أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في العراق















المزيد.....

-الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في العراق


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 20:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"الديمقراطية الامريكية" وهي العنوان العريض للديمقراطية الغربية او الديمقراطية البرجوازية، بدأت توكل ثمارها السامة والعنصرية. فكما كان هتلر على سبيل المثال لا الحصر هو نتاج الديمقراطية الغربية، والاحزاب الاسلامية الطائفية - الفاشية الحاكمة في العراق نتاج الديمقراطية الامريكية، فأن ترامب النازي النسخة غير المعدلة لفوهرر* هو نتاج الديمقراطية البرجوازية.
ان جميع فطاحل الفقهاء من الاحزاب الاسلامية، ظلوا ينفخون في بوق الديمقراطية، ومزقوا طبلات اذاننا بها، بأنهم جاءوا عبر عملية "الديمقراطية". ولذلك فأن سر كل طائفيتهم العنصرية وفاشيتهم السياسية، سرقتهم وفسادهم دون حد، استهتارهم الفاضح عن طريق ميليشياتهم بخطف وقتل وذبح المئات ان لم نقل الاف من المواطنين، تكمن بأنهم جاءوا عبر الانتخابات وانهم ممثلو الشعب.
وقالها ترامب بحق بانه جاء عبر الانتخابات التي تختصر فيها كل "الديمقراطية" سواء في امريكا او الغرب او النموذج العراقي. فلماذا كل هذا العويل والصراخ حول استلامه لإدارة الحكم مهما بلغت قراراته من تقطير للعنصرية المعادية للمهاجرين والمعاقين والسود والمرأة والمثليين. بيد ان "الديمقراطية" بالاساس هي قنونة الحرية وتقليم اظافرها وتفريغها من محتواها وتحويلها الى مسخ عبر عملية "انتخابات". والانتخابات الامريكية كما في الانتخابات الغربية والنموذج العراقي، هي تداول السلطة بين النخب التي تملك المال. فعندما يتحول ملياردير الى رئيس للولايات المتحدة الامريكية، وعندما تفوز دولة القانون والمجلس الاسلامي الاعلى وبدر بأغلبية المقاعد البرلمانية لانها تسيطر على اموال النفط والكمارك والموانئ، فعلى العامل والكادح والمرأة والشاب ان يفكر الف مرة بأن القادم لن يكون افضل عبر "الديمقراطية".
ان شرعية قرارات ادارة ترامب في منع المهاجرين من الدول التي يصنفها بالمسلمة مثل ايران والعراق والصومال وسورية واليمن وليبيا، والغاء اللغة الاسبانية من على الموقع الرسمي للبيت الابيض كجزء في معاداتها للمكسيكيين، والعمل على بناء جدار عنصري بين امريكا والمكسيك ومحاولة اعادة تشريع تعذيب الإيهام بالغرق للمعتقلين، واصدار قرار بمنع دفع تكاليف الاجهاض من قبل الحكومة الفيدرالية، واخرها اعتقال عدد من الصحفيين في الاحتجاجات ضد تنصيب ترامب في نيويورك، تشبه وتتطابق مع شرعية قرارات الاحزاب الاسلامية الحاكمة مثل ديباجة الدستور الجعفري والبطاقة الوطنية العنصرية وقانون حظر المشروبات الكحولية، وقانون الاحزاب وسياسة التقشف وقانون مليشيات الحشد الشعبي والمادة ٤ ارهاب.. نقول شرعية تلك القرارات تكمن قوتها او تستمدها من مهزلة العملية "الديمقراطية" التي يروج لها الاعلام المملوك في النظام الرأسمالي. فاذا كانت الجماهير في العراق عضت اصابعها التي تلونت باللون البنفسجي في احتجاجات ٢٥ شباط ٢٠١١ لمشاركتها في انتخاب تلك الاحزاب الاسلامية، فأن اكثر من ٣ ملايين داخل الولايات المتحدة الامريكية خرجت محتجة ضد تنصيب ترامب المنتخب "ديمقراطيا".
