أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ... وتخاريف الصغار














المزيد.....

العراق ... وتخاريف الصغار


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 05:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق ...
وتخاريف الصغار

يحكى أن أعرابيا دخل مرة سوق من أسواق وبغداد ولأول مرة في حياته فوجد السوق وقد أزدانت معالم الأحتفاء والبهرجة والتزيين ليس كالمعتاد، رواد السوق أيضا كانوا على حال غير الحال من التزين والتبغدد والبهجة فحمد الله وشكر على أن أهل بغداد قد جعلوا من مقدمه يوما من أيام الفرح فحمل نفسه محمل الفخر والكبرياء وأخذ وسط الطريق مزهوا كأنه ذكر طاووس، حتى داهمته الخيالة وشرطة الخليفة فقد كان هارون مارا من هنا ولم يرى نفسه إلا كومة في زاوية من زوايا الطريق والناس تستقبل خليفتها، فعرف أنه كان أحمقا حين ظن أن بغداد تحفل بمثله من أجلاف الصحراء.
مشكلة البعض من الذين لم يروا الدنيا والعالم من حولهم إلا من منظار ما يظن ويرى ما في نفسه حتى من غير أن يرجع إلى أن يسأل العقل لماذا هو هكذا فيتوهم أن الشمس خلقت لتدفئه والقمر إنما يشرق كل ليلة من أجل سواد عينيه المقفلتين،أيضا هناك ما يسمى بالأقدار الغير محسوبة والتي تجري خارج أعنتها وسياقات المنطق فتمنح البعض وضعا شبيها بالدوران في منطقة اللا جاذبية فيفقد إحساسه بالمكان ويتحول إلى طائر لا يمسكه شيء، الصغار دوما هم من يتوهم أن الأمور في الوجود إنما تخضع له ولأنه في وضع غير متزن فيخيل إليه أنه أمسك بأعنان الوجود، أما الكبار الذين لم تأريخ ووجود وتجربة وأنتاج في الحكمة والمعرفة فأنهم يحسمون أمرهم على الثبات والتحدي والمقاومة لأنهم قرأوا جيدا المكان والزمان وتقلب الأحوال.
العراق لا أحد يمكن أن ينكر حضوره التأريخي ولا أحد يمكن أن يشير للمعرفة والعلم والمبادأة دون أن يقر أنه وشقيقاته الحضارات الأم هم من أسسوا للوجود معنى، في الوقت الذي كان فيه الحالمون ما زالوا همج رعاع يرعون مع إبلهم ومواشيهم في وحشة الرمل والصحراء المجدبة دوما، وحدود معرفتهم الكبرى هو حدود ما تفهم الأنعام من معاني ومثل وقيم همها في علفها، هذه الحقيقية ليست فقط تأريخية بل دينية أيضا بما يؤمنون به من دين ويعتقدون أنه الحق من عند الله، فكيف للأعراب الذين كان حكم الله فيهم (أجدر أن لا يعلموا من دين الله شيئا) لأنه عارف بهم وأعلم أنهم مجرد قطيع من الناس لا يفقهون ولا يعلمون ولا يتذكرون، منهم كان الخراف العقلي والتخريف الفقهي والخرف الذهني واليوم يتطالون على أبو الإنسانية والحضارة.
مناسبة هذا الكلام هو السعار الذي نسمعه يوميا من بعض حثالات الأعراب، الذين جل ما يعرفونه من فن السياسة أنهم يطلقون الكلام على عواهنه ومن غير أن يحسب للأخرين حساب، ولأنه وكل ما يملك من مقومات تسمح له بالحديث العنجهي أنه عبد محمي في كيانات كارتونية مزينة من الخارج فارغة تماما من أي قيمة حضارية أو فكرية تعبر عن شخصيته أو مخلوطه بدمه أو عرقه، هؤلاء من الصعب أن تقنعهم أنهم مجرد خواء عجل سامري ولا أكثر، مرة يطعنون بشرف ومعتقدات الناس ومذاهبهم الفكرية على زعم أنهم البقية الباقية من ملائكة الله في الأرض، ومرة يطعنون بأمم ساهمت في بناء أول لبنة للإنسانية العارفة العاملة لأنه تعلم أن يأكل بالشوكة والسكين ومن قبل كان يقتات وحماره على تمر العراق .
من حقي أن أكون عنصريا لهذا الحد من الأستخفاف بتلك العقول الواهية، لسبب بسيط جدا أن من يظن أنه ملك الدنيا وما فيها هو ومن شغله مجرد مدير دار للدعارة والربا والقوادة السياسية والقبح الفكري، وكل من يلمع بصورته ويظهره على أنهم رموز الحداثة والتطور مجرد نافخين في الأدبار ولاحسي مؤخرات لا أكثر، من العيب أن يتكلم العاهر والداعر عن معنى الحضارة والثقافة والحقوق والسياسة وكل وظيفته في بلده هو إيواء بنات الهوى وتنظيف مخادعهن للزبائن، خلفان ومن شاكلته لو سألته وسألت مشغليه كيف تعلم فن الإدارة ومن علمه أن يرتدي الزي العسكري ومن منحه الرتبة لا ينكر أن ذلك كله كان بفضل الأخرين الذين يسميهم اليوم بالمتخلفين.
نعم أنا عراقي ومن أمة عظيمة وشعب لا أظنه يستحق من هذا الأعرابي الجلف إلا أن يقبل قدم كل عراقي علمه معنى الحياة والدولة، وأقل ما يمكن أن يفعله ليكون منسجما مع التاريخ والحقيقة أن لا يرفع بصره عن أصابع قدمه حين يكلم عراقيا، هذه حقيقتنا وحقنا على الجنرال الورقي ضاحي الخرفان، ولكن العتب ليس على هذه النماذج الوضيعة ولكن عتبنا على قمة السلطة في العراق حين تسكت عن نباحه وهو يلوك بعز وكرامة أسياد أسياده، وفي ختام تقريعي له أقول إن أفلت من عار الكلام فستكون سبة في أجيالك ومن يخلفك إن كانوا في من نسلك وأشك في ذلك ففي كل بيت منكم ألف زاني وزانية، وسيعلم الأعراب حقيقة وجودهم حين يركلهم السيد الذي يحتمون بحذائه ولا مفر عندئذ إلا تقبيل أقدام العراقيين صغارا وكبارا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...
- ثورة الفقير ومشكلة السيد الأمير
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ... وتخاريف الصغار