أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف كانت حياة ماريه القبطيه ؟














المزيد.....

كيف كانت حياة ماريه القبطيه ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف كانت حياة مارية القبطية؟
طلعت رضوان
مامشاعرإنسانة انتقلتْ من مجتمع زراعى/نهرى إلى مجتمع صحرواى؟
لماذا لم يفكــّـرالمبدعون فى عمل درامى عن مارية؟
أخذ محمد مارية لنفسه وعاشرها معاشرة (ملك اليمين) وفق ما ورد فى آيات عديدة فى القرآن، وفى يوم ذهبتْ للقاء محمد فأخذها ونام معها على فراش حفصة التى كانت فى زيارة والدها، فلما عادتْ ورأتْ المشهد الذى ترفضه أى زوجة، قالت لمحمد ((على فراشى يارسول الله؟ ولماذا أنا دون زوجاتك؟)) فقال لها أنه سيُحرّم مارية على نفسه بشرط أنْ تكتم الخبرولا تنقله لأحد وخاصة إلى عائشة. ولكنها (بصفتها البشرية) أخبرتْ عائشة. وبسبب تلك الواقعة المادية نزلتْ سورة التحريم. وعن الواحدى قال: دخل رسول الله بأم ولده مارية فى بيت حفصة فوجدته حفصة معها فقالت: لمَ تـُـدخلها بيتى؟ ماصنعتَ بى هذا من بين نسائك إلاّمن هوانى عليك. فقال لها لاتذكرى هذا لعائشة هى علىّ حرام (يقصد مارية بالطبع) إنْ قربتها. فقالت حفصة: وكيف تـُحرّم عليكَ وهى جاريتك؟ فحلف لها ألايقربها وقال لها لاتذكريه لأحد)) (أسباب النزول للواحدى– ص291) فكانت حفصة حكيمة فى قولها لأنّ (التحريم) قـُـصد به الزوجات (الحرائر) أما (ملك اليمين) العبيد والجوارى وأسيرات الحرب و(الهدايا) مثل ماريه فلاينطبق عليهنّ (التحريم)
لم يتوقف أحد من الباحثين (المصريين) ليُحلل مشاعرمارية، تلك الإنسانة المسكينة التى اعتبرها المقوقس مثل الجماد أوأى شىء مادى يصلح للهدايا، فى جريمة من جرائم المقوقس الذى لم يُدافع عن كرامته وكرامة الشعب الذى يحكمه، خاصة وأنّ رسالة محمد إليه كانت بصيغة التهديد ((اسلم تسلم)) مامشاعرها والرسول يُضاجها على أنها عبدة؟ مامشاعرها إزاء نظرة الازدراء التى لاحظتها فى تصرفات زوجات محمد، وغيرتهنّ منها بسبب نظافتها التى توارثتها عن مجتمعها، مجتمع النيل الذى أتاح لشعبنا (الماء) الذى أشاع ثقافة (الطهارة) والاستحمام وكل وسائل النظافة؟
وازاد بؤس مارية عندما انفصلتْ عن أختها (سيرين) وتضاعف البؤس عندما علمتْ بالصراع الذى داربين صحابة محمد حول من يستأثربأختها لتكون ملك يمينه. ومامشاعرها عندما علمتْ أنّ الشاب المصرى (قريبها) الذى أهداه المقوقس إلى محمد ضمن (هداياه البشرية) كاد يُـقتل على يد عمر بن الخطاب؟ والواقعة كما ذكرها ابن عبد الحكم ((دخل رسول الله على أم إبراهيم أم ولده القبطية فوجد عندها نسيبًا كان لها قدم معها من مصر. وكان كثيرًا ما يدخل عليها، فوقع فى نفسه شىء، فرجع فلقيه عمربن الخطاب فعرف ذلك فى وجهه. فسأله فأخبره. فأخذ عمرالسيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها فأهوى إليه بالسيف، فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبًا ليس بين رجليه شىء (المجبوب المخصى بالكامل)
ثم ترتفع الدراما إلى ذروة جديدة عندما تشتبك الميتافيزيقا مع الواقع، فبينما الميتافيزيقا أرسلتْ جبريل الذى قال لمحمد أنّ ((فى بطن مارية غلامًا منه وأنه أشبه الخلق به)) فإنّ عائشة كان لها رأى آخر، إذْ قالت لمحمد عندما حمل الطفل لترى مافى الصغيرمن ملامح أبيه ((ما أرى بينك وبينه شبهًا))