ان "الديمقراطية" تعيش اكثر ايام الحزن في حياتها، وبزوغ فجرها الذي توج بعد انتهاء الحرب الباردة، يكاد يخيم عليها ايام حالكة بالظلام. فأخر الابداعات الايديلوجية وما تفتقت عنه او جل ما وصل اليه الفكر البرجوازي هي "الديمقراطية"، وها هي "نهاية التاريخ" التي تغنى بها فرانسيس فوكوياما في تمجيده للعالم الديمقراطي الحر بعيد انهيار الكتلة الشرقية، تعاني من ازمة عميقة، ليس لانها توجت نازيين جدد امثال ترامب او طائفيين يقطرون عنصرية مثل المالكي والخزعلي والعامري والفياض، بل لان المجتمع الانساني بدا يضع علامات استفهام على هذا النظام، وبدا يعيد التفكير حول جدوى نظام يولد النازيين والفاشيين اعداء الانسانية؟
ان العلة الحقيقية ليس بترامب النازي ولا بالأحزاب الاسلامية الفاشية التي تدير السلطة في العراق التي وصلت عبر العملية "الديمقراطية"، بل ان العلة بالنظام الديمقراطي نفسه وبأوهام الجماهير حول هذا النظام. فعندما تكون عامل في الولايات المتحدة الامريكية ولا تملك المال الا من اجل تأمين معيشتك ومعيشة اطفالك، وعندما تكون عامل في العراق لا تملك شهادة جامعية "حسب تعديل البرلمان الاخير لنظام الانتخابات" ولا مليشيا ولا بئر نفط ولا مدخول كمركي، وان مصاريف الدعاية الانتخابية في الولايات المتحدة الامريكية كما في العراق تكلف مئات الملايين من الدولارات، فبالتأكيد لا يصل الى السلطة الا الفاشيين والنازيين من اللصوص والحرامية والذين يعتاشون على عرق العمال وكدهم. فتخيل ان كان ترامب مفلسا او ان المالكي او الحكيم لا يعدوان ان يكونا اكثر من موظفين في امانة بغداد ولا تكفي رواتبهما لدفع بدلات ايجار سكنهما، فليس بالامكان أن يفوز اي من منهم بأحدى "ارجل كرسي واحد" في البرلمان وليس بالرئاسة!
اننا الشيوعيون، لسنا ضد المؤسسات النيابية كما وضحنا من قبل، ونحن مع الانتخابات "الديمقراطية" بمحتواها وشكلها، لا البرجوازي كما شاهدناه في امريكا اليوم وفي العراق منذ غزوه واحتلاله، بل نحن مع الديمقراطية العمالية. اي بعبارة اخرى نؤيد وندعم كل تمثيل شعبي وجماهيري في جميع مؤسسات الدولة لإدارة السلطة في العراق، ولكن قبل كل شيء توفير الاجواء والشروط الاولية للمشاركة في الانتخابات او في اختيار ممثلي الجماهير في المصانع والمحلات والبلديات ومجالس المحافظات والمؤسسات السياسية العليا، وهي "حل جميع المليشيات في حالة العراق"، لكل فرد له الحق بترشيح نفسه وبغض النظر عن حصوله من عدمه على اية شهادة دراسية، (فالعامل في القطاع النفطي اكثر وعيا ودراية من حرامية اصحاب الشهادات الاصلية والمزورة في المنطقة الخضراء)، وضع الامكانات المالية بالتساوي امام جميع الاحزاب المشاركة او الاشخاص المستقلين في الانتخابات، وضع جميع وسائل الاعلام الحكومي بالتساوي في متناول الاحزاب والاشخاص المشاركة في الانتخابات، عندها فقط تتحقق الارادة الحرة للجماهير في اختيار ممثليها الحقيقيين، وحينها سيكون فلتر الديمقراطية العمالية كفيل بمنع النازيين امثال ترامب والطائفين امثال الحكيم والمالكي والعبادي والجبوري والدليمي من الوصول الى السلطة.
• لقب كان يطلق على ادولف هتلر وبالألمانية يعني القائد.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في العراق