أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المفيد














المزيد.....

المفيد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 17:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المفيد

الحوار الماضي ليس حوارا أفتراضيا بمعنى أننا نقدم رؤية حول قضايا لم ولن توجد بالواقع، أو أنه حورا يجري في عالم فارغ من وجود لها، القضايا التي تناولها الحوار وتركيزا في قضية الدين والإيمان والعقيدة والعقل كلها إنشغالات يومية وتفصيلية للإنسان يعيشها وتعيس معه إن أراد ذلك أو أستغنى، ولكنها في العموم مما لا يمكن تجاهله أو تركه في رفوف النسيان على أمل العودة لها في وقت أخر.
يبقى أن نشير في أول هذا الكلام أن الرؤيا الفردية عند الإنسان لا يمكن أن تشكل أي توافق وتطابق مع الأخر لا في القضايا البسيطة ولا المركبة ولا الخطيرة التي تشمل كامل وجوده وحضوره العام، وهذا متأت من كونية الإنسان أن ينمو معرفيا وفكريا وفهميا في أتجاهات متنوعة وأحيانا متعارضة وإن أعتمد على قواعد ومبادئ واحدة، وهذا الأمر ليس غريبا لكنه متفرد في خصيصة الإنسان، ومن هنا وفي هذه النقطة بالذات أود أن أطرح ردا مميزا على من يدع أن الإنسان الآدمي المعرفي العاقل هو مجرد حيوان أو كائن حيواني تولت ملايين السنين على تأهيله ليكون كذلك.
لو كان الزعم صحيحا أن الإنسان تراكم السنين وخبرة ملايين من الأعوام قادته لأن يدرك أنه متفرد وذو خاصية منفردة على الكائنات الحيوانية الأخرى، فلا بد له أنه وعى ذلك بأداة أما خارجية مميزة ومنفردة أو داخلية لها نظام مختلف عن الحيوانات الأخرى، وبالتالي الأفتراض أنه نتيجة هذا التراكم سيصطدم بمقولة تسليمة أخرى إذا لماذا لم تتطور بقية الحيوانات بنفس الطريق وتحت سقف نفس العوامل؟ وبالتالي فلا يمكن تطبيقه كقانون عام بنفس الشروط والأحوال بغض النظر عن النتيجة لا يمكن أن يكون مبدأ صالح لتطبيقه مرة واحدة حصرا لأنه فاسد في التكوين وغير قابل للتنفيذ أصلا.
القضية إذا برمتها تأويلية وليست علمية ولا تستند لمعطيات مفهوم العلم كونه عاما مجردا خاليا من أحتمالات الفرصة أو الطفرة اللا مبررة في مسار التطور كما يزعمون، نعم الإنسان الذي هو نحن اليوم قد يشترك مع الكثير من الحيوانا وبدرجات عليا في الترتيب التكويني للخرائط الجينية تماما وهذه القائمة تشمل القرد والخنزير والحصان في أعلى السلم، ولكن هذا لا يعني أبدا أننا من سلالة واحدة طفرت مورثاتنا تحت عوامل خدمتها الفرصة المنفردة أبدا، ولو كان الأمر كذلك لوجودنا سلالات أخرى من هذه الحيوانات تحولت إلى كائنات أخرى من المفترض أن لا نجزم أنها ستكون بمستوى الإنسان أو أجدر منه في التعاطي مع مواضيع منفردة أخرى، فمن يزعم اليوم مثلا أن البقر كسلالة حيوانية تطورت أصلا من سلالة الخراف أو من سلالة الماعز والتشابه الجيني بينهما يصل إلى درجات أعلى من التشابه بين الإنسان والقرد مثلا.
أزعم ومن قرائاتي الوجودية أن الإنسان وبالعودة إلى ملاحظات الجيل الأول من الإنسان المتعلم والمدون ومسترشدا ببعض المنطق العقلي الذي يستند أيضا إلى مقولات فوقية، أن هذا الإنسان الذي يكتب ويغني ويبدع ويرقص ويبكي ويقاتل ويحزن وبالأخر يموت، كائن خرافي في فعله وإن كانت خرافته تتمثل في أنه نسي أصل الرحلة وأسبابها والكيفية التي جاء بها، ولكنه في كل مرة يترك خلفه كما هائلا من المعرفة، إنما هو أخر زوار الأرض من الكائنات الحديثة الذي ربما كان في كوكب أو مكان أخر من السماء وجاء في رحلة منفردة للأكتشاف.
من هنا فليس بغريب مثلا أن نجد أعتراضات من البعض على هذه المقولة بأن هذا الزائر الغريب للأرض من العجب أنه يتشارك مع سكان الأرض بالخارطة والموروثات الجنية دون أن يكون هو أيضا مميزا عنهم كونه من بيئة مختلفة أو لنقل من عالم أخر، مثلما هو العلم يقبل الأفتراضات النظرية أولا ليخضعها للبرهان نفترض أن هذا الكائن الذي نجح أن يعيش في بيئة مختلفة عن بيئته وتكوينه وألاف السنين أيضا كفيله بمعالجة الفارق الجيني لا سيما وأنه أنصر وتفاعل وتشارك بالبيئة وما فيها من نباتات وحيوانات شكلت جزأ مهما من بنيته الجسدية لاحقا وأثرت في الوضعية التركيبية طالما أننا قبلنا مبدأ المؤثرات التغيرية تحت قانون الطفرة أو الأنتخاب الطبيعي.
المهم علينا أن لا نترك أي أفتراض وأن لا نستبعد أي أحتمال طالما هناك طاقة للعمل وطاقة للفهم والتجريب والبرهان، الإنسان منذ لحظة الوعي الأولى تأريخيا كان متطلعا لأن يعرف المزيد لأنه واجه عالما معقدا متشعبا يحتاج إلى أطنان من الكتب وسنين طوال ليفهم جزء بسيط من هذا التعقيد والتشابك والبحث ما وراءه من علات وأسباب وغايات، لا تلوموا الإنسان حين يحاول أن يفهم ولكن وجهوا له النقد حين يستكين عن الوظيفة البحثية الكشفية له في الحياة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المفيد