خالفتْ د. بنت الشاطىء (التى قرأتْ التراث العربى/ الإسلامى بعمق) ضميرها العلمى عندما وضعتْ مارية فى جملة واحدة مع (أمهات المؤمنين) وهذا تزويرفاضح، لأنّ (أمهات المؤمنين) المقصود بهنّ زوجات النبى من (الحرائر) مثل عائشة وحفصة إلخ، بينما مارية كانت أمة (عبدة) وفق منظومة (ملك اليمين) التى وردتْ فى أكثرمن آية وأكثرمن سورة من سورالقرآن. وفى بعض الروايات أنّ النبى أعتق مارية من الرق (= العبودية) بعد أنجبتْ له الطفل إبراهيم. كما أنّ عمربن الخطاب كان دقيقــًا فى كلامه ((إنّ نساءكَ لسنَ كسائرالنساء))
ومتى يأتى المُبدع (المصرى) الذى يقرأ ما جاء فى (الإصابة) عن طريق عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة (زوجة محمد) التى أدلتْ باعتراف يدخل فى باب (الصدق مع النفس) حيث قالت ((ماغِرتُ على امرأة إلاّدون ما غِرتُ على مارية (الأدق لغويًا من مارية) أما الموقف التراجيدى الذى يصلح كمادة درامية من طرازرفيع، فهوالموقف الذى جاء بعد جملة عائشة لمحمد عن طفل مارية ((ما أرى بينك وبينه شبهًا)) خاصة وأنّ الخبرانتشربين العرب وقالوا ((عِلج يدخل على عِلجة)) لخدمتها ويأتيها بالحطب والماء. مامشاعرماريه وقد اتهموها فى شرفها مع قريبها (هابو) وكاد أنْ يُـقتل؟ والواقعة كما رواها أنس أنّ رجلا كان يتهم أم ولد الرسول (أى مارية) فقال الرسول لعلى ((اذهب فاضرب عنقه)) فإذا هوفى بئريبترد فيها (يستحم) فقال له على: اخرج فناوله يده وأخرجه عاريًا فإذا هومجبوب فكفّ على عنه.
أى لولاقانون المصادفة كان مصيرهذا الإنسان القتل على يد على بن أبى طالب، وبالطبع فإنّ هابوبعد نجاته ذهب وحكى ماحدث لمارية. فمامشاعرها وهى تتلقى كل تلك المصائب؟ ثم تكتمل قمة التراجيديا فى حياة مارية بوفاة طفلها وعمره 18 شهرًا، خاصة وقد انتزعوا الطفل منها بحجة أنّ ((النساء تنافسنَ فيمنْ تـُـرضع طفل مريم)) (ابن الأثير- ص49) ورغم أنّ النبى كان ينتهزأى فرصة لترويج الميتافيزيقا، فإنّ ما قاله بعد وفاة الطفل إبراهيم كان عقلانيـًـا، ولم يستسلم لما قاله البعض ((إنّ الشمس انكسفتْ لموت إبراهيم)) فقال محمد قولته الشهيرة ((إنّ الشمس والقمرآيتان من آيات الله، لاتخسفان لموت أحد ولا لحياته)) (أخرجه مسلم فى صحيحه عن كثيرين منهم حديث جابربن عبدالله) فلماذا كان محمد شديد الواقعية ورفض استخدام الميتافيزيقا فى وفاة الطفل إبراهيم ابن مارية؟ وهل هذا يُـفسّرقول البعض أنّ الطفل مات مقتولا؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعددت المصاحف ؟
- مغزى أن يختلف الأزهريون
- مؤسسة الكهنوت العروبى والغيبوبة عن الواقع
- لماذا يحلم الحمساويون بالاستيلاء على سيناء؟
- خالد عبدالمنعم : شاعر ابن موت
- مغزى التحالف السعودى / الإسرائيلى
- كيف تستمر العقوبات البدنية فى الألفية الثالثة؟
- هل ألزم الشرع الزوجة أن تستجيب بزوجها فى أى وقت.؟
- هل غير الإسلام من عقلية العرب ؟
- هل تعيش مصر أجواء ما قبل يناير2011؟
- قراءة فى أعمال الشاعرعبدالرحيم منصور
- ماذا يحدث لو أنّ شعبنا امتنع عن أداء العمرة ؟
- هل الأوطان لها سيقان للسجود ؟
- خانة الديانة والتعصب للدين
- كيف غاب عن مؤرخى الإسلام أنّ السيسى من أصحاب الرسلات؟
- أليس الموقف السعودى ضد مصر دليل على أكذوبة العروبة؟
- ما مغزى التنازل عن الأراضى المصرية للعرب ؟
- هل الكنيسة والأزهرمؤسستان وطنيتان؟
- أليست تخاريف الحاضر امتدادًا لتخاريف الماضى؟
- لماذا حفظ التحقيق مع طه حسين رغم ملاحظات رئيس نيابة مصر؟


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف كانت حياة ماريه القبطيه ؟