في بلدنا….



#الحسن_زهور (هاشتاغ)       Zaheur_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة البوليزاريو و القوات المسلحة الثورية الكولومبية: سلام ا ...
- المفكر المغربي بن سالم حميش ينتقد التبعية للمشارقة ليعود الى ...
- غزة بعد العدوان: بين صوت العقل و تهييج العواطف.
- غزة بعد العدوان: صوت العقل و تهييج العواطف.
- نحو مفهوم جديد للأدب المغربي الحديث
- الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب
- -الموريسكي - رواية للمفكر المغربي حسن أوريد ...
- فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة
- تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد
- فلسطينيوا الثورة و فلسطينيوا الثرثرة


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسن زهور - عودة المغرب الى هويته الافريقية